الرئيسية التنمية تجنب الإطالة والمبالغة: أخطاء شائعة في كتابة السيرة الذاتية

تجنب الإطالة والمبالغة: أخطاء شائعة في كتابة السيرة الذاتية

حين تصبح السيرة الذاتية المرآة الأولى للمرشّح، يبرز الاحتراف في عرض الخبرات والإنجازات بدقّةٍ واختصارٍ لضمان ترك الانطباع الأمثل أمام أصحاب العمل

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

تعدّ السّيرة الذّاتيّة البوّابة الأولى الّتي يطرقها الفرد للدّخول إلى سوق العمل، فهي الوثيقة الّتي تعكس خبراته ومهاراته وإنجازاته أمام أصحاب الشّركات. ومع ذٰلك، يقع الكثير من الباحثين عن عملٍ في أخطاءٍ شائعةٍ في كتابة السّيرة الذّاتيّة تفقدها قيمتها وتضعف تأثيرها. فعندما يبالغ المرشّح في عرض تفاصيل لا ضرورة لها، أو يطيل في السّرد على حساب الوضوح، أو يكرّر نفس المعلومات بأسلوبٍ مختلفٍ، فإنّه يعرّض فرصه في نيل مقابلةٍ شخصيّةٍ للخطر. لذٰلك، تبرز الحاجة إلى وعيٍ أعمق بكيفيّة صياغة السّيرة الذّاتيّة بطريقةٍ احترافيّةٍ تجمع بين الدّقّة والاختصار، وتجنّب المبالغة والإطالة الّتي كثيراً ما تشوّش الرّسالة وتضعف الإنطباع الأوّليّ.

أهمية الدقة والاختصار في السيرة الذاتية

حين تثقل السّيرة الذّاتيّة بمعلوماتٍ زائدةٍ لا تضيف جديداً، تفقد قيمتها سريعاً، لأنّ أصحاب العمل يفضّلون الوثائق الّتي تبرز الجوهر بوضوحٍ وتختصر الطّريق نحو تقييم المتقدّم. فضلاً عن ذٰلك، فإنّ الاختصار المدروس يظهر المرشّح كشخصٍ منظّمٍ يعرف كيف ينتقي أهمّ ما يملكه من خبراتٍ. وعلى الرّغم من أنّ البعض يظنّ أنّ الإطالة تعبّر عن خبرةٍ واسعةٍ، إلّا أنّ النّتيجة غالباً ما تكون عكسيّةً، إذ تبدو السّيرة مشوّشةً ومليئةً بأخطاءٍ شائعةٍ مثل الحشو والتّكرار. وبالتّالي، يصبح الاختصار المدعوم بالدّقّة معياراً أساسيّاً للتّميّز. [1]

أخطاء شائعة في كتابة السيرة الذاتية

تعدّ السيرة الذاتيّة مرآةً أولى تعكس صورة المتقدّم للوظيفة، غير أنّ أخطاءً شائعةً مثل الإطالة والمبالغة تضعف فاعليّتها وتقلّل فرص القبول.

المبالغة في عرض الإنجازات

يلجأ كثيرون إلى تضخيم إنجازاتهم أو صياغتها بعباراتٍ مبالغٍ فيها، اعتقاداً بأنّ ذٰلك يعزّز جاذبيّتهم. غير أنّ هٰذه المبالغة تكتشف بسهولةٍ عند مراجعة المعلومات أو أثناء المقابلة، وحين يكتشف التّناقض تتلاشى الثّقة ويرفض الطّلب مباشرةً. علاوةً على ذٰلك، فإنّ المبالغة تعرّض صاحبها لحرجٍ كبيرٍ أمام أسئلةٍ دقيقةٍ. وفي المقابل، يبرز الصّدق والموضوعيّة صورة المرشّح على نحوٍ أفضل ويمنح سيرته مصداقيّةً أعلى، ممّا يجعل الابتعاد عن التّزييف شرطاً ضروريّاً لتفادي أحد أبرز الأخطاء الشّائعة في كتابة السّيرة الذّاتيّة.

تكرار المعلومات بلا داعٍ

يظنّ بعض المتقدّمين أنّ تكرار المهارات أو الخبرات أكثر من مرّةٍ يرسّخ أهمّيّتها، غير أنّ ذٰلك يربك القارئ ويشعره بأنّ المرشّح لا يعرف كيف ينظّم أفكاره. ومن ناحيةٍ أخرى، يؤدّي التّكرار إلى إضاعة وقت صاحب العمل الّذي يبحث عن نقاطٍ محدّدةٍ بوضوحٍ. لذٰلك، يستحسن ذكر كلّ عنصرٍ مرّةً واحدةً وبأسلوبٍ مركّزٍ، الأمر الّذي يمنح السّيرة الذّاتيّة قوّةً أكبر ويجنّبها الوقوع في خطأٍ شائعٍ يضعف قيمتها. [1]

إدخال تفاصيل شخصية غير ضرورية

يدرج البعض تفاصيل شخصيّةً لا علاقة لها بالوظيفة مثل الهوايات الرّوتينيّة أو المعلومات العائليّة أو بياناتٍ مبالغٍ فيها. هٰذه الإضافات لا تضيف أيّ قيمةٍ حقيقيّةٍ، بل قد تشتّت الانتباه وتظهر السّيرة أقلّ احترافيّةً. وعلى الرّغم من أنّ بعض التّفاصيل قد تبدو بريئةً، إلّا أنّ الإكثار منها يضعف التّركيز على الجوانب المهنيّة المهمّة. وبالتّالي، يفضّل التّركيز على المؤهّلات التّعليميّة والخبرات العمليّة والمهارات الأساسيّة فقط، لأنّها تمثّل جوهر الرّسالة المهنيّة. [2]

إغفال التخصيص لكل وظيفة

يرتكب الكثيرون خطأً شائعاً حين يرسلون نسخةً واحدةً من سيرتهم الذّاتيّة إلى جميع الوظائف دون تعديلٍ. حيث يكشف هٰذا السّلوك عن غياب الاهتمام الحقيقيّ بالوظيفة المطلوبة، بينما يتوقّع أصحاب العمل أن يظهر المرشّح أنّه قرأ إعلان الوظيفة بعنايةٍ. علاوةً على ذٰلك، فإنّ تخصيص السّيرة بما يتناسب مع متطلّبات كلّ وظيفةٍ يرفع من فرص القبول ويمنح انطباعاً إيجابيّاً بأنّ المرشّح جادٌّ وملمٌّ بتفاصيل الدّور المطلوب.

