الرئيسية الريادة لماذا يُعدُّ الموظفون الأكبر سناً الخيار الأفضل للتوظيف الآن؟

لماذا يُعدُّ الموظفون الأكبر سناً الخيار الأفضل للتوظيف الآن؟

هناك الكثير مما يمكن أن يقال عن الشباب وقلة الخبرة، لكن الشركات اليوم تحتاج موظفين أكثر حكمة وخبرة للتعامل مع دورة الأعمال التالية، فقد حان الوقت لاختيار ذوي الشعر الرمادي

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بقلم هوارد تولمان Howard Tullman، الشريك الإداري العام في G2T3V و Chicago High Tech Investors

مع تزايدِ الشَّركات التي بدأت في الشُّعور بالثِّقة بشأن ثبات الاقتصاد ما بعد الوباء، ووصول إيراداتها إلى ذروتها أو تجاوزها مستويات ما قبل كوفيد، بدأ أصحاب الشَّركات ومديروها بمحاولة إعادة توظيف الأشخاص الَّذين تركوهم السَّنوات الثَّلاث الماضية، وهذه ليست بالضَّرورة مهمَّة سهلة؛ لأنَّ الكثير من أعضاء فريقهم السَّابقين قد مضوا قدماً في حياتهم، أو انتقلوا، أو غير مهتمين بالعودة إلى وظائفهم القديمة. [1]  

كما أنَّ السَّماحَ بإجراء عمليَّة إعادة البناء هذه على نطاقٍ واسعٍ سيتطلَّب قدراً كبيراً من تعديل المواقف من جانب جميع الأطراف، ويعتقدُ الملايين من الشَّباب أنَّ سوقَ الأوراق الماليَّة سوف يبقى في ارتفاعٍ، وأنَّ العالمَ ينتظرُ فقط أن يجعلهم أثرياء، لقد ظنَّ الملايين من الأشخاص في منتصف العمر أنَّهم قد سجلوا للحصول على وظيفة مدى الحياة، والآن يعلمون أنَّهم بحاجة إلى أن يكونوا دائمي التَّعلُّم مدى الحياة حتَّى يظلَّوا على صلةٍ بالعمل ويبقوا في وظائفهم.

ويعتقدُ الملايين من روَّاد الأعمال الطَّموحين أنَّ التُّكنولوجيا ستحلُّ جميع مشاكل العالم، إذا ابتعدَ كبار السِّن عن الطَّريق، وسوف يتطلَّب الأمر الكثير من الصَّبر والألم والمثابرة لإنجاز عمليَّة تجديد القوى العاملة وإعادة تحميلها.

شاهد أيضاً: لماذا يجب على الشركات توظيف الأشخاص "غير المستقرين في وظائفهم السابقة"

من الواضحِ أنَّ توظيفَ العدد المناسب ومجموعات المهارات المرغوبة والمزيج الدّيموغرافي من الموظَّفين الجدد أصبح أكثر صعوبةً من ذي قبل؛ لأنَّ التَّقدُّم السَّريع في مختلف تقنيَّات الذَّكاء الاصطناعيّ، والرُّوبوتات الجديدة المتزايدة الذَّكاء، والأتمتة الموسَّعة للعديد من العمليَّات التَّقليديَّة قد غيَّرت قواعد اللّعبة،ولقد تمَّ إلغاء (أو ضغط) عددٍ كبيرٍ من الوظائف القديمة، ويتطلَّب العديدُ من الوظائف الأخرى مهاراتٍ جديدةً ومختلفةً.

ونتيجة لذلكَ، تمَّ أيضاً تغيُّير وتحديث الأوصاف الوظيفيَّة ومعايير البحث للمرشَّحين المؤهَّلين الَّذين تمَّ تدريبهم بالفعل، ويمكنهم التَّقدُّم بسلاسةٍ إلى الوظائف الشَّاغرة، وستكون الخبرةُ والتَّخصُّصُ ذات قيمةٍ عاليةٍ، إلى جانب القدرة على البدء بسرعةٍ، وآخر شيءٍ ترغب فيه العديد من هذه الشَّركات هو إنفاق الكثير من الدُّولارات الشَّحيحة للتَّدريب أثناء العمل.

هناك مجموعةٌ كبيرةٌ أخرى من فرص المرشَّحين النَّظريَّة، وهي مجموعات خريجي الجامعات الجدد، الَّذين لم يحصل عددٌ كبيرٌ منهم على وظيفةٍ بدوامٍ كاملٍ، ولسوء الحظِّ، أنَّ الكثيرَ منهم لديهم أهداف تعويض غير واقعيَّةٍ، وتوقُّعات العمل والحياة، ومتطلَّبات التَّوظيف الأخرى، ممّا يجعلهم أقلَّ جاذبيَّةً وأكثر خطورةً في التَّعيينات، ولا يبدو أنَّهم حصلوا على مذكّرة حول ما يعنيه "العمل" في الواقع في العالم الحقيقيِّ، كما أنَّهم لم يعيشوا أبداً أيَّ تراجعٍ اقتصاديٍّ حقيقيٍّ أو عانوا من الرُّكود ورأوا أصدقاء وعائلات يفقدون وظائفهم ومدَّخراتهم، وأحياناً أكثر من ذلكَ بكثيرٍ.

لذلك نراهم أكثر ليونةً، وأقلَّ مرونةً، وينفد صبرهم بقوَّةٍ، ولكن ليس بطريقةٍ جيدةٍ؛ نظراً لأنَّهم تدبَّروا أمور حياتهم بطريقتهم، ونجح الأمر معهم إلى حدٍّ كبيرٍ، إنَّهم لم يتعلَّموا الكثير عن الشَّدائد أو التَّنازلات المريرة التي يقوم بها الجميع في نهاية المطاف في الحياة، فأنت لا تتعلَّم حقَّاً من التَّجارب الجيدة والنَّجاح، بل تستمرُّ في القيام بالأمور بنفس الطَّريقة التي كنت تفعلها دائماً.

كانت الطَّاقة والحماس والشَّغف من الاعتبارات الحاسمة عند تعيين موظَّفين جدد، وما تزال هذه سماتٌ مهمةٌ، لكنَّنا نواجه عاماً أو عامين آخرين من عدم اليقين في السُّوق، والنُّموِّ البطيء والحذر بدلاً من القفزات الهائلة، والاهتمام العام بالصّبر والحكمة والاحتماء لمواجهة العاصفة التَّالية، سيكون الأمن والاستقرار والسُّيولة في مقدّمة اهتمامات الإدارة العليا والمساهمين وأصحاب المصلحة، ولا يريد أحدٌ أن يُرى وقد استبقَ الأمور وهو غير مستعدٍّ.

ونتيجةً لذلكَ، في الشَّركات الأكثر ذكاءً والأكثر تنافسيَّةً، سنشهد تحوُّلاً كبيراً آخر في وجهات نظر التَّوظيف الخاصَّة بهم: المزيد من التَّركيز على الشَّعر الرّمادي، وخبرة العمل السَّابقة ذات الصلة، وربَّما الأهمُّ من ذلك، الرِّجال والنِّساء في عمر معين ممن أصبحوا الآن متاحين بسهولةٍ أكبر بأعدادٍ كبيرةٍ، إنَّهم متماسكون وجدِّيون وواقعيّون ويهتمّون بتلقِّي الأوامر أكثر من المخاطرة، وهذا أمرٌ جيدٌ، إنَّهم في منتصف حياتهم المهنيَّة وقد شهدوا الأوقات الصّعبة ويتذكَّرون الأغوار والوديان التي كانت دوماً مقابل القمم والنَّجاحات التي كانت الموضة الشَّائعة على وسائل الإعلام على مدى العقدين الماضيين.

شاهد أيضاً: التوظيف القائم على المهارات: سبب رفض السير الذاتية الغنية بالشهادات

لقد كان أبناء الجيل Z المدلَّلون والمعتمدون على رعاية ذويهم يسمعون باستمرارٍ، وطوال حياتهم، عن النَّجاح في تحقيق الأهداف، والأعمال التي تنمو دون توقّفٍ، وأيام المجد. وعلى النَّقيض من ذلكَ، ما رآه كبار السِّن أيضاً هو المطبّات في الطَّريق، إنَّهم الأشخاص الَّذين ربَّما فقدوا وظيفةً مهمَّةً أو اثنتين -الَّذين لديهم التزامات ماليَّة وعائليَّة والتزامات أخرى جديَّة- وبصراحةٍ، هم الَّذين من المرجَّح أن يكونوا متحمِّسين وممتنّين للعودة إلى عالم العمل في هذه المرحلة من حياتهم المهنيَّة.

وقد يفتقرُ هؤلاء الأشخاص إلى السرّعة في العمل أو في ردود أفعالهم، لكن هذا ليس بتلك الأهميّة عندما نفكّر بالأوقات القادمة المناسبة لنمط السّلحفاة الهادئة، إذ إنّ الأشخاص الأكثر جنوناً سيركضون كالأرانب في السّباق وبشكلٍ خارجٍ عن السّيطرة. فعندما تجدُ مرشّحاً يقدّر الفرصة وما يُمكن تحقيقه من خلالها، بدلاً من اعتبار الوظيفة شيئاً يقبلُ به في الوقت الحالي، يجبُ أن يكون خياركَ الأفضلَ.

وأخيراً، المرونة هي عضلةٌ قويَّةٌ تنمو أقوى بمرور الوقت ومن خلال التَّمارين والاختبارات المتكرّرة، كما أنَّ فِرقنا بحاجةٍ إليها الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

لمزيدٍ من النصائح في عالم المال والأعمال، تابع قناتنا على واتساب.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: