الرئيسية الأخبار شركة 216 Capital تستثمر في Deplike لإحداث ثورة في تعليم الموسيقى

شركة 216 Capital تستثمر في Deplike لإحداث ثورة في تعليم الموسيقى

حين يجمع تطبيقٌ مبتكرٌ بين الذكاء الاصطناعي والتّصوير ثلاثي الأبعاد، تتحوّل تجربة تعلّم الموسيقى إلى رحلةٍ تفاعليّةٍ ممتعةٍ وشخصّيةٍ لكلّ مستخدمٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

استثمرت شركة رأس المال المغامر التّونسيّة المتخصّصة في المراحل المبكرة، "216 كابيتال" (216 Capital)، في شركة "ديبلايك" (Deplike) التّركيّة، وهي شركةٌ تقنيّةٌ متخصّصةٌ في تعليم الموسيقى، ومطوّرة لتطبيق "تشوردي" آي (Chordie AI)، الذي يعيد ابتكار الطّريقة التي يتعلّم بها النّاس العزف على الغيتار.

وشملت قائمة المستثمرين أيضاً كلّاً من: إيرين بالي (Eren Bali)، الشّريك المؤسّس لمنصّة التّعليم الأميركيّة "يوديمي" (Udemy)؛ محمد إجه‌ ڤيت (Mehmet Ecevit)، الشّريك المؤسّس لاستوديو التّرفيه البريطانيّ "غرام غيمز" (Gram Games)؛ ميليه أودَميش (Melih Ödemiş)، الشّريك المؤسّس لمنصّة توصيل الطّعام التّركيّة "يمك‌ سِبِتي" (Yemeksepeti)؛ علي أكغون (Ali Akgün)، نائب رئيس "مايكروسوفت آي" (Microsoft AI)؛ إلى جانب شركة تطوير ونشر الألعاب الهجينة في أنقرة "ماجيك لاب" (MagicLab).

تأسّست ديب لايك في تركيا عام 2017 على يد المهندسين أوفوق بولات (Ufuk Polat)، محمد سليمان صاغلام (Mehmet Süleyman Sağlam)، ومصطفى دمير (Mustafa Demir)، بهدف جعل تعلّم الآلات الموسيقيّة أكثر سهولةً وجاذبيّةً وتطوّراً عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويشير بولات، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للشّركة، إلى أنّ ديب لايك انطلقت لسدّ فجوةٍ كبيرةٍ في تقنيات تعليم الموسيقى، من خلال جعل رحلة التّعلم أكثر ارتباطاً بالمتعلم، وأكثر تشويقاً ومتعةً للرّاغبين في اكتشاف عالم العزف.

ويشرح بولات قائلاً: “تتمثّل الفجوة الأساسيّة الّتي نعالجها في إيجاد الصّلة والارتباط وتحفيز المتعلّم في مسار تعلّم الموسيقى؛ فقد أظهرت تجربتنا، الّتي بدأت مع تطبيق متقدّم لتأثيرات الغيتار (guitar FX)، أنّ معظم الناس لا يرغبون في البدء بنظرياتٍ موسيقيّةٍ معقّدةٍ أو تفاصيل تقنية للآلة، بل يريدون تعلّم أغانيهم المفضلة والوصول إلى النّغمة الخاصّة بالفرق التي يحبّونها”. وعلى هذا الأساس، تميّزت ديبلايك بمزيج يجمع بين العناصر التي تُشخصن التّجربة وتحافظ على تحفيز المستخدم. ويضيف بولات: “ديب لايك هي الشّركة الوحيدة الّتي تركّز على التّعلّم المُمكنَن عبر عناصر اللعب (gamified)، مقروناً بمسار تعلّم ٍمفصّلٍ لكلّ مستخدمٍ. ونحن نغيّر التّركيز من تعلّم ’الموسيقى‘ إلى تعلّم ’موسيقاك أنت‘، لتصبح الرحلة فورية الجدوى، حيّة الصّلة، ومليئة بالمتعة”.

ومن هذا المنطلق، يجمع تشوردي آي، التّقنيّة الرّئيسة لدى ديبلايك، بين الذكاء الاصطناعي والتصوير ثلاثي الأبعاد، في مزيجٍ يُعيد تشكيل الطّريقة التي يتعلّم بها النّاس الموسيقى. فالذكاء الاصطناعي يصغي لعزف المستخدم لحظةً بلحظةٍ، ويقدّم ملاحظاتٍ فوريّةً ودقيقةً حول التّوقيت والإيقاع والدّقة، بينما يواصل مواءمة الدّروس تبعاً لمستوى المتعلّم وأهدافه، سواء كان يسعى لإتقان أغنيةٍ محدّدةٍ أو لتحسين مهاراته تدريجيّاً. ويكمّل ذلك عنصر بصريّ ثلاثي الأبعاد يوفّر دليلاً تفاعليّاً على لوحة العزف، من خلال نموذج يٍد واقعيّةٍ تُظهِر أشكال الأوتار ووضعيات الأصابع في الزّمن الحقيقيّ. ويوضّح بولات أنّ هذا الأسلوب الغامر يساعد المستخدمين على استيعاب التّقنيات المعقّدة بسهولةٍ أكبر، ويمنحهم قدرةً أسرع على التّقدّم مقارنةً بالأساليب التّقليديّة.

وتضمّ ديب لايك اليوم 250 ألف مستخدم نشط، إضافةً إلى 3,000 مستخدمٍ جديدٍ يوميّاً، وهو نموٌّ يعزوه بولات إلى ما يسميه “حبّ المنتج وقوة المجتمع”. ويشير إلى أنّ العوامل التي أسهمت في توسّع قاعدة مستخدمي التّطبيق تعود إلى الانتشار العضوي النّاتج عن رضا المستخدمين، وروح المجتمع، وارتباط التّجربة باحتياجاتهم الحقيقيّة. ويقول: “يحبّ الناس تطبيقنا بصدقٍ، لأنه يمكّنهم من تحقيق أهدافهم الموسيقيّة بسرعةٍ أكبر، وبمتعةٍ أكثر ممّا تتيحه الطّرق التّقليديّة. وهذا الرّضا يدفعهم طبيعيّاً إلى مشاركته مع أصدقائهم، ممّا يولّد معدّلاتٍ عاليةٍ من الاستحواذ العضويّ على المستخدمين”.

ويضيف بولات موضّحاً أنّ مجتمع ديب لايك الرّقميّ يلعب أيضاً دوراً محوريّاً بوصفه شبكة دعم للمستخدمين؛ فيقول: "لم نبنِ مجرّد تطبيقٍ، بل شيّدنا مجتمع غيتار نابضاً بالحياة. المستخدمون يتواصلون عبر الموسيقى، ويتبادلون النّصائح، ويعرضون تقدّمهم. إنّ هذا الشعور بالانتماء والتشجيع المتبادل يعزّز الاستمرارية، ويعمل كمحرّك قوي لانتشار التطبيق عبر التوصية الشفهية”. ويشير كذلك إلى أنّ بناء تطبيق يمنح التعلّم صلة وثيقة بحياة المستخدم -مثل تمكينه من تعلّم أغانيه المفضّلة أولاً- كان عاملاً رئيساً في دفع عجلة التّبنّي.

من الجانب الاستثماريّ، أشارت ذكرى خليفي، الشّريكة المؤسِّسة في 216 كابيتال، إلى السّمات الّتي ميّزت "ديب لايك" (Deplike) في مجال تكنولوجيا تعليم الموسيقى؛ فتقول: "ما جذبنا إلى ديب لايك هو قدرتها على الجمع بين عدة اتجاهات رئيسية في وقت واحد. فالأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي أصبحت معياراً جديداً في الإبداع، والموسيقى، كونها سوقاً ضخمة ومتجددة عبر الزمن، لطالما تطوّرت جنباً إلى جنب مع التكنولوجيا. وتتفوق ديب لايك في استخدام الذكاء الاصطناعي لجعل تعلّم الموسيقى وإنتاجها أكثر سهولةً وخصوصيةً".

وترى 216 كابيتال أنّ الاستثمار في ديب لايك يتجاوز كونه التزاماً مالياً ليعكس أيضاً رسالتها الأوسع. وتوضّح خليفي بقولها: "ينسجم هذا الاستثمار تماماً مع مهمّة 216 كابيتال: دعم المؤسسين المنتمين إلى المنطقة ممن يبنون حلولاً عالمية تجمع بين التعليم والإبداع والتكنولوجيا. ورؤية ديب لايك بطبيعتها رؤية عالمية”. كما تشير إلى خطط الصندوق لدعم الشركة في توسّعها العالمي بالتوازي مع تعزيز حضورها الإقليمي. وتضيف: “رغم أنّ ديب لايك تحقّق زخماً مبكّراً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإننا نؤمن بأنها ستصبح رائدة في تعليم الموسيقى داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونحن ملتزمون تماماً بدعم جهودها في التكيّف مع خصوصيات السوق الإقليمية والاستحواذ عليه، لتصبح لاعباً استراتيجياً في المنطقة".

ومن منظور أوفوق بولات، يرى المستثمرون أنّ جاذبية ديب لايك في السوق ترتكّز على ثلاثة عناصر أساسية تشكّل جوهر تفوقها: نموذجها التّجاري المربح، وملاءمتها القوية مع احتياجات المستخدمين، وتقنيتها المتقدّمة. ويقول بولات: “بعد أن شاهدوا نجاح منصّات مثل Udemy وGram Games، أدركوا قدرة ديب لايك على إحداث تحوّل في سوق تعليم الموسيقى الهائل، عبر مزج التعليم بآليات اللعب والتفاعل الاجتماعي”.

ويضيف أنّ أرقام الاستخدام المرتفعة، ونسب التسرّب المنخفضة، ونمو التطبيق العضوي، جميعها رسّخت قناعة لدى المستثمرين بأن الشركة حلّت فعلاً مشكلة حقيقية يواجهها ربع مليون مستخدم. أمّا على مستوى التكنولوجيا، فيشير بولات إلى أنّ الجمع بين الذكاء الاصطناعي والتصوّر ثلاثي الأبعاد منح الشركة أفضلية دفاعية كبيرة في مواجهة المنافسين الذين ما زالوا يعتمدون أساليب تعليمية تقليدية أقل تفاعلاً.

ويتابع موضحاً أنّ هذه الأرضيّة الصّلبة -إلى جانب ثقة المستثمرين البارزين- أسهمت في تسريع نموّ الشّركة بصورة لافتة؛ فيقول: “إنّ مصداقية داعمينا -من بينهم إيرين بالي (Udemy)، محمد أجيفيت (Gram Games)، ميليه أودَمش (Yemeksepeti)، علي أَكغُن (Microsoft AI)، وماجيك لاب (MagicLab)- هي شهادة حيّة على إمكانات رؤية ديب لايك”.

بحسب أوفوق بولات، فإنّ الإرشاد الذي يقدّمه المستثمرون وشبكاتهم الواسعة سيتيح لديب لايك (Deplike) تسريع توسّعها العالمي وترسيخ مكانتها بوصفها إحدى أبرز الشركات في مجال تعليم الموسيقى المعزّز بالذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يوفّر علي أَكغُن من Microsoft AI خبرة تقنية معمّقة تساعد الشركة على توسيع نطاق تقنية Chordie AI ودمج قدرات متقدّمة من التعلم الآلي. أمّا من جهة تكنولوجيا التعليم، فيقدّم إيرين بالي، الشريك المؤسّس لمنصّة Udemy، رؤية استراتيجية فيما يتعلق بالدخول إلى الأسواق العالمية وتوسيع المحتوى وجذب المستخدمين.

وفي الوقت نفسه، يسهم محمد أجيفيت من Gram Games وفريق MagicLab بخبراتهم في عالم الألعاب والنموّ، ما يساعد ديب لايك على صقل تجربة التعلّم ورفع تنافسيتها في سوق التطبيقات الموجّهة للمستهلكين. وبما يتجاوز الإرشاد، يوضح بولات أنّ الحصول على دعم مستثمرين ذوي خبرة وارتباطات دولية يمنح ديب لايك أفضلية استراتيجية مهمّة مع استعداد الشركة لجولتها التمويلية المقبلة وللتوسع حول العالم. ويقول: “إنّ مصداقيتهم وشبكاتهم تعزّز موقعنا بشكل كبير ونحن نستعد لجولتنا التمويلية التالية، إذ توفّر لنا طبقة إضافية من الثقة خلال عمليات التحقق، وتفتح أمامنا أبواباً لشركاء ومستثمرين عالميين نحتاج إليهم من أجل توسع دولي واسع النطاق".

فيما يتعلّق بالنصائح التي يوجّهها بولات للمؤسسين الذين يعملون عند تقاطع الإبداع والتكنولوجيا، شدّد على أهمية التركيز الشديد على العملاء. ويقول: “ركّزوا هوسيّاً على عملائكم، لا على منافسيكم”. ويشرح أنّ الركيزة الأولى للنّجاح تكمن في حل المشكلة الحقيقية للعميل. ويضيف: “بدلاً من المقارنة مع الحلول القائمة، أنفقوا طاقتكم في فهم أسباب فشل الناس أو تخليهم عن النشاط الإبداعي الذي تركزون عليه، وفي حالتنا كان ذلك تعلّم الموسيقى. يجب أن يزيل منتجكم هذه الحواجز. لقد أدركنا في بداياتنا أنّ الناس يهتمون بنغمة فرقتهم المفضلة، لا بالتأثيرات المعقدة—وهذا التّركيز على العملاء غيّر مسار منتجنا بالكامل”.

كما أكّد بولات أنّ التكنولوجيا يجب أن تكون مصدر إلهام، لا عائقاً، مشجّعاً المؤسسين الآخرين على احتضان متعة استخدام التقنيات. ويضيف: “ينبغي للتكنولوجيا أن تعزّز المتعة والانسيابية في العملية الإبداعية، لا أن تعقّدها. استعملوا الذكاء الاصطناعي، والتصوّر ثلاثي الأبعاد، وغيرها من الأدوات لتبسيط التجربة، وتخصيصها، وتحويلها إلى لعبة، بحيث يقضي المستخدم وقتاً أقل في فهم الأداة، ووقتاً أكثر في الإبداع”.

وأخيراً، تناول بولات ما يمنح المستخدمين الدّافع للعودة مراراً وتكراراً: قوة الانتماء وروح المشاركة. ويقول: “الإبداع غالباً ما يكون تجربةً مشتركةً، ومن ثم يجب أن يوفّر منتجكم مجتمعاً يشعر فيه المستخدمون بالأمان لمشاركة أعمالهم والاحتفاء بتقدّمهم. هذه الروابط هي الآليّة الأمثل للحفاظ على التّفاعل والولاء”.

من جانبها، شاركت ذِكرى خليفي نصائحها للمؤسسين في الصناعات الإبداعية الراغبين في جذب رأس المال الذكي. فتقول: “يكمن السر  في أن تعبّر عن عبقريتك الإبداعية ضمن إطار طموح عالمي، ومؤشرات قابلة للقياس، وتقنية ملكية خاصة”. وتضيف: “فكروا بشكلٍ عالميٍّ، وأثبتوا الجدوى الاقتصاديّة، وادمجوا إبداعكم داخل تكنولوجيا تمتلكونها. هذه هي الطريقة الّتي يتحوّل بها مشروعٌ ناشئٌ في مجال الإبداع إلى استثمارٍ برأس مالٍ ذكيٍّ".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 8 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: