الرئيسية التنمية مديري يتجاهلني.. كيف أجذب انتباه من يراني شفافاً؟

مديري يتجاهلني.. كيف أجذب انتباه من يراني شفافاً؟

تجاهل المدير ليس النهاية: اكتشف الأسباب الممكنة واستراتيجيات ذكية للتعامل مع الموقف بأسلوب احترافي ومهني

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ترسل رسالةً إلى مديرك، تنتظر الرّدّ، ثمّ تنتظر أكثر، ولا شيء! تتساءل: هل أنا شفّافٌ لهذه الدّرجة؟ هل مرّت رسالتي عبر "مثلّث برمودا الإداريّ"؟ تجاهل المدير ليس فقط أمراً مزعجاً، بل يمكن أن يثير فيك إحساساً غريباً، يجعلك تعتقد أنّك ربّما ارتكبت "جريمةً وظيفيّةً" لم تخطر على بالك!

ولكن، قبل أن تستسلم للدّراما الدّاخليّة، وتكتب سيناريو عن "الموظّف المظلوم"، دعنا نفكّر معاً: لماذا قد يتجاهلك مديرك فعلاً؟ وهل هناك طرقٌ ذكيّةٌ للتّعامل مع الموقف، دون أن ينتهي بك الأمر في قائمة "المحذوفات"؟

في هذا المقال، سنلقي نظرةً على الأسباب المحتملة لتجاهل المدير، ونقدّم لك نصائح احترافيّةً لاستعادة التّواصل بأسلوبٍ راقٍ، يجعلك تتألّق، بدلاً من أن تختفي في الظّلّ.

لماذا يتجاهلني مديري؟

هل تشعر أنّ مديرك يتجاهلك؟ لا تقلق، فقد لا يكون الأمر "شخصيًّا" كما تظنّ للوهلة الأولى. بدلاً من الغرق في دوّامة القلق والتّفكير السّلبيّ، حاول أن تأخذ خطوةً للخلف، وتنظر للأمر من زاويةٍ أوسع. يمكن أن تكون هناك عديدٌ من الأسباب المنطقيّة لتصرّفه، بعضها قد لا علاقة له بك أصلاً. دعنا نتناول الموضوع بطريقةٍ أكثر هدوءاً، ونستعرض بعض الاحتمالات الّتي قد تكون السّبب وراء ذلك.

مديرك غارقٌ في بحر المسؤوليّات

المدراء أحياناً لديهم جدولٌ مزدحمٌ لدرجةٍ أنّ يومهم يبدو كأنّه "ماراثونٌ" لا ينتهي. إذا أرسلت طلباً أو استفساراً ولم تحصل على ردٍّ، فقد يكون السّبب ببساطةٍ أنّه نسي الرّدّ عليك وسط الزّحام. أحياناً، ينتظر الوقت المناسب ليقدّم لك إجابةً شاملةً ودقيقةً بدلاً من ردٍّ سريعٍ غير مدروسٍ. لذا، بدل أن تتوتّر، امنحه فرصةً. وإذا طال الانتظار، أرسل له تذكيراً لطيفاً (وابتعد عن صيغة: "أين الرّدّ يا سيادة المدير؟"، فهي ليست فكرةً جيّدةً).

الصّورة الكبيرة تشغل باله

بعض المدراء يعيشون في عالم "الاستراتيجيّات الكبرى"، حيث ينشغلون برسم ملامح مستقبل الشّركة وتوجيه السّفينة، بينما التّفاصيل الصّغيرة كالبريد الإلكترونيّ أو ترتيب اجتماعٍ، تصبح خارج نطاق تركيزهم. إذا كان مديرك من هذا النّوع، فلا تأخذ الأمر على محملٍ شخصيٍّ. جرّب أن توصل طلبك بطريقةٍ توضّح له كيف يخدم هدفاً عامًّا أو يساعد الفريق. بهذه الطّريقة، سيرى أهمّيّة ما تحتاج إليه من منظوره الأكبر.

الأولويّات "المستعجلة" تغلب على يومه

كلّنا نعلم أنّ العمل غالباً ما يكون سباقاً مع الزّمن، والمدراء لديهم قائمةٌ طويلةٌ من المهامّ الّتي "تصرخ: أنا أوّلاً!"، فإذا كان طلبك أقلّ إلحاحاً مقارنةً بالأزمات الّتي يحاول حلّها، فمن الطّبيعيّ أن يتأخّر في الرّدّ عليك. حاول أن تصيغ طلبك بطريقةٍ تبرز أهمّيّته، وكيف يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف الفريق. ومن يدري؟ ربّما تتقدّم في "طابور الأولويّات"!

مديرك يواجه تحدّياتٍ شخصيّةً

حتّى المدراء ليسوا من كوكبٍ آخر، رغم أنّ البعض يبدون كذلك أحياناً! فهم بشرٌ مثلنا تماماً، قد يواجهون مشاكل شخصيّةً، كمرضٍ في العائلة، أو ضغطٍ نفسيٍّ يجعلهم يبدون مشتّتين أو حتّى غير مكترثين. إذا لاحظت أنّ تجاهله يمتدّ ليشمل زملاءك أيضاً، فقد يكون السّبب شيئاً خاصًّا به. في هذه الحالة، حاول أن تكون متفهّماً، ولا تضاف عليه مزيداً من الطّلبات. أحياناً، الصّبر والوقت هما الحلّ.

ربّما الأمر متعلّقٌ بأدائك الوظيفيّ

نعم، أحياناً تكون المشكلة من طرفك. إذا شعرت أنّ هناك "فجوةً" بينك وبين مديرك، فمن الجيّد أن تقوم بتقييم أدائك مؤخّراً. هل هناك أخطاءٌ وقعت فيها؟ هل تلقّيت ملاحظاتٍ سلبيّةً وتجاهلتها؟ إذا كنت تعتقد أنّ أداءك قد يكون جزءاً من المشكلة، فخذ زمام المبادرة واطلب من مديرك جلسةً صريحةً وودّيّةً. اطلب منه ملاحظاتٍ بنّاءةً لتحسين أدائك، وأظهر أنّك حريصٌ على التّعلّم والتّطوير. هذه الخطوة قد تحدث فرقاً كبيراً في العلاقة بينكما.

خلاصة القول: لا تفترض الأسوأ مباشرةً

إذا شعرت أنّ مديرك يتجاهلك، حاول أن تنظر للأمر بعقلانيّةٍ وهدوءٍ. راجع الأسباب المحتملة: هل هي مسؤوليّاته؟ أم تركيزه على الأهداف الكبرى؟ أم مشاكل شخصيّةٌ؟ تأكّد أيضاً من أنّ أداءك الوظيفيّ في المستوى المطلوب. بعدها، كن مبادراً في التّواصل بطريقةٍ احترافيّةٍ، دون أن تبدو لحوحاً. أحياناً، كلّ ما تحتاجه العلاقة بينك وبين مديرك هو القليل من الصّبر، القليل من التّعاطف، والكثير من اللّباقة.

ولكن، إذا كان التّجاهل متعمّداً، أو يبدو أنّه يعبّر عن مشكلةٍ أكبر، فلا تنس أنّك تستحقّ بيئة عملٍ صحّيّةً. تعامل مع الموقف باحترافيّةٍ، ولكن لا تقبل بما يضرّ ثقتك بنفسك أو مسيرتك المهنيّة.

كيف أتعامل مع مديرٍ يتجاهلني؟

لا شكّ أنّ تجاهل المدير قد يكون شعوراً محبطاً، وربّما يثير فيك تساؤلاتٍ لا تنتهي: "هل فعلت شيئاً خاطئاً؟"، "لماذا لا يردّ على رسائلي؟". ولكن، قبل أن ترفع الرّاية البيضاء، وتغرق في الإحباط، دعنا نبحث عن الحلول بشكلٍ عمليٍّ واحترافيٍّ، مع قليلٍ من الذّكاء والصّبر. ربّما كلّ ما تحتاجه هو خطواتٌ بسيطةٌ لإعادة بناء جسر التّواصل بينكما.

  • افهم دوافع مديرك أوّلاً
  • كن مبادراً وأظهر نفسك بوضوحٍ
  • غيّر طريقة تواصلك
  • افتح حواراً بسيطاً
  • احفظ روحك الإيجابيّة
  • اقترح اجتماعاتٍ منتظمةً
  • حدّد المشكلة الحقيقيّة بوضوحٍ
  • اسأل مديرك عن أسلوب التّواصل الّذي يفضّله
  • تواصل مع قسم الموارد البشريّة

بدلاً من الافتراضات السّلبيّة، ركّز على بناء علاقةٍ قائمةٍ على الفهم والاحترام المتبادل. تعامل بذكاءٍ، وكن مرناً في أسلوبك، ولا تخف من المبادرة. من يدري؟ قد تكون هذه التّجربة فرصةً لتعزيز مهاراتك في التّواصل والقيادة، وربّما تكتشف أنّ مديرك، رغم كلّ شيءٍ، يقدّرك أكثر ممّا كنت تظنّ.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: