انطلاق فعاليات Expand North Star بدبي في دورتها العاشرة
فعاليّةٌ عالميّةٌ جمعت أكثر من 2000 شركةٍ ناشئةٍ و1200 مستثمرٍ من 100 دولةٍ، مؤكّدةً مكانة المدينة مركزاً للابتكار وريادة الأعمال

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
انطلقت فعاليّات "إكسباند نورث ستار" (Expand North Star)، إحدى الفعاليّات المنبثقة عن "غيتكس غلوبال" (GITEX GLOBAL)، في دورتها العاشرة يوم 12 أكتوبر 2025 في "مرسى دبي" (Dubai Harbour)، جامعةً أكثر من 2000 شركة ناشئةٍ و1200 مستثمرٍ من أكثر من 100 دولةٍ، في أضخم نسخةٍ تشهدها حتّى اليوم. نظّمت الحدث مركز دبي التّجاري العالميّ (DWTC)، واستضافته غرفة دبي للاقتصاد الرقمي (Dubai Chamber of Digital Economy)، ليمتدّ على مدى أربعة أيّام حتّى 15 أكتوبر، مؤكّداً مجدداً مكانة دبي كمركزٍ محوريٍّ لاجتماع مجتمع ريادة الأعمال والاستثمار العالميّ.
بصورةٍ جماعيّةٍ، يدير المستثمرون الـ1200 المشاركون في الدّورة الحاليّة من إكسباند نورث ستار أصولاً تفوق قيمتها 1.1 تريليون دولار أمريكيٍّ، فيما يعكس اتّساع نفوذ دبي في مشهد ريادة الأعمال والاستثمار العالمي. وتستقبل نسخة هذا العام البرازيل بوصفها "دولة الشريك"، إلى جانب مشاركةٍ جديدةٍ من الإكوادور وتشيلي، في خطوةٍ تعزّز الامتداد الدّوليّ للحدث. ومنذ انطلاقه عام 2016، تحوّل إكسباند نورث ستار إلى منصّةٍ جامعةٍ للمؤسّسين والمستثمرين وروّاد الأعمال وشركاء القطّاعين العامّ والخاصّ حول العالم.
وخلال كلمتها الافتتاحيّة في اليوم الأوّل من الفعاليّة، شدّدت "تاتيانا ريرا" (Tatiana Riera)، المديرة التّنفيذيّة لمكتب دبي في "إيبكس برازيل" (ApexBrasil)، وكالة البرازيل الوطنيّة لترويج التّجارة والاستثمار، على الدّور الحيويّ الّذي تؤدّيه دولة الإمارات في دفع عجلة الابتكار وترسيخ الشّراكات الدّوليّة.
وفي تصريحٍ لها، قالت ريرا: "تحتضن البرازيل اليوم واحداً من أكبر منظومات الشّركات النّاشئة ورأس المال المغامر والاستثمار الخاصّ في العالم، مع أكثر من 20 ألف شركةٍ ناشئةٍ في البلاد.و جئنا إلى إكسباند نورث ستار لبناء الجسور بين البرازيل والعالم بأسره، وخاصّةً هنا في دبي. كما أنّ غرفة دبي من أعظم شركائنا، ولهذا يمثّل الحدث لنا أهميّةً بالغةً. الأمر لا يتعلّق بعرض الشّركات النّاشئة فحسب، بل بابتكار مستقبلٍ مشتركٍ بين البرازيل والإمارات، وبين البرازيل والعالم أجمع، وتلك هي أجندتنا في إكسباند نورث ستار".
كما سجّلت تشيلي حضورها الأوّل هذا العام من خلال 12 شركةٍ خدميّةٍ تنشط في قطّاعات التّعدين والتّعليم والتّمويل والبناء والتّرفيه. ويهدف قمّة تشيلي–دبي للابتكار، التي أُقيمت في الجناح التّشيلي، إلى تعزيز حضور تشيلي في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع، ودعم جهودها في تنويع صادراتها.
وانضمّت الإكوادور كذلك إلى الحدث للمرّة الأولى، فيما يعكس تزايد اهتمام دول أميركا اللاتينيّة بالانخراط في منظومة الابتكار الإماراتيّة. وخلال مشاركته في الحدث، قال فيليبي ريبادينيرا، سفير الإكوادور لدى دولة الإمارات: "نحن فخورون بعرض أكثر من 22 شركةً إكوادورية، من بينها 20 شركةٍ ناشئةٍ تقدّم حلولاً تمتدّ من الخدمات المصرفيّة المدعومة بالذّكاء الاصطناعيّ إلى التّقنيات الطّبّية المتقدّمة".
وأضاف قائلاً: "تستثمر دبي ودولة الإمارات بقوّة في ترسيخ مكانتهما كمركزٍ عالميٍّ للبيانات والذّكاء الاصطناعيّ، ونرى في ذلك فرصةً هائلةً للبناء على هذا الزّخم. وفي فبراير المقبل، خلال "قمّة الحكومات العالميّة" (World Government Summit)، نتطلّع إلى توقيع مذكّرة تفاهمٍ مهمّة لإنشاء ممرٍّ لوجستيٍّ تكنولوجيٍّ، خطوةٍ إضافيّة نحو شراكةٍ أعمق متبادلة المنفعة بين الإكوادور والإمارات".
وفي كلمةٍ رئيسيّةٍ تناول خلالها استراتيجيّة الإمارات في الذّكاء الاصطناعيّ، أكّد معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذّكاء الاصطناعيّ والاقتصاد الرّقميّ وتطبيقات العمل عن بُعد، على الرّؤية بعيدة المدى الّتي تنتهجها الدولة في مسار الابتكار. وقال: "نحن لا نفكّر كما تفكّر الدّول الأخرى؛ نفكّر على مدى عقودٍ متتابعة. بدأنا الاستثمار في الذّكاء الاصطناعيّ عام 2008، في مرحلةٍ مبكّرةٍ جدًّا. كانت أبوظبي تستثمر في الرّقائق الإلكترونيّة، وفي شركاتٍ عالميّة تركّز على الذّكاء الاصطناعيّ. لم يكن أحدٌ يتوقّع أن نصبح لاعبًا رئيسًا في هذا المجال، لكنّنا، على الرّغم من كلّ التحدّيات، نُثبت اليوم أنّنا قادرون على ذلك. وهذا ما سيحفّز الجميع، شرقاً وغرباً".
وأضاف العلماء: "من المهمّ ألّا ننجح فحسب، بل أن نتعلّم ممّن يأتون إلى الإمارات ليساعدونا في إدراك ما يمكننا تحسينه. ونحن لا ندّعي المعرفة الكاملة، بل نسعى لأن نكون أفضل الطّلبة وأحسن المستمعين. ووعدُنا أنّ كلّ نصيحةٍ تُقدَّم لنا سنأخذها بجدّيّةٍ ونعمل على تنفيذها في الأعوام المقبلة".
وفي اليوم الافتتاحيّ، أعلن مركز دبي التجاري العالمي (DWTC) عن سلسلةٍ من الشّراكات الدوليّة مع "برسايت" (Presight)، و"28 ديجيتال" (28 Digital)، و"إيبكس برازيل" (ApexBrasil)، و"غرفة التّجارة والصّناعة في صربيا" (Chamber of Commerce and Industry of Serbia). وتؤكّد هذه التّعاونات مكانة دبي كمنصّةٍ تمكّن أكثر من 8000 مؤسّسٍ من توسيع أعمالهم على مرّ الأعوام.
وعادت شركة برسايت، التّابعة لمجموعة "جي 42" (G42) وإحدى أكبر شركات تحليلات البيانات في المنطقة، إلى إكسباند نورث ستار هذا العام مع الدّفعة الأولى من مسرّع الشّركات النّاشئة في الذّكاء الاصطناعيّ، الذي أُطلق خلال دورة عام 2024. وفي غضون عامٍ واحدٍ فقط، ساعد البرنامج المشاركين على تطوير نماذج أوليّة جاهزة للسّوق. وبصفته أوّل برنامجٍ من نوعه تطلقه شركة تكنولوجيا شرق أوسطيّة مدرجة في البورصة، يربط المسرّع الشّركات النّاشئة بشبكة برسايت وبُناها التّحتيّة وخبراتها الإرشاديّة لتسريع نموّها التّجاريّ.
ومع استقطاب أحد أعلى معدّلات الشّركات النّاشئة النّامية والمتقدّمة في العالم، يركّز جدول أعمال إكسباند نورث ستار لهذا العام على مشاريع الذّكاء الاصطناعيّ، وتكنولوجيا المناخ، والتّقنيات العميقة، والصّحّة الرّقميّة، والتّكنولوجيا الماليّة. ويأتي ذلك في إطار مبادرة دولة الإمارات الجديدة «الإمارات: عاصمة الشّركات النّاشئة في العالم» (The Emirates: The Startup Capital of the World)، الّتي تهدف إلى ترسيخ موقع الدولة كمركزٍ عالميٍّ لريادة الأعمال.
معاً، يجسّد كلٌّ من غيتكس غلوبال وإكسباند نورث ستار طموح دبي لتعزيز اقتصادٍ قائمٍ على الابتكار وجذب الكفاءات العالميّة، مع أهدافٍ واضحة لإيجاد 30 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2030، وتطوير ما لا يقلّ عن عشر شركاتٍ "يونيكورن" (Unicorns) تتجاوز قيمتها مليار دولارٍ بحلول عام 2031