الرئيسية الريادة ما بين السطور: كثيراً ما يختبئ جوهر الحقيقة في الزوايا التي لا تلفت الأنظار

ما بين السطور: كثيراً ما يختبئ جوهر الحقيقة في الزوايا التي لا تلفت الأنظار

الصّمت لا يعني الفشل، وغياب التّصفيق لا يقيس التّقدّم، بل هو علامةٌ على أنّك في عمق الرّحلة، حيث تتشكّل الملامح الحقيقيّة للنّجاح بصمتٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

عندما تقرأ قصّةً في "عربية .Inc"، تراها في أبهى صورةٍ أعدّها فريق التّحرير خصيصاً لك، حيث تتسلسل الأحداث بانسيابيّةٍ، وتتضّح الأفكار، وتبرز الاستنتاجات بشكلٍ يسهُل فهمه؛ على الأقلّ، هذا ما نرجوها.

لكن ما لا تراه هو رحلة الإنتاج -الّتي غالباً ما تكون فوضويّةً ومعقّدةً، تتضمن ساعات التّحضير للمقابلات، والمخطّطات الّتي تنهار قبل منتصف الطّريق، ومراجعة النّصوص بكلّ دقّةٍ، وحذف فقراتٍ كاملة أثناء التّحرير. كلّ ذلك، رغم الفوضى، هو ما يمنح القصّة معناها وقيمتها؛ فمن دونه، لن تكون هناك قصّةٌ تستحقّ أن تُقرأ.

لكن هذا هو حال العمل ذي المغزى الحقيقيّ؛ معظمه يبقى بعيداً عن الأنظار، وما يراه النّاس غالباً هو الظّاهر فقط.  فالنّجاحات الّتي تتلألأ في الواجهة غالباً ما تخفي وراءها بداياتٍ مليئةً بالتّعثّر والفشل، ولحظات النّجاح الضّخمة تُبنى على عشرات المحاولات الّتي لم تلقَ صدىً، والمنتجات النّاجحة تخفي وراءها النّماذج الأوّليّة الّتي مرّت دون ملاحظةٍ.

وفي الوقت نفسه، تعيش ثقافتنا اليوم في هوس بما يظهر، حيث صُمّمت نشرات الأخبار ووسائط التّواصل الاجتماعيّ لتسلّط الضّوء على النّهاية، لا على الطّريق الّذي مهدها، ما قد يجعل من يعمل في عمق التّجربة، وسط الفوضى والجهد المضني، يشعر أحياناً وكأنّه متخلّفٌ عن الرّكب، بينما الحقيقة أنّه ببساطة في قلب العمل، يشارك في رسم معالم النّجاح منذ بداياته.

لذلك، أذكّر نفسي قبل أن أذكّر غيري: نادراً ما يبدو العمل الّذي يُحدث فرقاً حقيقيّاً برّاقاً في لحظاته الأولى، بل يبدو عاديّاً، متكرّراً، كجهدٍ لا يثمر. إلى أن يحين اليوم الّذي تتكشّف فيه نتائجه فجأةً؛ فالمسودّات الخفيّة، والاختبارات الّتي لا يلحظها أحدٌ، هي بالضّبط ما يهيّئ النّسخة النّهائيّة المتألّقة.

إذاً، الصّمت لا يعني الفشل، وغياب التّصفيق لا يقيس التّقدّم، بل هو علامةٌ على أنّك في عمق الرّحلة، حيث تتشكّل الملامح الحقيقيّة للنّجاح بصمتٍ. وما يبدو اليوم خفيّاً، هو بالذّات الّذي يرسم ملامح الغد ، قبل أن يراه أحد.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: دقيقتين قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: