الرئيسية الريادة بـ 7 كلمات، شارك سام ألتمان للتوّ أهمّ درسٍ قياديٍّ سمعته طوال العام

بـ 7 كلمات، شارك سام ألتمان للتوّ أهمّ درسٍ قياديٍّ سمعته طوال العام

يمكن للقادة أن يتعلّموا الكثير من عام 2023، وفيما يلي بعض أهمّ الدّروس التي يمكن الاستفادة منها

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلمِ جيسون آيتن Jason Aton، كاتبُ عمودٍ في التّكنولوجيا

"كان عاماً مجنوناً"، تبدأُ التّغريدةُ. بالنّسبةِ لسام ألتمان Sam Altman، يبدو هذا تعبيراً ملَطَّفاً، فألتمان، الرّئيسُ التّنفيذيُّ لـ OpenAI، قضى عاماً مليئاً بالتحدّياتِ في حين تمّ إطلاق ChatGPT -المنتجُ الرئيسيُّ لـ OpenAI-  إلى الجمهورِ فعليّاً في العامِ الماضي، كانَ عام 2023 بالتّأكيدِ هو العامُ الذي حقّقَ فيهِ الذّكاءُ الاصطناعيُّ التّوليديُّ تقدّماً ملحوظاً، وهو العامُ الذي أصبحَ فيهِ ChatGPT أسرعَ منصّةٍ تكنولوجيّةٍ نمواً في العالمِ.[1] 

وليسَ هذا فقط، بل نجاحُ OpenAI كان لهُ تأثيرٌ كبيرٌ على دورةِ الأخبارِ لمعظمِ العامِ، الأهمُّ من ذلكَ، كان لهُ تأثيرٌ على خارطةِ طريقِ المنتجاتِ للعديدِ من أكبرِ شركاتِ التّكنولوجيا في العالمِ لنفسِ الفترةِ الزّمنيةِ، على سبيلِ المثالِ، رَكّزتْ تقريباً جميعُ فعاليّاتِ المنتجاتِ التّكنولوجيةِ (باستثناءِ ربما Apple) على الذّكاءِ الاصطناعيّ بشكلِ لم يفعلوهُ من قبلُ، ثمّ، فِي ديسمبر، تمَّتْ تسميةُ ألتمان رجلَ العامِ لمجلةِ Time، لقد كانتْ سنةً كبيرةً.

في سلسلةٍ منَ التّغريداتِ على X، شاركَ ألتمان نوعاً من تأمّلِ نهايةِ العامِ، تحدّث عن نجاحِ ChatGPT وكيفَ كانَ سعيداً بأنَّ 2023 كانتْ السَّنةَ الّتي بدأَ فيها العالم بأخذِ الذّكاءِ الاصطناعيّ على محملِ الجدِّ."

لمْ يذكرْ ذلكَ مباشرةً، ولكنْ بالتّأكيدِ، كان في ذهنهِ حقيقةً أنّهُ تمتْ إقالتُهُ ثمَّ إعادتُهُ في خلالِ خمسةِ أيّامٍ في عطلةِ نهايةِ الأسبوعِ قبلَ عيدِ الشّكرِ، إنَّها واحدةٌ من أكثرِ الأحداثِ غيرِ العاديّةِ في صناعةِ التّكنولوجيا التي يمكنُني أن أتذكَّرها. بطريقةٍ ما، يمكنُكَ توقّعُ أنْ يتغيّرَ شخصٌ كقائدٍ بعدَ مرورِهِ بتلكَ التّجربةِ وما يأتِي معَها من صدمةٍ.

لاحقاً في هذه السّلسلةِ، أشار ألتمان إلى أنّه ربّما فعلاً قد تعلّمَ من التّجربةِ. فقد كتبَ ألتمان "من النّاحية الإيجابيةِ: لقد تعلّمتُ الكثيرَ هذا العامَ". إنّها لفتةٌ مثيرةٌ للاهتمامِ مرّة أخرى، لم يشِر ألتمان بشكلٍ محدّدٍ إلى إقالتِهِ، ولكنْ تلكَ الخمسة أيامٍ كانتْ مليئةً بالكثيرِ منْ عدمِ اليقينِ والمشاعرِ السّلبيّةِ، ستُفهمُ الجميعَ إن كانَ لديهِ مشاعرٌ قويّةٌ في ذلكَ الوقتِ.

بالتّأكيدِ كانتْ هناكَ جوانبُ من هذا العامِ قد يفضّلُ ألتمان نسيانَها، مثلُ: جزءُ تلقّي الإقالةِ الشّبيه بركوبِ الأفعوانيّةِ، في الوقتِ نفسِهِ، إذا كانَ صحيحاً أن ألتمانَ -نتيجةً للتّجاربِ التي خاضَها هذا العامَ- قد تعلَّمَ الكثيرَ، فإنَّ ذلكَ أمرٌ جيدٌ، على كلّ حالٍ، هو ليس مبتدئاً، وهذه ليستْ شركتُهُ الأولى، على الرَّغمِ من أنَّها بالتَّأكيدِ الأكبرُ من حيثُ الحجمِ والاهتمامِ، لكنَّ النَّقطةَ التي أريدُ أن أنوّهَ إليها هي أنَّ بعضَ القادةِ الذينَ يحقّقونَ مستوياتٍ عاليةٍ من النّجاحِ ينمو لديهم نفورٌ من التّعلّمِ، يمكن أن يكونَ ذلكَ مهلكاً. الحقيقةُ التي يعترفُ بها ألتمان بأنَّه ما يزالُ يتعلّمُ هي أمرٌ جيدٌ، خاصّةً عندما نأخذُ في اعتبارِنا أنَّه يقودُ أهمَّ شركةٍ فِي مجالِ التّكنولوجيا خلالَ السَّنواتِ القليلةِ القادمةِ.

بالطّبعِ، يهمّنا كثيراً ما هو الدّرس الذي تعلَّمهُ ألتمان، ربَّما الشّيءُ الذي تعلَّمه هو أنَّه في حينِ أنَّه ليس منيعاً لا يُغلَبُ، إلَّا أنَّهُ قريبٌ من ذلكَ؛ فعندما أقالَهُ مجلسُ إدارةِ OpenAI، نزلتْ قدرةُ اللهِ العظيمةُ متمثّلةً بـ Microsoft للتّدخّلِ، هدّدَ جميعُ موظّفيهِ بالاستقالةِ، في النّهاية، تفكَّكَ المجلسُ الذي تمَّ إنشاؤُهُ بغرضِ احتواءِ المشاكلِ المحتملةِ للذّكاءِ الاصطناعيِّ، ومعها طموحاتُ ألتمان. بشكلٍ كبيرٍ يمكنُ أنْ يكونَ الدّرسُ الذي يستفيدُهُ ألتمان بسهولةٍ هو أنَّه مع امتلاكِهِ القليل من القوّةِ الصَّلبةِ للتّحكّمِ في الشَّركةِ، إلَّا أنَّ لديهِ ما يكفِي من القُوة النَّاعمةِ لينالَ ما يريدُ، سيكونُ ذلكَ أمراً مؤسفاً.

شاهد أيضاً: آخر مستجدات أزمة OpenAI: احتمال عودة ألتمان و"أمور عظيمة قادمة قريباً"

أو إذا كنَّا جميعاً محظوظينَ، قد يكونُ الشَّيءُ الذي تعلَّمهُ هو التَّواضعُ، ربَّما يكونُ قد تعلَّم أنَّه إذا ابتعدْتَ أكثرَ منَ اللّازمِ، وأسرعَ من اللّازمِ، فإنَّك في النَّهايةِ ستتعثّرُ، عندما يحدُثُ ذلكَ، تعاودُ النَّهوضَ، ولكن في بعضِ الأحيانِ، عندما تتعثَّرُ، قد تنتهي بجرحٍ يتحوَّلُ فيما بعد إلى ندبةٍ، تلكَ النّدبةُ ينبغِي أنْ تكونَ تذكيراً ليسَ فقط بأنَّكَ نجوتَ، ولكنْ أيضاً بأنَّ هناكَ ألماً يترافقُ مع التّهورِ، ربَّما الدّرسُ هو أنْ تكونَ أكثرَ حذراً في المرّةِ القادمةِ.

في تكملةٍ للموضوعِ، ربطَ ألتمان ذلكَ بمنشورٍ على مدونتِهِ بعنوانِ: "ما أتمنَّى لو أنَّ شخصاً ما أخبرني بهِ"، في القائمةِ، يسلّطُ ألتمان الضَّوءَ على 17 درساً، من بينِها، يذكرُ بعضاً يبدو مناسباً في حينهِ، مثلُ: "عاودِ النّهوضَ وامضِ قُدماً" و"لا تقاوِمْ ما يعادِلُ قوانينَ الفيزياءِ في عالمِ الأعمالِ." وبرزَ الرّقمُ الرّابعُ في القائمةِ: إذْ كتبَ: "الحوافزُ هي قوىً خارقةٌ، عليكَ تحديدَها بعنايةٍ."

إنَّه درسٌ قويٌّ جداً عندَ التّفكيرِ فيهِ، سيكونُ أداءُ النّاسِ دوماً بحسبِ حوافزهم، هذا هو السَّببُ في أنَّهم يسمّونَها حوافزَ، إذا قدَّمتَ لشخصٍ هدفاً ومكافأةً، سيبذلُ قُصارى جهدِهِ للحصولِ على الجائزةِ؛ لذا، يجبُ عليكَ التّأكّدُ من أنَّك تكافِئُ نوعَ السّلوكِ أو الأداءَ الصَّحيحَ.

في بعضِ الأحيانِ، يمكنُ أن تكونَ الحوافزُ مضلِّلةً، إذا قُلتَ إنَّكَ تقدِّر شيئًا ما ولكنّكَ تكافِئُ النّاسَ عندما يتصرّفونَ بشكلٍ مختلفٍ، فإنَّ حوافزكَ مربكةٌ وتتعارضُ مع قيمِكَ؛ ولهذا السَّببِ، يقولُ ألتمان: إنَّهُ يجبُ تحديدُ الحوافزِ بعنايةٍ.

شاهد أيضاً: ناديلا يكتب قواعد القيادة في الأزمة: دروس من معركة Microsoft وOpenAI

النَّهجُ الذي يتّبعُهُ ألتمان هو درسٌ مهمٌّ، والشَّيء الذي يحتاجُ إليهِ روّادُ الأعمالِ والرّؤساءُ التنفيذيونَ المَستقبليونَ هو أنْ يروا القادَة صريحينَ حيالَ حقيقةِ أنَّ الأمورَ لا تسيرُ دائماً وفقاً للخُطةِ، ولا تحدُثُ دائماً بالطّريقةِ الّتي ترغبُ فيها، عندما يحدثُ ذلكَ، يحتاجونَ إلى رؤيةِ القادةِ يتجاوزونَ تلكَ التّجاربَ ويتعلّمون منها، ربّما يكونُ هذا هو الدّرسُ الأكثرُ قيمةً الذي رأيتُه طوالَ العامِ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: