شركة Value Makers Studio توسع استثماراتها في السوق السعودي
كشفت VMS عن استثماراتٍ جديدةٍ تشمل Ballurh وArab Therapy، ضمن مساعيها لتسريع نموّ الشّركات النّاشئة وتعزيز التّحوّل الاقتصاديّ في المملكة

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة Value Makers Studio (اختصاراً VMS)، ومقرّها الرياض والمتخصّصة في الاستثمار ودعم النّموّ، عن استثمارها في شركتين ناشئتين: "بلورة" (Ballurh)، المنصّة السّحابيّة الّتي تقدّم حلولاً برمجيّةً للمطاعم في المملكة، و"عرب ثيرابي" (Arab Therapy)، منصّة الصّحة النّفسيّة الّتي تتّخذ من عمّان وبرلين مقرّاً لها، والّتي تستعدّ حاليّاً للتّوسّع في السّوق السّعوديّ.
أسّست VMS عام 2022 لتعمل كاستوديو استثماريٍّ يساعد الشّركات النّاشئة على دخول السّوق السّعوديّ، من خلال توفير الدّعم الاستراتيجيّ والرّؤى المحليّة وشبكات العلاقات الحيويّة لتأسيس حضورٍ قويٍّ وتوسيع نطاق العمليّات. وجاء الإعلان عن الاستثمارين خلال فعاليّة (VMS Bridge 2025)، وهي مبادرةٌ تهدف إلى ربط الشّركات النّاشئة بالمستثمرين والشّركاء وممكّني المنظومة.
وأوضح معتز أبوعنق، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لـVMS، في مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أنّ الشّركتين النّاشئتين، رغم اختلاف قطّاعاتهما، تنسجمان مع أطروحة الاستثمار الّتي تتبنّاها الشّركة، والمبنية على ثلاثة مرتكزاتٍ: القابليّة للتّوسّع بالاعتماد على البيانات، وإحداث أثرٍ اجتماعيٍّ ملموسٍ، والانسجام مع رؤية السعودية 2030؛ فقال موضّحاً: "تشهد المملكة تحوّلاً جذريّاً عبر قطّاعاتٍ عدّةٍ، ولا سيما الأغذية والمشروبات، والتّقنيات الصّحيّة، والسّياحة والثّقافة، واللّوجستيات، والتّقنيات الماليّة، والتّقنيات المستدامة. وقد فتحت رؤية 2030 فرصاً غير مسبوقةٍ في هذه القطّاعات، ليس فقط من خلال الانفتاح التّنظيميّ، بل عبر تحفيز الطّلب بشكلٍ مباشرٍ".
ورأى أبوعنق أنّ هذه التّحوّلات تمنح الشركات الناشئة فرصةً فريدةً للعب دورٍ محوريٍّ في الاقتصاد السّعوديّ، قائلاً: "تتمتّع الشّركات النّاشئة بالمرونة والقدرة على التّجريب، وبإمكانيّة إدماج أفضل الممارسات العالميّة في السّياق المحليّ. سواء تعلّق الأمر ببناء أنظمة تشغيلٍ رقميّةٍ للمطاعم، أو تطوير منصّاتٍ لإتاحة خدمات الصّحة النّفسيّة، أو إعادة ابتكار تجارب السّياحة عبر التّكنولوجيا، فإنّ هذه الشّركات قادرةٌ على سدّ الفجوات بسرعةٍ وكفاءةٍ.
ودعا أبوعنق روّاد الأعمال إلى التّركيز على الأساسيّات لا على النّموّ السّريع وحده، مضيفاً: "يجذب النّموّ الانتباه، لكن ما يحافظ على استدامة الشّركات في الأسواق التّنافسيّة هو اقتصاديّات الوحدة، وولاء العملاء، والكفاءة التّشغيليّة". وأكّد أنّ المرونة لا تقلّ أهميّةً عن البيانات، قائلاً: «كلّ قرارٍ، من تطوير المنتج إلى التّوسّع في السّوق، يجب أن يستند إلى بياناتٍ دقيقةٍ. ومع اشتداد المنافسة، تصبح القدرة على الصّمود سمةً فارقةً تميّز الفائزين".
كما شدّد أبوعنق على أهميّة استثمار ما يتّيحه السّوق السّعوديّ من فرصٍ، قائلاً: "توفّر المملكة اليوم منظومةً غنيّةً بالمستثمرين، والمسرّعات، والبرامج الحكوميّة، والشّراكات المؤسّسيّة. وعلى المؤسّسين أن يتعاملوا معها كمنصّةٍ تعاونيّةٍ، لا مجرّد ساحة تمويلٍ". وختم قائلاً: "يتحقّق النّجاح حين تنسجم الرّؤية مع التّنفيذ، وحين تعالج الشّركات النّاشئة مشكلةً حقيقيّةً مع الأخذ بعين الاعتبار قابليّة التّوسّع. ونحن في VMS لا نعتبر أنفسنا مجرّد مستثمرين، بل شركاء في هذه الرّحلة".
وانتقل أبوعنق إلى توضيح القيمة المضافة لكلٍّ من الشركتين المستفيدتين من الاستثمارات. وقال إنّ بلورة تعالج أحد أبرز التّحدّيات الّتي تواجه قطّاع الأغذية والمشروبات: "كيفيّة تحويل النّموّ في قنوات التّوصيل إلى أرباحٍ وكفاءةٍ تشغيليّةٍ". أمّا عرب ثيرابي، فرغم اختلاف مجاله، إلّا أنّه يجسد رؤية VMS ذاتها: "لا تخدم الصحة النفسية الرّقميّة الأفراد فحسب، بل تسهم عبر برامج العافية المؤسّسيّة في رفع الإنتاجيّة، وتعزيز الإبداع، وتقوية مرونة القوى العاملة. ويمكّن استثمارنا المنصّة من التّوسع، ويدعم دخولها إلى السّوق السّعوديّ عبر شبكتنا من الشّركاء والمؤسّسات وممكّني المنظومة، بما يضمن قدرتها على التّوطين مع الحفاظ على المعايير الدّوليّة للرّعاية".
تأسّست بلورة عام 2020 في السعودية على يد عبدالوهّاب الزايدي وعبدالله الكسيفري وعبدالله الهوساوي، لتطوّر نظاماً موحداً لإدارة المطاعم يعتمد على نموذج البرمجيّات كخدمة (SaaS). وتدمج المنصّة أدواتٍ لإدارة الحملات، وتتبّع الإيرادات، وتسوية الحسابات الماليّة بالاعتماد على البيانات والذكاء الاصطناعي. وقد نجحت حتّى الآن في خدمة أكثر من 400 مطعمٍ، وتحليل معاملاتٍ ماليّةٍ تتجاوز قيمتها مليار ريالٍ سعوديٍّ. وقال الزايدي في حديثه لـ"عربية .Inc": "تمثّل شراكتنا مع VMS أكثر من مجرّد استثمارٍ ماليٍّ، فهي دفعةٌ استراتيجيّةٌ تسرّع خططنا لجذب المستثمرين، وتفتح لنا أبواب شبكةٍ أوسع، وتعزّز مصداقيّتنا لدى المشغّلين. ومع برنامج بريدج 2025، أصبحنا قادرين على الجمع بين رأس المال، والوصول إلى السّوق، والثّقة، وهي العناصر الثّلاثة الّتي يحتاجها أيّ مشروعٍ ناشئٍ للتّوسّع. بالنّسبة لنا، تعني هذه الشّراكة الانطلاق بسرعةٍ في سوق الأغذية والمشروبات بالمملكة الّذي تتجاوز قيمته 30 مليار دولارٍ، وتثبيت موقع "بلورة" كمنصّةٍ رائدةٍ لتعظيم الإيرادات في هذا القطّاع محليّاً وإقليميّاً".
وأشار الزتيدي إلى أنّ قطاع الأغذية والمشروبات الرّقميّ في المنطقة يمرّ بتحوّلاتٍ كبيرةٍ، قائلاً: "نرى ثلاثة تحوّلاتٍ رئيسيّةٍ في المشهد الرّقميّ لهذا القطّاع في المملكة والمنطقة. أوّلها استمرار هيمنة التّوصيل، إذ تمثّل قنواته أكثر من 95% من مبيعات المطاعم الرّقميّة. وثانيها انتقال المشغلين من لوحات بياناتٍ خامٍّ إلى أنظمة عملٍ، بحيث لا تكتفي التّكنولوجيا بعرض الأرقام بل تساعد على اتّخاذ القرارات في الوقت الفعليّ. وثالثها أنّ الذكاء الاصطناعي والأتمتة انتقلا من مجرّد مصطلحاتٍ دارجةٍ إلى أدواتٍ يوميّةٍ في صنع القرار". وأضاف: "لقد صمّمت "بلورة" لتناسب هذا المستقبل، باعتبارها منصّةً رأسيّةً تجمع بين بيانات نقاط البيع وقنوات التّوصيل، وتستعيد الإيرادات المفقودة، وتمنح المشغّلين نظام تشغيل متكاملاً لتحقيق النّموّ المربح عبر الإنترنت".
أمّا الاستثمار الثّاني فقد ذهب إلى "عرب ثيرابي"، الّتي تأسّست عام 2021 في الأردن على يد طارق دلبح وعمر قدسي وحكمت الحاسي، لتقدّم جلسات علاجٍ نفسيٍّ عبر الإنترنت بإشراف مختصّين معتمدين، إضافةً إلى برامج عافيةٍ موجّهةٍ للشّركات. وأكّد دلبح، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ، أنّ المنصّة تركّز اليوم على تطوير حلول الصّحّة النّفسيّة الرّقميّة في المنطقة، بالاعتماد على تقنياتٍ مثل الذكاء الاصطناعي. وقال: "تمنحنا شراكتنا مع VMS وصولاً أسرع إلى المستثمرين والشّركات والجهات التّنظيميّة في المملكة، وهي عناصرٌ أساسيّةٌ لتوسيع نطاق حلول الصّحّة الرّقميّة. كما تفتح لنا قنوات تعاونٍ مع أصحاب العمل الباحثين عن برامج تدعم العافية المؤسّسيّة، وتُتيح لنا مواءمة استراتيجيّاتنا مع أولويّات رؤية 2030 وبرنامج جودة الحياة".
كما أوضح دلبح أنّ التّعاون مع VMS يتُيح تعميق حضور "عرب ثيرابي" في السّوق السّعوديّ عبر شراكاتٍ محليّةٍ أقوى، قائلاً: "نخطّط للاستفادة من منظومة VMS لبناء شراكاتٍ مع مؤسّسات الرعاية الصحية والشّركات والمستثمرين في المملكة، إلى جانب إدماج الخبرات الدّوليّة، خصوصاً من أوروبا وألمانيا، في حلولٍ محليّةٍ تتوافق مع القوانين وتلبّي احتياجات المجتمع".
وعن مستقبل قطّاع الصّحة النّفسيّة الرّقميّ في المنطقة، شدّد دلبح على أنّ الذكاء الاصطناعي سيكون محرّكاً أساسيّاً للمرحلة المقبلة: "يكمن المستقبل في التّخصيص على نطاقٍ واسعٍ، عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقديم رعايةٍ تجمع بين القوّة السّريريّة والملاءمة الثّقافيّة. وفي "عرب ثيرابي" نطلق نسخةً تجريبيّةً من منصّتنا الجديدة "AT Plus"، المدعومة بالذكاء الاصطناعي والمبنيّة على بياناتٍ علاجيّةٍ متخصّصةٍ وملائمةٍ للثّقافة المحليّة. بالنّسبة لنا، لا يتعلّق الذكاء الاصطناعي بالتّكنولوجيا وحدها، بل بالبيانات الصّحيحة، والثّقة، والأخلاقيّات".
ورغم التّغيّرات الإيجابيّة في نظرة المجتمعات العربيّة إلى الصّحة النّفسيّة، أقرّ دلبح بأنّ الوصمة الثّقافية ما زالت عائقاً، قائلاً: "يمثلّ هذا التّحدّي في الوقت ذاته فرصةً كبيرةً. وعبر إتاحة خدمات العلاج بالعربيّة، وبناء منصّةٍ رقميّةٍ موثوقةٍ، نساعد في تطبيع النّقاش حول الصّحة النّفسيّة، ونجعلها جزءاً من الحياة اليوميّة للنّاس في المنطقة.