الرئيسية الذكاء الاصطناعي إرماك أتابك.. رائدة تدمج الذكاء الاصطناعي بقيم الطفولة

إرماك أتابك.. رائدة تدمج الذكاء الاصطناعي بقيم الطفولة

تطوّر شركة KidsAI الإماراتيّة مساعداتٍ ذكيّةً آمنةً تضع الطّفل أوّلاً، وتعزّز وعي الأطفال بالذكاء الاصطناعي عبر محتوىً محليٍّ وقيميٍّ يناسب المنطقة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

مدفوعةً بالتزامٍ راسخٍ ببناء مستقبلٍ تثري فيه التّكنولوجيا التّجربة الإنسانيّة للأجيال القادمة، تعمل إرماك أتابك عند نقطة التّقاطع بين الإبداع والتّقنيّة والمسؤوليّة.

في عام 2024، شاركت، إلى جانب إفرن ييغيت، في تأسيس شركةٍ إماراتيّةٍ تدعى "كدز أي آي" (KidsAI)، وهي شركة إعلاميّة تقنيّة تضع الطّفل أوّلاً؛ إذ تطوّر مساعداتٍ ذكيّةً ومضمناتٍ إعلاميّةٍ آمنةٍ وأخلاقيّةٍ تساعد الأطفال على فهم عالمٍ يحكمه الذكاء الاصطناعي، والتّنقّل فيه، والازدهار داخله.

توضّح أتابك أنّ جوهر رسالة "كدز أي آي" هو ابتكار أنظمةٍ تعكس القيم الثّقافيّة، وهدفها إعداد الأطفال للتّفاعل مع الذكاء الاصطناعي وعياً ومسؤوليّةً. وهي ترى أنّ الأطفال في شتّى أنحاء العالم يفتقرون إلى أدواتٍ آمنةٍ تعينهم على استيعاب مستقبلٍ رقميٍّ متسارعٍ، وأنّ المشكلة تصبح أكثر حدّةً في الشّرق الأوسط حيث تتضمّن التّقنيات القائمة انحيازاتٍ غربيّةً أو شرقيّةً لا تجسّد قيم المنطقة ولا مناظرها؛ ممّا يعني أنّ المستخدمين الصّغار يتفاعلون مع أنظمةٍ لا تفهم البنى الأسريّة ولا الفروق الثّقافيّة ولا الأولويّات الإقليميّة الّتي تشكّل رؤيتهم للعالم.

تعالج "كدز أي آي" هذا التّحدّي بتخصيص تجربة التّفاعل مع الذكاء الاصطناعي وتوطينها، مع منح الأطفال نظرةً داخليّةً إلى آليّة عمل التّقنية. تقول أتابك: "من خلال محتوى لمحو أمّيّة الذكاء الاصطناعي، نسعى أن يفهم الأطفال الفلسفة الكامنة وراء هذه التّقنيّات ويتعمّقوا في التّفكير في أبعادها الأخلاقيّة؛ ما يساعدهم على وعيٍ نقديٍّ أوسع ورؤيةٍ أشمل. نتطلّع إلى مستقبلٍ نرى فيه أثر هذا الوعي والخبرة في حياة الصّغار".

وترى أتابك أنّ المحتوى والسّياق، لا التّكنولوجيا فحسب، هما ما سيجعل الذكاء الاصطناعي أداةً نافعةً للأطفال، مضيفةً: "أتخيّل غداً يكون فيه لكلّ طفلٍ مساعدٌ ذكيٌّ ينتصر للمضمون والرّؤية، لا لسرعة الخوارزميّات".

ولذلك تقدّم أتابك منصّةً تخلق فضاءاتٍ آمنةً ومسؤولةً للأطفال والآباء وهم يبحرون في تقنيّةٍ تتطوّر بسرعةٍ قياسيّةٍ. وتعلّق: "ندرك أنّ جوهر الإبتكار لا يكمن في التّقنية نفسها، بل في كيفيّة نشرها بحسٍّ ثقافيٍّ، وملاءمةٍ تنمويّةٍ، وبانخراطٍ أسريٍّ صادقٍ. وفيما يتسابق الآخرون لبناء خوارزميّاتٍ أسرع، نركّز نحن على بناء علاقاتٍ أغنى مع الأطفال والتّقنية؛ فالثّقة هي أثمن عملةٍ نمتلكها".

ترتكز رؤية أتابك على جعل الذكاء الاصطناعي رفيقاً تربويّاً ينمّي الفضول ويحمي الخصوصيّة. ينطلق فريقها من منهج "السّلامة أوّلاً"، فيقيّم احتياجات الطّفل ثمّ يدرج الخوارزميّات ضمن ضوابط بشريّةٍ صارمةٍ. وتتيح المنصّة لوحة متابعةٍ للآباء تعرض لحظّيّاً نوعيّة التّفاعل، مع إمكانيّة ضبط المحتوى وفق العمر والقيم الأسريّة.

يتجاوز الطّموح تمكين المستخدم الفرديّ؛ إذ تتعاون الشّركة مع مدارس عربيّةٍ لإدخال محو أمّيّة الذكاء الاصطناعي في المناهج، وتنظيم ورشٍّ قصصيّةٍ تفاعليّةٍ تقرّب التّقنيّة من خيال الصّغار. تقول أتابك: "يجب أن يشعر كلّ طفلٍ عربيٍّ بأنّ صوته مسموع، وبأنّه قادر على المشاركة في تشكيل الخوارزميّات".

وترى أن الاستثمار في وعي الأطفال اليوم سيطلق اقتصاداً إبداعيًّا إقليميًّا قائماً على الابتكار المسؤول، وأنّ الشّركات الّتي تبني الثّقة ستنال الرّيادة. ومن خلال نموذجٍ تجاريٍّ هجينٍ يجمع الاشتراكات المنزليّة والشّراكات المدرسيّة، تسعى "كدز أي آي" لموازنة بين الاستدامة والمعايير الأخلاقيّة.

هكذا، تقدّم إرماك أتابك عبر "كدز أي آي" نموذجاً واعداً يبرهن أنّ الابتكار المتمحور حول الإنسان يمكن أن يزدهر في المنطقة إذا اقترن بالشّجاعة والإصرار ورؤيةٍ متجذّرةٍ في ثقافة المجتمع.

كان إرماك أتابك من بين رواد الذكاء الاصطناعي الذين سلّط عليهم الضوء في ملف "صناع التغيير" المتميّز، الذي خصّصته مجلة "عربية .Inc" لعدد أبريل/مايو 2025. للاطّلاع على القائمة الكاملة، يُرجى النقر هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: