من البحث إلى التطبيق: كيف يحوّل معهد الابتكار التكنولوجي الرؤى إلى واقع؟
بينما تتقدّم الأنظمة الرّوبوتيّة من الفكرة إلى الواقع، تقود أبوظبي عبر معهد الابتكار التكنولوجي مسار ابتكاراتٍ تُعيد تعريف الأمن والذكاء الاصطناعي، برؤيةٍ يقودها الدكتور شيريكانت (تيكي) ثاكار نحو مستقبلٍ تطبيقيٍّ واسعٍ
هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
حين تمضي الأنظمة الرّوبوتيّة وذاتيّة التّشغيل من حيّز الفكرة إلى فضاء التّطبيق، تتقدّم الإمارات العربية المتحدة لتغدو أحد اللّاعبين الفاعلين في هذا الحقل، إذ تنهض أبوظبي بمبادراتٍ بحثيّةٍ رائدةٍ يقودها معهد الابتكار التكنولوجي (Technology Innovation Institute - TII)، تدفع بهذا التّحوّل من حدود المفهوم إلى واقعٍ عمليٍّ يتشكّل أمام أعيننا.
في هذا السّياق، أكّد الدكتور شيريكانت (تيكي) ثاكار، كبير الباحثين في مركز أبحاث الأنظمة الآمنة التّابع للمعهد، هذا الزّخم في حديثٍ مع مجلة "عربية .Inc" خلال مشاركته في معرض جيتكس غلوبال (GITEX Global) بدبي هذا العام، قائلاً: "ما أنجزناه لا يملكه أحدٌ في العالم اليوم".
يقود الدكتور ثاكار في المعهد جهوداً بحثيّةً متقدّمةً تتمحور حول بناء منظومات أمنٍ شاملٍ عديم الثّقة (Zero-Trust) من طرفٍ إلى طرفٍ، تضمن المرونة والسّلامة في البيئات السّيبرانيّة الفيزيائيّة والأنظمة ذاتيّة التّشغيل، مستندةً إلى قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللّغة الضّخمة.
وبفضل قيادته، تمكّن فريقه من تصميم نظامٍ متكاملٍ يجمع بين المركبات الجوّية غير المأهولة (UAVs) والمركبات الأرضية غير المأهولة (UGVs) وأفراد الاستجابة البشريّة الأوائل، وهو نظامٌ جرى اختباره ميدانيّاً وتطويره وصولاً إلى مرحلة التّسويق التّجاريّ. كما طوّر الفريق منصّاتٍ متنقّلةً تعتمد مبدأ الثّقة، تضمّ تطبيقاتٍ مؤمّنةً للهواتف الذّكيّة والحواسيب المحمولة، وهي -وفقاً لما ورد في الموقع الرّسميّ للمعهد- في طور التّحضير للطّرح التّجاريّ حاليّاً.
يرى الدكتور ثاكار أنّ هذه الإنجازات تجسّد كيف نجحت أبوظبي في بناء منظومةٍ بحثيّةٍ لا تكتفي بالتّجريب، بل تُهيَّأ منذ البداية لتطبيقٍ واسع النّطاق. وكما قال: "إنّ أبوظبي حقّاً مكانٌ يفسح للابتكار مجاله الطّبيعيّ".