الرئيسية الأخبار شركة Impact46 تستثمر 6 ملايين دولار في 5 استوديوهات ألعاب

شركة Impact46 تستثمر 6 ملايين دولار في 5 استوديوهات ألعاب

استثمارٌ نوعيٌّ يعزّز صناعة الألعاب عبر دعم فرقٍ مبتكرةٍ تطوّر عوالم خياليّةً وتجارب تفاعليّةً تجمع بين إبداع المنصّات وحيوية الألعاب

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

استثمرت شركة رأس المال المغامر السعودية "إمباكت 46" (Impact46) أكثر من 25 مليون ريالٍ سعوديٍ (6.66 مليون دولار أمريكي) في خمسة استوديوهاتٍ ٍمتخصّصةٍ في تطوير الألعاب، هي: "فاهي" (Fahy)، "إن جي دي" (NJD)، "غيم كوكز" (Game Cooks)، "ستارفانيا" (Starvania)، و"ألباكا" (Alpaka)، وذلك من خلال صندوق الألعاب الّذي يبلغ رأسماله 150 مليون ريالٍ سعوديٍّ (39.97 مليون دولارٍ أمريكيٍّ)، والّذي أطلق في مارس 2024.

ويُعدّ هذا الصّندوق جزءاً من توجّهٍ أوسع للشّركة لدعم المؤسّسين العاملين في مجالات تطوير المحتوى الرّقميّ وصناعة الألعاب في المنطقة، ويأتي استكمالاً لاستثماراتٍ سابقةٍ خلال عام 2025 في شركتي "سبويلز" (Spoilz) و"سبيكتر غيمز" (Spekter Games)، لتصبح المحفظة الحاليّة مكوّنةً من 9 شركاتٍ تساهم في نموّ صناعة الألعاب في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتشكيل ملامح تطوير وتوزيع المحتوى.

تأسّست إمباكت 46 في الرياض عام 2019 على يد عبدالعزيز العمران، وهي شركة إدارة أصولٍ متخصّصةٌ في رأس المال المغامر، ومن أوائل الشّركات السّعوديّة الّتي حصلت على ترخيصٍ من هيئة السّوق الماليّة. تركّز الشّركة استثماراتها على الشّركات التّقنية النّاشئة، حيث تشكّل المشاريع السعودية غالبية محفظتها الاستثماريّة.

وفي تصريحٍ لموقع "عربية .Inc"، أوضح إريك هوسني، الممثّل المفوّض عن فريق إمباكت 46 والمسؤول عن قيادة جهود صندوق الألعاب، أنّ الاستوديوهات الّتي استثمرت فيها الشّركة، رغم اختلاف أساليبها بين عوالم الألعاب الخياليّة المخصّصة لأجهزة الألعاب والألعاب المحمولة الهجينة المبسطة، إلّا أنّها تشترك جميعاً في محورٍ أساسيٍّ واحدٍ.

قال هوسني: "جوهر عملنا هو الاستثمار في مؤسّسين يتمتّعون برؤيةٍ إبداعيّةٍ واضحةٍ وأطروحةٍ محدّدةٍ لما يسعون إلى بنائه ونوعيّة حلقات اللّعب الّتي يطورونها. وبالإضافة إلى الإبداع، نبحث عن وعيٍ عميقٍ بالتّعقيدات التّجاريّة الّتي تحدّد نجاح اللّعبة، بدءاً من استراتيجيّة النّشر، مروراً بتصميم نموذج تحقيق الإيرادات، وصولاً إلى ضمان استدامتها على المدى الطّويل. كما نولي أهميّةً كبيرةً للقدرة على التّنفيذ التّقنيّ المتقن وإيصال المنتج إلى السّوق بكفاءةٍ، فذلك غالباً ما يحدّد ما إذا كانت الأفكار الواعدة ستنجح أو تتعثّر. الفرق الصغيرة التي تستفيد من الأدوات الحديثة، خاصّةً الذكاء الاصطناعي، تقطع شوطاً كبيراً نحو النّجاح. لهذا غالباً ما يتمتّع المؤسّسون المتمرّسون أو الفرق ذات الخبرة بميّزةٍ إضافيّةٍ، إذ يجمعون بين الخبرة التّجاريّة والتّنفيذ التّقنيّ والتّميّز الإبداعيّ مع الانضباط والمرونة اللّازمين للانتقال بالاستوديو من الإقليميّة إلى العالميّة".

وتجسّد الاستوديوهات الخمسة الجديدة هذه الفلسفة بوضوحٍ؛ فاستوديو فاهي هو فريقٌ سعوديٌّ متخصّصٌ في تطوير الألعاب المحمولة الهجينة الّتي يسهّل الوصول إليها وتوفّر تجربةٍ ممتعةٍ ومجزيّةٍ، فيما يركّز إن جي دي على تقديم تجارب لعبٍ ممتعةٍ عبر الهواتف المحمولة. أمّا غيم كوكز، الّذي انتقل مقرّه إلى الرياض، فقد أنتج 22 لعبةً أصليّةً على منصّات الواقع الافتراضيّ والأجهزة المحمولة والحاسوب الشّخصيّ، من بينها أوّل لعبة واقعٍ افتراضيٍّ للحاسوب "فينديكتا" (VINDICTA) التي أطلقت على "ستيم في آر" (SteamVR) و"أوكولوس هوم" (Oculus Home) و"فيف بورت" (Viveport). بينما يعدّ "ستارفانيا" (Starvania) استوديو سعوديّاً مستقلّاً يعمل على ابتكار عوالم خياليّةٍ أصليّةٍ للحاسوب والمنصّات المنزليّة، وتنتج ألباكا ألعاباً هجينةً في فئة الأكشن وتنشرها.

ويرى هوسني أنّ تركيز إمباكت 46 على الاستوديوهات الإقليميّة يمنحها ميّزة إنتاج محتوى يخاطب الجمهور المحليّ ويحافظ على جاذبيّةٍ عالميّةٍ، مضيفاً: "توفّر منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصةً فريدةً للمؤسّسين المحليّين لابتكار ألعاب ذات قصصٍ وشخصيّاتٍ وموضوعاتٍ ترتبط ثقافيّاً بالمجتمع، مع قدرتها على جذب جمهورٍ عالميٍّ. تمنح هذه الميّزة الاستوديوهات المحليّة تفوّقاً طبيعيّاً، خاصّةً في ظلّ ما يواجهه النّاشرون العالميّون من تحديّاتٍ في التّوطين، سواء من حيث التّفاصيل الثّقافيّة أو تجربة المستخدم أو تفاعل اللّاعبين. كما أنّ دول مجلس التّعاون الخليجيّ تتميّز بأحد أعلى معدّلات متوسّط العائد لكلّ مستخدمٍ في العالم، ومع بقاء السّوق بعيداً عن التّشبّع، فإنّ العناوين المنفّذة بإتقانٍ يمكن أن تحقّق نجاحاً سريعاً مقارنةً بالأسواق الأكثر نضجاً".

ويعتقد هوسني أنّه مع نضوج منظومة صناعة الألعاب في المنطقة ستبرز استوديوهاتٌ جديدةٌ تستهدف الأسواق العالميّة، موضّحاً: "الخطوة التّالية هي بناء كفاءةٍ تشغيليّةٍ وخبرةٍ في النّشر تضاهي كبرى استوديوهات الألعاب. ومع خوض الاستوديوهات جولات إطلاقٍ متكرّرةً، وتطويرها المستمرّ، واستيعابها لآراء السّوق، فإنّها ستتمكّن من سدّ الفجوة وتحويل النّجاحات المحليّة إلى سلاسل عالميّةٍ؛ فالتّعلّم من الاستوديوهات النّاجحة، سواء كانت إقليميّةً أو دوليّةً، سيكون عاملاً أساسيّاً لتسريع هذه العمليّة وصناعة قصص نجاح محليّةٍ".

وتتوافق استراتيجيّة إمباكت 46 مع طموحات السّعوديّة لتطوير قطّاع الألعاب والتّرفيه التّفاعليّ ضمن الاستراتيجيّة الوطنيّة للألعاب والرياضات الإلكترونية ورؤية المملكة 2030. وتشمل هذه الجهود دعماً من جهاتٍ وطنيّةٍ مثل: صندوق التّنمية الوطنيّ، وصندوق التّنمية الاجتماعيّة، ومبادرة "كود" التّابعة لوزارة الاتّصالات وتقنية المعلومات، والاتّحاد السّعوديّ للرياضات الإلكترونية، إلى جانب مبادراتٍ من مؤسّسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، و"مجموعة سافي للألعاب" (Savvy Games Group)، الّتي تعدّ جميعها عناصر رئيسيّةً في دعم هدف المملكة لأن تصبح مركزاً إقليميّاً لصناعة الألعاب.

أمّا بالنّسبة للمؤسّسين السّاعين للحصول على دعمٍ استثماريٍّ؛ فقد شدّد هوسني على ضرورة إثبات الرّؤية الإبداعيّة والجدوى التّجاريّة في وقتٍ مبكّرٍ، قائلاً: "البيئة الحاليّة صعبةٌ، فحجم الاستثمار في الألعاب أقلّ بكثيرٍ من ذروته خلال سنوات الجائحة، ما يجعل السّوق لصالح المستثمرين، ويجعل إثبات الطّلب الملموس هو العامل الأهمّ. لذلك، أظهر الإقبال على لعبتك في وقتٍ مبكّرٍ، سواء عبر إصدارات ألفا أو بيتا، أو من خلال التّفاعل المجتمعيّ، أو مؤشّراتٍ قويّةٍ للأداء المبكّر من حيث أسلوب اللّعب وتحقيق العائدات. وادعم ذلك برؤيةٍ إبداعيّةٍ واضحةٍ: ما الذي تبنيه؟ ولماذا يناسب السّوق اليوم؟ وكيف ستجعله مجدياً تجاريّاً؟ وتذكّر أنّ الجانب التّجاريّ لا يقلّ أهميّةً عن الإبداعيّ: افهم نموذج الإيرادات، واستراتيجيّة جذب اللّاعبين، ونهج التّطوير، وخارطة الطّريق المستقبليّة لتعزيز ثقة المستثمر وإظهار وعيك بالتّحديّات المقبلة".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: