الرئيسية الأخبار تمويل جديد يدعم توسّع iVoiceUp المصرية في منطقة الشرق الأوسط

تمويل جديد يدعم توسّع iVoiceUp المصرية في منطقة الشرق الأوسط

حين تتسارع متطلّبات الامتثال والحوكمة، تسعى منصّةٌ رقميّةٌ مدعومةٌ بالذكاء الاصطناعي إلى ترسيخ ثقافة الإبلاغ الآمن وتعزيز الشّفافيّة داخل المؤسّسات في المنطقة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

أغلقت شركة "آي فويس أب" (iVoiceUp)، وهي منصة مصرية لإدارة قضايا الأخلاقيات والإبلاغ عن المخالفات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، جولة استثمارية جديدة قادتها شركة "إيه 15" (A15)، وهي شركة رأس مال مغامر تركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بهدف تسريع توسّع الشركة في كلٍّ من مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

تأسّست آي فويس أب على يد أحمد جندي (Ahmed Genedy) في مصر عام 2019، وتتيح للمنظمات رصد المخالفات الأخلاقية وإدارتها وتحليلها، بدءاً من الجرائم المالية مثل الاحتيال والفساد، وصولًا إلى سوء السلوك في بيئات العمل، بما في ذلك التحرش والتمييز. وتعمل المنصة اليوم على تمكين أكثر من مليون صوت داخل المؤسسات الكبرى (Blue-Chip) في المنطقة، حيث توفّر للموظفين والموردين قناة آمنة وسرّية بالكامل للإبلاغ عن أي ممارسات غير قانونية أو غير أخلاقية.

وسيسهم التمويل الجديد في تعزيز اختراق المنصة لأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب إطلاق قدرات متقدمة، من أبرزها ميزة المقابلات المرئية المجهولة، التي تعتمد على صور رمزية (Avatars) مدعومة بالذكاء الاصطناعي تحاكي تعابير الوجه في الوقت الفعلي، بما يسمح بإجراء تحقيقات دقيقة تحافظ على عنصر التواصل البشري المباشر، دون الكشف عن الهوية الحقيقية للمتحدثين.

وفي مقابلة مع "عربية .Inc"، أوضح أحمد جندي أن فكرة الشركة وُلدت بعد أن عايش بنفسه مشكلة كانت واضحة للعيان، لكنها نادراً ما كانت تُناقش بجدية. وقال: "أثناء عملي في مؤسسة عالمية كبرى تضم آلاف الموظفين، وهياكل إدارية معقدة، وحجماً هائلاً من المعاملات اليومية، كنت ألاحظ النمط ذاته يتكرر باستمرار؛ فالأشخاص الأقرب إلى المخالفات هم في الغالب الأقل قدرة على الإبلاغ عنها. كان الموظفون يخشون التحدث، لأن التجاوزات في كثير من الأحيان كانت تصدر عن مديريهم المباشرين، أي من يملكون نفوذاً حقيقيّاً على مسارهم المهني".

ومع تعمّقه في فهم هذه الديناميكية، أدرك جندي أن تداعياتها تتجاوز الحالات الفردية. وأضاف: "ما لفت انتباهي لم يكن وجود المخالفات بحد ذاته، بل العزلة التامة للإدارة العليا عن الواقع الفعلي على الأرض؛ فالقيادات لم تكن تعلم حقيقة ما يجري، ليس لعدم اهتمامها، بل لأن الخوف أسكت الأشخاص الأكثر دراية بما يحدث. ظللت أطرح على نفسي سؤالًا بسيطًا: إذا كان هذا يحدث داخل شركة عالمية عملاقة، فكيف يبدو الوضع في الشركات المحلية والإقليمية؟"

وشكّل هذا الإدراك الشرارة التي دفعته إلى تأسيس آي فويس أب، التي انطلقت منذ البداية برؤية ورسالة واضحتين. وقال: "انطلقنا لبناء قناة آمنة وسرّية تربط الإدارة بكل فرد داخل المؤسسة. رسالتنا بسيطة لكنها قوية: امنح الناس صوتًا آمنًا، وستبني من الداخل مؤسسات أخلاقية، شفافة، وقادرة على الصمود".

بناءً على ذلك، صُمّمت آي فويس أب لتخدم الموظفين والموردين والإدارة على حدٍّ سواء. فمن جهة، توفّر المنصة للعمالة الميدانية واليدوية قناة آمنة ومجهولة لرفع المخاوف والشكاوى. ومن جهة أخرى، تجمع للإدارة بين الأتمتة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والامتثال التنظيمي الإقليمي، لتحويل البلاغات إلى رؤى قابلة للتنفيذ. ويتحقق ذلك من خلال مجموعة من الخصائص، مثل تغيير نبرة الصوت لتعزيز السرّية أثناء التحقيقات، والتواصل ثنائي الاتجاه المجهول، إضافة إلى "فينسنت" (Vincent)، وهو روبوت محقق يعمل بالذكاء الاصطناعي، يدعم إدارة القضايا عبر تحليل المشاعر وتقييم المخاطر.

