الرئيسية التنمية أسلوب تسويق مميز.. لماذا على الشركات أن تدعم القضايا النبيلة؟

أسلوب تسويق مميز.. لماذا على الشركات أن تدعم القضايا النبيلة؟

استراتيجيةٌ مهمةٌ تلعب دوراً إيجابياً في تطوير العلامات التجارية وانتشارها

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

ما الذي تمثّلُهُ علامتكَ التجاريةُ؟ إنَّه سؤالٌ مهمٌّ لأيِّ رائدِ أعمالٍ، ومن الجديرِ النَّظرُ فيه بصورةٍ أكبر في بيئةِ الأعمالِ الحاليّةِ؛ إذ أصبحَ من المُهمّ جدّاً في الوقتِ الحالي أن تجدَ الشّركاتُ وسائلَ لتكونَ فعّالةً بصورةٍ إيجابيّةٍ في المجتمعِ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى، وفي حينِ قد يبدو من السَّهلِ العثورُ على وسيلةٍ لتكونَ قوّةً فاعلةً إيجابيّةً نظريّاً، إلَّا أنَّهُ يصعبُ تطبيقُ ذلك عمليّاً في بعض الأحيان؛ لكن مع ذلك، قد يستحقُّ هذا الأمر المحاولةَ، والآن إليك لماذا يجبُ أن يكونَ ذلك محطَّ اهتمامِ أيَّةِ شركةٍ: [1]  

عملاؤك يرغبون في إحداث فارق

يزدادُ وعيُ العملاءِ في الوقتِ الحاليِّ بتأثيرِهم على العالمِ من حولِهم، ويشملُ ذلكَ اختياراتِهم في الشّراءِ؛ فوفقاً لدراسةٍ أجرتها Adventure Travel Trade Association، يشعرُ 96% من المستهلكين بأنَّ أفعالَهم يمكنُ أن تُحدِثَ فارقاً إيجابيّاً في العالمِ، ويرغبُ 88% منهم في أن تساعدَهم العلاماتُ التّجاريةُ التي يتعاملون معها في هذه المساعي؛ إذْ لوحِظَ أنَّ 91% من المستهلكين مستعدّون بالفعلِ لتغييرِ سلوكيّاتِهم في الشّراءِ إذا أُتيحَ لهم الابتياعُ من علامةٍ تجاريّةٍ لها صلةٌ بقضيّةٍ نبيلةٍ، في حينِ يقولُ 90% إنَّهم سيقاطعون العلاماتِ التّجاريّةِ التي تتصرّفُ بشكلٍ غيرِ مسؤولٍ.

بينما قد لا تدخلُ هذه الآراءُ حيّزَ التّنفيذِ دائماً بنسبٍ كبيرةٍ؛ فإنَّ توجيهَ العلامةِ التّجاريةِ نحو قضيّةٍ نبيلةٍ يمكنُ أن يظلَّ حافزاً قويّاً للمستهلكين الذين يتشاركون معتقداتٍ وقيماً متشابهةً، فعلى سبيلِ المثالِ، تصدّرتْ علامةُ الملابسِ الرّياضيّةِ Born Primitive عناوين الصّحفِ بتبرُّعِها بنسبة 100% من أرباحِ عطلةِ يوم المحاربين القُدامى إلى جمعيّاتٍ خيريّةٍ ذاتِ صلةٍ بأولئك المحاربين، وقد أشار مؤسّسُ العلامةِ والرّئيسُ التَّنفيذيُّ بير هاندلون على وجه التَّحديدِ إلى ردِّ الفعل من العملاءِ الذين قدّروا أهميّة القضايا المرتبطةِ بالمحاربين القدامى في مساعدتِها في تحقيقِ هدفِها المتمثّلِ في تقديمِ تبرُّعٍ بقيمة 100 ألف دولارٍ.

شاهد أيضاً: كيف يمكن للعلامات التجارية الصغيرة أن تتعاون مع المؤثرين

مستقبل أكثر استدامة يعود بالفائدة على الجميع

تركّزُ العديدُ من العلاماتِ التّجاريةِ بشكلٍ متزايدٍ على التّدابيرِ المستدامةِ التي تساعِدُ على حمايةِ البيئةِ والمجتمعِ كجزءٍ من جهودِها لتكونَ قوّةً إيجابيّةً؛ فجهودٌ من قبيلِ: تبنّي نهجٍ صديقٍ للبيئةِ لا تتوفّرُ لديها إمكانيّةُ مساعدةِ الكوكبِ فحسب، بل يمكنُها أيضاً أن تؤثّرَ مباشرةً على مجرياتِ عملِكَ. فعلى سبيلِ المثالِ، أظهرتْ دراسةٌ أجرتْها McKinsey & Company أنَّ تحسينَ فعاليّةِ المواردِ وجهودِ الاستدامةِ من شأنهِ أن يزيدَ أرباحَ الشّركةِ التَّشغيليةِ بنسبةٍ تصِلُ إلى 60%.

وتبرز أيضاً أهميّةُ العمل الإيجابيِّ من خلال السَّعي إلى تحقيقِ الشّموليةِ والاستدامةِ لجذبِ أفضلِ الكفاءاتِ والاحتفاظِ بها، وتشيرُ الدّراسةُ إلى أنَّ 51% من طلّابِ إدارةِ الأعمالِ في الولاياتِ المتّحدةِ على استعدادٍ للقبولِ بأجورٍ أقلّ مقابلَ العملِ في شركةٍ تعي مسؤولّيتَها تجاهَ البيئةِ، وتشيرُ شركةُ Deloitte للخدماتِ الاستشاريّةِ والمهنيّةِ إلى أنَّ الشّركاتِ الشّاملةِ تحقّقُ مستوىً أعلى من الإنتاجيّةِ بنسبةٍ 22% مقارنةً بمنافسِيْها، وهو ما يتناسَبُ أيضاً مع تحقيقِ ربحيّةٍ أعلى بنسبةِ 27%.

وبهذا، يمكنُ أنْ تحسِّنَ الجهودُ التي تقومُ بها العلامةُ التّجاريّةُ في العملِ الإيجابيِّ كفاءَتها التّشغيليّةَ مباشرةً، ما يجعلُها قادرةً على المنافسةِ ضمن مجالِ تخصّصِها بشكلٍ أفضل.

شاهد أيضاً: العلامات التجارية الصغيرة تسلطُ الضوء على الوعي البيئي في أسبوع الموضة

البحث عن وسائل لإحداث الفارق

يجبُ أن يكونَ البحثُ عن وسائلَ لتحقيقِ الفارقِ أولويّةً قصوى لأيَّةِ علامةٍ تجاريّةٍ؛ وذلكَ لأنَّ العملَ الإيجابيَّ يمكنُ أن يؤثِّرَ مباشرةً على تكاليفِ التَّشغيلِ والاحتفاظِ بالموظَّفينَ والإنتاجيّةِ وحتَّى القدرة على جذبِ العملاءِ، وينبغي للعلاماتِ التِّجاريةِ البحثُ عن قضايا تتناسبُ مع هويّتِها، بما في ذلك معتقداتُ وقيمُ عملائِها وموظَّفيها، ومن موقعِكَ كرائدِ أعمالٍ، عليكَ النَّظرُ في القضايا التي تراها مُهمَّةً بالنّسبةِ لكَ شخصيّاً، حيثُ يمكنُكَ بصدقٍ أن تقدِّمَ قصارى جهدكَ لدعمِها.

قد يشملُ ذلكَ التبرُّعَ لمنظّمةٍ غير ربحيّةٍ، أو جعل فريقِكَ يتطوَّعُ في منظَّمةٍ خيريّةٍ محلّيّةٍ، أو التّعهد بتبنِّي ممارساتٍ بيئيّةٍ ذات أهميةٍ وتنفيذِها، انظرْ إلى إمكانيّاتِ عملِكَ الحاليةِ والمستقبليّةِ، فقد تحتاجُ إلى البدءِ بشكلٍ صغيرٍ نسبيّاً، ولكنْ يمكنُكَ توسيعُ نشاطِكَ مع نموِّ عملِكَ.

وأخيراً، قيِّمْ بعنايةٍ الأثر المحتمل لخيارِكَ فيما يخصُّ العملَ الإيجابيَّ الذي انتقيتَهُ؛ إذ يجبُ أنْ تكونَ هذهِ الجهودُ قادرةً على الوصولِ إلى إصدارِ أكثرَ من بيانٍ صحفيٍّ لمرّةٍ واحدةٍ حولَ كيفيّةِ محاولةِ علامَتِكَ التِّجاريَّةِ إحداثَ فارقٍ، ويؤدِّي التّأثيرُ طويلُ الأمدِ إلى نتائجَ أفضلَ للعالمِ ولشركتِكَ على حدٍّ سواء.

شاهد أيضاً: المبادرات الخضراء تسهم في دعم الاستدامة في دول مجلس التّعاون الخليجي

كن فاعلاً حقيقياً في العمل الإيجابي 

قد يكونُ من الصَّعبِ تجاوزُ التّفكيرِ التّقليديّ في مجالِ الأعمالِ الذي ينصبُّ اهتمامُهُ على تحقيقِ الرّبحِ، ومع ذلك، فإنَّ إدراكَ الشّركاتِ النّاجحةِ بأنَّها يمكنُ أن تكونَ أكثرَ من مجرَّدِ مصدرٍ آخرَ للسّلعِ والخدماتِ آخذٌ بالازديادِ، ومن خلالِ السَّعي الفعّالِ للعملِ الإيجابيِّ في العالمِ، يمكنُ أن يكونَ لدى الشّركاتِ وعملائِها تأثيرٌ كبيرٌ على مختلفِ القضايا، وفي الوقتِ نفسِهِ، ستمهّدُ الشّركاتُ طريقَها نحو مستقبلٍ أكثر ازدهاراً.

لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: