GITEX Global 2025 يستعدّ لتسليط الضوء على الجيل التالي من الابتكار التقني

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

ينطلق "جيتكس غلوبال 2025" (GITEX GLOBAL 2025)، أضخم حدثٍ عالميٍّ يجمع التّكنولوجيا والذّكاء الاصطناعيّ والشّركات النّاشئة، في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة في 13 أكتوبر 2025 بمركز دبي التّجاريّ العالميّ، ليسلّط الضّوء على الجيل التّالي من التّطوّرات في التّقنيات الحيويّة، والذّكاء الاصطناعيّ الماديّ، والحوسبة الكميّة، وأشباه الموصلات، والبنية التّحتيّة للبيانات.

إلى جانب المعرض الرّئيسيّ، تشهد دبي سلسلة فعاليّاتٍ موازيةً تشمل "إكسباند نورث ستار" (Expand North Star) في ميناء دبي، ومعرض "جيتكس للكم" (GQX)، وجيتكس للصّحّة الرّقميّة والتّقنيات الحيويّة، إلى جانب قمة "الذكاء الاصطناعي الشامل" (AI Everything)، لتتحوّل المدينة إلى مركزٍ نابضٍ يجمع قطّاعات التّقنية الأكثر تأثيراً في عالم الأعمال والابتكار.

يستضيف المعرض أكثر من 6800 شركةٍ تقنيةٍ و2000 شركةٍ ناشئةٍ تمثّل 180 دولةً، من بينها عمالقة الصّناعة مثل: "علي بابا كلاود" (Alibaba Cloud)، و"إيه إم دي" (AMD)، و"أمازون ويب سيرفيسز" (AWS)، و"دل" (Dell)، و"إي آند" (e&)، و"جي 42" (G42)، و"غوغل" (Google)، و"هواوي" (Huawei)، و"آي بي إم" (IBM)، و"مايكروسوفت" (Microsoft)، و"أوراكل" (Oracle)، و"سيلزفورس" (Salesforce)، و"سيمنز" (Siemens)، و"سنو فليك" (Snowflake)، إضافةً إلى مشاركاتٍ جديدةٍ من شركاتٍ مثل: "سيريبراس" (Cerebras) و"داتادوغ" (Datadog) و"كوالكوم" (Qualcomm) و"تاتا إلكترونيكس" (Tata Electronics) و"تينستورنت" (Tenstorrent).

تقول تريسي لوهميرماند، النّائب التّنفيذيّ لرئيس مركز دبي التّجاري العالميّ، الجهة المنظمة للحدث: "القطّاعات الحيويّة للمستقبل -من مراكز البيانات والتّكنولوجيا الحيويّة إلى الكمّ والرّوبوتات- هي اليوم نقطة التقاء الإبداع الإنسانيّ مع التّحدّيات العالمية الكبرى. ويوفّر جيتكس جلوبال 2025 دفعةً جديدةً لهذه التّقنيات التّحويليّة، مؤكّداً دوره كمنصّةٍ عالميّةٍ تدفع عجلة التّقدّم القائم على الابتكار".

ومع تسارع تطوّر الذكاء الاصطناعي، تتّسع قدرته على حلّ التّحدّيات الّتي بدت مستعصيّةً في الماضي -من علاج الأمراض الوراثيّة إلى إعادة تشكيل المدن وتشغيل مراكز البيانات المستدامة. ووفق مؤتمر الأمم المتّحدة للتّجارة والتّنمية (UNCTAD)، يُتوقّع أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالميّ 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033، ما يجعل دمجه في القطّاعات الحيويّة ضرورةً ملحّةً.

وتبرز هذا العام قضيّة بنية الذكاء الاصطناعي التّحتيّة، “مراكز البيانات العملاقة” الّتي تقود الاقتصاد الرّقميّ العالميّ. ووفق تقديرات "بنك أوف أميركا للأبحاث" (BofA Research)، ستتجاوز الاستثمارات العالميّة في مراكز البيانات 500 مليار دولارٍ في عام 2025. وفي هذا الإطار، تستعدّ شركة "أوليري فنتشرز" (O’Leary Ventures) لعرض مشروعها الطّموح لتشييد أكبر مجمّعٍ صناعيٍّ لمراكز بيانات الذّكاء الاصطناعيّ في العالم في كندا.

يقول بول بالانديان، الرّئيس التّنفيذيّ والشّريك العامّ في الشّركة: "تحوّلت الإمارات إلى ملتقىً عالميٍ لتطوير التّكنولوجيا والذكاء الاصطناعيّ، إذ لا توجد دولةٌ أخرى تمتلك هذا المزيج من الرّؤية والموارد والإرادة لجذب كفاءاتٍ عالميّةٍ من كلّ القطّاعات".

كما يشهد المعرض مشاركةً غير مسبوقةٍ من الاقتصادات التّقنية الصّاعدة، مع انضمام البرازيل شريكاً رسميّاً عبر أكبر وفدٍ تقنيٍّ في تاريخها، بينما تعزّز صربيا وباكستان حضورهما من خلال شراكاتٍ وطنيّةٍ. وتشارك أيضاً كندا وتشيلي والإكوادور وإسبانيا وتركيا بأجنحةٍ جديدةٍ، ضمن توسّعٍ يشمل أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا اللّاتينية وأفريقيا والمشرق العربي.

تقول تاتيانا رييرا، الرّئيس التّنفيذيّ للعمليّات في "أبيكس برازيل" (ApexBrasil): "يسعدنا المشاركة في جيتكس وإكسباند نورث ستار مع أكثر من 50 شركةً ناشئةً ومركز ابتكارٍ، لاستعراض كيف تقود البرازيل مسيرة الحلول التّقنيّة للتّحدّيات العالميّة".

ويضيف ماركو تشاديز، رئيس غرفة التّجارة والصّناعة الصّربيّة: "في عصرٍ تتغلغل فيه حلولالذكاء الاصطناعي في كلّ جانبٍ من جوانب الحياة، تُظهر الشّركات الصّربيّة النّاشئة تطبيقاتٍ واقعيّةً من الرّعاية الصّحيّة والطّاقة إلى تحليل المشاعر على وسائل التّواصل، في تجسيدٍ حيٍّ لقدرة التّقنية على خدمة الإنسان".

وفي موازاة جيتكس، تنطلق فعاليّات "إكسباند نورث ستار 2025" الّذي تنظّمه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي في ميناء دبي من 12 إلى 15 أكتوبر، بمشاركة 2000 شركة ناشئةٍ و1200 مستثمرٍ يديرون أصولاً تفوق 1.1 تريليون دولارٍ، ممّا يعزّز مكانة دبي كجسرٍ عالميٍّ بين روّاد الأعمال والمستثمرين الدّوليّين.

وسيكون للذكاء الاصطناعي النّصيب الأكبر من الأضواء في المعرض، حيث ستعرض "سيريبراس" أكبر حاسوبٍ فائقٍ للذكاء الاصطناعي بالتّعاون مع "جي 42"، وتقدّم "فلويدستاك" (Fluidstack) حاسوباً فائقاً خالياً من الانبعاثات بقدرة 1 غيغاواط، بينما تكشف "إكسبانسو" (XPANCEO) عن عدساتٍ ذكيّةٍ مدعومةٍ بالذّكاء الاصطناعيّ تجمع بين الرعاية الصحية والتّقنيات الاستهلاكيّة والواقع المعزّز.

وفي مجال الصّحّة الرّقميّة والتّقنيات الحيويّة، تقدّم شركاتٍ مثل "ماموث بيوساينسز" (Mammoth Biosciences) و"بارادروميكس" (Paradromics) و"هوري بوزيتيف" (HurayPositive) ابتكاراتٍ مدفوعةً بالذكاء الاصطناعي تسرّع من تطوير الطّبّ الدّقيق وتفتح آفاقاً جديدةً للعلاج الجيني والتّفاعل العصبي بين الإنسان والآلة.

كما يبرز الذكاء الاصطناعي الماديّ كمحورٍ رئيسٍ هذا العام، إذ تستعرض "تينسور" (Tensor) أوّل “سيارة روبوت شخصيّة” في العالم، وتقدّم "كي تو" (K2) روبوتاتٍ صناعيّةً وبشريّةً جديدةً مصمّمةً لبيئات التّصنيع المتقدّمة. ومع توقّع أن يبلغ حجم سوق روبوتات الذكاء الاصطناعي 94 مليار دولارٍ بحلول 2031، تتحوّل الآلات من أدواتٍ إلى شركاء في الإنتاج والإبداع.

أمّا معرض "جيتكس للكم" (GQX) فيشهد كشف "آي بي إم" عن نظامها (Quantum System Two)، خطوة مهمة نحو تحقيق الحوسبة الكميّة واسعة النّطاق. كما يعرض مارك تومسون، المؤسّس المشارك لشركة "ساي كوانتوم" (PsiQuantum)، خريطة الطّريق نحو “السّيادة الكميّة”، بينما يتحدّث جيم كيلر، الرّئيس التّنفيذي لشركة "تينستورنت"، عن كيفيّة بناء مستقبل “السّيادة في الذكاء الاصطناعي الوطنيّ”.

في أكتوبر المقبل، تتحوّل دبي إلى ساحةٍ تجمع العقول والابتكار والاستثمار تحت مظلّةٍ واحدةٍ. فـجيتكس غلوبال 2025 لا يكتفي بعرض أحدث التّقنيات، بل يؤكّد الدّور المتنامي لدبي كمركزٍ عالميٍّ يقود التّحوّل نحو مستقبلٍٍ تصنعه البيانات، ويقوده الذكاء الاصطناعي، وتتكامل فيه الرّؤية مع الفعل.