الرئيسية ستارت أب PAYDAY تحصل على تمويل لتوسيع الشمول المالي

PAYDAY تحصل على تمويل لتوسيع الشمول المالي

حين تتقاطع مبادئ التّمويل الأخلاقيّ مع الابتكار الرّقميّ، يتحوّل الشّمول الماليّ إلى قوّةٍ فاعلةٍ تمكّن الأفراد، وتؤمّن الاستقرار الماليّ، وتبتكر حلولاً مستدامةً

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أكملت شركة "باي داي تكاڤول" (PAYDAY Takaful)، النّاشئة في تونس والمتخصّصة في التّكنولوجيا الماليّة والتّأمين التّكافليّ، أولى جولات تمويلها ما قبل التّأسيس بقيادة خدمات الخليج المتّحدة الماليّة (UGFS North Africa)، وهي شركةٌ تونسيّةٌ لإدارة الأصول ورأس المال الاستثماريّ مرخّصةً من قبل هيئة السّوق الماليّة التّونسيّة، بمشاركة كلٍّ من "مجموعة تاليس" (TALYS Group) من مدغشقر، وهي مجموعة أعمالٍ متنوّعةٌ تنشط في التّوزيع والعقارات والضّيافة، و"بايو بروتكشن" (BioProtection SA) التّونسيّة المتخصّصة في الحلول الصّناعيّة للتّقنيات الحيويّة الوقائيّة، وقد بلغت القيمة التّقديريّة للشّركة في هذه الجولة ثلاثة ملايين دولارٍ أمريكيٍّ.

تأسّست باي داي تكاڤول في عام 2023 بين لندن وتونس على يد محمد أنور قدوم (Mohamed Anouar Gadhoum)، لتكون جسراً يربط بين شركات التّأمين والبنوك وأصحاب العمل، ويقدّم للعمّال ذوي الدّخل المنخفض والمتوسّط حلولاً ماليّةً رقميّةً تعزّز الإنتاجيّة وتحقّق الاستقرار الماليّ.

وفي مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أوضح محمد أنور قدوم أنّ فكرة الشّركة نشأت من ملاحظةٍ بسيطةٍ لكنّها عميقةٌ: ملايين العمّال في الأسواق النّاشئة يواجهون فجوات سيولةٍ يوميّةٍ، ولا تتاح لهم فرصة الحصول على حمايةٍ ماليّةٍ أخلاقيّةٍ.

من مقرّها الرّئيسيّ في لندن، وبإدارة العمليّات من تونس، رسّخت باي داي تكاڤول مكانتها كجسرٍ يربط بين التّمويل الأخلاقيّ والابتكار الرّقميّ، يقول محمد: "مهمّتنا واضحةٌ، جعل الرّفاه الماليّ متاحاً للجميع عبر دمج التّمويل الأخلاقيّ والابتكار الرّقميّ لتمكين أصحاب العمل من دعم موظّفيهم من خلال سلفٍ ماليّةٍ على الرّاتب دون فوائد".

وقد أتمّت الشّركة أكثر من عشرة آلاف معاملةٍ، بإجمالي قيمتها تجاوز ثمانية ملايين ومئتي ألف دينار تونسيٍ خلال أقلّ من عامٍ ونصف، وهو سجلٌّ أكّد للمستثمرين ثقة نموذج باي داي تكاڤول وقدرته على تحقيق أثرٍ ملموسٍ وقابلٍ للقياس.

ويستند نموذج الشّركة إلى مزيجٍ فريدٍ من التمويل بضمان الرّاتب والتّأمين التّكافليّ المصغّر لسدّ الفجوة بين السّيولة والحماية الماليّة، فيوضّح محمد: "في تونس، كما في كثيرٍ من الاقتصادات النّاشئة، يلجأ الموظّفون عادةً إلى الاقتراض غير الرّسميّ أو المكلّف لسدّ فجوات السّيولة، بينما يواجه أصحاب العمل صعوبةً في دعم موظّفيهم دون التّأثير على خزائنهم، كما أنّ التّأمين، لا سيما التّأمين المصغّر، محدودٌ للغاية، ومن خلال الدّمج بين التمويل على أساس الرّاتب والحماية التّكافليّة، أنشأت باي داي تكاڤول حلّاً مزدوج الأثر: وصولٌ سريعٌ إلى الأجور المكتسبة دون فوائد، مع حماية الموظّفين وعائلاتهم، ما يعزّز الشّمول الماليّ ويكفل استقرار بيئة العمل".

كما أشار محمد إلى أنّ التمويل الجديد لا يقتصر على رأس المال، بل يضيف عمقاً استراتيجيّاً وتكاملاً تقنيّاً وانتشاراً أوسع في الأسواق، وأضاف: "تعزّز خدمات الخليج المتّحدة الماليّة من حوكمتنا الماليّة واستراتيجيّتنا للنّموّ على المستوى الإقليميّ، بينما تدعمنا مجموعة تاليس في دمج حلول باي داي تكاڤول مع البنوك ومؤسّسات التمويل الأصغر وشركات التّأمين، ما يزيد من قابليّتنا للتّوسّع والتّكامل، أمّا بايو بروتكشن فتمنحنا ميّزةً تشغيليّةً وصناعيّةً تساعد في تسريع شراكاتنا مع أصحاب العمل والمؤسّسات".

ومع استقرار باي داي تكاڤول في تونس، تتّجه الأنظار نحو التّوسّع الإقليميّ؛ فيقول محمد: "نستعدّ لإطلاق باي داي عمان لتكون مركزنا الإقليميّ في الخليج، وفي إفريقيا نحن في مراحل متقدّمةٍ من المفاوضات مع عدّة حكوماتٍ لتطبيق المنصّة وفق نموذجٍ من الشّركات إلى المستهلك وصولاً إلى الحكومة والمستهلك، ما يتيح توسيع نطاق خدماتنا من أصحاب العمل إلى مبادرات الإدماج الماليّ الحكوميّة.

ويشير محمد إلى أنّ التّوسّع الإقليميّ يستلزم التّكيف مع مختلف اللّوائح الماليّة والأنظمة الرّقمية، تختلف التّحدّيات بحسب المنطقة، ففي إفريقيا يبرز التّشتت التّنظيميّ وضعف البنية الرّقميّة، بينما في الخليج يتركّز التّحدّي حول التّراخيص والامتثال لمتطلّبات البنوك المركزيّة، ولمواجهة هذه الفوارق نتعاون مع مؤسّساتٍ ماليّةٍ محليّةٍ، مستفيدين من خبرتنا في الحوكمة الشّرعيّة لضمان الثّقة والامتثال.

كما يتوقّع محمد أن يشهد الشّمول الماليّ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مرحلةً جديدةً تقودها التّكنولوجيا والتّمويل القيميّ، ويضيف: "نعتقد أنّ السّنوات الخمس المقبلة ستعيد تعريف الشمّول الماليّ عبر التّكنولوجيا والشّراكات والتّمويل الأخلاقيّ.

وحدّد أربعة اتّجاهاتٍ رئيسيّةٍ لهذا التّحوّل:

  • التّمويل المدمج سيصبح القاعدة، حيث تندمج الخدمات الماليّة بسلاسةٍ مع الرّواتب والتجارة الإلكترونية والحياة اليوميّة.
  • التّمويل الأخلاقيّ والمتوافق مع الشّريعة سيكتسب قبولاً واسعاً، استجابةً للطّلب العالميّ على النّماذج الشّفّافة والمسؤولة.
  • الذكاء الاصطناعي والتّحليلات الائتمانيّة سيفتحان المجال أمام الفئات غير المخدومة من خلال حلولٍ ماليّةٍ أكثر تخصيصاً ومرونةً.
  • الشّراكة بين الحكومات وشركات التكنولوجيا المالية ستسرّع الشّمول الماليّ، لتصبح شركاتٍ مثل باي داي تكاڤول محفّزاً رقميّاً للبرامج الاجتماعيّة وربط الرّواتب.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: