تالا الجابري تطلق أول صندوق استثماري للذكاء الاصطناعي

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت شركة "وايلد في سي" (Wyld VC)، الّتي أسّستها رائدة الأعمال السّعوديّة تالا الجابري، عن إطلاق صندوقٍ استثماريٍّ بقيمة 50 مليون دولارٍ أمريكيٍّ يركّز على دعم الشّركات النّاشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التّركيز على المملكة العربية السّعوديّة.

يحظى الصّندوق بدعمٍ من مكتب العائلة التّابع للملياردير الأمريكيّ لورانس إي. غولوب، الرّئيس التّنفيذيّ لشركة "غولوب كابيتال" (Golub Capital)، وهي شركة إدارة ائتمانٍ خاصّةٌ مقرّها الولايات المتّحدة. يمثّل هذا الاستثمار أوّل دخول لغولوب إلى المنطقة، ممّا يعكس اهتماماً متزايداً من المستثمرين الدّوليّين بالتّكنولوجيا في الخليج.

تتزامن هذه الخطوة مع زيارة الرّئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إلى الرّياض في الفترة من 13 إلى 16 مايو 2025، ممّا يشير إلى تعزيز العلاقات التّجاريّة بين الولايات المتّحدة والسعودية، خاصّةً في مجال التّعاون في الذكاء الاصطناعي.

في مقابلةٍ مع "عربية .Inc"، أوضحت الجابري أنّ رؤيتها لوايلد في سي تهدف إلى سدّ فجوةٍ حرجةٍ في النّظام البيئيّ للذكاء الاصطناعي في المنطقة، والمتمثّلة في نقص المواهب التّقنيّة والدّعم الموجّه للابتكار. كما ترى الجابري فرصةً لربط مشهد البحث والتكنولوجيا المزدهر في وادي السيليكون مع القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي في دول مجلس التّعاون الخليجيّ، الّتي تستثمر بشكلٍ متزايدٍ في البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

قالت الجابري: "تتطوّر الثّورة في مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرةٍ غير مسبوقةٍ، ونحن في نقطة تحوّلٍ جيليةٍ، حيث تحتاج الابتكارات التّقنية في منطقة الخليج إلى حلفاء وشركاء يمكنهم مساعدتهم على تسريع نموّهم، ومنطقة الخليج مؤهّلةٌ بشكلٍ فريدٍ لتوفير ذلك".

وأضافت: "تستثمر الحكومات في السعودية والإمارات بشكلٍ كبيرٍ في البنية التّحتيّة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، مع تنفيذ سياساتٍ داعمةٍ للذكاء الاصطناعي. يجعل هذا التّقارب الوقت الحالي مثاليّاً لإطلاق وايلد في سي: يمكننا الاستفادة من أبحاث وادي السيليكون المتقدّمة وقدرات الخليج لتحفيز الجيل القادم من الشّركات النّاشئة في مجال الذكاء الاصطناعي. علاوةً على ذلك، نهدف إلى توفير الوصول إلى المواهب والموارد في وادي السيليكون، وشبكة المستثمرين من الدّرجة الأولى، والحاضنات للمؤسّسين في دول مجلس التعاون الخليجي".

سيركّز الصنّدوق على دعم العقول الجريئة الّتي تقود الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصّةً في مجالات البرمجيّات الوسيطة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والّتي تُعتبر مجالاتٍ واعدةً للتّغيير المؤثّر. ولكن، تتجاوز مهمّة الصّندوق الدّعم الماليّ، إذ تهدف أيضاً إلى معالجة ما تراه الجابري كأكبر فجوةً في المنطقة: المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي. إذ قالت: "تتركز المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم بشكلٍ كبيرٍ في الولايات المتّحدة والصّين. ونحن نريد تغيير ذلك، فمن خلال بناء جسورٍ مع أكثر نظم الابتكار تميّزاً في العالم، إلى جانب الإرشاد والموارد، نأمل سدّ هذه الفجوة للمؤسّسين في الشّرق الأوسط".

تهدف وايلد في سي إلى تمكين المؤسّسين بالأدوات والمعرفة والشّبكات الّتي يحتاجونها للنّجاح، بما في ذلك توفير الوصول إلى مجموعة المواهب التّقنية العالميّة وأفضل الموارد الّتي يقدّمها وادي السيليكون. وبالنّسبة لروّاد الأعمال الّذين يأملون في الحصول على استثمارٍ من وايلد في سي، قدّمت الجابري نصيحةً واضحةً، إذ قالت: "شعارنا 'الابتكار الجريء لرفع البشرية' يدفعنا لدعم المؤسّسين ذوي العقول الجريئة الّذين يطمحون لبناء شركاتٍ رائدةٍ عالميّاً منذ اليوم الأوّل، إذ نبحث عن فرقٍ تجمع بين الإتّقان التّقنيّ العميق والصّفات الأساسيّة: الإصرار، والشّجاعة المخالفة، والاستماع النّشط، والمرونة في مواجهة الشّدائد. كما أنّنا نريد أن نكون شركاء لكم وندعمكم في كلّ خطوةٍ من رحلتكم".

بخبرتها في أسواق الشّرق الأوسط والولايات المتّحدة، دعمت الجابري سابقاً شركاتٍ ناشئةً، مثل: تطبيق "تابي" (Tabby) السعودي للدّفع لاحقاً، بالإضافة إلى مزوّد خدمات الشّبكات الصّينيّ "ستار كلاود" (Starcloud). كونها أوّل امرأةٍ تصبح شريكةً في شركة رأس المال المغامر في السعودية، تلعب الجابري أيضاً دوراً نشطاً في تعزيز مشاركة النساء في قطّاع رأس المال المغامر في المملكة.

في بيانٍ، قال غولوب: "تالا مستثمرةٌ موهوبةٌ للغاية، تتمتّع بسجلٍ حافلٍ من النّجاح في الاستثمار في شركات التّكنولوجيا المبتكرة في مراحلها المبكّرة، إذ إنّ براعتها الاستثماريّة الكبيرة، إلى جانب علاقاتها الواسعة والشّاملة في الخليج والولايات المتّحدة، تقدّم فرصةً استثماريّةً فريدةً. وأنا متحمّسٌ لدعم تالا ووايلد في هذه المبادرة الجديدة المثيرة، وأتطلّع إلى العمل معها ومع فريقها".