Velents.ai تجمع 1.5 مليون دولار لإطلاق أول موظف عربي بالذكاء الاصطناعي
شركةٌ سعوديةٌ تحصل على تمويلٍ جديدٍ لإطلاق موظف افتراضي ناطقٍ بالعربيّة ومدعوم بالذكاء الاصطناعي لخدمة الشّركات في الشّرق الأوسط
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزية من هنا.
حصلت شركة "فيلينتس.آي" (Velents.ai)، وهي شركةٌ ناشئةٌ في مجال تكنولوجيا الموارد البشريّة (HRtech) تتّخذ من المملكة العربيّة السعودية مقرّاً لها، على تمويلٍ قدره مليون وخمسمئة ألف دولار أمريكيٍّ من مستثمرين ملائكيّين، من بينهم مسؤولون تنفيذيون كبار في غوغل (Google) ومجموعة بوسطن الاستشارية (Boston Consulting Group - BCG) وعدد من الشّركات العالميّة الأخرى. يهدف هذا التّمويل إلى دعم إطلاق "إيجنت.إس.إيه" (Agent.sa)، الموظّف الافتراضيّ النّاطق بالعربيّة بالكامل والمُعزَّز بتقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، والموجَّه لخدمة الشّركات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. كما تستعد الشّركة لجولة تمويلٍ أكبر يُتوقَّع إتمامها في مطلع عام 2026.
أُسِّست فيلينتس عام 2020 في المملكة العربية السعودية على يد رائدي الأعمال محمد جابر وعبدالعزيز المهيدب، وبدأت نشاطها كمنصّةٍ لأتمتة عمليّات التوظيف، قبل أن تعيد تقديم نفسها عام 2023 كمزوّدٍ لحلولٍ رقميّةٍ قائمةٍ على الذكاء الاصطناعي. تخدم الشّركة اليوم عملاء في مصر والسعودية، تشمل وزاراتٍ حكوميّةً وشركاتٍ خاصّةً وجامعاتٍ.
صُمِّم المنتج الجديد الذي أطلقته الشركة، "إيجنت.إس.إيه"، ليعمل بوصفه موظّفاً افتراضيّاً ناطقاً بالعربية وقادراً على الاندماج في العمليات اليومية للمؤسسات. إذ تمكّن المنصة الشركات من إنشاء موظفي ذكاء اصطناعي مخصّصين وتدريبهم في أقلّ من خمس دقائق، ليقوموا بمهام تشمل الرد على المكالمات الهاتفيّة، وإدارة محادثات واتساب (WhatsApp)، وتتبّع طلبات العملاء، وتنفيذ المهام التّشغيليّة، وتحليل البيانات. وستُستخدم الجولة التّمويليّة الأخيرة لتوسيع بنية فيلينتس التّحتيّة في مجال الذكاء الاصطناعي وتسريع انتشار "إيجنت.إس.إيه" في أسواقٍ جديدةٍ.
في مقابلة مع منصة "عربية .Inc"، شدّد الرئيس التنفيذي محمد جابر على أن "إيجنت.إس.إيه" لم يُصمَّم ليحل محلّ البشر، بل ليضاعف من قدرتهم على الإنجاز. وقال: "يتولى إيجنت.إس.إيه الأجزاء المتكرّرة والمستهلكة للوقت من التواصل، فيتيح للفرق البشرية أن تركز على ما يتطلب الإبداع والتعاطف والتفكير الاستراتيجي. في كل مؤسسة عملنا معها، تصرف إيجنت.إس.إيه كما لو كان عضواً جديداً في الفريق؛ لا ينام، لا يغفل عن رسالة، ويتوسّع فوراً عند الحاجة. ولا يعني مستقبل العمل أن يحل الذكاء الاصطناعي مكان الإنسان، بل أن يعمل الإنسان والذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب لتحقيق المزيد".
وبفضل قدرته على التّعامل مع كمّ كبير من التّفاعلات بالعربية ولهجاتها الإقليمية، تسعى فيلينتس إلى خدمة قطاعات مثل البنوك والاتصالات واللوجستيات والرعاية الصحية، مقدّمةً تجربة تفاعل إنسانيّ مستمرّة وشبه طبيعيّة على نطاق واسع.
كما أوضح جابر أن رحلة تطوير "إيجنت.إس.إيه" تجاوزت حدود الهندسة التقنية، قائلاً: "العربية لغة واحدة، لكنها عوالم متعددة. والتقاط التنوع اللهجي -من السعودي والإماراتي إلى المصري والشامي- كان من أصعب المراحل؛ فالكلمات والنبرة وحتى النية تتغير جذريّاً من بلد إلى آخر. وقد كان أحد التحديات الكبرى الفهم الثقافي: متى تكون الكلمة رسمية ومتى تكون ودّية؟ وكيف يختلف أسلوب خدمة العملاء في الرياض عنه في القاهرة؟ أمضينا أشهراً في تحسين قدرة النظام على فهم العواطف، واستراتيجيات اللباقة، والمعاني الاصطلاحية، ليبدو إيجنت.إس.إيه صوتاً بشرياً طبيعياً لا ترجمة آلية".
شاهد أيضاً: Khazna تحصل على تمويل بقيمة 16 مليون دولار
بالإضافة إلى دوره التعاوني، يقدّم "إيجنت.إس.إيه" مجموعة واسعة من الوظائف للأعمال. وتشمل قدراته الصوتية والنصية تطبيقات مثل واتساب وتليغرام (Telegram) وإنستغرام (Instagram)، وتتيح استخدامات في تحليل البيانات وتتبع الطلبات وربط الأنظمة. كما يتكامل مع أكثر من عشرين نظاماً، من بوابات الدفع إلى أدوات إدارة علاقات العملاء، مع الالتزام التّام بقوانين حماية البيانات المحليّة عبر تخزين جميع المعلومات داخل الحدود الوطنيّة في كلٍ من السعودية ومصر.
ويرى جابر أنّ المرحلة التّالية من تطوّر الذكاء الاصطناعي في المنطقة ستعتمد على ارتباطٍ أعمق بالثّقافة المحليّة، قائلاً: "يجب أن يفهم الذكاء الاصطناعي في منطقتنا كيف يتحدّث النّاس ويفكّرون ويتّخذون قراراتهم، لا أن يكتفي بمعالجة كلماتهم فقط. وعلى المؤسسين أن يستثمروا مبكّراً في جودة البيانات، والأطر الأخلاقيّة، والملاءمة الثّقافيّة، لأنّ منطقتنا لا تحتاج إلى أدوات ذكاء اصطناعي أكثر فحسب، بل إلى ذكاءٍ اصطناعيٍّ محليٍّ موثوق يشعر النّاس بأنّه إنسانيٌّ".
