الرئيسية الريادة الفرص الخفية في السوق: كيف يكتشف الرياديون ما لا يراه الآخرون؟

الفرص الخفية في السوق: كيف يكتشف الرياديون ما لا يراه الآخرون؟

حين تتسارع وتيرة المنافسة وتتشبّع الأسواق بالمنتجات، تظلّ الفرص الخفيّة قائمةً تنتظر رياديّاً يقظاً يستقرئ الفجوات ويلبّي احتياجاتٍ لم تُكتشف بعد

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يشهد عالم الأعمال تغيّراتٍ سريعةً تجعل المنافسة أكثر حدّةً يوماً بعد يومٍ، ومع ذٰلك يبقى جزءٌ كبيرٌ من الفرص السّوقيّة غير مكتشفٍ أو غير مستغلٍّ. لا يعني الوجود في سوقٍ مشبعٍ بالمنتجات والخدمات أنّ كلّ الاحتياجات قد لبّيت، بل على العكس، غالباً ما تكون الفرص الخفيّة مختبئةً في زوايا لا يلتفت إليها الكثيرون. وهنا يبرز دور العقليّة الرّياديّة الّتي تبحث عن الفجوات وتستقرئ الاحتياجات الكامنة.

كيف يكتشف الرياديون الفرص الخفية؟

لكي يكتشف الرّياديّ الفرص السّوقيّة غير المرئيّة، يحتاج إلى اتّباع استراتيجيّاتٍ عمليّةٍ تعتمد على الملاحظة، والتّحليل، والتّفكير النّقديّ. هٰذه الخطوات تمنحه القدرة على رؤية ما يغفل عنه الآخرون، وتفتح أمامه مجالاً لتبنّي أفكارٍ مبتكرةٍ تحوّل النّقائص إلى مشاريع ناجحةٍ. [1]

مراقبة سلوك العملاء

يراقب الرّياديّ سلوك العملاء في حياتهم اليوميّة بدقّةٍ ليستنتج الاحتياجات الّتي لم تلبّ بعد؛ فكلّ تصرّفٍ عفويٍّ أو معاناةٍ متكرّرةٍ تكشف عن وجود فرصةٍ سوقيّةٍ خفيّةٍ. وعندما يواجه العملاء مشقّةً في إنجاز مهمّةٍ روتينيّةٍ، أو يعبّرون عن رغبتهم في حلٍّ أسعر وأكثر كفاءةً، يظهر أمام الرّياديّ احتمالٌ كبيرٌ لتطوير خدمةٍ جديدةٍ أو منتجٍ يلبّي هٰذا الطّلب الكامن. كثيراً ما تكون الفرصة موجودةً في مظهرٍ يبدو صغيراً، مثل تحسين تجربة الشّراء أونلاين، أو توفير خدمة دفعٍ أكثر سهولةً؛ فكلّ تجربةٍ غير مرضيةٍ للعميل تعتبر إشارةً واضحةً إلى وجود فرصةٍ سوقيّةٍ يمكن استغلالها. [1]

تحليل الفجوات في السوق

يقارن الرّياديّ بين العرض والطّلب ليرى أين توجد الفجوات؛ فعندما يكون ما يقدّمه السّوق غير متطابقٍ مع ما يريده المستهلك، تظهر الفرصة الاستثماريّة. ينتج هٰذا النّوع من الفجوات عن إغفال المنافسين لاحتياجاتٍ أساسيّةٍ، أو عدم تطويرهم لخدماتهم بشكلٍ يلبّي تطلّعات العملاء. مثالٌ واضحٌ على ذٰلك شركات التّعليم الرّقميّ الّتي ملأت فجوةً واضحةً في فترة جائحة كورونا، حيث أوقف التّعليم التّقليديّ أعماله أو تراجعت جودته، فجاءت الحلول الرّقميّة لتسدّ هٰذا العجز. يمكن أيضاً أن يكون التّحليل أكثر دقّةً من خلال دراسة سلوك المنافسين، وملاحظة ما يغفلون عنه، ليستخرج الرّياديّ منه فرصةً خفيّةً للخروج بخدمةٍ مختلفةٍ تلبّي الاحتياجات الموجودة.

استشراف الاتجاهات المستقبلية

يتطلّع الرّياديّ النّاجح إلى المستقبل ويستشرف الاتّجاهات عوضاً عن الاكتفاء بالنّظر إلى الواقع الحاضر؛ فاستخدام البيانات والتّحليلات يمكّنه من التّنبّؤ بتغيّرات سلوك المستهلكين، ومن خلال هٰذه الرّؤية يستخرج الفرص الرّياديّة قبل أن تصبح واضحةً للعامّة. على سبيل المثال، شركات الطّاقة المتجدّدة الّتي استثمرت في أنظمة الشّمسيّة ومصادر الطّاقة النّظيفة قبل أن يزداد الطّلب عليها، أصبحت اليوم في موقع ريادةٍ. تعتبر هٰذه القدرة على استشراف المستقبل من أهمّ الخطوات الّتي تميّز الرّياديّ النّاجح، لأنّه لا ينتظر وضوح الاتّجاهات، بل يعمل على صنعها واستغلالها مبكّراً. [2]

أدوات تساعد على اكتشاف الفرص السوقية

لا يعتمد اكتشاف الفرص السوقية على الحدس وحده، بل يحتاج الرّياديّ إلى أدواتٍ عمليّةٍ تعزّز قدرته على اتّخاذ القرار بصورةٍ أدقّ وأسرع؛ فاستخدام هٰذه الأدوات يمكّنه من رصد التّغيّرات في السّوق وتحويل المعلومات المبعثرة إلى إشاراتٍ واضحةٍ تظهر الفرص الخفيّة الّتي لا يلتفت إليها المنافسون: [1] [2]

  • تحليل البيانات: يستخدم الرّياديّ قواعد البيانات والتّقارير السّوقيّة لرصد التّغيّرات في أنماط الاستهلاك والاحتياجات. ومن خلال جمع الأرقام وتتبّع المؤشّرات، يمكن التّعرّف على نقاط الضّعف في خدمةٍ قائمةٍ أو الكشف عن ارتفاع طلبٍ محدّدٍ لم يلبّ بعد.
  • المقابلات والاستبيانات: يسأل الرّياديّ العملاء بشكلٍ مباشرٍ عن توقّعاتهم واحتياجاتهم، فلا شيء أوثق من معرفة رأي المستهلك نفسه. كما يعطي استخدام المقابلات الشّخصيّة والاستبيانات الإلكترونيّة صورةً واضحةً عن نقاط القوّة والقصور في السّوق.
  • دراسة المنافسين: يراقب الرّياديّ ما يقدّمه المنافسون، ويحدّد ما يغفلون عنه ليبني عليه. في كثيرٍ من الأحيان، يترك المنافسون فجواتٍ غير مقصودةٍ، سواءٌ في جودة الخدمة أو سرعة التّوصيل أو طريقة التّسويق؛ فعندما يكتشف الرّياديّ هٰذه الفجوات، يستطيع تحويلها إلى مجالٍ للتّميّز وتقديم حلٍّ أفضل ممّا يعرضه الآخرون.

الخلاصة

تظهر الفرص السّوقيّة في كلّ مكانٍ، ولٰكنّها تحتاج إلى عينٍ يقظةٍ وعقلٍ منفتحٍ يلتقط الإشارات الخفيّة الّتي قد تبدو غير مهمّةٍ للبعض؛ فالرّياديّ النّاجح هو من يحلّل السّوق بعمقٍ، ويستمع إلى العملاء بحرصٍ، ويستشرف المستقبل ليحوّل تلك الفجوات إلى مشاريع ناجحةٍ، والمستقبل يفتح أبوابه أمام من يملك شجاعة تخطّي الحدود التّقليديّة، ومهارة رؤية ما لا يراه الآخرون.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما الفرق بين الفرص السوقية الظاهرة والفرص السوقية الخفية؟
    الفرص السوقية الظاهرة هي تلك التي يدركها معظم المنافسين وتكون عادة مشبعة بالحلول، بينما الفرص الخفية هي الاحتياجات غير الملباة أو المشكلات التي لم يلتفت اليها احد بعد. اكتشافها يمنح الريادي ميزة تنافسية لانه يدخل مجالاً قليل المنافسة ويستطيع ان يفرض نفسه مبكراً.
  2. كيف يمكن للريادي ان يقيّم حجم الفرصة قبل استثمار موارده؟
    يمكنه ذلك عبر دراسة السوق المستهدفة بدقة، وتقدير عدد العملاء المحتملين، وتحليل معدل نمو الطلب المتوقع. كما يمكنه الاعتماد على التجارب الصغيرة او النماذج الاولية لجمع بيانات حقيقية قبل توسيع الاستثمار.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: