مجموعة Obsession تُعلن عن انطلاق برنامج تحدي القفزة الكبرى
برنامجٌ مبتكرٌ يدعم المؤسّسين الجريئيّن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبناء شركاتٍ رائدةٍ تُحدث تحوّلاً جذريّاً في المشهد الرّياديّ والتّجاريّ

ها المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في منطقةٍ تشهد فيها روح ريادة الأعمال تسارعاً متزايداً، لا يسعى أكثر المؤسّسين جرأةً وراء ما هو رائج، بل يبنون ما سيأتي لاحقاً؛ فيقول محمد بدر، مؤسس ومدير عام الابتكار في "أوبسشن" (Obsession) ومقرّها في دبي، إن هذه العقليّة هي بالضّبط ما أطلق شرارة تحدّي القفزة الكبرى، وهو برنامجٌ نخبويٌّ مصمّمٌ للمؤسّسين الّذين يفضّلون بناء شيءٍ جريءٍ بدلاً من النّجاح عبر اتّباع المسار الآمن.
يُشير بدر في مقابلةٍ مع مجلة "عربية .Inc" قائلاً: "نحن نعيش في منطقةٍ وُجدت من أجل القفزات الكبرى. من الإمارات العربيّة المتّحدة إلى السعودية، هذه أرض الحالمين الّذين حوّلوا الطّموح إلى أجنداتٍ وطنيّةٍ والصّحراء إلى أفقٍ من الأبنية الشّاهقة؛ فالعقليّة هنا ليست 'ما هو الواقعيّ؟' بل 'ما هو التالي؟'، مثل الكثيرين الذين انتقلوا إلى هنا، جُذبتُ إلى مكانٍ يعتبر المستحيل نقطة البداية. وكانت تلك العقليّة هي الدّافع الأوّل وراء إطلاق تحدي القفزة الكبرى".
يُشير بدر إلى أن الفهم العميق الذي يشكّل جوهر أوبسشن وتحدي القفزة الكبرى، لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة سنواتٍ طويلةٍ من العمل الميدانيّ مع نخبةٍ من ألمع المؤسّسين وأبرز العقول الرّياديّة في المنطقة. ويوضّح قائلاً: "لقد لاحظنا أنّ معظم هؤلاء المؤسّسين كانوا يحملون في أعماقهم فكرة قفزة كبرى، فكرة جريئة وغير مصقولة، وغالباً ما تُخفى في الأدراج بانتظار ما يُسمّى بالوقت المناسب".
ويُردف: "تلك الفكرة التي كان يُقال لهم مراراً إنّها مستحيلةٌ، سواء من قبل مجالس إداراتهم أو مستشاريهم أو حتّى فرقهم. ورغم ذلك، لم يتوقّفوا عن طرح الأسئلة الصّعبة من نوع: 'ماذا لو...؟' و'وماذا بعد؟'، وهي أسئلةٌ تكشف عن توقٍ عميقٍ لديهم لتحدّي المألوف، وكسر الحواجز الذّاتيّة، وإعادة ابتكار المجال الذي ينتمون إليه أو حتّى قلب نموذج أعمالهم رأساً على عقبٍ".
يؤكّد بدر أنّ الفهم العميق الّذي يُجسّد روح أوبسشن وتحدي القفزة الكبرى لم يكن وليد الصّدفة، بل هو حصيلة سنواتٍ من الغوص في قلب المشهد الرّياديّ، والعمل عن كثبٍ مع نخبةٍ من ألمع المؤسّسين وأجرأ العقول الابتكاريّة في المنطقة. ويضيف موضّحاً: "ما لاحظناه أنّ معظم هؤلاء القادة يحتفظون في أعماقهم بما يمكن وصفه بفكرة القفزة الكبرى ،فكرةٌ جريئةٌ، خامٌ، متحرّرةٌ من قيود التّوقيت والتّقليد، وغالباً ما تبقى حبيسة الأدراج بانتظار لحظةٍ يُظنّ أنّها الأنسب".
ويتابع: "هي الفكرة الّتي كثيراً ما قوبلت بالتّشكيك أو بالتّحذير، سواء من مجالس إداراتهم، أو مستشاريهم، أو حتّى فرقهم التّنفيذيّة. ومع ذلك، لم يخفت فيهم صوت السّؤال، بل ظلّوا يطرحونه بإلحاح: 'ماذا لو؟' و'وماذا بعد؟' أسئلةٌ لا تُطرح اعتباطاً، بل تعكس شغفاً فطريّاً بتحدّي الممكن، وكسر المسلّمات، وإعادة تخيّل الصّناعة، أو حتّى تقويض النّموذج التّقليديّ لأعمالهم من أساسه".
ويؤكّد بدر أنّ تحدي القفزة الكبرى لا يرحّب بأيّ مؤسّسٍ، فهو لا يقيم على النّجاح الأوّليّ أو المنتج القابل للتّطبيق بشكلٍ أوّليٍّ (MVP)، بل على العقلية، والشّغف، والجوع لتحقيق تأثيرٍ عميق؛ فيقول: "نبحث عن المؤسّس الّذي سبق وأن أسّس شيئاً ناجحاً، لكنّه لا يزال يشعر بالحاجة". ويضيف: "المؤسّس الّذي لا يستطيع النّوم لأنّ الصّوت في رأسه يقول: هذا ليس هو. هناك المزيد. هؤلاء المضطربون، المهووسون. يرون أنماطاً لا يراها الآخرون، ليسوا هنا للّعب، بل للتّغيير، للتّسريع، للاستمرار في الفوز. هم رؤى، متمرّدون، أو مثيرون للمشاكل، وربّما كلّ ذلك معاً. ولكن ما يجمعهم هو هوسٌ عميقٌ، وأنّهم يفضلون الفشل أثناء بناء شيءٍ جريءٍ على النّجاح بنسخ شيءٍ متوسّطٍ".
ويشدّد بدر على أنّ تحدي القفزة الكبرى يبتعد عن برامج الاحتضان أو دوائر الإرشاد المعتادة، فهو التزامٌ طويل الأمد وضغطٌ عالي، متاحٌ فقط بالدّعوة أو عبر التّقديم؛ فيقول: "هذا ليس حضانة، وليس دائرة إرشاد". ويضيف: "وبالتّأكيد ليس مصنع شرائح عروض تقديميّةٍ؛ فالبرنامج الأساسيّ يُمكن تقديمه خلال 6، 8، أو 12 أسبوعاً، لكنّنا نطلب التزاماً أدنى بـ 12 شهراً لأنّ بناء شيءٍ جريءٍ يتطلّب وقتاً، وانضباطاً، وشهيّةً حقيقيّةً للتّحوّل".
يعني هذا الالتزام العميق أنّ أوبسشن لا تقدّم النّصيحة من بعيد، بل تغمر نفسها في خضمّ المعركة مع المؤسّسين، وتواكب حماسهم وطموحهم خطوةً بخطوةٍ. فيقول: "نعمل مع المؤسّسين، لا حولهم. وهذا يتطلّب وقتاً، حضوراً، وعقليّة أداءٍ عاليةً، تقبل التّجربة ورؤية الفشل كوقودٍ".
وبحلول نهاية هذه التّجربة المكثفة والمخصّصة بالكامل، يخرج المؤسّسون بخارطة طريقٍ لمشروعٍ جريءٍ لكنّه قابلٌ للتّنفيذ، مع استراتيجيّاتٍ واضحةٍ للإطلاق، والاختبار، والتّوسّع. ويُضيف بدر أنّ كل جوانب تحدي القفزة الكبرى صُمّمت لدفع الحدود، لكن الجوهر كلّه يتلخّص في استعداد المؤسّس لاتّخاذ الخطوة. وهنا يظهر إطار 3IB: الرّؤى (Insights)، والأفكار (Ideas)، والابتكار (Innovation)، والتّحوّل (Breakthrough)؛ إنّه الإطار الحصريّ الّذي طوّرته أوبسشن. فيقول: "غالباً ما يقفز النّاس مباشرةً إلى توليد الأفكار أو التّنفيذ. ولكن القفزات الكبرى تبدأ بحقيقةٍ، أي مشكلة بمليارات الدّولارات يهوى المؤسّس حلّها، أو فرصةٍ بالمليارات هم في وضعٍ فريدٍ لاقتناصها".
شاهد أيضاً: 3 نصائح لمساعدة الشركات على الابتكار المفيد
لذلك يبدأ تحدي القفزة الكبرى بالبحث عن "الرؤية" الحقيقة العميقة المخفية الّتي تُكشف عبر أسئلةٍ دقيقةٍ وعميقةٍ؛ فيقول بدر: "نبدأ بطرح أصعب وأعمق الأسئلة، ونغوص في الحقيقة، ونحدّد الافتراضات الخفية، ونكشف التّناقضات الّتي يجب التّحقّق منها أو كسرها تماماً".
بعد هذا التّأسيس، يُدفع المؤسّسون نحو استكشافٍ غير تقليديٍّ: جولات تفكيرٍ جانبيّة، استفزازات إبداعيّة، وورش عملٍ تعاونيّةٍ مع فرقٍ داخليّةٍ، وأصحاب مصلحةٍ خارجيّين، وخبراء صناعيين؛ فالهدف هو توليد أفكارٍ جريئةٍ وقابلةٍ للتّنفيذ، مستمدّةٍ من مزايا المؤسّس وجوهر شركته. تُمرّر هذه الأفكار عبر عمليّة تقييمٍ استراتيجيّةٍ لبناء محفظة ابتكارٍ مخصّصة تشمل انتصاراتٍ سريعةً، وتجديداتٍ تشغيليّةً، ورهاناتٍ عالية المخاطر تهدف لإعادة تعريف الفئة.
وفي النّهاية، يصل المؤسّسون إلى مرحلة الانطلاقة الحاسمة؛ فيقول بدر: "يجب أن يقرّر المؤسّس، إمّا القفز أو العودة إلى الأمان. هذا ليس سهلاً، وليس للجميع".
ويصف بدر إطار 3IB بأنّه ليس مجرّد منهجيّةٍ بل تجربة كاملة؛ فيقول: "يشمل التّحديّات الابتكاريّة، والرّياضات الذّهنيّة، وورش عملٍ للتّعاون، ومختبرات تفكيرٍ تناظريّةٍ، وكلّها مدعومةٌ بوكيل الذكاء الاصطناعي الخاصّ بنا، كُوبي، كشريكٍ فكريٍّ على طول الطّريق". كما يؤكّد بدر أنّ تجربة 3IB متجذّرةٌ في نفس المهمّة الّتي دفعت تأسيس أوبسشن؛ فيقول: "لم تُبنى شركتنا لإثارة أفكارٍ جديدةٍ فحسب، بل لإعادة ترتيب أولويّاتٍ وكيفيّة حدوث الابتكار داخل الشّركات".
ويتابع بدر: "الابتكار، تلك الكلمة اللّامعة التي تُستهلك حتّى الإشباع في أدبيات الأعمال المعاصرة، باتت حاضرةً في كلّ عرضٍ تقديميٍّ، وعلى لسان كلّ مديرٍ تنفيذيٍّ، أو رئيسٍ تنفيذيٍّ للابتكار. لكن المفارقة تكمن في أنّنا نتعامل مع الابتكار كما لو كان جوهريّاً، ونتصرّف حياله كما لو كان خياراً ثانويّاً".
ويشير بدر إلى أنّ الغالبية العظمى من الشّركات ما تزال تتعامل مع الابتكار كعنصرٍ تجميليٍّ حاضرٍ في اللّغة وغائبٍ عن المنظومة؛ فيقول: "في كثيرٍ من المؤسّسات، لا يُدمج الابتكار في البنية التّشغيليّة فعليّاً. ولا يُمارس بوصفه نظاماً حيّاً متجدّداً، بل يُستحضر كطقسٍ موسميٍّ، لا يرتبط بإنتاج قيمةٍ تجاريّةٍ حقيقيّةٍ".
وقد تجلّت هذه الفجوة بوضوحٍ بعد حواراتٍ أجراها بدر مع فرق القيادة في عددٍ من الشّركات؛ فيقول: "طرحنا سؤالاً بسيطاً ومباشراً على المؤسّسين والمدراء التّنفيذيّين: هل تملكون قسماً مخصّصاً للابتكار؟ وإن لم يكن، فكيف تُدار هذه الوظيفة الجوهريّة في مؤسّستكم؟" فجاءت الإجابات صادمةً، باستثناء بعض الكيانات الكبرى ذات البُنى المؤسّسيّة المتقدّمة، أقرّ معظم القادة بعدم وجود وظيفةٍ متخصّصةٍ أو آليّةٍ واضحةٍ للابتكار. "الابتكار"، كما وصفه: "يعيش كأطيافٍ مبعثرةٍ: هاكاثون هنا، جلسة عصفٍ ذهنيٍّ هناك، وربّما فكرة تدور في ذهن المؤسّس أو أحد المقرّبين. لا وجود لهيكليّةٍ ثابتةٍ، ولا لمسؤوليّةٍ محدّدةٍ، ولا لآليّة مساءلةٍ تُترجم الرّؤى إلى نتائج".
يُبرز بدر أنّ الابتكار رغم كثرة الحديث عنه، لا يُعطى أوّلويّةً تشغيليّةً مقارنةً بالوظائف الأساسيّة الأخرى؛ فيقول: "قارن ذلك بالتّسويق، والموارد البشريّة، والماليّة، وظائف تُعتبر أساسيّة لكل الأعمال. أمّا الابتكار؟ لا يزال يُعامل كترفٍ، أو فكرةٍ جانبيّةٍ يجب على أحدهم العمل عليها".
يؤكّد بدر أنّ هذا التّباين يكشف عن عقليّةٍ أعمق في المنظّمات، عقليّة تقلّل من أهميّة الابتكار لصالح الرّهانات الآمنة؛ فيقول: "لماذا يُعامل الابتكار كاختياريٍّ؟ لأنّه محفوفٌ بالمخاطر، لأنّه لا يقدّم عائداً فوريّاً على الاستثمار، لأنّ معظم الشّركات مدمنةٌ على التّنبؤ. نتيجةً لذلك، ينتظرون السّوق ليحدث تغييراً، ثم يردّون، وهذا هو سبب أنّ معظم ما نسمّيه اليوم 'ابتكار' مجرّد تحسيناتٍ تدريجيّةٍ، وليس تغييراً جذريّاً".
كيف تساعد أوبسشن الشّركات في إعادة التّفكير بأسلوبها؟ يرد بدر: "نحبّ أن نطرح السّؤال: ما هي تكلفة عدم الابتكار (CONI)؟ من هنا يبدأ التّحوّل. منذ إطلاقنا، ساعدنا القادة على التّحوّل من سؤال 'ما الآمن؟' إلى سؤال 'ما الممكن؟'"
ويوضّح بدر أنّ أوبسشن أنتجت سلسلةً مستمرّةً من المحتوى عالي القيمة من أوراقٍ بيضاء، وتحديّاتٍ ابتكاريّةٍ، وكتيباتٍ استراتيجيّةٍ تهدف إلى إعادة صياغة الابتكار كموقف عملٍ وليس مجرّد كلمةٍ طنّانةٍ. ويستمرّ بدر: "عندما أسّسنا أوبسشن، كنّا على الأرجح أوّل استشارةٍ نقيّةٍ للابتكار والقفزات الكبرى في المنطقة. والآن، نحن نتطوّر بسرعةٍ، ونتوسّع إلى مجموعةٍ عالميّةٍ من خبراء القفزات الكبرى، نخدم ما أسمّيه الصّناعات الوجوديّة، والقطّاعات الّتي تظلّ مهمّةً للبشر والأمم: الصّحة، والتّعليم، والدّفاع، والتّجزئة، والمدن الذّكيّة، والتّقنية المتقدّمة".
مع امتلاكها مكاتب في مراكز عالميّةٍ مرموقةٍ مثل دبي، وباريس، ومومباي، والرياض، وبيروت، يؤكّد بدر أن أوبسشن تشهد نموّاً متسارعاً، يُعيد تعريف ما يمكن أن تقدّمه الاستشارات الحديثة في عصرنا. وفي قلب هذا التّوسّع، أطلقت الشّركة مختبرين متخصصين يُجسّدان رؤيتها المزدوجة: "ويرد إن ووندرلاند" (Weird in Wonderland)، مختبر إبداعيّ يوسّع آفاق الخيال، و"جوبتر" (Juptr)، مختبر تقنيّ وذكاء اصطناعي يُرافق المؤسّسين والمنظمات من الفكرة إلى التّطبيق.
ورغم أنّ هذه المختبرات تعكس نموّ أوبسشن الخارجيّ، إلّا أنّ جوهرها الدّاخليّ لا يزال قائماً على قناعةٍ راسخةٍ بمحرّكات الابتكار؛ فيقول بدر: "أنا أؤمن أنّ الابتكار غريزةٌ إنسانيّةٌ، مهارة بقاءٍ قبل أن يكون ترفاً، وميّزةً تنافسيّةً تُبنى على العقلية أوّلاً". ولذلك، يرى أنّ على المنظّمات أن تجعل من الابتكار أمراً طبيعيّاً، عبر تشكيل الذّهنيات الصّحيحة، وتصميم بيئاتٍ تحتضنه، وبناء خرائط طريقٍ تؤدّي إلى نتائج تحوّليّةٍ، كلّ ذلك من دون إغفال القيمة التّجاريّة، ومن خلال نماذج عملٍ تواكب عصر الذكاء الاصطناعي.
يسعى بدر لأن يصبح اسم أوبسشن مرادفاً للقفزات الكبرى، وأن تُعرف عالميّاً كمُيسّرٍ للابتكار الجذريّ. ويؤكّد: "ما يجعل لهذه المهمّة طعماً خاصّاً هو أنّنا نشأنا هنا. لم نأتِ من وادي السيليكون، أو لندن، أو نيويورك. لسنا شركةً عالميّةً اقتحمت المنطقة، بل نحن نتوسّع من داخلها إلى العالم". ويضيف بابتسامةٍ: "رؤيتي (وسيصفني الفريق بالمجنون) هي أنّه في يوم من الأيام، كما يُقال ماكينزي عند الحديث عن الاستشارات الإداريّة، وأوجيلفي في الإعلان، وIDEO في التّفكير التّصميمي، سيُقال أوبسشن عند الحديث عن الابتكار الجذريّ والقفزات الكبرى".
ولمن يحمل فكرةً طموحةً لكنّه يخشى ألّا تجد مكانها، يقدّم بدر نصيحته الصّريحة: "إذا كانت فكرتك تبدو وكأنّها تناسب القالب، فقد وصلت متأخراً. الأفكار التي تستحقّ الرّهان عليها، دائماً ما تبدو في البداية مبالغ فيها، غريبة جدّاً، أو غير تقليديّة. هذا ليس تحذيراً، بل إشارة على أنّك في الطّريق الصّحيح".
وبحكم تجربته الطّويلة مع الأفكار الجريئة وما يصاحبها من صراعٍ نفسيٍّ، يرى بدر أنّ هذا التّوتر بالذّات ليس عائقاً، بل بوصلة؛ فيقول: "إذا كانت فكرتك تُخيفك وتُحمّسك في آنٍ معاً، فأنت على مشارف أمرٍ عظيمٍ. وفي بعض مراحل الحياة، لا مجال للوسط: إمّا كلّ شيءٍ أو لا شيءٍ. قفزةٌ كبرى أو لا شيءٍ".
ولمساعدة الآخرين على خوض هذا التّحدّي، يشير بدر إلى أداةٍ ابتكروها في أوبسشن تُدعى "تحدي سرير الموت": تمرينٌ مجانيٌّ قابلٌ للتّحميل، يُعيد صياغة الخوف من المخاطرة، ويوجّه المفكرين الجريئين نحو وضوحٍ داخليٍّ محفّزٍ؛ فيشرح قائلاً: "الفكرة بسيطةٌ. تخيّل نفسك على سرير الموت. ما الشيء الّذي ستندم عليه أكثر؟ الآن، أعد النّظر في فكرتك الطّموحة من هذا المنظور. هل ستندم لأنّك حاولت وفشلت، أم لأنّك لم تحاول أصلاً؟ هل ستكتفي بحماية ما هو متوقّع، أم ستُطلق الإمكانات الّتي تعرف في قرارة نفسك أنّها موجودةٌ؟"
ويختتم بدر حديثه بتأكيدٍ يحمل نبرةً حاسمةً: "تذكّر، المستقبل لا يخصّ من يندمجون، بل أولئك الّذين يجرؤون على الابتكار؛ فالعالم لا يحتاج مزيداً من النّسخ المتكررة، بل فكرتك الجريئة تلك الّتي تعيشها بوضوحٍ، وشجاعةٍ، وهوسٍ؛ لأنّ اللّعب الآمن، هو أسرع طريقٍ للاختفاء".