زد ظهور علامتك التجارية: كيف تجذب انتباه الذكاء الاصطناعي؟

كشفت وكالة Nectiv المتخصّصة في تحسين محرّكات البحث (SEO) وتحسين الظّهور الجغرافيّ (GEO)، في دراسةٍ حديثةٍ، عن نتيجةٍ لافتةٍ تشير إلى أنّ إضافة جدولٍ بسيطٍ إلى صفحات موقع الشّركة الإلكترونيّ قد ترفع فرص ظهوره كمصدرٍ في إجابات شات جي بي تي. وجاءت هٰذه النّتيجة لتسلّط الضّوء على بعدٍ جديدٍ في العلاقة بين بنية المحتوى وطريقة تعامل النّماذج اللّغويّة مع البيانات المنشورة على الويب.

وبيّنت الدّراسة أنّ "شات جي بي تي" (ChatGPT) أكثر ميلاً للإشارة إلى المواقع الّتي تحتوي على جداول بمقدار مرّتين وثلثٍ مقارنةً بمحرّك البحث غوغل، وهو فارقٌ كبيرٌ يكشف عن اختلافٍ جوهريٍّ في طريقة تحليل كلٍّ منهما للمحتوى. وقد توصّلت Nectiv إلى هٰذه النّتيجة بعد أن حلّلت أكثر من خمسٍ وعشرين ألف صفحة ويبٍ مفهرسةٍ في غوغل، إلى جانب نحو ثمانية آلافٍ وثمانمائة صفحةٍ أشار إليها شات جي بي تي عند استخدام استعلامات البحث ذاتها. وأظهرت البيانات أنّ ثلث الإشارات الّتي استشهد بها شات جي بي تي تضمّنت جداول، بينما لم تتجاوز النّسبة في جوجل ثلاث عشرة في المئة فقط.

ورأى كريس لونغ، الشّريك المؤسّس في Nectiv، أنّ هٰذه النّتائج تثير تساؤلاتٍ مهمّةً حول الطّريقة الّتي تتعامل بها النّماذج اللّغويّة مع تنسيق البيانات، مؤكّداً في منشورٍ تحليليٍّ أنّ شات جي بي تي يبدو أكثر ميلاً لمكافأة المحتوى المنسّق ضمن جداول واضحةٍ. وأضاف أنّ إعادة هيكلة النّصوص إلى صيغٍ جدوليّةٍ، أو إدراج جداول داخل الصّفحات القائمة، تعدّ اختباراً عمليّاً مجدياً للشّركات، ولا سيّما تلك الّتي تواجه صعوبةً في جعل النّماذج اللّغويّة تلتقط محتواها بدقّةٍ.

ولتعزيز هٰذه الفكرة، استعرضت الدّراسة أمثلةً على علاماتٍ تجاريّةٍ تجيد استخدام الجداول بفاعليّةٍ، مثل شركة Software Connect، وهي مؤسّسةٌ استشاريّةٌ في مجال البرمجيّات مقرّها ميلووكي في ولاية ويسكونسن، وشركة كوتوكوس، وهي شركةٌ تكنولوجيّةٌ هنديّةٌ وصفها لونغ بأنّها تميل أكثر إلى المحتوى التّرويجيّ. وتضمّ مواقع الشّركتين مقالاتٍ تركز على مقارنة المنتجات وتوصية المستخدمين بها، ممّا يجعل الجداول عنصراً محوريّاً في عرض المعلومات بشكلٍ منظّمٍ وسلسٍ.

وعلى الرّغم من وضوح التّرابط الإحصائيّ بين وجود الجداول وزيادة احتماليّة الإشارة من شات جي بي تي، شدّد لونغ على أنّ الارتباط لا يعني بالضّرورة السّببيّة، فربّما تكون خصائص الجداول نفسها هي الّتي تدفع النّماذج اللّغويّة إلى تفضيلها. وأوضح أنّ الجداول بطبيعتها غنيّةٌ بالسّياق ومركّزةٌ بالمعلومات، وغالباً ما تظهر في محتوى المقارنات، وهٰذا ما يساعد النّماذج على تحليل البيانات بسرعةٍ ودقّةٍ أكبر.

ومع ذٰلك، خلص لونغ إلى أنّ استكشاف استخدام البنى الجدوليّة لتحسين الظّهور في شات جي بي تي وغيره من النّماذج اللّغويّة الكبيرة يعدّ اتّجاهاً واعداً. وأكّد أنّ المسوّقين ينبغي أن يستمرّوا في اختبار هٰذه الصّيغة وتطويرها، لأنّها قد تفتح أمام الشّركات نافذةً جديدةً للتّفاعل مع الذّكاء الاصطناعيّ وتوسيع نطاق ظهورها الرّقميّ في عالمٍ يتغيّر بوتيرةٍ سريعةٍ.