الرئيسية الأخبار شركة Professional.me تحصد3.1 مليون دولار لتقود ثورة التوظيف

شركة Professional.me تحصد3.1 مليون دولار لتقود ثورة التوظيف

منصّةٌ تقنيّةٌ مبتكرةٌ تُعيد تعريف التوظيف عبر نماذج لغويّةٍ دقيقةٍ تفهم القدرات الفعليّة للمهنيين وتمنح الشّركات أدواتٍ ذكيّةً لاكتشاف الكفاءات المناسبة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

نجحت "شركة بروفشنال.مي" (Professional.me) النّاشئة في قطّاع تكنولوجيا الموارد البشريّة، والواقعة في أبوظبي، في جمع تمويلٍ جديدٍ بقيمة 3.1 مليون دولارٍ ضمن جولة تمويلٍ بذريّةٍ قادها استوديو الشّركات النّاشئة "راحة بيتش فنتشرز" (Raha Beach Ventures)، لترفع بذلك إجمالي تمويلها إلى 4.6 مليون دولارٍ.

تأسّست الشّركة في الولايات المتّحدة عام 2024 على يد رايان آدامز، ميغان آدامز، ومات شمد، وتقوم رؤيتها على إعادة صياغة مفهوم التّوظيف باستخدام نماذج لغويّةٍ دقيقةٍ مصمّمةٍ خصيصاً للشّركات والمهنيّين.

في حوارٍ مع "عربية .Inc"، تحدّث رايان آدامز، المؤسِّس المشارك والرّئيس التّنفيذيّ لبروفشنال.مي، والعضو المنتدب أيضاً في راحة بيتش فنتشرز، عن فلسفة الشّركة وأهميّة الجولة التّمويليّة الأخيرة. وأوضح قائلاً: "كانت هذه الجولة استثنائيّةً، فأنا كنت على طرفي الطّاولة بصفتي مؤسّساً ومستثمراً، وهذا جعل العمليّة أكثر صرامةً. ونحن في راحة بيتش فنتشرز لا نبني حلولاً سطحيّةً، بل شركات تُعالج مشكلاتٍ عميقةً لم تُحلّ بعد".

وبحسب آدامز، جاءت فكرة بروفشنال.مي بعد جلساتٍ مطوّلةٍ مع مسّؤولي التوظيف، المؤسّسين، ومديري الموارد البشريّة، حيث خلص الفريق إلى أنّ الخلل ليس في التّصميم أو الأدوات، بل في البيانات نفسها. وأضاف: "لا تفهم المنصّات التّقليديّة المواهب، بل تكتفي بمطابقة الكلمات المفتاحيّة. ونحن نحلّ مشكلةً حقيقيّةً معقّدةً تستحقّ الجهد".

منذ انطلاقتها في أكتوبر 2024، استطاعت بروفشنال.مي إنشاء أكثر من 300 ألف ملفٍّ مهنيٍّ، وبناء قاعدة مستخدمين في أوروبا والمملكة المتّحدة ومنطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب اجتذاب أكثر من 138 ألف متابعٍ على شبكاتٍ مهنيّةٍ. كما نالت الشّركة جوائز مرموقةً مثل جائزة "جيتكس أوروبا" من "إيه آي إيفريثينغ غلوبال"، وجائزة "ستيفي" البرونزية للتّميّز التّكنولوجيّ.

لا يقوم تميّز الشّركة على السّرعة بقدر ما يقوم على العمق؛ فالنماذج الّتي تطوّرها تكشف الجوانب غير المرئية التي لا تظهر في السير الذاتية أو المسمّيات الوظيفيّة. وأوضح آدامز: "لسنا مجرّد أداةٍ لقراءة السّير الذّاتيّة أسرع، بل نحن نرى أبعد من الورق؛ فأفضل موظّف مبيعاتٍ قد يكون معلّماً سابقاً، وأفضل مهندس ديف أوبس ربما عُرّف بوصفه مطوّراً خلفيّاً لأنّه كان يُؤتمت العمليّات جانباً".

تعتمد المنصة على نماذج لغويّةٍ دقيقةٍ مخصّصةٍ تحلّل الهياكل التّنظيميّة والدّيناميكيّات الدّاخليّة وأهداف الشّركات وسجلّات التّوظيف السّابقة لبناء ملفّات نجاحٍ تنبؤيّةٍ. أمّا للمهنيّين، فهي توسّع السيرة الذاتية لتشمل إشاراتٍ علنيّةً مثل الأعمال المنشورة، والإنجازات المهنيّة، والتّقدير من الأقران، إضافةً إلى بياناتٍ خاصّةٍ كالشّهادات والإرشاد والتّأثير داخل المؤسّسة.

ويصف آدامز الفارق قائلاً: "يعرّف النّموذج الخاص بشركتك ثقافتك وبنيتك التّقنيّة وما يصنع النّجاح داخلك، والنّموذج الخاصّ بالمهنيّ يكشف قدراته الحقيقيّة بعيداً عن الألقاب؛ فقد درّبنا نماذجنا على 167 صناعةً وأكثر من 1.2 مليون مهمّةٍ".

ومن الأمثلة العمليّة الّتي ذكرها آدامز: توقّفت شركةٌ هندسيّةٌ عن نشر الوظائف بسبب غزارة الطّلبات واضطرّت لدفع 15 ألف دولار لكلّ عمليّة توظيفٍ للمكاتب الاستشاريّة. وبعد استخدام النّظام، عادت للإعلان عن الوظائف ووفّرت نفس المبلغ. وفي دبي، ساعدت المنصّة مصنعاً كان يستقبل أكثر من 3,000 طلبٍ على وظيفةٍ واحدةٍ؛ فوفّرت لهم عشرة أياّمٍ من المراجعة وعرضت مرشّحين أكثر دقّةً.

وبالانتقال إلى خطّط التّوسّع، يوضّح آدامز أنّ التّمويل الجديد يخدم ثلاثة أهدافٍ: "تكبير ما ينجح، بوناء ما ينقص، وإثبات ما هو ممكنٍ". وستركّز المرحلة المقبلة على تمكين المهنيّين أيضاً، عبر أدواتٍ تمنحهم القدرة على فهم قيمتهم السّوقيّة، ورصد فجوات مهاراتهم، واكتشاف أدوارٍ قد لا يتوقّعون أهليّتهم لها.

أمّا على المستوى الجغرافيّ، فإن بروفشنال.مي تتطلّع لتوسيع حضورها في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وأوروبا، من خلال تطوير نماذج تراعي خصوصيّات كلّ سوقٍ من مؤهّلاتٍ ومساراتٍ مهنيّةٍ ومعايير نجاحٍ. ومن جانبٍ آخر، تعمل الشّركة على تحسين بنيتها التّكنولوجيّة، إذ تواصل إضافة بياناتٍ جديدةً عبر كلّ عمليّة توظيفٍ، ما يرفع دقّة النّماذج تدريجيّاً. ويرى آدامز أنّ الفرق بين 85% و95% من الدّقّة يعني التّحوّل من أداةٍ مفيدةٍ إلى أداةٍ ثوريّةٍ.

ويختم آدامز برؤيةٍ بعيدة المدى: "هدفنا أن نصبح البنية التّحتيّة الّتي تُمكّن المواهب والمنظمات من إيجاد بعضهم البعض؛ فلسنا منصّة وظائف أو نظام تتبّع طلباتٍ، بل طبقة ذكاءٍ تجعل كلّ شيءٍ يعمل بشكلٍ أفضل".

كما وجه رسالةً لروّاد الأعمال قائلاً: "لا يقيّم المستثمرون فكرتك فحسب، بل يقيّمونك أنت. لذلك، يجب أن يقتنعوا بأنّك تفهم المشكلة بعمقٍ، وتملك القدرة الفريدة على الحلّ، ولديك الصّلابة لمواجهة الصّعاب. لا تعتمد على المصطلحات الرّنانة، بل على وضوح الفكرة وصدق القناعة؛ فالمال يتبع الثّقة".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: