الاستثمار في التعلم الإلكتروني: سوقٌ ينمو ويجذب رؤوس الأموال
من رياض الأطفال إلى قاعات الشّركات، يشهد قطّاع التّعليم طفرةً استثماريّةً تقودها التّقنيات الجديدة والطّلب المتزايد على المهارات المهنيّة المتخصّصة

تضاعفت نسبة الاستثمار في التعلم الإلكتروني في المنطقة العربيّة وحول العالم في السّنوات الأخيرة، فإذا كان البثّ المتواصل أعاد تشكيل طرق ووسائل التّرفيه، يفعل التّعليم الرّقميّ الشّيء نفسه مع المعرفة. فمن روضة الأطفال إلى غرفة مجلس الإدارة، تتّسع الفصول الرّقميّة بسرعةٍ تفوق ما يمكن للطّوب والملاط أن يقدّمه، ممّا يفتح نماذج إيرادٍ جديدةً وعوائد قابلةً للقياس للمتعلّمين وأرباب العمل والمستثمرين على حدٍّ سواءٍ. والنّتيجة؟ تدفّقٌ رأسماليٌّ يعكس تصاعد الطّلب على القطّاع بقوّة الذكاء الاصطناعي. [1]
طفرة التعلم الإلكتروني: سوق كبيرة يستحيل تجاهلها
حدثت طفرةٌ كبيرةٌ في التعلم الإلكتروني في السّنوات الأخيرة تجعل من الصّعب على المستثمرين وأصحاب رأس المال الذّكيّ تجاهلها، ومن أهم ملامح هذه الطفّرة: يُتوقّع أن يتجاوز حجم سوق التعلم الإلكتروني عالميّاً تريليون دولارٍ أمريكيٍّ بحلول عام 2032، وذلك بمعدّل نموٍّ مركّبٍ يقارب 14%. كما تُظهر توقّعات "تيكنافيو" (Technavio) للأمد القصير أنّ السّوق ستضيف 326.9مليار دولارٍ أمريكيٍّ إضافيّاً بين 2025–2029، بمعدّل نموٍّ مركّبٍ 18.9%.
يبلغ قطاع التّعليم عموماً 7 تريليون دولارٍ أمريكيٍّ، أي 6% من النّاتج المحلّيّ الإجماليّ العالميّ، ويعدّ التّوصيل الرّقميّ أسرع أجزائه نموّاً. بعبارةٍ موجزةٍ، يعدّ التّعلّم أحد أكبر القطّاعات على الكوكب وأقلّها رقمنةً؛ لذا فإنّ نسب اختراقٍ منخفضةً جدّاً قادرةٌ على تحويل مئات المليارات إلى إيرادٍ قابلٍ للتّحقيق.
5 قوى تدفع رأس المال نحو التعلم الإلكتروني
تزيد مجموعةٌ من القوى من رغبة المستثمرين في ضخّ المزيد من الأموال في التعلم الإلكتروني، ومن أهمّ هذه القوى: [2]
- الطّلبٌ المستمرٌّ: يتوقّع المتعلّمون نفوذاً شبيهاً بـ"سبوتيفاي" (Spotify) للوصول السّريع إلى المهارات واللّغات والشّهادات المهنيّة.
- الكفاءة التّكليفيّة: بفضل التّعليم الرّقميّ تُقلّص الشّركات إنفاقها على التّدريب بنسبة 40-60%، وتخفّض زمن الحضور بالنّسبة نفسها عند الانتقال إلى الوحدات الإلكترونيّة.
- تشخيص المحتوى بالذكاء الاصطناعي: يرفع المعلّمون معدّلات الإكمال للمنهج، والاحتفاظ الأفضل بالمعلومة، محوّلين المحتوى النّمطيّ إلى رحلات تعلّمٍ مفصّلةٍ.
- الرّياحٌ التّشريعيّة المواتية: تفرض حكوماتٌ كثيرةٌ التّعلّم المستمرّ أو تقدّم حوافز ضريبيّةً للتّدريب الرّقميّ، خصوصاً في الصّحّة والطّاقة، ممّا يقلّل من أيّ عقباتٍ تشريعيّةٍ.
- إنّه وسيلةٌ لسدّ فجوة المهارات العالميّة: يعاني أرباب العمل لملء وظائف الذكاء الاصطناعي والأمن السّبرانيّ والتّقنيّات الخضراء، ويعتبر التعلم الإلكتروني أسرع طريقٍ للحصول على مواهب معتمدةٍ.
أين يتدفق رأس المال؟ خريطة مشهد التعلم الإلكتروني
قبل أن تبدأ الاستثمار في التعلم الإلكتروني، عليك إدراك وجود أنماطٍ مختلفةٍ له، ويوضّح الجدول التّالي أهمّ هٰذه الأنماط لتكون على وعيٍ من البداية بما يتلاءم مع ميزانيّتك واستراتيجيّتك في الاستثمار.
القسم | نموذج الأعمال المعتاد | أمثلة واقعيّة | محفّزات الاستثمار |
تطبيقات B2C | فريميوم/اشتراك | "دولينغو"(Duolingo) و"ماستركلاس" (MasterClass) | قواعد مستخدمين ضخمةٌ، حلقات بياناتٍ قويّةٌ |
" دورات تعليميّة مفتوحة عبر الإنترنت على نطاق واسع" (MOOCs) والشّهادات الدّقيقة | تقاسم الإيراد مع الجامعات | "كورسيرا" (Coursera) و"إدكس" (edX) | تضخّم الدّرجات يحفّز الطّلب |
منصّات تعليمٍ وتدريبٍ | "البرمجيّات كخدمة" (SaaS) لكلّ مقعدٍ | "كورنر ستون" (Cornerstone) و"دوسيبو" (Docebo) | إيرادٌ متكرّرٌ لاصقٌ، تكلفة تبديلٍ عاليةٌ |
تقنيّات (K-12) لمراحل التّعليم من الرّوضة إلى 12 سنةٍ Kindergarten to 12th Grade والتّعليم العالي | عقود المناطق التّعليميّة | "كانفاس" (Canvas) و"نيربود" (Nearpod) | استقرار ميزانيّات القطّاع العامّ |
أسواق مهاراتٍ متخصّصة | عمولةٌ على بيع الدّورات | "سكيل شير" (Skillshare) و"يوديمي" (Udemy) | طول ذيل المنشئين = تكلفة محتوى منخفضة |
إن كلّ شريحةٍ تستهدف مصدر ميزانيّةٍ مختلفٍ أسريّاً، أو شركاتيّاً، أو عامّاً، ممّا ينوّع المخاطر أمام المستثمر الّذي يبني محفظةً عبر القطّاعات.
شاهد أيضاً: الذكاء الاصطناعي لأنظمة التعلم الشخصية للطلاب
قياس ما يهمّ: مقاييس ROI للتعلم الإلكتروني
إنّ المقاييس الشّكليّة التّقليديّة، كعدد المسجّلين والمستخدمين النّشطين سهلة التّلاعب. أمّا المستثمرون الملمّون في التّعلّم الرّقميّ فيتعمّقون في قياس كلٍ من: [3]
- معدّلات الإكمال والحصول على الشّهادة: وهي ترتبط بقوّةٍ بتجديد الاشتراك وبالتّالي زيادة الأرباح.
- الوقت حتّى الاستيعاب: قلّصت الشّركات الّتي اعتمدت التّعلّم الدّقيق 40-60% من زمن التّدريب مع الاحتفاظ بالنّتائج.
- التّكلفة لكلّ متعلّمٍ: أشارت "سيسكو" (Cisco) إلى أنّها خفّضت إنفاق التّدريب قريباً إلى النّصف بعد الانتقال إلى التعلم الإلكتروني.
- أثر الأعمال: كزيادة المبيعات، أو رفع معدّل الامتثال، أو خفض تسرّب العملاء بعد التّدريب.
إن المنصّات الّتي تكشف عن هذه المقاييس بشفافيّةٍ تستحوذ على صفقاتٍ مؤسّسيّةٍ وتحصل على تقييماتٍ أعلى.
مخاطر يجب ألّا يتجاهلها المستثمرون عند الاستثمار في التعلم الإلكتروني
عندما تبدأ في الاستثمار في التعلم الإلكتروني، ومهما كان نموذج الأعمال الّذي تختاره، فهناك بعض إشارات الخطر الّتي يجب أن تنتبه لها:
- تراجع الانخراط: تدور معدّلات الإكمال التّاريخيّة لدورات "مووك" (MOOC_(حول 10%، ويُمكن لأوجه قصور "البيداغوجيا" -الّتي تعني منهجيّة التّعليم ومدى اهتمامه بالبعد النّفسيّ- أن تنسف قيمة العمر الافتراضيّ للمتعلّم.
- تغييراتٌ تنظيميّةٌ: إنّ قوانين حماية البيانات أو قواعد الاعتماد قد تفرض تجديداً مكلفاً للمنصّة.
- قدم المحتوى: هناك مجالاتٌ سريعة التّغيير، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، تطلب تحديثاتٍ مستمرّةً، ما يستلزم رأس مالٍ كبيراً إن لم يقابل بمحتوىً من السّوق.
- المنافسة والتّقليد التّجاريّ: تعتمد المنصّات التّعليميّة على إنخفاض حواجز الدّخول، ممّا يجعل من السّهل ظهور نسخٍ مقلّدةٍ؛ لذٰلك تعتمد الميّزة التّنافسيّة الحقيقيّة على قوّة العلامة التّجاريّة، أو تأثير شبكة البيانات، أو الاختبارات الحصريّة الّتي تملكها المنصّة.
- الاعتماد المفرط على بنية التّحتيّة للتّقنيّات الكبرى: وهذا قد يؤدّي إلى أعطالٍ أو تغيّيراتٍ من مزوّدي الحوسبة السّحابيّة قد تمنع التّوصيل الملائم للمعلومات.
دراسات حالة: حين يصبح العائد ملموساً
- حوّلت شركة "سيسكو سيستمز" (Cisco Systems) معظم برامج التّدريب التّقنيّ إلى الفضاء الرّقميّ؛ فأعلنت عن توفيرٍ في التّكاليف يتراوح بين 40-60% مع توسيع خدماتها لآلاف الموظّفين الإضافيّين.
- تخلّت شركة البناء العملاقة "لاينغ أوروك" (Laing O’Rourke)، الّتي تبلغ قيمتها 6 مليارات دولارٍ عن الدّورات التّقليديّة لصالح وحداتٍ تعليميّةٍ مصغّرةٍ على نمط تيك توك؛ فوصلت إلى 7 أضعاف العمّال دون زيادةٍ في الميزانيّة.
- استفادت "دولينغو" (Duolingo) من مدرّسين بالذكاء الاصطناعي لتخصيص دروس اللّغات؛ فزادت أعداد المستخدمين النّشطين يوميّاً وحقّقت قيمةً سوقيّةً تتجاوز 10 مليارات دولارٍ، كلّ ذلك بنموذج تكاليف قابلٍ للتّوسّع عالميّاً.
تبرز هذه النّجاحات قاعدةً أساسيّةً وهي أن المنصّات التي تمزج بين تصميمٍ جذّابٍ ونتائج ملموسةٍ تستحوذ على اهتمام المستخدمين والمستثمرين على حدٍّ سواء.
ميزة الذكاء الاصطناعي: حفر خنادق تنافسيّة جديدة
أصبح الذكاء الاصطناعي هو نظام التّشغيل الفعليّ للتعلم الإلكتروني؛ فسيرتفع سوق أدوات التّعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من 5.08 مليارات دولارٍ (2025) إلى قرابة 11 مليارٍ بحلول 2030، ومن العوامل الرئيسيّة التي تزيد من كفاءة الذكاء الاصطناعي في التعلّم الرقميّ:
- وجود مساراتٍ تكييفيّةٍ تقدّم أفضل درسٍ، فتقلّل خطر التّسرّب.
- جودة المحتوى التّوليديّ الّذي ينشئ اختباراتٍ ومحاكاةً وردود فعلٍ آليّةً لخفض التّكاليف.
- انتشار التّحليلات التّنبّؤيّة الّتي تساعد فرق الموارد البشريّة على توقّع فجوات المهارات وربط التّدريب بمؤشّرات الأداء.
ينبغي على المستثمرين أن يقيّموا بنية الذكاء الاصطناعي لدى أي مزوّدٍ تماماً كما يقيّمون إنفاقهم على الخدمات السّحابيّة؛ بالسؤال عن أمرين أساسييّن: ما مدى حصريّة البيانات؟ وكم تملك النّماذج من قوّة تحصين ضدّ المنافسة؟
7 أسئلة للتّحقّق قبل تحويل الأموال
قبل أن تبدأ استثمارك احرص على الإجابة على هذه الأسئلة:
- ما نسبة الإيرادات المتكرّرة؟
- كيف يتغيّر انخراط المتعلّم بعد الأسبوع الرّابع؟
- أيّ بياناتٍ حصريّةٍ تشكّل خندقاً تنافسيّاً؟
- ما وتيرة تحديث المحتوى وبأيّ كلفةٍ؟
- ما متوسّط فترة الاسترداد للعملاء المؤسّسيّين؟
- ما مدى امتثال المنصّة للتّشريعات المتنوعة في البلد الّذي تعمل به؟
- هل يوازن فريق الإدارة بين الخبرة التّربويّة ونموّ اتّجاه البرمجيّات كخدمة (SaaS)؟
أهم منصات التعلم الإلكتروني العربية
تتنوّع المنصّات العربيّة للتعلم الإلكتروني، وتقسّم وفق الفئة الّتي تستهدفها والخدمة الّتي تقدّمها: [4]
موقع "إدراك" (Edraak)
يبرز هٰذا الموقع في فئة الدّورات المفتوحة الضّخمة على الإنترنت (MOOCs)، وهو مبادرةٌ غير ربحيّةٍ مدعومةٌ من مؤسّسة الملكة رانيا، تقوم بنيته التّقنيّة على منصّة edX العالميّة، ممّا يجعل جودة المحتوى وتجربة المستخدم فيه تضاهي أشهر المنصّات الدّوليّة. يخدم إدراك طلبة الجامعات والموظّفين والمدرّسين عبر مسارين، ويضمّ أكثر من خمسة ملايين متعلّمٍ مع تطبيقاتٍ للهواتف الذّكيّة ومكتبةٍ واسعةٍ في مجالات التّقنيّة والأعمال والمهارات اللّيّنة.
موقع "رواق" (Rwaq)
انطلق موقع رواق من السّعوديّة بوصفه مجتمع تعلّمٍ مفتوحٍ، يقدّم محاضراتٍ عربيّةً قصيرةً ومسامير مهنيّةً مدفوعةً، ويناسب الدّارسين الباحثين عن أمثلةٍ وثقافاتٍ محلّيّةٍ وبشرحٍ عربيٍّ خالصٍ، وقد قدّم رواق ثمانين دورةً مجّانيّةً مع تخصّصاتٍ مدفوعةٍ تضاف شهريّاً.
"المنتور" (Almentor)
في مجال التّطوير المهنيّ القائم على الفيديو، تتمركز المنتور كأكبر سوقٍ عربيٍّ للدّورات المصوّرة، وهي تجمع بين أسلوب "ماستر كلاس" و"لينكد إن ليرننغ" باللّغة العربيّة، وتقدّم قوائم تشغيلٍ منسّقةً بالذكاء الاصطناعي وترخيصاً للشّركات. تستهدف المنصّة المحترفين الرّاغبين في صقل مهارات القيادة والمهارات الشّخصيّة، وقد جمعت تمويلاً يناهز عشرة ملايين دولارٍ قبل الجولة "ج" -بإجماليٍّ 24 مليون دولارٍ- مع طموحٍ للوصول إلى عشرة ملايين متعلّمٍ.
"نون أكاديمي" (Noon Academy)
في التّعليم المدرسيّ والدّعم للاختبارات، تعتمد "نون أكاديمي" على نموذج "الدّراسة مع الأصدقاء" الّذي يمزج بين الصّفوف الحيّة والدّردشة وعناصر التّلعيب، فتشبه منصّة "تويتش" (Twitch) في حلّ الواجبات، وهٰذا ما يجعلها خيارًا مثاليًّا لطلبة المرحلتين المتوسّطة والثّانويّة الّذين يستعدّون لامتحاناتٍ مفصليّةٍ. تخدم المنصّة أربعة عشر مليون طالبٍ، بمساعدة مئة ألف معلّمٍ، وتنشط في ثماني دولٍ.
"كلاسيرا" (Classera)
على مستوى إدارة التّعلّم المؤسّسيّ، تظهر كلاسيرا بقوّةٍ، وهي شركةٌ سعوديّةٌ ناشئةٌ تقدّم منصّةً شاملةً تدمج نظام إدارة التّعلّم مع نظام موارد المؤسّسات وحلول دفعٍ فنتك وتحليلات ذكاءٍ اصطناعيٍّ وسوق دوراتٍ مخصّصةٍ للأعمال. وتستعين بها الوزارات والجامعات والشّركات الباحثة عن حلٍّ عربيٍّ متكاملٍ يراعي الامتثال ومتطلّبات الدّفع؛ وقد حقّقت أكبر حصّةٍ سوقيّةٍ لنظم إدارة التّعلّم في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودعمتها مؤخّراً صفقة استحواذٍ على نظام ERP لتعميق المنظومة.
منصّة "مدرستي" (Madrasati)
في السّياق نفسه، طوّرت وزارة التّعليم السّعوديّة منصّة مدرستي الوطنيّة، وهي تجمع بين أدواتٍ متزامنةٍ وغير متزامنةٍ، مع قنواتٍ تلفزيونيّةٍ ولوحات بياناتٍ تحليليّةٍ، وقد وصفت بأنّها نموذجٌ عالميٌّ رائدٌ في تقارير اليونسكو بعد مقارنتها بسبع منصّاتٍ دوليّةٍ كبرى.
"نفهم" (Nafham)
فيما يخصّ المكتبات المرئيّة الملائمة للمناهج، تعدّ نفهم مبادرةً للتّعليم التّشاركيّ تقدّم فيديوهات شرحٍ مرتبطةٍ بالمناهج المصريّة والخليجيّة واللّبنانيّة، وقد أضافت مؤخّراً خدمة دروسٍ خصوصيّةٍ فرديّةٍ. ويستفيد منها الآباء والطّلّاب الّذين يحتاجون إلى تفسيراتٍ متعدّدةٍ للدّرس نفسه، إذ تحتوي على أكثر من 23 ألف فيديو، ويزيد عدد متعلّميها المسجّلين على ستّة ملايين، وقد توسّعت بعد استحواذ شركة "تيرو" (Tyro) عليها.
المنصات المتخصصة
توجد كذٰلك منصّاتٌ متخصّصةٌ تستحقّ الالتفات؛ فمبادرة وزارة الاتّصالات المصريّة "مهارة-تك" (MaharaTech) توفّر دورات برمجةٍ وبياناتٍ مترجمةً إلى العربيّة مجّاناً، فيما تركّز "ينفع" (Yanfaa) على المهارات الصّناعيّة. وتقدّم "كورسيرا بالعربي" (Coursera Arabic) و"إدكس الشّرق الأوسط" (edX MENA) شراكات تعليمٍ عالٍ بمحتوىً مترجمٍ وواجهةٍ عربيّةٍ كاملةٍ. وفي مجال الامتثال المؤسّسيّ، تطوّر "مؤسّسة ليرون" (LEORON Institute) السّعوديّة حلولاً تدريبيّةً إلكترونيّةً وقد حصلت على تمويلٍ للنّموّ في عام 2024.
كيف تختار المنصة الأنسب للاستثمار في التعلم الإلكتروني؟
لاختيار المنصّة المناسبة، ينبغي الاهتمام بكلٍّ ممّا يلي:
- تحديد الهدف: هل المطلوب شهادةٌ معتمدةٌ؟ أم تطوير مهارات الموظّفين؟ أم احتساب ساعاتٍ جامعيّةٍ؟
- فحص منهجيّة التّعليم ومستوى التّفاعل: مثال ذٰلك، الصّفوف الحيّة في "نون"، أو الفيديوهات الموجّهة في المنتور، أو أسلوب MOOCs في إدراك ورواق.
- التّحقّق من قوّة التّجربة المحمولة: فإنّ أكثر من 70% من المتعلّمين في المنطقة يعتمدون الهواتف.
- النّظر إلى مستوى البيانات والتّقارير: وخصوصاً عند البحث عن عائدٍ استثماريٍّ للمؤسّسة، ممّا تتفوّق فيه كلاسيرا ومدرستي.
وتتطلّب معدّلات الإكمال العالية محتوىً محلّيّ اللّهجة ومرتبطاً بالمناهج والسّياق الثّقافيّ. وتشهد المنصّات الرّائدة اتّجاهاً متسارعاً لدمج تقنيّات الذكاء الاصطناعي باللّغة العربيّة، مثل: المعلّمين التّوليديّين، والاختبارات التّكييفيّة، والتّحليلات التّنبّئيّة، ممّا يرسّخ مزاياها التّنافسيّة ويوفّر تخصيصاً أذكى وشفافيّة بياناتٍ أعمق خلال عامٍ إلى عامٍ ونصفٍ قادمين.
5 توجهات ستشكل التعلم الإلكتروني حتى 2030
هناك 5 توجّهاتٍ أساسيّةٍ سوف تستحوذ على طبيعة التّعليم الرّقميّ في السّنوات المقبلة، ومن أهمّ هذه الاتّجاهات:
- الشّهادات المصغّرة للتّوظيف ستصبح النّانودرجات عملةً في سوق المهارات.
- التّعلّم الغامر عبر محاكاة AR/VR سينتقل إلى الإنتاج الفعليّ.
- زيادة الاهتمام بالطّبيعة المحليّة للتّعليم مع نموّ المنصّات الإقليميّة في مناطق الشّرق الأوسط وأفريقيا.
- تقارير الاستدامة ستفضّل التّدريب الرّقميّ منخفض الكربون.
- مساعدو الذّكاء الاصطناعيّ في كلّ مكانٍ سيعزّزون التّدفقات التّعليميّة ويرفعون سقف المنافسة.
وفي الختام، لا يزال التّحوّل الرّقميّ في التّعليم في منتصف الطّريق، ومع توقّعات نموٍّ ثلاثيّة الرّقم وعائد استثمارٍ مثبتٍ، يمثّل التعلم الإلكتروني قطّاعاً يجمع بين الأثر الإيجابيّ الجيّد على البيئة والأشخاص مع تحقيق الرّبحيّة في الوقت ذاته.
-
الأسئلة الشائعة
- هل يظل الاستثمار في التعلم الإلكتروني مربحاً بعد تصحيح EdTech؟ نعم، فقد انخفضت أحجام التّمويل، لكن كبرت أحجام الشّيكات في 2025، ممّا يشير إلى رهاناتٍ منضبطةٍ في مراحلها المتأخّرة.
- كيف أحسب ROI في التعلم الإلكتروني المؤسسي؟ تتبّع تقليل وقت الجلوس وتكلفة التّدريب لكلّ موظّفٍ، ثم قارنها بمعايير ما قبل التّطبيق.
- ما الدور الفعلي للذكاء الاصطناعي؟ يشغّل المسارات التّكييفيّة، ويولّد التّقييمات، ويعزّز التّحليلات التّنبّؤيّة.