5 اتجاهات تحوّل صناعة النقل التجاري بدعم من الذكاء الاصطناعي
اكتشف الاتجاهات الخمسة الرئيسية التي ستغيّر مشهد النقل بشكلٍ جذريٍّ، وكيف يُمكن أن يؤثّرَ الذكاء الاصطناعي على مستقبل هذه الصناعة؟
عالم النقل في نقطةٍ تحوّلٍ، إذ تمرُّ كافةُ المشاريع والأعمال التّجاريّة في لحظةٍ محوريّةٍ، ولا سيما مع ظهورِ السيارات الكهربائية، ودمج الذكاء الاصطناعي وحلول التّنقل المُستدامة. وبصفتي الرّئيس التّنفيذيّ لشركة Fluid Truck، وهي منصّةٌ لتأجيرِ المركبات التّجاريّة عند الطّلبِ، فأنّني أراقبُ هذه التّغييرات باهتمامٍ كبيرٍ، وأدركُ أنّ مواكبةَ هذه الاتّجاهات، ليست مجرّد ميّزةٍ إضافيّةٍ، ولكنّها ضرورة للاستمراريّةِ.
طلبتُ من فريقي تقديمَ ملاحظاتٍ حولَ ما يدفعُ بيئة النقل التّحويليّة، وكيف يُمكنُ للشّركاتِ ضمان الاستدامة في هذا العصرِ الجديدِ. ويكمنُ جوهر هذا التّحوّل في الانتقالِ من الملكيّة التّقليديّة إلى حلٍّ أكثر مرونةً وفعاليّةً من حيث التّكلفةِ. وهذا هو الاتّجاهُ الذي تتبنّاهُ شركاتٌ، مثل Turo وFluid Truck من خلالِ تحسينِ مشاركة المركباتِ وتحسينِ الكفاءة التّشغيليّة.
وفيما يلي نُقدّم لكم 5 اتّجاهاتٍ ستشكّلُ صناعة النّقل التّجاريّ في السّنواتِ القادمةِ.
التركيز على استدامة ملكية السيارات بحلول عام 2035
بحلول عام 2035، من المُتوقّعِ أن يشهدَ النقل الحضري تحوّلاً كبيراً، على غرارِ الانتقالِ من النّقلِ بعرباتِ الخيولِ إلى النّقلِ بالسّيارات في أوائل القرن العشرين. كما سيتراجعُ النّموذج التّقليديّ لملكيّة السّيارات الخاصّة لصالحِ نظامٍ تنقّلٍ أكثر تنوّعاً وكفاءةً واستدامةً، مدفوعاً بالتّقدّمِ التّكنولوجيّ، وتغيير تفضيلات المُستهلكين والمخاوف البيئيّة والتّحضّر أيضاً.
مشاركة السيارات أكثر شيوعاً في المستقبل
عندما أسّست شركةُ Fluid Truck، كان من الواضحِ أنّ الشّركاتِ تبحثُ عن خياراتٍ للمشاركةِ بدلاً من امتلاكِ المركباتِ التّجاريّةِ، وذلك لعدّة أسبابٍ، تبدأُ بتقليل رأس المال اللّازم لتوسيعِ أعمالها، مروراً بالاستفادةِ من المرونةِ لتبديلِ المركبات بناءً على احتياجاتِ العملِ، إذ تُركّز مشاركة المركباتِ على تغييرِ الطّريقة التي تتعاملُ بها الشّركات مع النّقلِ وعرقلة الأفكارِ التّقليديّة لملكيّة المركباتِ.
وتتيحُ خدماتٍ، مثل: طلب السّيارات ومشاركة المركبات للمُستهلكين، الوصولَ الفوريّ إلى سيّاراتهم دون تحمّل أعباء المُلكيّة. وللعلم فإنّ الحاجةَ إلى السّياراتِ الشّخصيّة آخذةً في التّناقصِ، نظراً لانتقاء المزيد من الأشخاص للخياراتِ البديلة المذكورةِ أعلاه، ممّا يؤدّي إلى تحريرِ أماكنِ وقوفِ السّيارات وتحويل إنفاق المُستهلكين، وبالطّبع سيوفّرُ هذا التّحوّل فرصةً للشّركات للتّأقلّم الجديدِ.
تُشجّع تقنيات المعلومات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الإصلاحات المُسبقة
هناك اتّجاهٌ رئيسيٌّ آخر لإعادةِ تشكيل صناعة النّقل وهو استخدامُ تكنولوجيا الاتّصالات عن بعد والذكاء الاصطناعي للصّيانة التّنبؤيّة، وهذا يُمثّلُ انتقالاً كبيراً من النّهجِ التّقليديّ الذي يعتمدُ على جدولٍ زمنيٍّ مُحدّدٍ أو صيانة الأشياءِ بعد تعطّلها.
ويُمكن لمديري الأساطيل التّنبؤ بالمشاكلِ المُحتملة قبل التّسبب بإيقافِ العمليّاتِ، وذلك باستخدامِ أجهزةِ الاستشعار لتتبّع بيانات أداء السّيارة في الوقت الفعليّ. كما تساعدُ بياناتُ تقنيّة الاتّصالات عن بعد في التّنبؤ بموعدِ تعطّل الأجزاءِ، بحيثُ يُمكنُ استبدالها مُسبقاً، وبالتّالي سيؤدّي ذلك إلى إبقاءِ سيّارتكَ على الطّريق لفترةٍ أطول وتقليل تكلفة الإصلاحاتِ غير المُخطّط لها.
لقد اعتمدنا هذه التّكنولوجيا في شركة Fluid Truck بشكلٍ كاملٍ، إذ شهدنا هذه النّتائج مباشرةً في عملنا. وبالتّالي يُمكننا استخدام تقنية الاتّصالات عن بعد لدينا لمراقبةِ آليّة عملِ مركباتنا، والاستجابة بسرعةٍ لاحتياجاتِ الصّيانة، وهذا لا يُفيدُ خطّنا الأساسيّ فحسب، بل يضمنُ أيضاً تجربةً أفضلَ لعملائِنا.
سيحسّن الذكاء الاصطناعي مسارات التسليم
الذكاء الاصطناعي هو أيضاً محركٌ محوريٌّ؛ لتحسينِ المساراتِ والتّخطيطِ اللّوجستيّ. ويُمكن لهذه الخوارزمياتِ معالجة كمّياتٍ هائلةٍ من البياناتِ، مثل أنماط حركةِ المرورِ، وشبكات الطّرق وسعات السّيارات ومواقع التّسليم؛ لرسمِ المساراتِ الأكثر كفاءةً. فلقد لاحظنا محاولةَ المزيد من الشّركاتِ البحثَ عن تحسينِ مساراتها، كما لمسنا زيادةً في استخدامِ هذه الميّزةِ على منصّتنا. فضلاً عن ذلكَ، لاحظت الشّركاتُ الّتي تستفيدُ من تحسينِ المساراتِ المدعومةِ بالذكاء الاصطناعي توفيراً كبيراً في الوقودِ، والانبعاثاتِ، وزمنِ الاستجابةِ، وإجمالي الأميال المقطوعةِ.
الذكاء الاصطناعي سيبسط الشحن الجزئي (LTL)
في الآونةِ الأخيرةِ، شهدَ الشّحن الجزئيّ (LTL) طفرةً هائلةً، إذ يشعرُ وكلاء الشّحن الجزئيّ بالضّغط لمواصلةِ تلبية الطّلب في ظلّ ارتفاعِ توقّعات المُستهلكين؛ لتسليمِ الطّرودِ وصعودِ التّجارة الإلكترونيّة. وتركّزُ التّحليلات التّنبؤيّة للذكاء الاصطناعي على تبسيطِ عمليّات الشّحنِ الجزئيّ من خلالِ تحليلِ بيانات الشّحنِ السّابقةِ، بهدفِ تحديدِ الأنماط والتّنبؤ بالطّلب المُستقبليّ؛ لتوفيرِ عمليّات توصيلٍ أكثر كفاءةً.
مع استمرارِ تطوّر الذّكاء الاصطناعيّ، لدينا حماسٌ كبيرٌ لرؤية آليّة تشكّل مستقبل الشّحن الجزئيّ، فمن خلال اعتمادِ هذه التّكنولوجيا القويّة، لا يُمكن لشركاتِ النّقلِ الاستمرارِ فحسب، بل يُمكنها أيضاً الازدهارُ في سوقٍ تنافسيّةٍ ومتطلّبةٍ بشكلٍ مُتزايدٍ.
إنّ مستقبلَ النقل يتشكّل الآن، والشّركات التي لا تستطيعُ مواكبة التّغيير سوف تكافحُ من أجل الاستمرارِ. فالاستمرارُ ضروريٌّ من أجلِ التّنقلِ في هذا المشهدِ المُتغيّرِ، حيث لم يعد التّكيف مع هذه الاتّجاهاتِ خياراً فقط، بل ضرورةً للشّركاتِ التي ترغبُ في الازدهارِ في السّنواتِ القادمةِ.