الإفراط في استخدام الكلمات الطنانة

تمتلأ بعض السّير الذّاتيّة بعباراتٍ عامّةٍ مثل "قائدٌ بارعٌ" أو "مبدعٌ في الحلول" أو "مفكّرٌ استراتيجيٌّ"، لكنّها تبقى بلا قيمةٍ إذا لم تدعم بأمثلةٍ عمليّةٍ. وعلى الرّغم من أنّ هٰذه العبارات تبدو جذّابةً، إلّا أنّها تعتبر من الأخطاء الشّائعة في كتابة السّيرة الذّاتيّة لأنّها لا تقنع القارئ. لذٰلك، يجب أن تثبت المهارات بإنجازاتٍ محدّدةٍ مثل زيادة الأرباح بنسبةٍ معيّنةٍ أو إدارة مشروعٍ ناجحٍ، إذ يضيف هٰذا الطّابع العمليّ مصداقيّةً للسّيرة ويجعلها أكثر إقناعاً. [2]

غياب الهيكل الواضح والتنظيم

يفقد النّصّ تأثيره عندما يكتب بلا تقسيمٍ واضحٍ، إذ يصعب على القارئ تتبّع أقسام التّعليم والخبرات والمهارات بشكلٍ مرتّبٍ. بينما يعطي الهيكل المنظّم انطباعاً فوريّاً بالاحترافيّة ويسهّل قراءة السّيرة بسرعةٍ.، كما أنّ التّنظيم يظهر صاحب السّيرة كشخصٍ منضبطٍ ويهتمّ بالتّفاصيل، في حين أنّ العشوائيّة تعدّ من أكثر الأخطاء الّتي تؤدّي إلى استبعاد السّيرة الذّاتيّة من البداية.

إغفال التدقيق اللغوي

تضعف الأخطاء الإملائيّة أو النّحويّة قيمة السّيرة الذّاتيّة بشكلٍ مباشرٍ، لأنّها تظهر المرشّح كشخصٍ مهملٍ حتّى لو كان مؤهّلاً بشكلٍ كبيرٍ. وفي المقابل، يعطي التّدقيق اللّغويّ والصّياغة الصّحيحة انطباعاً إيجابيّاً بأنّ صاحب السّيرة يولي اهتماماً بالتّفاصيل الدّقيقة.

التركيز على المسؤوليات بدلاً من الإنجازات

يميل بعض المرشّحين إلى ذكر مسؤوليّاتهم الوظيفيّة فقط، غير أنّ أصحاب العمل لا يكتفون بما كان مطلوباً من الموظّف، بل يبحثون عمّا أنجزه بالفعل. ومن هنا، يصبح التّركيز على النّتائج مثل تحسين الأداء أو رفع المبيعات أو إنجاز مشروعٍ استراتيجيٍّ أكثر أهمّيّةً من سرد الواجبات. إضافةً إلى ذٰلك، فإنّ عرض الإنجازات بالأرقام يعكّس قيمةً عمليّةً ملموسةً ويعطي السّيرة قوّةً أكبر مقارنةً بمجرّد وصف المسؤوليّات.

الخاتمة

لا يكمن التّحدّي الحقيقيّ في كتابة السّيرة الذّاتيّة في قلّة الخبرات بل في طريقة عرضها. فعندما يتجنّب الحشو والتّكرار والمبالغة، وحين يركّز على الاختصار والدّقّة والإنجازات الحقيقيّة، تزداد فرص المرشّح في نيل اهتمام أصحاب العمل. كما أنّ تقديم سيرةٍ صادقةٍ ومنظّمةٍ ومصاغةٍ بعنايةٍ يسهّل عمليّة التّقييم ويمنح انطباعاً مهنيّاً قويّاً. وبذٰلك، يظلّ الوضوح والصّدق والاختصار مفاتيح أساسيّةً لكتابة سيرةٍ ذاتيّةٍ ناجحةٍ تمهّد الطّريق نحو مستقبلٍ وظيفيٍّ واعدٍ.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما عدد الصفحات المثالي للسيرة الذاتية؟
    يتراوح العدد المثاليّ لصفحات السير الذاتية بين صفحةٍ واحدةٍ وصفحتين على الأكثر، حيث تكفي صفحةٌ واحدةٌ للمرشّحين الجدد أو ذوي الخبرة المحدودة، بينما قد يحتاج أصحاب الخبرات الطّويلة إلى صفحتين.
  2. ما الفرق بين السيرة الذاتية الورقية والسيرة الذاتية الإلكترونية؟
    تُستخدم السيرة الورقية غالباً في المقابلات المباشرة أو مع الجهات التّقليديّة، بينما السيرة الإلكترونيّة هي الأكثر شيوعاً في التّقديم عبر الإنترنت، ويجب أن تكون قابلةً للقراءة عبر أنظمة تتبّع المتقدمين (ATS).
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: