منصة Jisr السعودية تعزّز ريادتها وتخطّط للتوسّع إقليميّاً
يؤكّد محمد عكار أنّ جسر تواصل ترسيخ مكانتها في إدارة الموارد البشريّة بالسعودية وتستعدّ للتّوسّع بهويّةٍ ومنتجاتٍ جديدةٍ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
وضعت منصة "جسر" (Jisr) لإدارة رأس المال البشريّ، ومقرّها المملكة العربيّة السّعوديّة، علامةً فارقةً في قطّاع التّكنولوجيا المحليّ بعد إتمامها جولة تمويلٍ من الفئة "أ" بقيمة 30 مليون دولارٍ أمريكيٍّ في عام 2023، والّتي وُصفت حينها بأنّها أكبر استثمارٍ لشركةٍ تعمل بنموذج البرمجيّات كخدمة (Software-as-a-Service – SaaS) في الشّرق الأوسط. وبعد مرور عامين، يؤكّد مؤسس جسر والرّئيس التّنفيذيّ محمد عكار لمجلة " عربيةInc." أنّ هذه الجولة لم تكن سوى بدايةٍ لمسيرة الشّركة نحو تعزيز حضورها الرّياديّ في المملكة.
يضيف عكار: "منذ جولة التّمويل، ركّزنا على ترسيخ مكانة جسر كمنصّةٍ رائدةٍ لإدارة الموارد البشريّة في السّعوديّة، من خلال توسيع قاعدة عملائنا لتشمل آلاف الشّركات بمختلف الأحجام والقطّاعات، وتطوير تقنياتٍ متقدّمةٍ تمكّن أصحاب العمل من إدارة فرقهم بكفاءةٍ أعلى. كما أطلقنا خلال هذه الفترة حلولاً مبتكرةً في إدارة الرّواتب، وتتبّع الحضور، والتّطوير المهنيّ، وشرعنا في استكشاف تطبيقات الذّكاء الاصطناعيّ لدعم اتّخاذ القرارات في الموارد البشريّة".
لكن بالنّسبة لعكار، لا تتعلّق قصّة نموّ جسر بمجرّد إضافة ميّزاتٍ جديدةٍ؛ فهو يشير أيضاً إلى مبادرة مجلس جسر، الّتي قامت بجولاتٍ في الرياض والمنطقة الشّرقية وجدّة ومكّة المكرّمة، وتهدف إلى جمع قادة الموارد البشريّة لمناقشة مستقبل العمل في المملكة؛ فيقول موضّحاً: "تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الفهم العميق للتّحدّيات الّتي يواجهها متخصّصو الموارد البشريّة، واستكشاف الحلول المحتملة. وحتّى الآن، عقدنا 11 مجلساً جمع بين القادة والخبراء من مختلف القطّاعات.
يشير عكار إلى أنّ النّقاشات الّتي تُجرى ضمن مجلس جسر تعكس التّحوّلات العميقة الّتي يشهدها سوق العمل في المملكة؛ فيقول: "يتطوّر مستقبل العمل في المملكة العربيّة السّعوديّة بسرعةٍ استثنائيّةٍ، مدفوعاً برؤية 2030، والتّحوّل الرّقميّ، وتمكين الكوادر الوطنيّة. نرى أنّ نماذج العمل الهجين والبيئات المرنة ستصبح قريباً جزءاً لا يتجزّأ من ثقافة المؤسّسات، وليس مجرّد امتيازاتٍ اختياريّةٍ. وفي الوقت نفسه، يشهد قطّاع الموارد البشريّة تحوّلاً جوهريّاً من كونه وظيفةً تشغيليّةً إلى مركزٍ استراتيجيٍّ يستفيد من البيانات والذّكاء الاصطناعيّ لتوجيه القرارات المتعلّقة بالتّوظيف، والتّدريب، ومبادرات تعزيز الإنتاجيّة".
وبنفس روح التّطوّر ينطلق مشروع جسر نحو آفاقٍ مستقبليّةٍ واعدةٍ، ويوضّح رئيسه التّنفيذيّ قائلاً: "في المرحلة المقبلة، نستعدّ لإطلاق هويّتنا الجديدة، إلى جانب مجموعةٍ من المنتجات الماليّة المبتكرة الّتي تُعزّز قدرة الشّركات على التّوسّع والتّمكين. كما نخطّط لتوسيع خدماتنا لتشمل الأسواق الإقليميّة، ما سيمكّننا من نقل خبرتنا المتراكمة في المملكة العربيّة السّعوديّة إلى دول الخليج ومنطقة الشّرق الأوسط".
ويتابع عكار: "مع انتقال جسر نحو النّموّ خارج حدود المملكة، نأمل أن تصبح مسيرتها نموذجاً يلهم مؤسّسيّ التّكنولوجيا الآخرين لرؤية المملكة العربيّة السّعوديّة كقاعدةٍ حقيقيّةٍ وجادةٍ للابتكار، ومنصّةٍ للانطلاق نحو توسّعٍ مؤثّرٍ على المستوى الإقليميّ والدّوليّ".
شاهد أيضاً: منصة TAP تجمع تمويلاً بقيمة مليون دولار
ويشدّد عكار على أنّ أكبر سوء فهمٍ حول المملكة العربيّة السّعوديّة يكمن في الاعتقاد بأنّها ما زالت مجرّد سوقٍ ناشئةٍ في مجال التّكنولوجيا؛ فيقول: "يشهد الواقع طفرةً غير مسبوقةٍ؛ فالدّعم الحكوميّ القويّ، وتدفّق التّمويل الوفير، وتسارع التّحوّل الرّقميّ، جعلوا المملكة واحدةً من أسرع النّظم البيئيّة التّقنيّة نموّاً على مستوى العالم. لذلك، نصيحتي لروّاد الأعمال والمبتكرين: تحرّكوا بسرعةٍ وحزمٍ، وحدّدوا القيمة الحقيقيّة الّتي يمكنكم أن تضيفوها للمجتمع والاقتصاد، واستفيدوا إلى أقصى حدٍّ من البنية التّحتيّة والفرص الّتي تتيحها المملكة اليوم. الإمكانات هائلةٌ، ولكنّ النّجاح يتطلّب التزاماً كاملاً وجرأةً في اتّخاذ القرارات".