الرئيسية التنمية ماذا ينتظرنا في موسم الأعياد لعام 2025؟ 3 سلوكيات بارزة

ماذا ينتظرنا في موسم الأعياد لعام 2025؟ 3 سلوكيات بارزة

حين يقترب موسم عطلات 2025، تصبح استراتيجيّات الشّركات المرنة والعروض المدروسة والشّفافيّة في التّسوّق عوامل حاسمةً لكسب ولاء المستهلك وتحقيق النّجاح

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يقترب موسم التّسوّق لعطلات عام 2025، ليشكّل محطّةً ختاميّةً لعامٍ اتّسم بعدم اليقين الاقتصاديّ وتقلّبات الأسواق العالميّة. ومع هذا الواقع، يتوجّب على الشّركات أن تعيد ترتيب استراتيجيّاتها استعداداً لمشهدٍ استهلاكيٍّ يتأرجح بين التّفاؤل الحذر والرّغبة في الإنفاق المدروس. فالمستهلك الحديث لم يعد يشتري بعفويّةٍ، بل بات يوازن بعنايةٍ بين القيمة الّتي يحصل عليها والرّاحة الّتي ينالها، في محاولةٍ للتّأقلم مع الضّغوط الماليّة دون التّخلّي عن متعة التّسوّق في موسمٍ طالما ارتبط بالكرم والعطاء.

تشير نتائج دراساتٍ حديثةٍ إلى أنّ سلوك المتسوّقين يشهد تحوّلاً ملحوظاً نحو التّخطيط الواعي، إذ يقبلون على الشّراء بنوايا واضحةٍ ويحرصون على تحقيق أكبر فائدةٍ ممكنةٍ من إنفاقهم. لذلك، تدرك الشّركات الذّكيّة أنّ الفهم الدّقيق لهذه التّحوّلات لم يعد رفاهيّةً، بل ضرورةً تمكّنها من اقتناص انتباه المستهلك وكسب ولائه في سوقٍ يتّسم بالمنافسة الحادّة وتقلبات الولاء السّريعة.

تظهر توقّعات شركةٍ Adobe للتّسوّق الإلكترونيّ أنّ موسم العطلات القادم سيواصل تحقيق أرقامٍ قياسيّةٍ جديدة، وإن بوتيرةٍ أبطأ من السّنوات الماضية. ويعزى هذا التّباطؤ إلى استمرار حالة عدم اليقين الاقتصاديّ وارتفاع معدّلات التّضخّم وتشدّد ميزانيّات الأسر. وتؤكّد دراسة Ryder لسلوك المستهلكين في التّجارة الإلكترونيّة، الصّادرة في سبتمبر 2025، هذه الرّؤية، إذ كشفت أنّ 44% من المتسوّقين ينوون خفض إنفاقهم مقارنةً بعام 2024. ومع ذلك، تظهر الأرقام أنّ 28% من المستهلكين لا يعتزمون إجراء أيّ تغييراتٍ في ميزانيّاتهم، ولو تطلّب الأمر تقليص عدد المشتريات، بينما يخطّط 10% لزيادة إنفاقهم رغبةً في اقتناص العروض أو مجاراة أجواء الموسم. وهكذا يتّضح أنّ الشّركات مطالبةٌ بمخاطبة هذه الفئات المتباينة عبر تقديم عروضٍ ذات قيمةٍ حقيقيّةٍ وخيارات دفعٍ مرنةٍ تخفّف القلق وتشجّع على الشّراء.

ويكشف تحليل Ryder أنّ العوامل الّتي تحدّد قرارات الشّراء في موسم 2025 تدور أساساً حول تقليل التّكاليف، إذ يأتي الشّحن المجّانيّ في صدارة الدّوافع بنسبة 76%، يليه التّخفيضات والعروض التّرويجيّة بنسبة 64%، ثمّ إمكانيّة الإرجاع المجّانيّ بنسبة 31%. وتعكس هذه النّتائج أنّ المستهلك لم يعد يبحث عن السّعر الأدنى فقط، بل عن الشّفافيّة والطمأنينة في تجربة الشّراء بأكملها. لذلك، حين تلتزم العلامة التّجاريّة بسياسات إرجاعٍ واضحةٍ وميسّرةٍ، ترسل إشارةً قويّةً عن ثقتها بمنتجاتها واحترامها لعملائها، ممّا يخلق جسوراً من الولاء يصعب هدمها. ومن الجدير بالذّكر أنّ 94% من المشاركين في الدّراسة اختاروا واحداً على الأقلّ من هذه العوامل ضمن أهمّ ثلاثة مؤثّراتٍ في قراراتهم الشّرائيّة، ممّا يبرز حجم تأثيرها الحقيقيّ على سلوك المستهلك.

وفي موازاة ذلك، تشير توقّعات Adobe إلى أنّ التّسوّق عبر الهواتف المحمولة سيهيمن على المشهد هذا العام، إذ يتوقّع أن يشكّل ما نسبته 56.1% من إجماليّ الإنفاق الإلكترونيّ. كما أكّدت دراسة Ryder أنّ نصف المستهلكين تقريباً سيُجرون مشترياتهم عبر التّطبيقات المحمولة، غير أنّ المشهد العامّ للتّسوّق سيبقى متنوّع القنوات، إذ أبدى 74% من المتسوّقين عبر الإنترنت نيّتهم زيارة المتاجر الفعليّة، و73% التّسوّق عبر الأسواق الإلكترونيّة الكبرى، و70% عبر مواقع العلامات التّجاريّة نفسها، و23% عبر الأسواق الاجتماعيّة. ويُظهر ذلك أنّ المستهلك المعاصر لا يلتزم بمسارٍ واحدٍ، بل يتنقّل بين القنوات بسلاسةٍ بحثاً عن التّجربة الأكمل.

ولهذا، يتوجّب على العلامات التّجاريّة أن تحقّق تكاملاً سلساً بين القنوات ليتمكّن المستهلك من الانتقال بسهولةٍ بين التّجارب الرّقميّة والميدانيّة دون انقطاعٍ في الهويّة أو الخدمة. فحين يجد المستهلك التّناسق ذاته في الأسعار والعروض وخدمة العملاء سواءً على الهاتف أو الموقع أو داخل المتجر، يتولّد لديه إحساسٌ بالثّقة والاستقرار. كما تسهم هذه المرونة في اختصار الوقت وتبسيط تجربة الشّراء، فتجعلها أكثر سلاسةً ومتعةً، وهو ما ينعكس في النّهاية على ارتفاع معدّلات الرّضا والولاء وزيادة معدّلات التّحوّل عبر مختلف القنوات.

ومع حلول موسم عطلات 2025، يدخل المستهلك السّاحة وهو أكثر وعياً ونضجاً رقميّاً وتمسّكاً بالقيمة من أيّ وقتٍ مضى. فهو يدمج بين راحة التّسوّق الإلكترونيّ ومتعة التّجربة الحسّيّة في المتاجر الفعليّة، ويبحث عن المرونة في الدّفع بقدر ما يبحث عن الشّفافيّة في الأسعار. ومن هنا، لن يظفر باهتمامه سوى أولئك الّذين يديرون استراتيجيّاتهم بذكاءٍ، فيجمعون بين العروض الجذّابة والتّنفيذ السّلس والتّواصل الإنسانيّ الحقيقيّ مع العميل. وعندما توحّد الشّركات بين الرّشاقة العمليّة والاتّصال الصّادق، لا تضمن فقط نجاحها في موسم العطلات، بل تبني علاقةً متينةً مع المستهلك تمتدّ آثارها الإيجابيّة طوال العام الّذي يليه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: