أنيشا أوبيروي: رائدة الجمال الواعي ومسيرة تمكين المرأة
اُختيرت المؤسِّسة والرّئيسة التّنفيذيّة في منصة Secret Skin، ضمن قائمة نساء مؤثرات 2025 لمجلة "عربية .Inc" التي تبرز 30 امرأةً رائداتٍ في الأعمال بالشرّق الأوسط وشمال أفريقيا

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أسّست أنيشا أوبيروي "سكريت سكين" (Secret Skin) عام 2020 بهدف تمكين العملاء في الشّرق الأوسط من الوصول إلى منتجات العناية بالبشرة الخالية من السّموم وبأسعارٍ مناسبةٍ. ومنذ ذلك الحين، نمت الشّركة بشكلٍ ملحوظٍ، حتّى أصبحت اليوم أكبر شركة توزيعٍ في دول مجلس التّعاون الخليجيّ في مجال الجمال المستدام والعافية. وتمتدّ عمليّات سكريت سكين حاليّاً عبر 4 دولٍ، وبـ17 نقطة توزيعٍ مع أبرز تجّار التّجزئة المرموقين في المنطقة، ومن المتوقّع أن يصل حجم سوق الجمال النّظيف في الخليج إلى نحو 4 مليارات دولارٍ أمريكيٍّ، ما يفتح أمام الشّركة آفاقاً واسعةً للنموً، ويشير إلى أنّ مسارها في التّوسّع والنّجاح لم يصل بعد إلى نهايته.
ومع ذلك، لا يخلو النّجاح من التّحديّات. فعند استرجاعها رحلة بناء المشروع، تصرّح أوبيروي بأنّ الطّريق لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود؛ فتقول موضّحةً: "أن أصبح رائدة أعمالٍ هو الطّموح الأكثر رهبةً والأكثر إثراءً على المستوى الشّخصيّ الّذي خضته في حياتي.؛ فقد كشفت هذه التّجربة عن قوىً خفيّةً وفجواتٍ كان لا بدّ لي من التّعامل معها، كجزءٍ من نموّي الإنسانيّ، وهي تجربةٌ تغيّر جوهرك. فإعادة التّوازن الّتي تفرضها لا تقتصر على تطوير مهاراتك المهنيّة أو سيرتك الذّاتيّة، بل تمتدّ إلى أبعادٍ عاطفيّةٍ وروحيّةٍ وفكريّةٍ عميقةٍ؛ إنّها رحلةٌ منفردةٌ صعبةٌ، لا تناسب القلوب الضّعيفة".
تمسّكت أوبيروي بمسارها، وأصبحت بذلك قدوةً لمن يطمحون للسّير على خطاها، وهي تدرك حجم هذه المسؤوليّة جيداً؛ فتقول أوبيروي: "النّساء في مواقع القيادة يقدن الآخرين كمصدرٍ للإلهام، ويُنظر إليهنّ كنماذج حيّةٍ لما يمكن تحقيقه بالجهد والذّكاء والمثابرة. كما يبرهنن على كيف يمكن للمرأة استثمار قدراتها لتحقيق النّجاح في العمل، رغم التّحيزات اللّاواعية الّتي كانت موجودةً في الماضي. هذا الوضع بدأ يتغير تدريجياً، ولم يأتِ وقتٍ أفضل من الآن لتتقدّم النّساء إلى مواقع السّلطة. ومع هذا الصّعود تأتي مسؤوليّةٌ أكبر: توجيه الجيل الأصغر من النّساء ليكنّ واثقاتٍ وصريحاتٍ في خطواتهنّ، وأن يتّخذن القرارات الصّحيحة في أعمالهنّ، دون أن يتراجعن أو يقللن من حضورهن لمجرّد التّكيّف مع بيئةٍ يغلب عليها الرّجال".
الدروس المستفادة
عند استرجاع رحلتك، لو كان هناك نصيحةٌ واحدةٌ تمنّيت لو أعطيتها لنفسك قبل أن تبدأ مسارك المهنيّ، ما هي؟ وبالمثل، لو استطعت العودة بالزّمن لتخبر نفسك بشيءٍ يجب تجنّبه أو الامتناع عن فعله، ماذا سيكون؟
كنت سأخبر نفسي بألّا أستسلم لضغط ثقافة السّعي المستمرّ نحو الإنجاز. ونحن مدمنون على السّطحيّات في سنوات الشّباب، ومعرّضون للانقياد لضغط الأقران في سباق نحو ما نراه "نجاحاً". ومع ذلك، هناك شجاعةٌ وصفاءٌ داخلي في أن تحجز لنفسك مساحةً خلال هذه السّنوات التّطوريّة، لتفهم قدراتك الحقيقيّة من خلال النّكسات الشّخصيّة، والانتصارات المهنيّة، والتّأمل المستمرّ في الذّات. يجب أن تكون مستعداً للتًخلّي عمّا لا يخدمك، سواء من الصّفات أو المواقف أو الأشخاص، وأن تكون واعياً بنوع الشّخص الّذي ترغب أن تكونه والقيم الّتي تريد الدّفاع عنها. يجب أن تتوافق كلّ أفعالك مع هذا النّموذج الذّهنيّ، متناغماً مع نورك الدّاخليّ. وعندما تضع لنفسك معايير عاليةً بينما ترتقي على مدار السّنوات، تبدأ في الاهتزاز على تردّدٍ أعلى بكثيرٍ، ممّا يجذب الفرص والعلاقات الّتي هي حقّاً مخصّصةً لمسار نموّك الرّوحيّ.