كما أشار أحمد إلى أن هذه القدرات تمثل عنصراً جوهرياً في بناء مصداقية المنصة، مع حرصه على التأكيد على حدود الأتمتة. وقال: "في آي فويس أب، الذكاء الاصطناعي مساعد وليس صانع قرار. قدراتنا، بما في ذلك فينسنت، صُممت لدعم المحققين لا لاستبدالهم. إذ يوجّه فينسنت المحققين استناداً إلى أفضل الممارسات العالمية، ويقترح الأسئلة المناسبة، ويبرز المخاطر، ويساعد على ترتيب أولويات القضايا، لكن كل قرار يبقى خاضعاً للإشراف البشري الكامل".

وأضاف: "يحلّل النّظام المشاعر ونبرة الصوت والكلمات المفتاحية والأثر المالي ومؤشرات المخاطر لتحديد مدى خطورة القضية. ويمكنه التوصية بمسارات التصعيد، أو تحديد مستويات اتفاقيات الخدمة (SLAs)، أو توجيه القضايا إلى فرق مختصة، لكنه لا يتواصل مطلقاً مع المبلّغ دون موافقة المحقق. ويظل الحكم البشري هو السلطة النهائية دائماً".

وتعمل آي فويس أب كذلك على إطلاق ميزة جديدة يصفها جندي بأنها الأولى من نوعها في المنطقة، وهي المقابلات المرئية المجهولة. وأوضح أن هذه الميزة تسرّع التحقيقات وتزيد دقتها من خلال إتاحة تواصل مباشر بين المبلّغين والمحققين عبر مكالمات فيديو آمنة، حيث يُستبدل وجه المتحدث بصورة رمزية مع تعديل صوته. وخلال المقابلة، تُحلل نبرة الصوت وتعابير الوجه، ويجري تفريغ الحوار وترجمته وتوثيقه بشكل آمن، ما يعزز الكفاءة وجودة النتائج. وقال: "النتيجة هي تحقيقات أسرع، أعمق، وأكثر دقة؛ فبدل أسابيع من التواصل المتقطع، يمكن جمع معلومات حاسمة في جلسة واحدة دون المساس بالأمان أو الثقة".

كما أكّد أحمد أن هذا الالتزام بالتنفيذ المتقن كان عاملاً حاسماً ليس فقط في كسب ثقة العملاء، بل أيضاً في إحداث تحوّل ثقافي حقيقي. وأضاف: "لا تبنى الثقة بالوعود، بل بالتنفيذ. الناس يبلّغون بسرّية، تُعالج قضاياهم فوراً، ويرون إجراءات حقيقية وحلولاً فعلية. وعندما يتكرر ذلك باستمرار، تنشأ الثقة، ومع وجود الثقة تبدأ الثقافات المؤسسية في التّغيّر".

ويرى أحمد أن هذا التحول الثقافي بات وشيكاً، في ظل تسارع التغييرات التنظيمية وارتفاع الوعي في المنطقة. وقال: "لقد تجاوزنا مرحلة التوعية؛ فالحديث عن بيئات العمل الأخلاقية انتقل من كونه خياراً إلى ضرورة. كما أنّ الضغوط التنظيمية تتزايد، والاستثمار الأجنبي المباشر ينمو، وأطر الإبلاغ عن المخالفات أصبحت إلزامية في قطاعات متعددة، ليس في مصر فقط، بل في مختلف دول مجلس التعاون الخليجي".

وأوضح جندي أن اختيار إيه 15 كشريك استثماري جاء نتيجة توافق الرؤية طويلة الأمد المطلوبة لبناء بنية تحتية قائمة على الثقة. وقال: "كنا نشهد طلباً متزايداً من مؤسسات تسعى للالتزام باللوائح، وحماية موظفيها وسمعتها. ولتلبية هذا الطلب، احتجنا إلى شريك يفهم كيفية بناء شركات رائدة تصنع فئات جديدة في الأسواق الناشئة. كانت إيه 15 الشريك الأنسب لأنها تشاركنا الرؤية ذاتها، وتدرك أن المنصات القائمة على الثقة تحتاج إلى وقت وعمق وخبرة إقليمية للتوسع بشكل صحيح". وأضاف: "يتيح لنا هذا الاستثمار تسريع توسعنا في دول الخليج، وتعزيز تقنياتنا، وتمكين عدد أكبر من الأشخاص في بلدان أكثر من التحدث بأمان ودون خوف".

وبحسب أحمد، فإن هذه الرؤية تتجاوز الكفاءة التشغيلية أو الابتكار التقني، إذ يعتقد أن النجاح الحقيقي لآي فويس أب يتحقق عندما تسهم في إحداث تغيير ثقافي حقيقي. وقال: "نجاح آي فويس أب في جوهره ثقافي وليس تجاريّاً فقط. سأشعر بالنجاح عندما تصبح المخالفات استثناءً لا قاعدة، وعندما يفكر الناس مرتين قبل ارتكاب أي تجاوز لأنهم يعلمون بوجود نظام يكشف الحقيقة".

واختتم قائلاً: "إذا أصبحت المؤسسات أكثر أماناً وشفافية وخضوعاً للمساءلة لأن الناس لم يعودوا يخشون التحدث، فحينها تكون آي فويس أب قد أدت دورها. هدفنا أن نجعل الصمت مكلفاً، والنزاهة هي الخيار الافتراضي".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 6 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: