The Surpluss في طريقها لتصبح Airbnb الاستدامة في الأعمال التجارية
هذه الشركة الناشئة في الإمارات العربية المتحدة تربط الشركات عن طريق استخدام الموارد غير المُستغلة لتوفير المساحة والوقت
في عامِ 2021، انطلقت رنا هاجيراسولي في مهمّةٍ لتحويلِ طريقةِ تعاملِ الشّركاتِ مع إدارةِ المواردِ والتأثيرِ البيئيّ. إذ تسعى شركتها، The Surpluss، ومقرُّها في الإمارات العربية المتحدة، إلى تحدّي النّمط التّقليديّ للأعمالِ التّجاريةِ من خلالِ تعزيزِ الاستدامة.
كانت هاجيراسولي، الإماراتيّةُ الأصلِ، دائماً متحمّسةً للاستدامةِ البيئيّةِ. وأخذتها رحلتُها لتأسيسِ The Surpluss من خلالِ تجارب متنوّعةٍ، من العملِ في شركةِ تقاضي كمسجِّلةٍ قضائيّةٍ، حيثُ شاهدت قضايا بيئيةً واستدامةً حاسمةً إلى العملِ لاحقاً مع المؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ الحجمِ التي تكافحُ التحدّياتِ المتعلّقة بتغيّرِ المناخِ.
اكتشفت هاجيراسولي أنّ العديدَ من المؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ ترغبُ في إحداثِ تغييرٍ إيجابيٍّ، لكنّها تفتقرُ إلى المواردِ والمعرفةِ اللّازمةِ لذلك بفعاليةٍ. وسمحت لها تجربتها في مجالِ التّصنيعِ برؤيةِ الصّعوباتِ التي تواجهها هذه المؤسّسات. كما واجهت تحدّياتٍ عدّةٍ تتمثّلُ في نقصِ الموادِّ الخامّ، وارتفاعِ الأسعارِ، ومطالبِ العملاءِ الكبارِ بشأنِ الجوانبِ الصّديقةِ للبيئةِ في منتجاتهم، غالباً دونَ إرشاداتٍ واضحةٍ.
بينما كانت هاجيراسولي تغوصُ أكثرَ في مشكلاتِ هذا المجالِ، أدركت أنّ معالجةَ المخاوفِ البيئيةِ ونضوبَ المواردِ تتطلّبُ فهمَ الجانبِ النّفسيّ للعنصرِ البشريّ. ورغبت في استكشافِ كيفَ يمكنُ للشّركاتِ أن تغيّرَ من منظورها، تماماً كما غيَّرت منصاتٌ مثل Airbnb طريقةَ تفكيرِ النّاسِ في مشاركةِ المواردِ.
"فكلّما تعمّقتَ في المشكلةِ، أدركتَ أنّ الأمرَ لا يتعلّقُ فقط بالحفاظِ على البيئةِ أو تدهورِ المواردِ ونضوبها. كانت هناك قطعةُ لغزٍ بشريةٍ يجبُ أن نفهمها بشكلٍ أفضلَ من النّاحيةِ النّفسيّةِ"، كما أوضحت هاجيراسولي.
تعتمدُ رؤيةُ هاجيراسولي على الاعتقادِ بأنّ الشّركاتِ غالباً ما تمتلكُ مواردَ غير مستغلّة، فتساعدُ منصّتها الشّركات على تحديدِ هذه المواردِ واستغلالها بأفضلِ شكلٍ، سواءً كانت مساحاتٍ مكتبيّةٍ إضافيّةٍ أو موظّفين لديهم وقتُ فراغٍ، مما يمكّنهم من تبني نماذجَ أعمالٍ أكثرَ استدامةً مع الحفاظِ على الجدوى الماليّةِ.
شاهد أيضاً: One Moto: رحلةٌ ملهمة للابتكار في عالم الدراجات الكهربائية والاستدامة
"كان لديّ وقتٌ للتّفاعلِ مع المؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ، ورأيتُ نقاطَ الألمِ لديهم. كانوا يواجهون أزماتٍ في الموادّ الخامِّ، وارتفاعِ الأسعار، ومطالبِ من عملائهم الكبارِ فيما يتعلّقُ بنوعيّةِ المنتجاتِ التي يجبُ تقديمها للسّوقِ دون أيّ مرونةٍ فيما يتعلّقُ بتثقيفهم"، تتذكّر هاجيراسولي، موضّحةً التّحدّياتِ التي واجهتها المؤسّساتُ الصّغيرةُ والمتوسّطةُ.
"ما يثيرُ الاهتمامَ هو الطّريقةُ التي جعلت Airbnb الإقامةَ في منازلِ الغرباءِ واستخدام المساحاتِ غير المستغلّةِ بشكلٍ كاملٍ أمراً طبيعيّاً"، أضافت هاجيراسولي، مُسلّطةً الضوءَ على رؤيتها لتطبيعِ مشاركةِ المواردِ في عالمِ الأعمالِ.
وأضافت: "إنّه نفسُ المفهومِ الذي نريدُ إدخالهُ إلى الشّركاتِ لمساعدتهم على إدراكِ أنّ هناكَ الكثيرَ من الإمكانياتِ غير المحقّقةِ داخلَ الشّركاتِ. ولا يحتاجون إلى انتظارِ تقنياتٍ صفريةٍ متقدّمةٍ مثل الاحتجازِ الكربونيّ، والتي لن تكونَ متاحةً تجارياً للمؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ في أيّ وقتٍ قريبٍ، لإحداثِ تغييرٍ".
كما تساعد المنتجات الشركات بطريقتين أساسيتين:
- الأولى هي تحديدُ المواردِ غير المستغلّة: تساعدُ المنصّةُ الشّركاتِ على اكتشافِ مواردها غير المستغلّةِ. وقد يكونُ ذلك على شكلِ مساحةٍ مكتبيّةٍ زائدةٍ، أو موظّفين لديهم أوقات فراغٍ، أو أصول أخرى غير مستخدمةٍ. ومن خلالِ تحديدِ هذه المواردِ، تكتسبُ الشّركاتُ السّيطرةَ الكاملةَ على أصولها الحاليّةِ، مما يسمحُ لها بتقييمِ التّكاليفِ والاستهلاكِ المرتبطِ بهذه العناصرِ غير المستخدمة في سجّلاتها.
- الثانية هي التوافق والتّعاون: بمجرّدِ تحديدِ الشّركاتِ لمواردها غير المستغلّة، تقوم المنصّةُ بربطها بشركاتٍ أخرى في المنطقةِ يمكنُ أن تستفيدَ من هذه المواردِ. ويعزّزُ هذا النّهجُ من الاستدامةِ ويحفّزُ على تبنّي نماذجَ أعمالٍ أكثرَ صداقةً للبيئةِ. كما أنّه يحقّقُ منطقاً ماليّاً للشركاتِ، إذ يمكّنها من تقليلِ الهدرِ وزيادةِ الاستفادةِ من أصولها.
شاهد أيضاً: أبرز الشركات الصناعية المستدامة في العالم العربي
لتحقيقِ هذه الرّؤيةِ، جمعت هاجيراسولي فريقاً يمتلكُ خبرةً واسعةً في مجالاتٍ متنوّعةٍ ودمجتهم مع خبراءَ في قطاعاتِ التّصنيعِ والانبعاثاتِ الثّقيلةِ.
اتّخذوا نهجاً تدريجيّاً، بناءً على منتجٍ تجريبيٍّ وبالتّركيز على آراءِ العملاءِ لضمانِ سهولةِ استخدامه. وبحلولِ أكتوبر 2022، أطلقوا منتجاً صُمّم لتمكينِ المؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ من حلٍّ عمليٍّ، يتطلّبُ فقط استثماراً زمنيّاً يوميّاً ضئيلاً.
"لذا حصلنا على الكثيرِ من الآراءِ ونحن نبني المنتجَ لضمانِ وجودِ طلبٍ عليه ورغبةِ العملاءِ في استخدامه. لذا بحلولِ الوقتِ الذي أسّسنا فيه شركتنا في أكتوبر 2022، أطلقنا منتجاً كنّا نعلمُ أنه سيكون مفيداً للمؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ. سيكون سهلاً عليهم التنقّلُ فيه، ولن يستغرقَ أكثرَ من 10 دقائقَ من وقتهم يوميّاً لاستخدامهِ"، كما أوضحت هاجيراسولي.
ويُركّزُ نموذجُ الأعمالِ بشكلٍ أساسيّ على التّفاعلاتِ التّجاريةِ بين الشّركاتِ (B2B). تنضمّ الشّركاتُ إلى مجموعاتٍ، وتدفعُ رسومَ عضويةٍ سنويةٍ، وتحصلُ على حقِّ الوصولِ إلى منصّةِ Surpluss، دون فرضِ عمولاتٍ.
وهناك نموذجٌ آخرُ، التّجارةُ إلى الحكومةِ إلى الأعمالِ (B2G2B)، يتضمّنُ التّعاونَ مع مجالسِ المدنِ والمناطقِ الحرّة المحليّةِ، لتقديمِ خدماتهم للشّركاتِ لتحقيقِ أهدافِ الصفرِ الصّافي والاستدامةِ. يتماشى هذا النّهجُ مع رؤى الحكوماتِ وواقعِ الأعمالِ، ويساعدهم في التنقّلِ نحو ممارساتٍ مستدامةٍ.
"بالنّسبةِ لنموذجِ B2B، تبلغُ رسومُ العضويّةِ السّنويّةِ للأعضاءِ حوالي 1000 درهمٍ (273 دولاراً) شهريّاً كبدايةٍ، أي ما يعادلُ 12,000 درهمٍ (3726 دولاراً) في السّنةِ كحدٍ أدنى"، كما أوضحت هاجيراسولي، مُبيّنةً التزامهم بجعلِ الاستدامةِ في متناولِ المؤسّساتِ الصّغيرةِ والمتوسّطةِ.
لكن رحلةَ تأسيسِ The Surpluss لم تخلُ من تحدّياتها، فقد فهمَ الفريقُ أنّ الاستدامةَ ليست نهجاً يناسبُ الجميعَ، وأنّ لدى الشّركاتِ احتياجات مختلفة، وكان لا بدّ من تكييفِ المنصّةِ مع هذه المتطلّباتِ المتنوّعةِ. واكتسبت الاستدامة في سياقِ جائحةِ كوفيد-19 أهميّةً أكبرَ، إذ أصبحتِ الشّركاتُ الآن تدركُ أهميّةَ المرونةِ والاستدامةِ، ولا يقتصر ذلك على النّاحيةِ البيئيّةِ، بل يتجاوزه إلى تأمينِ سلاسلِ التّوريدِ.
وتطلّعاً إلى المستقبلِ، تتصوّر The Surpluss ربطَ مليونِ مؤسّسةٍ صغيرةٍ ومتوسّطةٍ بحلولِ عام 2025م، ملتزمةً بتحويلِ رحلةِ الاستدامةِ للشّركاتِ. وتخطّطُ الشّركةُ لتوسيعِ نطاقها في الأسواقِ النّاشئةِ لمعالجةِ احتياجاتِ الاستدامة بفعاليةٍ أكبرَ.