الرئيسية الأخبار طموح دبي لبناء 30 يونيكورناً عالمياً بدعم إنديفور الإمارات

طموح دبي لبناء 30 يونيكورناً عالمياً بدعم إنديفور الإمارات

برنامجٌ جديدٌ يستهدف دعم الشركات الناشئة المتقدّمة ويسهّل انتقالها من النّموّ الإقليميّ إلى التّوسع العالميّ ضمن رؤيةٍ اقتصاديّةٍ طموحةٍ تمتدّ لعشر سنواتٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

بينما يتطوَّر مشهد الشركات الناشئة في دولة الإمارات من زخم المراحل المبكرة إلى نضج التّوسُّع، تظهر مبادرات جديدةً لدعم المؤسِّسين خلال رحلتهم نحو النّجاح العالميّ. وواحدةٌ من هذه المبادرات هي "برنامج صانعو اليونيكورن" (Unicorn Builder Program)، الذي أُطلِق من قبل فرع الإمارات التّابع لمنظمة "إنديفور" (Endeavor)، المجتمع العالميّ لروّاد الأعمال ذوي الأثر الكبير في الأسواق المحرومة، بالتّعاون مع دائرة الاقتصاد والسّياحة في دبي (DET) وغرفة دبي للاقتصاد الرّقميّ، في مايو 2025. ويهدف البرنامج إلى مساعدة الشركات الناشئة المتوسِّعة على تجاوز الفجوة الحاسمة بين الزّخم الإقليميّ والتّوسُّع العالميّ.

الشّركات العشر الّتي تم اختيارها للمشاركة في الدّفعة الافتتاحيّة للبرنامج -والتي تمثّل مجموعةً واسعةً من الصّناعات المختلفة- تمكّنت من جمع تمويلٍ جماعيٍّ بقيمة 100 مليون دولارٍ أمريكيٍّ، ويبلغ متوسّط عمر هذه الشّركات 4 سنوات. وتشمل الشّركات المُختارة: "كامب.إيه.آي" (CAMB.AI)، شركة ناشئة متخصّصة في الدّبلجة الصّوتيّة الفوريّة باستخدام الذكاء الاصطناعي (AI)؛ "سايبرأرو" (CyberArrow)، حلّ للامتثال في الأمن السيبراني؛ "فيوز فاينانس" (Fuse Finance)، منصة تقنية مالية عبر الحدود؛ "لسان" (Lisan)، شركة ذكاء اصطناعي توليديّ باللغة العربية؛ "مانجو ساينسز" (Mango Sciences)، شركة بيانات صحيّة رقميّة؛ "ون إكس" (OneX)، منصة استثمار في الأسواق الخاصّة؛ "كوين.إيه.آي" (qeen.ai)، أداة تحسين التسويق بالذكاء الاصطناعي؛ "سيفود سوق" (Seafood Souq)، منصة توريد مأكولات بحرية بين الشركات (B2B)؛ "سوبي" (Supy)، حلّ مشتريات للمطاعم؛ و"زيست إيكويتي" (Zest Equity)، منصّة رقميّة لإدارة الأسهم.

تقول يانا الدريني، المديرة العامة لـ"إنديفور الإمارات" -الّتي دعمت قصص نجاحٍ رياديّةً مثل: "كريم" (Careem)، و"كيتوبي" (Kitopi)، و"هسبي" (Huspy)، و"بروبرتي فايندر" (Property) في الإمارات- لمجلّة "عربية .Inc" إنّ هذه المبادرة وُلدَت للتّعامل مع تحدٍّ واضحٍ في مرحلة النّموّ؛ فوضّحت: "صُمّم برنامج صانعو اليونيكورن للتّعامل مع فجوةٍ رئيسيّةٍ في منظومة الشّركات النّاشئة في الإمارات: فجوة التّوسُّع". وأضافت: "في حين أنّ الدّعم في المراحل المبكّرة قد تطوّر بشكلٍ ملحوظٍ، لا تزال البنية التّحتيّة المحدّدة لمساعدة الشّركات ذات الإمكانات العالية على الانتقال من النّموّ الإقليميّ إلى التّوسُّع العالميّ محدودةً".

تشرح الدريني أنّ البرنامج صُمِّم خصيصاً لتوفير الهيكل الدّاعم الّذي يحتاجه المؤسِّسون لتجاوز مجالاتٍ معقَّدةٍ، مثل: الحوكمة، واكتساب المواهب، وجمع التّمويل الدّوليّ. والهدف النّهائيّ؟ دعم "أجندة دبي الاقتصادية" (D33)، الاستراتيجيّة الجريئة لعشر سنواتٍ الّتي أطلقها صاحب السّموّ الشّيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدّولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، في عام 2023، والّتي تهدف إلى تعزيز التّجارة الخارجيّة، وجذب الاستثمارات، ودعم الابتكار، ودعم الشركات الناشئة والصّغيرة والمتوسّطة. كجزءٍ من هذه الاستراتيجيّة، تهدف دبي إلى مضاعفة حجم اقتصادها بحلول عام 2033، وتثبيت مكانتها بين أكبر ثلاثة مراكز اقتصاديّةٍ عالميّةٍ، وإطلاق 30 شركة "يونيكورن" ذات قدرةٍ تنافسيّةٍ عالميّةٍ خلال السّنوات العشر المقبلة.

لذلك، طُوّر برنامج صانعو اليونيكورن لدفع هدف تحويل الشّركات في دبي إلى يونيكورن عالميّةٍ، وتقول الدريني: "من خلال التّركيز على الشّركات الّتي تملك زخماً حقيقيّاً، يدعم البرنامج رؤية دبي في أن تصبح مركزاً عالميّاً للابتكار الرّقميّ وريادة الأعمال." كما ترى الدريني أنّ كلّاً من دائرة الاقتصاد والسّياحة وغرفة دبي للاقتصاد الرّقميّ يلعبان دوراً محوريّاً في استدامة البرنامج. وتضيف: "إن شراكتهما المستمرّة تضمن التّوافق مع أجندة D33 وتوفّر الالتزام من القطّاع العامّ اللّازم لتوسيع هذه المبادرة بمرور الوقت".

لتحقيق أهدافه، يركّز برنامج صانعو اليونيكورن على التّحديّات الّتي تواجه الشركات الناشئة خلال رحلتها من الانطلاق إلى التّوسُّع، إذ تقول: "كلّما نضجت الشّركات النّاشئة، كان التّحدّي التالي هو التّوسُّع". وأضافت: "غالباً ما يواجه المؤسّسون عقباتٍ تتعلّق بالوصول إلى التّمويل في المراحل المتأخّرة، ودخول الأسواق العالميّة، والتّعامل مع التّعقيدات التّشغيليّة المصاحبة للنّموّ السّريع". ومع ذلك، تشير الدريني إلى أنّ هذه الفجوات ليست فريدةً في الإمارات فقط، بل هي جزءٌ طبيعيٌ من تطوّر أيّ منظومةٍ، والآن التّحدّي هو ضمان وجود أنظمةٍ داعمةٍ تساعد الشّركات على التّوسُّع بثقةٍ وعلى المستوى العالميّ؛ فقالت الدريني: "صُمِّم برنامج صانعو اليونيكورن مع أخذ ذلك في الاعتبار". وتضيف: "إنّه يقدِّم دعماً مخصّصاً للمؤسّسين الّذين تجاوزوا المراحل المبكرة، لكنّهم بحاجة إلى الهيكل المناسب للنّموّ -من خلال ربطهم بالمستثمرين، وتوفير خطط التّوسّع العالميّة، وتعلُّم الأقران، والاستعداد لغرف الاجتماعات؛ إنّه يُكمّل الرّؤية الأوسع الّتي وضعتها أجندة D33 من خلال مساعدة المؤسّسين على تحقيق مستوى النّموّ التّالي، هنا وعلى السّاحة العالميّة".

وعمّا يتطلّبه بناء -أو اكتشاف- "يونيكورن"، توضّح الدريني أنّ امتلاك رؤيةٍ طويلة الأمد وقدرةٍ تحوُّليةٍ، هما: مقياسان أساسيّان لـ"إنديفور"؛ فتشرح الدريني قائلةً: "في إنديفور، لا يعني إمكان اليونيكورن فقط التّقييم الماليّ، بل الطّموح، والتّنفيذ، وتأثير الشّركة على المنظومة"، كما تضيف: "نبحث عن مؤسّسين لديهم القدرة على بناء شركاتٍ ضخمةٍ تُعرِّف مجالاتها، ويمكنها التّوسُّع خارج أسواقها المحليّة، وإلهام الجيل القادم".

وتضيف الدريني أنّ الشّركات العشر المُختارة في الدّفعة الأولى من البرنامج تعكس معايير البرنامج للنّموّ وكذلك قناعة المستثمرين الحاليةّ، إذ شاركت "إنديفور" مستثمرين إقليميّين في عمليّة الاختيار، ممّا يدلّ على تطوّر شهية المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الحماس المبدئي إلى الرّهانات طويلة الأمد على النّموّ والاستدامة؛ فتقول الدريني: "حقيقة أنّ هذه الشّركات جمعت بالفعل أكثر من 100 مليون دولارٍ بشكلٍ جماعيٍّ تُشير إلى تصاعد الإيمان بقدرة المنطقة على إنتاج يونيكورن" .

كما ترى الدريني أيضاً أنّ الشّركات المشاركة في الدّفعة الأولى تعكس اتّجاه اقتصاد دبي الابتكاريّ وشموليّته؛ فتقول: "نفخر برؤية دفعةٍ تعكس التّنوّع المتزايد في اقتصاد دبي الابتكاريّ، ونبقى ملتزمين بدعم المؤسّسين الطّموحين، الّذين يتحدّون المعايير، ويمثّلون مستقبل ريادة الأعمال في المنطقة"، كما تقول. "ما ميّزهم هو استعدادهم للتّنفيذ -ليس فقط الطّموح للتّوسّع عالميّاً، بل الاستعداد لتلقّي الإرشاد، وتعلُّم الأقران، وخلق قيمةٍ طويلة الأمد".

وتُشير الدريني كذلك إلى أن وجود ثلاث شركاتٍ شاركت نساء في تأسيسها هو مؤشّرٌ مشجّعٌ للتّنوّع في منظومة الابتكار في المنطقة؛ فتقول: "لم يكن الجندر معيار اختيارٍ رسميٍّ، ولكن النّتيجة تُعدّ مؤشّراً قويّاً على التّغيير"، كما تقول: "إنّه يعكس تحوّلاً أوسع في المشهد الرّياديّ في المنطقة، حيث تقود نساءٌ بشكلٍ متزايدٍ شركاتٍ ذات نموٍّ مرتفعٍ ويحصلن على تمويلٍ مؤسسيٍّ".

ولكن كيف تُخطّط "إنديفور" لقياس أثر البرنامج؟ وفقاً للدريني، سيتمّ ذلك من خلال مزيج من المؤشّرات الكميّة والنّوعيّة الّتي تركّز على نموّ المؤسّسين، وتفاعلهم مع الشّبكة، والقيمة المستمدّة من الإرشاد وتعلُّم الأقران. كما تشمل المؤشّرات الرّئيسيّة: درجة المروج الصّافي، وتكرار التّفاعل، والتّغيّرات السّلوكيّة على المدى الطّويل. كما تضيف: "نحن نركّز بشكلٍ خاصٍّ على الأثر طويل المدى، أي كيف يطبّق المؤسّسون ما تعلّموه، وينقلونه للآخرين، ويساهمون في بناء منظومةٍ رياديّةٍ أقوى".

التّوجيه وتعلُّم الأقران أيضاً في قلب البرنامج، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالتوسّع. كما تُلاحظ الدريني: "التوسّع في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا يحمل خصائص فريدةً -من الأسواق المجزّأة، إلى الحواجز التّنظيميّة العابرة للحدود، وتفاوت توافر رأس المال". وأضافت: "صُمِّمت عناصر التّوجيه وتعلُّم الأقران في البرنامج للتّعامل مع هذه التّحديّات مباشرةً. وقد اختير المرشدون بعنايةٍ من مختلف أنحاء العالم لمعالجة التّحديّات الخاصّة بكلّ مؤسّس".

وبعيداً عن التّوجيه المتخصّص، يُبرز البرنامج أيضاً قيمة التّعلُّم من الأقران، وهو عنصرٌ يُستهان به غالباً، لكنّه يحمل تأثيراً عميقاً في رحلة النّموّ؛ فتقول: "عنصر Peer2Peer يُقدِّم شيئاً قويّاً بنفس القدر: مساحةٌ موثوقةٌ للمؤسّسين للانخراط في حواراتٍ مفتوحةٍ وصادقةٍ". كما تضيف: "في مجموعاتٍ من خمسة إلى سبعة مؤسّسين، يُشاركون تجاربهم الشّخصيّة، وتحديّاتهم التّشغيليّة، مثل: التّوظيف من أجل التّوسّع، وإدارة الحوكمة، وجمع التّمويل الدّوليّ، وواقع بناء الشّركات في المنطقة. كل جلسةٍ تتعمّق في تحدٍ واحدٍ يواجهه أحد المؤسّسين، ممّا يخلق بيئة دعمٍ حقيقيّةً وتعلُّمٍ مشتركٍ. الأمر ليس نظريّاً فقط، بل دعمٌ موجّهٌ للتّوسُّع الواقعيّ".

بالنّسبة للدريني، السّمة الفارقة للبرنامج هي بنيته التّعاونيّة – خاصّة التّآزر بين الأطراف المعنيّة من القطّاعين العامّ والخاصّ، واصفةً شراكاتٍ -مثل تلك التي تدعم برنامج صانعو اليونيكورن- بأنّها تحفيزيّةٌ. "تُقدِّم إنديفور خبرةً تمتدّ لقرابة ثلاثة عقودٍ في اكتشاف وتوسيع روّاد الأعمال ذوي الأثر العالي، بينما يوفّر شركاؤنا من القطّاع العامّ، مثل: DET وغرفة دبي للاقتصاد الرّقميّ، والدّعم السّياسيّ، والالتزام المؤسّسيّ لتسريع التّغيير المنهجيّ"، كما تشرح الدريني: "عندما يتوحّد القطّاعان العامّ والخاصّ خلف المؤسّسين -ليس فقط برأس المال، بل برؤيةٍ مشتركةٍ- فإنّه يولّد ثقةً لدى المستثمرين، ويجذب المواهب العالميّة، ويخلق دورةً مستمرّةً من إعادة الاستثمار بقيادة المؤسّسين".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: