الرئيسية الأخبار VentureSouq تغلق صندوقها الثاني بدعم سيادي ومؤسسي

VentureSouq تغلق صندوقها الثاني بدعم سيادي ومؤسسي

حين تتضافر رؤوس الأموال مع الرّؤى الاستراتيجيّة، يولد جيلٌ جديدٌ من الاستثمارات الواعدة التي تستهدف التّحوّل الرّقميّ وتعيد رسم ملامح الاقتصاد في المنطقة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أعلنت شركة "فينتشرسوق" (VentureSouq) -وهي شركة استثمارٍ مغامر تتّخذ من الإمارات مقرّاً لها- عن إغلاق صندوقها الثّاني المتخصّص في التّكنولوجيا الماليّة (FinTech Fund II) بعد أن نجحت في استقطاب دعم نخبةٍ من المستثمرين المؤسسيّين وصناديق الثّروات السياديّة في المنطقة.

وقد ضمّ شركاء الصندوق المحدودون (Limited Partners) كلاً من: صندوق "جدوى للصّناديق" (Jada Fund of Funds) المملوك لصندوق الاستثمارات العامّة السّعوديّ (PIF)، والشّركة السّعوديّة لرأس المال المغامر (SVC)، وبنك الأوّل السعودي (SAB)، وصندوق الثّروة السيادي في أبوظبي "مبادلة للاستثمار"، وشركة تكامل القابضة السعوديّة المتخصّصة في حلول وخدمات الموارد البشريّة، وشركة الألعاب الكوريّة الجنوبيّة "كرافتون" (Krafton)، إضافةً إلى الصندوق الأردنيّ المموّل حكوميّاً لدعم الشّركات النّاشئة والصّغيرة والمتوسّطة (ISSF).

سيركّز الصّندوق الجديد على دعم شركات التكنولوجيا المالية (Fintech) ومنصّات البرمجيّات كخدمة (SaaS) في مراحلها المبكرة عبر منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع اهتمامٍ خاصٍّ بالبنى التّحتيّة للمدفوعات، والائتمان البديل، والخدمات المصرفيّة الرقميّة، والتّقنيات العقاريّة (Proptech)، والتّأمين التّقنيّ (Insurtech)، وإدارة الشّؤون الماليّة الشخصيّة. ويأتي هذا الصندوق استكمالاً لصندوق (FinTech Fund I) الّذي أطلقته "فينتشرسوق" في نوفمبر 2021، والّذي موّل أكثر من 40 شركةً ناشئةً في مراحلها الأولى بالإمارات والسعوديّة ومصر والأردن وباكستان، كثيرٌ منها نجح لاحقاً في الحصول على جولاتٍ تمويليّةٍ إضافيّةٍ والتّوسّع إلى أسواقٍ جديدةٍ.

وفي حوارٍ مع مجلة "عربية .Inc"، أوضح سونيل جوخالي (Suneel Gokhale)، الشّريك الإداريّ في "فينتشرسوق"، أنّ الصندوق الجديد يبني على الدّروس المستفادة من الصّندوق الأوّل، مع إدخال قاعدةٍ أكثر تناغماً من المستثمرين الاستراتيجيّين؛ فقال: "منذ اليوم الأوّل، التزمنا بدعمٍ مؤسّسي شركات التّكنولوجيا الماليّة الاستثنائيّين الذين يعالجون تحدّياتٍ هيكليّةً حقيقيّةً في المنطقة، سواء في المدفوعات الرّقميّة، أو الوصول إلى الائتمان، أو تسهيل عمليّات شراء العقارات. هذه المرّة، استقطبنا قاعدةً قويّةً من الشّركاء المحدودين الّذين يقدّمون إلى جانب رأس المال قيمةً استراتيجيّةً، بدءاً من صناديق الثّروات السّياديّة الإقليميّة وصولاً إلى المؤسّسات الماليّة ذات الخبرة العميقة في التّكنولوجيا الماليّة. ومعزّزين بالدّروس الّتي اكتسبناها من إدارة الصّندوق الأوّل، أصبح لدينا اليوم خارطة طريقٍ أوضح لمساعدة المؤسّسين على التّوسّع بسرعةٍ، والتّعامل مع تعقيدات التّنظيم، والانفتاح على أسواقٍ جديدةٍ. ونعتقد أنّ هذه التّركيبة ستتيح لنا مضاعفة أثرنا على المنظومة، ودعم المزيد من الشّركات الّتي ستعيد رسم معايير القطّاع عبر المنطقة".

تمتلك "فينتشرسوق" اليوم محفظةً تتجاوز 200 شركةٍ ناشئةٍ على مستوى العالم، مع أصولٍ تحت الإدارة تقدّر بنحو 250 مليون دولارٍ أمريكيٍّ. ومن أبرز شركاتها: منصّة "تابي" (Tabby) -المنطلقة من الإمارات والمتمركزة في السعوديّة- للشّراء الآن والدّفع لاحقاً (BNPL)، ومنصّة "هسبي" (Huspy) الرقميّة في دبي للوساطة العقاريّة والتّمويل العقاريّ، وتطبيق "يسير" (Yassir) الجزائريّ الّذي يجمع بين خدمات النّقل والتّوصيل والخدمات الماليّة، ومنصّة "سلة" (Salla) السعوديّة للتجارة الإلكترونيّة وبناء المتاجر الرقميّة، وشركة "مُزن" (Mozn) السعوديّة المتخصّصة في حلول الذّكاء الاصطناعيّ والتعلّم الآليّ لمكافحة المخاطر والالتزام التّنظيميّ.

وأشار جوخالي إلى أنّ فرص الابتكار في القطّاع لا تزال واسعةً، خاصّةً مع تزايد تداخل التّكنولوجيا الماليّة مع قطّاعاتٍ أخرى مثل: التّقنيات العقاريّة والتّأمين التّقنيّ؛ فقال: "نلحظ ابتكاراتٍ مشجّعةً في مجالات المدفوعات، والشّراء الآن والدّفع لاحقاً، والمصرفيّة الرّقميّة، لكن لا تزال هناك مساحاتٌ بيضاء غير مطروقةٍ. على سبيل المثال، ما تزال الحلول الموجّهة للشّركات الصّغيرة والمتوسّطة قاصرةً رغم أنّها العمود الفقريّ لاقتصادات المنطقة. كما أنّ مجالاتٍ مثل التّأمين التّقنيّ، والتّمويل المدمج، والبنى التّحتيّة كالمصرفيّة المفتوحة ونظم التّقييم الائتمانيّ لا تزال في بداياتها. ومع استمرار اندماج التّكنولوجيا الماليّة مع قطّاعاتٍ أخرى مثل العقارات والتجارة الإلكترونيّة والصّحّة، نتوقّع أن يغتنم المؤسّسون هذه التقاطعات. ومع ذلك، يبقى هناك مجالٌ واسعٌ لبناء طبقاتٍ تحتيّةٍ أعمق تُتيح التّوسّع على نطاقٍ واسعٍ".

وبالنّظر إلى المستقبل، أعرب جوخالي عن تفاؤله بقدرة المنطقة على إنتاج شركات تكنولوجيا ماليّة قادرةٍ على المنافسة عالميّاً؛ فقال: "بحلول اكتمال استثمار هذا الصّندوق، أؤمن أنّنا سنشهد ظهور شركاتٍ ماليّةٍ تقنيّةٍ لا تكتفي بالرّيادة الإقليميّة، بل تنافس عالميّاً. اليوم، يركّز معظم روّاد الأعمال في القطّاع على معالجة مشكلاتٍ محليّةٍ أو إقليميّةٍ، لكن خلال السّنوات القادمة ستنضج بعض هذه الحلول بما يكفي للانتقال إلى السّاحة الدّوليّة وتصدير ابتكاراتٍ وُلدت في المنطقة إلى العالم. كما أتوقّع أن تتطوّر الأطر التّنظيميّة بشكلٍ ملحوظٍ؛ فالمشرّعون في دول الخليج وشمال أفريقيا يخطّون بالفعل خطواتٍ جريئةً عبر بيئات الاختبار (Sandboxes) والتّراخيص الّتي تشكّل عنصراً جوهريّاً في نموّ القطّاع. وبنهاية دورة هذا الصّندوق، أعتقد أنّ منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا ستُعترف بها عالميّاً كواحدةٍ من أكثر بيئات التّكنولوجيا الماليّة ديناميكيّة، مع مساراتٍ أوضح نحو الطّروحات العامّة (IPO) وعمليّات الخروج".

وختم جوخالي بتوجيه نصيحةٍ للمؤسّسين الجدد الرّاغبين في ركوب الموجة القادمة قائلاً: "ابنوا من اليوم الأوّل من أجل التوسّع، لكن حافظوا على تركيزٍ صارمٍ في معالجة مشكلةٍ جوهريّةٍ واحدةٍ بإتقان. كثير من المؤسّسين يخطئون حين يحاولون فعل الكثير في وقتٍ مبكر، أو يقلّلون من شأن التّعقيدات التّنظيميّة والتّراخيص ومتطلّبات الامتثال عبر الأسواق. ولكن، الشّركات الّتي تنجح هي تلك الّتي تجمع بين التزامٍ مطلقٍ بخدمة العملاء وانضباطٍ تشغيليٍّ راسخٍ. لذلك، ابدأوا من ألمٍ حقيقيٍّ، وصمّموا منتجاً لا يستطيع المستخدمون الاستغناء عنه، ثم توسّعوا بخطواتٍ مدروسةٍ عبر الحدود. وأحيطوا أنفسكم بمستشارين وشركاء يفهمون البيئة التّنظيميّة ودقّة الأسواق المحليّة؛ فهذا بالضّبط ما يتعثّر عنده الكثير من المؤسّسين في بداياتهم".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: