الرئيسية الريادة كيف تختار المستثمر المناسب لشركتك الناشئة بنجاح؟

كيف تختار المستثمر المناسب لشركتك الناشئة بنجاح؟

يقدّم المستثمرون أكثر من تمويلٍ، فهم شركاء في التّوجيه وبناء الشّبكات، ما يجعل مواءمة الرّؤية والقيم أساساً لنجاح العلاقة الاستثماريّة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

المستثمرون ليسوا مجرّد داعمين ماليّين فحسب، بل هم شركاء استراتيجيّون رئيسيّون يمكنهم تقديم إرشاداتٍ لا تقدّر بثمنٍ، وخبراتٍ، واتّصالاتٍ صناعيّةً تساعد روّاد الأعمال على النّجاح والازدهار. ومع ذلك، فإنّ العثور على المستثمر المناسب قد يكون مهمّةً صعبةً. إذ يتطلّب الأمر دراسةً دقيقةً لعوامل متعدّدةٍ، بدءاً من توافق القيم والرّؤية إلى تقييم خبرة المستثمر في المجال وشبكته المهنيّة. [1]

إنّ اختيار المستثمر المناسب هو واحدٌ من أهمّ القرارات الّتي ستتّخذها كمؤسّسٍ لشركةٍ ناشئةٍ؛ فالمستثمر ليس مجرّد مصدرٍ للتّمويل، بل يصبح شريكاً لك، ومستشاراً، وأحياناً أكبر داعمٍ لك. وقد يؤدّي اختيار المستثمر الخاطئ إلى أهدافٍ غير متوافقةٍ، وضغوطٍ غير ضروريّةٍ، وحتّى إلى نزاعاتٍ قد تعرقل نموّ شركتك النّاشئة؛ فكيف تجد المستثمر المناسب؟ سيرافقك هذا الدّليل خطوةً بخطوةٍ لتتعرّف على كلّ ما تحتاج لمعرفته لاتّخاذ قرارٍ مستنيرٍ وواثقٍ.

لماذا اختيار المستثمر المناسب مهمّ؟

قبل الدّخول في كيفيّة الاختيار، من المهمّ أن تفهم لماذا اختيار المستثمر المناسب مهمٌّ جدّاً: [2]

  • شراكةٌ طويلة الأمد: عادةً ما يظلّ المستثمرون مرتبطين بالشّركة لسنواتٍ، إذ تشكّل قراراتهم ونصائحهم ودعمهم مسار شركتك.
  • تأثيرٌ على ثقافة الشّركة: يؤثّر المستثمرون على قرارات المجلس الإداريّ، والتّوظيف، والاستراتيجيّة.
  • دعمٌ ماليٌّ واستراتيجيٌّ: بالإضافة إلى المال، المستثمرون الجيّدون يجلبون خبرةً وشبكاتٍ قيّمةً.
  • تجنّب الصّراعات: توقّعاتٌ غير متوافقةٍ قد تسبّب توتّراتٍ وتبطئ التّقدّم.

كيف أختار المستثمر المناسب؟

لكي تتجنّب المشاكل عند اختيار المستثمر الّذي ترغب فيه لبدء مشروعك، حاول اتّباع الخطوات التّالية بكفاءةٍ:

الخطوة الأولى: وضح احتياجات شركتك الناشئة

قبل البحث عن المستثمرين، حدّد ما تحتاجه حقّاً بالإضافة إلى المال:

  • مبلغ التّمويل: كم تحتاج من رأس المال الآن وفي المستقبل القريب؟
  • مرحلة الشّركة: هل أنت في مرحلةٍ مبكّرةٍ، نموٍّ، أو جاهزٌ لجولات تمويلٍ متقدّمةٍ؟
  • خبرة الصّناعة: هل معرفة المستثمر بسوقك يمكن أن تكون ميزةً استراتيجيّةً؟
  • توقّعات القيمة المضافة: هل تريد مستثمراً يقدّم توجيهاً مباشراً، أم تفضّل مستثمراً أكثر سلبيّةً؟
  • التّركيز الجغرافيّ: هل هناك أهمّيّةٌ للقرب الجغرافيّ للاجتماعات وبناء العلاقات أم أنّ الأمر لا يشكّل فارقاً كبيراً؟

يساعدك فهم هذه الاحتياجات على استهداف المستثمرين الّذين يستطيعون تقديم قيمةٍ حقيقيّةٍ.

الخطوة الثّانية: ابحث عن المستثمرين الذين يشاركونك الرؤية والقيم

المال وحده لا يكفي لضمان شراكةٍ ناجحةٍ طويلة الأمد تضمن نجاح المشروع، لذا ابحث عن مستثمرين:

  • يؤمنون بمهمّتك: يجب أن يتوافقوا مع هدف ورؤية شركتك.
  • لديهم قيمٌ متوافقةٌ: مثل التّوافق الأخلاقيّ، الشّفافيّة، والاحترام المتبادل أمرٌ مهمٌّ.
  • صبورون: بعض المستثمرين يركّزون على الأرباح السّريعة، ويفكّر البعض الآخر على المدى الطّويل.
  • يدعمون فلسفة نموك: سواء كنت تفضّل النّموّ المستدام أو التّوسّع السّريع، اختر مستثمرين يدعمون استراتيجيّتك.

الخطوة الثّالثة: قيّم سجلهم وسمعتهم

ابحث في تاريخ كلّ مستثمرٍ عن الأشياء التّالية لمساعدتك أكثر على اتّخاذ القرار:

  • الشّركات الّتي استثمروا فيها: هل يستثمرون في أعمالٍ مشابهةٍ لك؟
  • قصص النّجاح: هل ازدهرت شركاتهم أم فشلت؟ ولماذا؟
  • آراء المؤسّسين: حاول التّواصل مع مؤسّسين سابقين لمعرفة مدى دعمهم وتفاعلهم.
  • مكانتهم في الصّناعة: هل يحظون باحترامٍ في منظومة الشّركات النّاشئة؟

الخطوة الرّابعة: افهم شروط الاستثمار والسيطرة

تتضمّن كلّ صفقة استثمارٍ شروطاً تؤثّر على تحكّمك بالشّركة:

  • حصّة الملكيّة: كم من الأسهم ستتنازل عنها؟
  • مقاعد المجلس: هل سيكون للمستثمر مقعدٌ في مجلس الإدارة، وما هي حقوق التّصويت المرتبطة به؟
  • تفضيلات التّصفية: من يحصل على الأموال أوّلاً في حالة البيع أو الخروج؟
  • الأحكام الوقائيّة: حقوقٌ قد تحدّ من قراراتك بدون موافقة المستثمر.
  • التّخفيف: كيف ستؤثّر جولات التّمويل المستقبليّة على حصّتك؟

استعن بمحامٍ موثوقٍ لمراجعة الشّروط، ولا توقّع على أيّ شيءٍ قد يعرّض تحكّمك أو خياراتك المستقبليّة للخطر دون فهمٍ كاملٍ.

الخطوة الخامسة: قيّم مستوى مشاركتهم ودعمهم

ليس كلّ المستثمرين يعملون بنفس الأسلوب، وهذه بعض الأساليب المتّبعة عادةً:

  • المستثمرون النّشطون: يقدّمون نصائح استراتيجيّةً، ويساعدون على بناء الشّبكات، والتّوظيف، وأكثر.
  • المستثمرون السّلبيّون: يقدّمون المال فقط مع تدخّلٍ محدودٍ في العمليّات اليوميّة.
  • الوصول إلى الشّبكات: هل يمكنهم فتح أبوابٍ للعملاء، والشّركاء، وتمويل جولاتٍ لاحقةٍ؟
  • التّوجيه والإرشاد: هل يساعدونك على تخطّي التّحدّيات واتّخاذ القرارات؟

اختر نمط المستثمر الّذي يتناسب مع احتياجاتك وأسلوب إدارتك، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هذه الأساليب قد تتداخل أحياناً، ولكن سيغلب على المستثمر طابعٌ معيّنٌ.

الخطوة السّادسة: تحقّق من القوة المالية وقدرتهم على المشاركة في جولات مستقبلية

نادراً ما تكون الجولة التّمويليّة الأولى هي الأخيرة، لذا يجب أن تسأل عن:

  • هل يستطيع المشاركة في الجولات القادمة؟
  • هل لديه رأس مالٍ مخصّصٍ لدعم شركاتهم في مراحل النّموّ؟
  • هل معروف بدعمهم الطّويل الأمد للشّركات النّاشئة؟

وتذكّر أنّ المستثمر الّذي ينسحب مبكّراً أو لا يستطيع دعمك لاحقاً قد يتركك تبحث عن تمويلٍ في وقتٍ حرجٍ.

الخطوة السّابعة: قيّم التوافق الثقافي وأساليب التواصل

تعتمد العلاقة النّاجحة بين المؤسّس والمستثمر كثيراً على الكيمياء الشّخصيّة؛ لذا يجب الانتباه إلى الأمور التّالية عند تقييم المستثمرين:

  • أسلوب التّواصل: هل هم واضحون وشفّافون؟
  • اتّخاذ القرار: هل يحترمون قيادتك ويقدّمون نصائح بنّاءةً؟
  • الثّقة: هل يمكنك الوثوق بهم في الأوقات الصّعبة؟
  • حلّ النّزاعات: كيف يتعاملون مع الخلافات؟

خصّص وقتًا للّقاء المستثمرين عدّة مرّاتٍ، ويفضّل في أجواءٍ غير رسميّةٍ، لتقييم التّوافق الثّقافيّ.

الخطوة الثّامنة: ابحث عن القيمة الاستراتيجية إضافة إلى المال

يختار المؤسّسون الأذكياء مستثمرين يقدّمون أكثر من مجرّد المال، ومن أهمّ القيم الاستراتيجيّة الّتي يوفّرها لك المستثمر الصّحيح:

  • خبرة الصّناعة: لأنّ معرفتهم العميقة تساعدك على تجنّب الأخطاء المكلّفة.
  • الخبرة التّشغيليّة: يفهم المستثمرون الّذين أسّسوا أو نمّوا شركاتٍ تحدّياتك.
  • اتّصالات السّوق: الشّراكات الاستراتيجيّة والعملاء والمورّدون، فإنّ شبكة المستثمر تكون ثمينةً للغاية.
  • مصداقيّة العلامة التّجاريّة: يعزّز وجود مستثمرٍ محترمٍ مصداقيّتك لدى العملاء والإعلام والمستثمرين الآخرين.

الخطوة التّاسعة: استخدم قائمة تدقيق للفحص الدقيق

قبل اتّخاذ القرار النّهائيّ، قم بعمليّة تدقيقٍ دقيقةٍ تشمل كلّ من:

  • تحقّقٍ من الخلفيّات، والسّجلّ القانونيّ، واستقرار الصّندوق الاستثماريّ.
  • افهم كيف تعاملوا مع الاستثمارات الّتي واجهت صعوباتٍ.
  • تحقّق من المراجع بدقّةٍ.
  • وضّح توقّعاتهم بشأن التّقارير والمشاركة.

تضمن قائمة التّدقيق عدم تفويت عوامل مهمّةً تؤثّر سلباً على مشروعك في المستقبل.

الخطوة العاشرة: ثق بحدسك ولكن حافظ على الموضوعية

الأرقام والشّروط مهمّةٌ، ولكن الإحساس الدّاخليّ له تأثيرٌ كبيرٌ أيضاً، ومن أهمّ ما يمكنك الانتباه إليه عند اختيار المستثمر المناسب:

  • هل تشعر بالرّاحة في مشاركة نجاحاتك وصعوباتك معه.
  • هل يمكنك تصوّر علاقة عملٍ سلسةٍ معه.
  • هل تثق أنّه يريد حقّاً نجاح شركتك النّاشئة.

وهنا عليك أن توازن بين العاطفة والتّحليل لاتّخاذ أفضل قرارٍ.

نصائح إضافيّةٌ: أين تجد المستثمرين المناسبين؟

قد تقول لنفسك الآن أنّك لست في موضع اختيارٍ، وترغب في أيّ مستثمرٍ للبدء، ثمّ تحلّ بقيّة نقاط الخلاف، ولكن هذا ليس حقيقيّاً؛ فقد اتّسعت الطّرق الّتي يمكنك من خلالها الحصول على مستثمرٍ مناسبٍ، إذا فقط بذلت المزيد من الجهد، ومن أهمّ الطّرق الّتي تساعدك على الوصول إلى المستثمر المناسب: [3]

  • برامج التّسريع والحاضنات، فهي غالباً ما تربطك بمستثمرين متوافقين معك في الرّؤية، كما يمكنك السّؤال عن خلفيّاتهم بسهولةٍ أكبر.
  • شبكات الملائكة والمجموعات الاستثماريّة مناسبةٌ للمرحلة المبكّرة.
  • شركات رأس المال المغامر مثاليّةٌ للجولات الأكبر والنّموّ.
  • فعاليّات الصّناعة ومسابقات العروض فرصةٌ لمقابلة المستثمرين في مجالك.

أخطاء شائعة عند اختيار المستثمر المناسب

عند اختيار المستثمر المناسب يقع البعض في أخطاء حاول تجنّبها، ومنها:

  • قبول العرض الأوّل: لا تتسرّع على الإطلاق، بل قارن بين عدّة مستثمرين وعروضٍ، وركّز جيّداً في أولويّاتك مهما تأخّر الوقت.
  • تجاهل الشّروط: ركّز على الشّروط وليس فقط المبلغ، حتّى لا تجد نفسك متورّطاً فيما بعد في شروطٍ لا تتلاءم معك.
  • الاختيار بناءً على المال فقط: إنّ التّوافق الاستراتيجيّ أهمّ من المال للنّجاح طويل الأمد.
  • تجاهل العلامات التّحذيريّة: مثل قلّة الشّفافيّة والمطالبات المفرطة بالسّيطرة أو السّمعة السّيّئة.

إنّ اختيار المستثمر ليس مجرّد مسعى للحصول على التّمويل، بل هو بناءٌ لشراكةٍ طويلة الأمد تقوم على الثّقة والتّكامل. فحين تُدرك احتياجات شركتك بدقّةٍ، وتغوص في خلفيّات المستثمرين، وتفكّك الشّروط بتأنٍ، وتزن التّوافق في الرّؤية والقيم، تستطيع أن تختار من يمدّك لا بالمال فحسب، بل بالبصيرة والدّعم والشّبكات. فمستقبل شركتك النّاشئة يتشكّل من هذه اللحظة، فامنحها من التّفكير ما تستحقّ، لتكون خطوتك التّالية على أرضٍ صلبةٍ ومضيئةٍ.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما هي العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها عند اختيار المستثمر؟
    العوامل الأساسية التي يجب مراعاتها عند اختيار المستثمر: توافق الرّؤية والقيم، والخبرة الصّناعية، والشّروط الاستثماريّة، ومستوى الدّعم المتوقّع.
  2. كيف يمكنني التأكد من توافق قيم المستثمر مع رؤيتي وأهداف مشروعي؟
    بالتّواصل المباشر معه ومناقشة رؤيتك وأولويّاتك بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ.
  3. ما أهمية خبرة المستثمر في مجال الصناعة التي أعمل بها؟
    تساعد خبرته في تقديم نصائح استراتيجيّةٍ وفتح فرصٍ سوقيّةٍ وشبكاتٍ قيّمةٍ.
  4. كيف يمكنني تقييم سجل المستثمر وسمعته قبل قبول الاستثمار؟
    عن طريق مراجعة شركاته السّابقة والتّحدّث مع مؤسّسي الشّركات الّتي استثمر فيها.
  5. ما هي النقاط الرئيسية في شروط الاستثمار التي يجب الانتباه إليها؟
    النقاط الرئيسية في شروط الاستثمار التي يجب الانتباه إليها: حصة الملكيّة، وحقوق التّصويت، وشروط التّصفية، وأحكام التّحكّم والتّخفيف.
  6. هل من الأفضل اختيار مستثمر نشط يشارك في إدارة الشركة أم مستثمر سلبي؟
    يعتمد هذا على مدى حاجتك للدّعم العمليّ ومدى رغبتك في مشاركة السّيطرة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: