الرئيسية ستارت أب خطط للتوسع لأسواق الهند وأفريقيا عبر شراكات VC سعودية

خطط للتوسع لأسواق الهند وأفريقيا عبر شراكات VC سعودية

تستفيد الشّركات الخليجيّة من موجةٍ استثماريّةٍ يقودها رأس المال المغامر السّعوديّ، معزّزةً فرصها في الابتكار والنّموّ من خلال شراكاتٍ تمويليّةٍ فعّالةٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في ظلّ النّموّ العالميّ المتسارع، تُعتبر شراكات VC سعودية من أهمّ الأدوات الّتي تمكّن الشّركات من دخول أسواقٍ واعدةٍ -مثل الهند وأفريقيا- بثقةٍ واستعداد؛ فهاتان الوجهتان تزخران بإمكاناتٍ اقتصاديّةٍ ضخمةٍ تُغري أيّ شركةٍ طموحةٍ بالتّوسّع أعمالاً واستثماراً. وذلك لأنّ الهند من أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم، بمعدّلاتٍ تتراوح بين 6% إلى 7% سنويّاً، وناتجٍ محلّيٍّ إجماليٍّ يقترب من 4 تريليون دولار. ووفقاً للتوقّعات، من المرجّح أن يتفوّق اقتصاد الهند على نظيره الياباني ليُصبح رابع أكبر اقتصاد عالميّاً بحلول عام 2025، ما يعكس ديناميكيّةً قويّةً ومستمرّةً في نموّها الاقتصاديّ. [1]

في المقابل، تُظهِر القارّة الإفريقيّة مؤشّراتٍ اقتصاديّةً ملفتةً. وبرغم تنوّع دولها الـ54، بلغ مجموع ناتجها المحلّيّ الإجماليّ أكثر من 3.2 تريليون دولارٍ، وهو رقمٌ يوازي تقريباً حجم اقتصاد الهند. كما تضمّ أفريقيا 6 من أسرع الاقتصادات نموّاً في العالم خلال السّنوات الأخيرة، بفضل قاعدةٍ سكّانيّةٍ شابّةٍ يتجاوز عددها 1.3 مليار نسمةٍ، بمتوسّط عمرٍ يبلغ نحو 19 عاماً فقط.

كلّ هذه العوامل تصنع سوقاً ضخمةً ومليئةً بالفرص الّتي يصعب تجاهلها. لذلك، فإنّ التّوسّع إلى أسواق الهند وإفريقيا لم يَعُد خياراً ثانويّاً، بل أصبح ضرورةً استراتيجيّةً للشّركات الخليجيّة التي تسعى لتنويع أسواقها وتوسيع قاعدة عملائها، خصوصاً في ظلّ تشبّع بعض الأسواق المحليّة. ومن خلال شراكات VC سعودية، يمكن للشّركات وروّاد الأعمال دخول هذه الأسواق بثقةٍ واستفادةٍ قصوى من معدّلات النّموّ المرتفعة، والوصول إلى شرائح عملاء جديدةٍ، واغتنام فرصٍ استثماريّةٍ واعدةٍ في قطّاعاتٍ متعدّدةٍ.

باختصارٍ، التوسع نحو الهند وأفريقيا عبر شراكات رأس المال المغامر السّعوديّ هو خطوةٌ استراتيجيّةٌ تمنح الشّركات منصّةً للرّيادة العالميّة وتعزّز مكانتها في مشهد المنافسة الدّوليّة المتسارع.

شراكات VC سعودية تفتح الباب أمام الفرص الواعدة

يُوفّر التوسّع نحو أسواق الهند وأفريقيا، خصوصاً من خلال شراكات VC سعودية، طيفاً واسعاً من الفرص الاستثماريّة النّوعيّة الّتي تمتدّ عبر قطّاعاتٍ حيويّةٍ ومتسارعة النّموّ. هذه الشّراكات تمنح الشّركات الخليجيّة وروّاد الأعمال منصّةً مرنةً للدخول إلى أسواقٍ ناشئةٍ ذات إمكاناتٍ ضخمةٍ.

في الهند، تزدهر البيئة الرياديّة بشكلٍ لافتٍ، حيث تُعتبر ثالث أكبر منظومةٍ للشّركات النّاشئة في العالم، بقيمةٍ إجماليّةٍ تصل إلى 450 مليار دولارٍ. السّوق الهنديّةٌ ضخمةٌ ومتنوّعةٌ، مع قاعدة مستهلكين تفوق 1.4 مليار نسمةٍ، وطبقةٍ وسطى في تزايدٍ مستمرٍّ، ما يخلق طلباً كبيراً على المنتجات والخدمات الحديثة، خصوصاً في مجالات التّكنولوجيا الاستهلاكيّة، والتّجارة الإلكترونيّة، والتّعليم الرّقميّ.

وفي أفريقيا، يتسارع نموّ منظومة ريادة الأعمال بشكلٍ ملحوظ.؛ فقد جمعت الشّركات النّاشئة الأفريقيّة تمويلاً قدره 5.2 مليار دولارٍ في عام 2022، بزيادةٍ تتجاوز 1700% مقارنةً بعام 2015. وتُعتبر القارّة وجهةً جذّابةً بفضل سكّانها الشّباب وارتفاع معدّلات تبنّي التّكنولوجيا. على سبيل المثال، أقلّ من نصف السّكّان يمتلكون حساباتٍ مصرفيّةً تقليديّةً، ولكن أفريقيا تقود العالم في استخدام الخدمات المصرفيّة عبر الهواتف المحمولة، ما يجعل قطّاع التّكنولوجيا الماليّة (Fintech) فرصةً ضخمةً لسدّ فجوة الشّمول الماليّ.

إلى جانب ذلك، تبرز الحاجة الملحّة للاستثمار في البنية التّحتيّة بأنواعها -من النّقل والطّاقة إلى الاتّصالات- في العديد من الدّول الأفريقيّة، مما يفتح المجال واسعاً أمام الشّركات الخليجيّة، خاصّةً من خلال شراكات VC سعودية، للدّخول في مشاريع تنمويّةٍ مشتركةٍ، والاستفادة من الطّلب المتزايد على البنية التّحتيّة والخدمات الحديثة.

وقد شهدنا بالفعل توجّه صناديق ومؤسّساتٍ خليجيّةٍ لضخّ استثماراتٍ تتجاوز 100 مليار دولارٍ في أفريقيا خلال العقد الماضي، تركّزت على موارد القارّة الطّبيعيّة مثل: النفط والغاز والتعدين والزراعة، إضافةً إلى البنية التّحتيّة والنّقل والطّاقة المتجدّدة والاقتصاد الرّقميّ.

كلّ هذه المؤشّرات تؤكّد أنّ الأسواق النّاشئة في الهند وأفريقيا، وبالاعتماد على شراكات VC سعودية، تُوفّر فرصاً هائلةً للنّموّ، سواء في قطّاعات التّكنولوجيا الحديثة أو القطّاعات التّقليديّة التي تشهد تحديثاً متسارعاً. وهي بذلك تُشكّل وجهةً استراتيجيّةً للشّركات السّاعية للتّوسّع واستكشاف آفاقٍ جديدةٍ في بيئاتٍ استثماريّةٍ واعدةٍ. [2]

شراكات VC سعودية: رافعة التوسع نحو الهند وأفريقيا

أصبح رأس المال المغامر اليوم محرّكاً أساسيّاً لنموّ الشّركات النّاشئة وتوسّعها دوليّاً، حيث يُوفّر التّمويل والخبرة والشّبكات الّتي تُسرّع دخول الأسواق الجديدة. وفي هذا السّياق، تُبرِز شراكات VC سعودية نفسها كأداةٍ استراتيجيّةٍ تمكّن الشّركات من اقتحام أسواق الهند وأفريقيا بثقةٍ وتمكينٍ ماليٍّ واضحٍ.

خلال السّنوات الأخيرة، برزت السعوديّة كلاعبٍ إقليميٍّ ودوليٍّ قويٍّ في مشهد رأس المال المغامر؛ فقد تصدّرت المملكة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حجم الاستثمارات الجريئة للعام الثّاني على التّوالي، بحصّةٍ تقارب 40% من إجمالي التّمويل عام 2024، وبقيمةٍ وصلت إلى حوالي 750 مليون دولارٍ.

وفي الرّبع الأوّل من عام 2025، حقّقت السعوديّة إنجازاً عالميّاً بتصدّرها قائمة الأسواق النّاشئة في جذب استثمارات رأس المال المغامر، باستقطابها 391 مليون دولارٍ، أي ضعف أقرب منافسٍ إقليميٍّ. ويُعزى هذا الصّعود اللّافت إلى النّشاط المتزايد للصّناديق السّياديّة والخاصّة السّعوديّة، التي ضخّت رؤوس أموالٍ ضخمةً في قطّاع التّقنيّة.

من أبرز هذه المبادرات، صندوق STV التّابع لشركة الاتصالات السعودية (STC)، والّذي يُعتبر أكبر صندوقٍ تقنيٍّ استثماريٍّ في الشّرق الأوسط بحجم تمويلٍ يتجاوز 800 مليون دولارٍ. وقد ساهم هذا الصندوق في تنمية شركاتٍ تقنيّةٍ إقليميّةٍ بارزةٍ، مثل: منصة Tabby وغيرها.

كذلك أنشأت الحكومة السّعوديّة الشّركة السّعوديّة للاستثمار المغامر (SVC) بهدف دعم الشّركات النّاشئة، واستثمرت مؤخّراً في صندوق Global Ventures III الذي يستهدف قطّاعات التّقنية في السعوديّة والشّرق الأوسط، بالإضافة إلى أفريقيا جنوب الصّحراء -ما يُظهِر توجّهاً سعوديّاً واضحاً نحو ربط أسواق المنطقة بالهند وأفريقيا عبر شراكات VC سعوديّة.

أمّا على الصّعيد الدّوليّ، فقد ضخَّ صندوق الاستثمارات العامّة السّعوديّ (PIF) استثماراتٍ ضخمةً في السّوق العالميّ، أبرزها مساهمته بحوالي 45 مليار دولارٍ في صندوق رؤية "سوفتبانك" العالميّ عام 2017، وهو الصّندوق الّذي موّل شركاتٍ تقنيّةً عالميّةً، بما في ذلك العديد من الشّركات النّاشئة الهنديّة. إضافةً إلى ذلك، شاركت صناديق سياديّةٌ سعوديّةٌ وإماراتيّةٌ في جولات تمويلٍ ضخمةٍ لشركاتٍ هنديّةٍ كبرى مثل منصّة التّعليم (Byju’s)، ممّا يعكس التّكامل المتزايد بين تمويل الخليج وأسواق آسيا وأفريقيا.

يجعل هذا الحراك المتسارع من شراكات VC سعوديّة فرصةً ذهبيّةً للشّركات الخليجيّة التي تسعى للتوسّع؛ فهذه الشّراكات لا تُوفّر تمويلاً قويّاً فحسب، بل تزوّد الشّركات بخبرةٍ عميقةٍ وشبكاتٍ دوليّة تسهّل تأسيس شراكاتٍ محلّيّةٍ في الأسواق المستهدفة.

باختصار، تحوّل رأس المال المغامر السّعوديّ إلى لاعبٍ محوريٍّ يمكن الاعتماد عليه في تأمين التّمويل، والخبرة، والمصداقيّة المطلوبة للتّوسّع العابر للحدود، خصوصاً نحو الهند وأفريقيا، حيث تكبر الفرص، ويتطلّب النّجاح شركاء يمتلكون الرّؤية والقوّة الماليّة. [3]

خطوات توسع ناجحة نحو الهند وإفريقيا بدعم من شراكات VC سعودية

لا يأتي التّوسّع الدّوليّ النّاجح صدفةً، بل يتطلّب تخطيطاً دقيقاً ونهجاً منهجيّاً يُقلّل المخاطر ويُعزّز فرص النّجاح. وتُعتبر شراكات VC سعودية عاملاً جوهريّاً في تمكين الشّركات الخليجيّة من التّوسّع في أسواقٍ واعدةٍ مثل الهند وأفريقيا، عبر توفير التّمويل والخبرة وشبكات العلاقات الضّروريّة. وفيما يلي خطوات عمليّة تساعد على تخطيط هذا التّوسّع بشكلٍ فعّالٍ: [4]

دراسة السوق المستهدف بعناية

قبل أي خطوةٍ، يجب تنفيذ بحوث سوقٍ معمّقةٍ لفهم حجم الطّلب المحلّي، والفجوات الّتي يمكن سدّها، والمنافسة القائمة. وتشمل الدّراسة البيئة القانونيّة والتّنظيميّة ومتطلّبات تسجيل الأعمال وحماية الملكيّة الفكريّة. وتُشكّل هذه المرحلة اختباراً لمدى ملاءمة السّوق لمنتجك أو خدمتك.

تهيئة نموذج العمل للتكيف المحلي

لكلّ سوقٍ خصوصيّاته الثّقافيّة وسلوك المستهلك؛ لذا من الضّروريّ تكييف نموذج العمل ومنتجات الشّركة لتتناسب مع الأذواق المحلّيّة والقدرة الشّرائيّة. قد يتطلّب ذلك تعديل الأسعار، أو تطوير خصائص جديدةٍ، أو تصميم منتجاتٍ مخصّصةٍ. على سبيل المثال، تعتمد بعض الأسواق الأفريقيّة على حلول الدّفع عبر الهاتف المحمول، ما يستدعي جاهزيّةً رقميّةً مرنةً.

البحث عن شريك محلي موثوق

وجود شريكٍ محليٍّ -سواء موزّعٍ أو وكيل أعمالٍ أو حتّى مستثمرٍ- يُسهّل دخول السّوق بشكلٍ كبيرٍ؛ فالشّريك يجلب معرفةً عميقةً بالسّوق، وعلاقاتٍ تنظيميّةً وتجاريّةً، ويساعد على تخطّي الحواجز الثّقافيّة والإداريّة. كما يُنصح بالتّحقّق من سمعة الشّريك وسجلّه قبل إبرام أيّ اتّفاقٍ.

وضع خطة دخول تدريجية

يحمل التّوسّع دفعةً واحدةً  مخاطرةً عاليةً. الأفضل البدء بمرحلةٍ تجريبيّةٍ (Pilot) في نطاقٍ جغرافيٍّ صغيرٍ، أو عبر منصّةٍ رقميّةٍ، لمراقبة التّفاعل وضبط الاستراتيجيّة. بعدها يمكن التّوسّع تدريجيّاً داخل البلد أو إلى أسواقٍ مجاورةٍ، خصوصاً في أفريقيا الّتي توفّر فرصاً إقليميّةً واعدةً.

تأمين التمويل والموارد اللازمة

تحتاج توسعة الأعمال استثماراتٍ كبيرةً في التّسويق، والبنية التّحتيّة، والتوظيف. لذلك، يجب إعداد خطّةٍ ماليّةٍ مفصّلةٍ تغطّي 12 إلى 24 شهراً، مع احتياطٍ للطّوارئ. وهنا تبرز شراكات VC سعودية كخيارٍ تمويليٍّ استراتيجيّ، إذ تُقدّم ليس فقط رأس المال، بل أيضاً الدّعم الفنّيّ وشبكات علاقاتٍ عالميّةٍ.

الامتثال للقوانين والمعايير

لكلّ سوقٍ قواعده التّنظيميّة، بدءاً من قوانين العمل والتّوظيف، إلى الضّرائب، وحماية المستهلك، والملكيّة الأجنبيّة. ينصح بالاستعانة بخبراء قانونيّين محلّيّين لضمان الالتزام منذ اليوم الأوّل، وتجنّب أيّ تأخيراتٍ أو مخالفاتٍ.

بناء استراتيجية تسويق واتصال مخصصة

يتطلّب اختراق سوقٍ جديدةٍ  فهماً دقيقاً لسلوك العملاء هناك. لذلك، يجب تصميم حملاتٍ تسويقيّةٍ تناسب اللّغات واللّهجات المحلّيّة، والقنوات الأكثر تأثيراً، ورسائل العلامة التّجاريّة الّتي تلقى صدىً إيجابيّاً. كما يُستحسن الاستثمار في العلاقات العامّة لبناء ثقة المجتمع المحلّي تدريجيّاً.

من خلال هذه الخطوات، وبدعمٍ من شراكات VC سعودية، يمكن للشّركات الخليجيّة التّوسّع نحو أسواق الهند وأفريقيا بثقةٍ واستعدادٍ. التّخطيط المسبق والتّنفيذ المرحليّ يتيحان تعلّماً مستمرّاً، ومرونةً في مواجهة التّحدّيات، ممّا يُعزّز فرص النّجاح ويُرسّخ حضور الشّركة في الأسواق الجديدة.

شروط نجاح الشراكات العابرة للحدود ضمن إطار شراكات VC سعودية

تُعتبر الشّراكات الاستراتيجيّة العابرة للحدود واحدةً من أهم أدوات التّوسّع النّاجح في الأسواق العالميّة، خاصّةً حين تكون مدعومةً من شراكات VC سعودية توفّر التّمويل والخبرة والاتّصال بالمستثمرين الإقليميّين والعالميّين. ومع أنّ هذه الشّراكات تحمل وعوداً كبيرةً، إلّا أنّ نجاحها يتوقّف على مجموعةٍ من الشّروط العمليّة الّتي تضمن تحقيق أهداف الطّرفين. [5]

توافق الرؤية والأهداف المشتركة

من أهمّ أسس الشّراكة النّاجحة أن يشترك الطّرفان في رؤيةٍ موحّدةٍ واستراتيجيّة نموٍّ واضحةٍ، إذ يجب تحديد ما يريده كلّ طرفٍ من الشّراكة -سواء نقل معرفةٍ تقنيّةٍ، أو الوصول إلى شبكة التّوزيع المحلّيّة، أو توفير التّمويل- منذ البداية، ممّا يخلق مواءمةً استراتيجيّةً تسهّل العمل على مؤشّرات أداءٍ متّفقٍ عليها.

اختيار الشريك المناسب بعد العناية الواجبة

قد يكلّف الاختيار الخاطئ للشّريك الشرّكة كثيراً. لذلك، لا بدّ من إجراء تدقيقٍ شاملٍ يشمل السّمعة، والسّجل الماليّ، والخبرة، والقدرة على تنفيذ الالتزامات. وغالباً ما تمرّ الشّراكات المدعومة من صناديق VC سعودية بهذه الخطوة بدقّةٍ لضمان توافق الشّركاء وتكاملهم.

وضوح الأدوار وتوزيع المسؤوليات

الاتّفاق على تفاصيل الأدوار في عقد الشراكة منذ البداية أمرٌ بالغ الأهمّيّة. من يقود العمليّات؟ من يدير التّسويق والمبيعات؟ كيف تُقسَّم الأرباح؟ هذه الأسئلة يجب أن تجد إجاباتٍ واضحةً ومكتوبةً، لتجنّب أيّ خلافاتٍ لاحقةٍ.

التواصل المفتوح وفهم الاختلافات الثقافية

تتطلّب الشّراكات العابرة للثّقافات حساسيّةً ثقافيّةً عاليةً، وخاصّة في أسواقٍ متنوّعةٍ مثل الهند وأفريقيا. بناء قنوات تواصل فعّالة، وتنظيم ورش عمل لفهم ثقافة الطرف الآخر، يُساعد على تفادي سوء الفهم، ويُعزّز الثقة والتفاهم.

الثقة المتبادلة والشفافية

لا شراكةً حقيقيّةً دون ثقةٍ. إذ إنّ الشّفافيّة في تبادل المعلومات، والصّدق في مواجهة التّحدّيات، والالتزام بالمواعيد كلّها تبني ثقةً تُحوّل الشركاء إلى فريقٍ واحدٍ يواجه التّحدّيات بروحٍ مشتركةٍ.

آليات الحوكمة وحل النزاعات

من الحكمة وضع آليّاتٍ واضحةٍ لحلّ الخلافات المحتملة قبل أن تحدث. يمكن الاتّفاق على التّحكيم، أو تحديد جهةٍ قانونيّةٍ مرجعيّةٍ. كما يُستحسن تشكيل لجنةٍ توجيهيّةٍ مشتركةٍ تُراجع الأداء وتُوجّه القرارات الكبرى؛ فهذه الحوكمة تحافظ على الشّراكة في مسارها الصّحيح.

إنّ اتّباع هذه الشّروط والممارسات لا يضمن فقط نجاح الشّراكة، بل يُحوّلها إلى رافعةٍ استراتيجيّةٍ تُقصّر المسافة نحو النّجاح. وفي سياق التّوسّع نحو الهند وأفريقيا، تُشكّل شراكات VC سعودية بيئةً مثاليّةً لخلق هذا النّوع من التّعاون العابر للحدود، بفضل قدرتها على ربط الشّركات المحليّة بالخارج عبر تمويلٍ ذكيٍّ، ورؤيةٍ واضحةٍ، وشبكات دعمٍ دوليّةٍ.

باختصارٍ، الشّريك المحلّي هو امتدادٌ حيويٌّ للمؤسّسة في السّوق الجديد. وإذا تمّ اختياره وتوجيهه بالشّكل الصّحيح، تُصبح عمليّةً التّوسّع أكثر أمناً وفاعليّة ونجاحاً.

كيف ساهمت شراكات VC سعودية في توسع مشاريع خليجية نحو الهند وأفريقيا؟

في مشهد ريادة الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط، تبرز العديد من القصص الملهمة التي تُظهر كيف تمكّنت شركاتٌ خليجيّةٌ من التّوسّع إلى أسواقٍ عالميّةٍ، تحديداً في الهند وأفريقيا، اعتماداً على رؤىً استراتيجيّةٍ وشراكاتٍ عابرةٍ للحدود، من بينها شراكات VC سعودية لعبت دوراً محوريّاً في هذا النّجاح.

لا تعبّر هذه القصص فقط عن نجاحاتٍ فرديّةٍ، بل تمثّل نماذج عمليّةً لكيفيّة الاستفادة من التّمويل الجريء، والتّحالفات المحليّة والدّوليّة، والرّؤية التّوسّعيّة المدروسة. وفيما يلي نستعرض نموذجين بارزين، إلى جانب إشارات إلى تجارب إضافيّةٍ تستحقّ التّأمّل:

شركة Careem: من دبي إلى صفقة استحواذ تاريخية

انطلقت كريم عام 2012 من دبي كمنصّة ناشئةٍ لحجز سيارات الأجرة، واستطاعت خلال سنواتٍ قليلةٍ أن تتحوّل إلى شركة نقلٍ إقليميّةٍ رائدةٍ. توسّعت كريم إلى مختلف أسواق الخليج، ومصر، والأردن، ولبنان، ثمّ عبرت إلى جنوب آسيا بوصولها إلى باكستان.

اعتمدت الشّركة على فهمٍ عميقٍ لاحتياجات كلّ سوقٍ دخلته، كما نسجت شراكاتٍ استراتيجيّةٍ مع مستثمرين إقليميّين -من بينهم مستثمرون سعوديون مثل مجموعة الطيّار وصندوق المملكة- ساعدوها في التّوسّع والتّمويل. وقد جمعت الشّركة تمويلاً جريئاً كبيراً عبر عدّة جولاتٍ، بقيادة صناديق إقليميّةٍ وعالميّةٍ آمنت بنموذجها القابل للتّوسّع.

بلغت ذروة هذا النّجاح عام 2019 حين استحوذت شركة أوبر على كريم بصفقةٍ بلغت 3.1 مليار دولارٍ، في واحدةٍ من أكبر صفقات الاستحواذ في تاريخ المنطقة. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقّق لولا استراتيجيّة كريم في بناء شراكاتٍ محليّةٍ في كلّ سوقٍ، وابتكار حلول دفعٍ محليّةٍ، والاستفادة من دعم شراكات VC خليجيّةٍ وسعوديّةٍ مكّنتها من التّوسّع بثقةٍ.

أصبحت كريم مثالاً يُحتذى به لكيفيّة التّوسّع التّدريجيّ من المحلّي إلى الإقليميّ، ثمّ العالميّ، دون التّضحية بجودة الخدمة، بل مع تعميق القيمة التي تقدّمها إلى أن أصبحت هدفاً لشركةٍ تقنيّةٍ عملاقةٍ تسعى لتعزيز حضورها في المنطقة. [6]

شركة Souq.com: الريادة في التجارة الإلكترونية تقود إلى أمازون

منذ تأسيسها عام 2005 في الإمارات، بدأت سوق.كوم رحلةً طموحةً لبناء سوقٍ إلكترونيّةٍ تخدم منطقة الشرق الأوسط. ومع النّموّ المتسارع في ثقة المستهلك بالتسوّق عبر الإنترنت، تمكّنت الشّركة من التّوسّع من بيع الإلكترونيّات إلى منصّةٍ متكاملةٍ تخدم ملايين العملاء في الخليج ومصر.

وقد حصلت على تمويلٍ كبيرٍ من صناديق مثل: Tiger Global وجبار للإنترنت، وهو ما مكّنها من تسريع عمليّات النّموّ والتّوسّع. عام 2017، توّجت هذه الجهود بإبرام صفقةٍ استراتيجيّةٍ مع شركة أمازون، التي استحوذت على سوق.كوم مقابل حوالي 580 مليون دولارٍ، وهي صفقةٌ اعتُبرت حينها الأكبر في قطّاع التّقنية بالمنطقة.

لم تكن هذه الشّراكة مجرّد استحواذٍ ماليٍّ، بل كانت اعترافاً بالبنية التّحتيّة القويّة التي بنتها سوق.كوم عبر سنواتٍ من العمل، وتأكيداً على أنّ الشّراكة مع مستثمرين استراتيجيّين -ومنهم صناديق رأس مال مغامر سعودية- يمكن أن تخلق قيمةً حقيقيّةً تتجاوز السّوق المحلّيّة.

اليوم تُعرف سوق.كوم باسم (Amazon.ae) في الإمارات و(Amazon.sa) في السعوديّة، في دلالةٍ على نجاح عمليّة الدّمج، وعلى كيفيّة تمكّن منصّة إقليميّة من أن تتحوّل إلى لاعبٍ عالميٍّ عبر شراكةٍ ذكيّةٍ ومستدامةٍ. [7]

توسع إقليمي نحو إفريقيا وجنوب آسيا: أمثلة إضافية

ليست كريم وسوق.كوم وحدهما في هذا المسار. وهناك تجارب أخرى تستحقّ الذّكر، مثل: [8]

  • منصّة SWVL المصريّة، التي استطاعت دخول أسواقٍ مثل كينيا وباكستان، مقدّمةً حلولاً مبتكرةً للنّقل الجماعيّ الذّكيّ في مدنٍ تعاني من ازدحام البنية التّحتيّة.
  • شركة ACWA Power السعوديّة، التي ضخّت أكثر من 7 مليار دولارٍ في مشاريع طاقةٍ متجدّدةٍ بعددٍ من الدّول الأفريقيّة، ما يعكس الطّموح السّعوديّ في التّوسّع الدّوليّ عبر قطّاعاتٍ حيويّةٍ مثل الطّاقة.

الدروس المستخلصة: لماذا تعد شراكات VC سعودية رافعة حقيقية للتوسع؟

ترسل هذه التجارب المشتركة رسالةً واضحةً: الانفتاح على الشّراكات العابرة للحدود، خصوصاً عبر شراكات VC سعودية، هو أحد أسرع وأقوى السّبل لتحقيق توسّعٍ ناجحٍ. بدلاً من الدّخول إلى سوقٍ جديدةٍ مجهولةٍ بمفردك، تتيح لك هذه الشّراكات العمل مع مموّلين يفهمون البيئة، وشركاء محلّيّين لديهم شبكاتٌ وعلاقاتٌ، وخبراء استثماريّين يقدّمون لك التّوجيه الاستراتيجيّ اللّازم.

وعندما تُتَوَّج هذه الشّراكات بعمليّات استحواذٍ كبرى أو توسّعاتٍ نوعيّةٍ، لا تكون مجرّد صفقاتٍ ماليّةٍ، بل شهادات نجاح تعكس نضوج المنظومة الرّياديّة في المنطقة وقدرتها على إنتاج شركاتٍ تنافس على المستوى العالميّ.

من الخليج إلى نيودلهي ونيروبي.. باختصارٍ، تُشكّل أسواق الهند وأفريقيا اليوم فضاءً واسعاً للفرص الاقتصاديّة، ومسرحاً نشطاً للنّموّ والتّوسّع، ما يجعلها وجهاتٍ طبيعيّةً للشّركات الخليجيّة الطّموحة الّتي تتطلّع إلى تجاوز حدودها التّقليديّة نحو آفاقٍ عالميّةٍ.

في هذا المقال، استعرضنا الإمكانات الكامنة في هذه الأسواق النّاشئة من زوايا اقتصاديّةٍ واستراتيجيّةٍ، وركّزنا على الخطوات العمليّة التي تمكّن الشّركات من التّوسّع بنجاحٍ، بدءاً من التّخطيط المرحلي، مروراً باختيار الشّركاء، ووصولاً إلى أهمّية شراكات VC سعودية في تمويل هذا التّوسّع ودعمه بخبراتٍ وشبكاتٍ دوليّة. كما سلّطنا الضّوء على قصص نجاحٍ واقعيّةٍ لشركاتٍ خليجيّةٍ تمكّنت من دخول أسواق الهند وأفريقيا، وتركت بصمتها من خلال استثماراتٍ ذكيّةٍ، وابتكارٍ محلّيٍّ، وتحالفاتٍ استراتيجيّةٍ. هذه القصص لا تُلهم فقط، بل تُثبت أنّ الطّريق إلى العالميّة يبدأ بخطوةٍ مدروسةٍ، ويُبنى على رؤيةٍ طويلة الأمد.

خلاصة القول، إنّ التوسّع الدّوليّ ليس مغامرةً عشوائيّةً، بل هو مسارٌ يتطلّب رؤيةً واضحةً، وتخطيطاً دقيقاً، وشراكاتٍ ذكيّةً، وهنا تبرز شراكات VC سعودية كأداةٍ استثماريّةٍ استراتيجيّةٍ تُجسّر المسافة بين الطّموح والتّنفيذ. ومع توافر البيئة الدّاعمة، من صناديق رأس مال مغامر إقليميّةٍ نشطةٍ، وأسواق ناشئةٍ متعطّشةٍ للابتكار، لم يَعُد الوصول إلى نيودلهي أو نيروبي حلماً بعيداً، بل فرصةً واقعيّةً تنتظر من يقتنصها.

إنّها ليست مجرّد خطواتٍ توسّعٍ، بل بناء لجسورٍ اقتصاديّةٍ جديدةٍ تربط الخليج بمراكز النّموّ العالميّ، وتفتح فصلاً جديداً من التّعاون والتّنمية والمكاسب المشتركة. وبين الطّموح والمعرفة والشّراكة... يُصنَع المستقبل.

  • الأسئلة الشائعة

  1. لماذا يعتبر التوسع إلى أسواق الهند وأفريقيا مهماً للشركات الخليجية؟
    التوسع إلى الهند وأفريقيا مهمّ؛ لأنّه يتيح للشّركات الخليجيّة الوصول إلى قاعدة عملاء ضخمةٍ وجديدةٍ في أسرع الأسواق العالميّة نموّاً، إذ تشهد الاقتصادات الهنديّة والأفريقيّة نمواً سنويّاً يفوق المتوسّط العالميّ. إضافةً إلى ذلك، كثيرٌ من القطّاعات في الهند وأفريقيا ما زالت غير مشبعةٍ، مما يمنح الشّركات القادمة من الخليج أفضليّة المبادر لتلبية الطّلب.
  2. ما أبرز الفرص المتاحة في أسواق الهند وأفريقيا والتي يمكن أن تستفيد منها الشركات ورواد الأعمال؟
    الفرص في الهند وأفريقيا واسعةٌ ومتنوعةٌ. في الهند، هناك فرصٌ في قطّاع التّكنولوجيا (مثل تطبيقات الهواتف والخدمات الرّقميّة) أيضاً قطاعات التّجارة الإلكترونيّة والتّعليم الإلكترونيّ والرّعاية، كما أنّ أفريقيا غنيّةٌ بفرصٍ في قطّاع التكنولوجيا الماليّة بسبب انتشار حلول الدّفع عبر الهاتف والحاجة لخدماتٍ مصرفيّةٍ مبتكرةٍ لنسبة السّكان غير المخدومين مصرفيّاً. كذلك قطّاع الطّاقة ولا ننسى قطّاعات البنية التّحتيّة (كالنّقل والموانئ والطّرق حتّى في الزّراعة والصّناعات الغذائيّة هناك إمكانيّة للمساهمة في تطوير الأمن الغذائيّ الإفريقيّ والاستفادة من الأراضي الزّراعيّة الشّاسعة.
  3. ما أهم التحديات التي ينبغي الاستعداد لها عند التوسع في سوق جديدة كالهند أو دول أفريقية؟
    من أبرز تحديات التّوسع للأسواق الجديدة التّحديات التّنظيمية وتعقيدات التّراخيص بسبب اختلاف الأطر القانونيّة، إضافةً إلى الفروقات الثّقافيّة وتفضيلات المستهلكين. كما تواجه الشرّكات أيضاً منافسةً محليّةً قويّةً، ومعوقاتٍ لوجستيّةٍ في الشّحن والتّوزيع، وتقلّباتٍ في أسعار الصّرف تؤثّر على التّكاليف. كما يشكّل نقص المواهب المحليّة تحديّاً في التّوظيف والتّدريب. لمواجهة هذه التّحديات، من الضّروري إجراء تحليل مخاطر شاملٍ ووضع خطط تخفيفٍ مناسبةٍ تشمل التّأمين، والاحتياطيات الماليّة، وبناء علاقاتٍ داعمةٍ مع الجهات الرّسمية.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: