الرئيسية تكنولوجيا خوارزميات التسويق: كيف تقرأ ما تفكر به قبل أن تشتري؟

خوارزميات التسويق: كيف تقرأ ما تفكر به قبل أن تشتري؟

تعتمد خوارزميات التسويق على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك العملاء والتّنبؤ باهتماماتهم، ما يمكّن الشّركات من تقديم عروضٍ مخصّصةٍ في التّوقيت الأمثل

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في عصرٍ تتسارع فيه التّقنيّات الرّقميّة وتشتدّ فيه المنافسة بين العلامات التجارية، أصبحت خوارزميّات التّسويق أداةً مفصليّةً لفهم العملاء والتّأثير في قراراتهم الشّرائيّة. ولم يعد الأمر يقتصر على عرض إعلاناتٍ عشوائيّةٍ كما كان في الماضي، بل تطوّرت العمليّة لتصبح مبنيّةً على أنظمةٍ ذكيّةٍ تملك القدرة على تحليل سلوك العميل بدقّةٍ، وتقديم توصياتٍ مخصّصةٍ تلبّي احتياجاته حتّى قبل أن يعبّر عنها. هٰذه التّكنولوجيا، الّتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضّخمة، تمكّن الشّركات من التّنبّؤ باهتمامات المستهلكين وتوجيه الرّسائل التّسويقيّة في التّوقيت والمكان الأمثلين. وهنا يطرح السّؤال نفسه: ما هي هٰذه الخوارزميّات؟ وكيف تعمل؟ وهل يمكنها حقّاً قراءة ما يدور في ذهنك قبل أن تتّخذ قرار الشّراء؟

ما هي خوارزميات التسويق؟

تمثّل خوارزميّات التّسويق نظماً برمجيّةً متقدّمةً صمّمت لمعالجة كمّيّاتٍ هائلةٍ من البيانات بهدف فهم الأنماط السّلوكيّة للمستهلكين والتّنبّؤ باحتياجاتهم واتّجاهاتهم الشّرائيّة. وتعتمد هٰذه الخوارزميّات على مجموعةٍ من الأدوات والتّقنيات المتطوّرة، من أبرزها تحليل سلوك العميل، وخوارزميّات التّعلّم الآليّ، ومعالجة اللّغات الطّبيعيّة، لكي تستخلص أنساقاً وربطاً دقيقةً بين سلوك المستهلك ومحفّزات القرار الشّرائيّ.

ويمكن وصف هٰذه الخوارزميّات بأنّها "العقل التّحليليّ" الّذي يقف خلف كلّ حملةٍ تسويقيّةٍ موجّهةٍ، فهي الّتي تحدّد من هو الجمهور الأكثر احتمالاً للاستجابة، وأيّ رسالةٍ أو عرضٍ سيكون أكثر فاعليّةً، وفي أيّ وقتٍ ومكانٍ يجب إيصاله. ويتمّ ذٰلك من خلال دورة عملٍ تبدأ بجمع البيانات من مصادر متعدّدةٍ، مثل سجلّ التّصفّح، وتاريخ الشّراءات، والتّفاعل مع المحتوى الرّقميّ، ثمّ معالجتها وتحليلها لاكتشاف أنماطٍ دالّةٍ. [1]  

خوارزميات التسويق: كيف تقرأ ما تفكر به قبل أن تشتري؟

تعتمد خوارزميّات التّسويق على سلسلةٍ منظّمةٍ من الخطوات المنهجيّة، تبدأ بجمع البيانات من مصادر متنوّعةٍ، مثل: سجلّات التّصفّح، وسجلّ عمليّات الشّراء السّابقة، ومستوى التّفاعل مع الإعلانات، وحتّى البيانات المكانيّة المستمدّة من المواقع الجغرافيّة. بعد ذٰلك، تنقّح أنظمة تحليل سلوك العميل هٰذه البيانات وتصنّفها في فئاتٍ دالّةٍ، ثمّ تكتشف الارتباطات بين الأنماط الشّرائيّة والمحفّزات الخارجيّة مثل العروض الموسميّة أو الأحداث الكبرى.

وفي المرحلة التّالية، تستخدم تقنيات التّعلّم الآليّ لبناء نماذج تنبّئيّةٍ قادرةٍ على توقّع المنتجات أو الخدمات الّتي من المحتمل أن تسترعي اهتمام العميل في المستقبل القريب؛ هٰذه النّماذج تتعلّم بشكلٍ مستمرٍّ مع كلّ تغييرٍ يطرأ على سلوك المستهلك، ممّا يضمن تحديث التّوقّعات وتحسين دقّتها.

وفي الخطوة الأخيرة، تنتج الخوارزميّة توصياتٍ شخصيّةً تقدّم للمستهلك بأكثر من صورةٍ، مثل إعلانٍ مستهدفٍ يظهر له أثناء تصفّحه، أو عرضٍ خاصٍّ يرسل إليه عبر البريد الإلكترونيّ، أو إشعارٍ فوريٍّ على تطبيق الهاتف. وبهٰذه الطّريقة، تتكوّن دورةٌ مكتملةٌ تربط بين جمع المعلومات وتحليلها وتحويلها إلى خطواتٍ تسويقيّةٍ عمليّةٍ وفاعلةٍ. [2]  

فوائد خوارزميات التسويق للشركات والعملاء

توفّر خوارزميات التسويق مجموعةً من المزايا الّتي تخدم كلا الطّرفين، حيث تساعد الشّركات على تحقيق أهدافها التّجاريّة وتحسّن في الوقت نفسه تجربة العملاء:

  • استهدافٌ دقيقٌ: بفضل تحليل البيانات بدقّةٍ، تستطيع الشّركات توجيه الرّسائل التّسويقيّة إلى العملاء الأكثر احتمالاً لاتّخاذ إجراءٍ، ممّا يساهم في تقليل الهدر في الميزانيّة وزيادة فاعليّة الحملات.
  • زيادة المبيعات: تدفع التّوصيات المخصّصة العملاء إلى شراء منتجاتٍ إضافيّةٍ أو ترقية الخيارات القائمة، ممّا يحقّق نموّاً مباشراً في الإيرادات.
  • تحسين تجربة العميل: يؤدّي توفير محتوى وعروضٍ متناسبةٍ مع اهتمامات العميل إلى زيادة رضاه وتعزيز ولائه للعلامة التّجاريّة، ممّا يرفع من قيمة العلاقة على المدى الطّويل.
  • توقّع الاتّجاهات: عن طريق تحليل سلوكيّات العملاء على نطاقٍ واسعٍ، تتمكّن الشّركات من التّنبّؤ باتّجاهات السّوق القادمة، والاستعداد لها باستراتيجيّاتٍ أكثر فاعليّةً.
  • تحليل المنافسة: يتمّ مقارنة أنماط استهلاك العملاء مع العروض والخدمات الّتي يقدّمها المنافسون، ممّا يمكّن الشّركة من تحقيق ميزةٍ استراتيجيّةٍ وتحسين مواقعها في السّوق.

التحديات والاعتبارات الأخلاقية

على الرّغم من قوّة هٰذه التّقنيات وقدرتها العالية على تحسين فاعليّة العمليّات التّسويقيّة، إلّا أنّ خوارزميّات التّسويق تواجه عدداً من التّحدّيات الجوهريّة والاعتبارات الأخلاقيّة الّتي يجب مراعاتها، ومن أبرزها:

  • الخصوصيّة وحماية البيانات: يجب أن تتمّ عمليّات جمع وتحليل بيانات العملاء ومعلوماتهم الشّخصيّة والفنّيّة بشكلٍ يتّفق مع قوانين ومواثيق حماية الخصوصيّة، مثل التّشريع الأوروبيّ لحماية البيانات الشّخصيّة (GDPR)، وذٰلك لضمان أمان المعلومات ومنع استغلالها.
  • التّحيّز في النّماذج: إذا كانت البيانات الّتي تعتمد عليها الخوارزميّات منحازةً أو غير ممثّلةٍ لكلّ فئات العملاء، فإنّ النّتائج ستكون غير دقيقةٍ أو غير عادلةٍ، ممّا قد يؤثّر سلباً على سمعة العلامة التّجاريّة وعلى عدالة العروض المقدّمة.
  • الاعتماد المفرط على الآلة: قد يؤدّي الافراط في الاعتماد على الخوارزميّات إلى تجاهل العوامل الإنسانيّة والجوانب الإبداعيّة في التّسويق، ممّا يفقد الحملات جانباً من التّعاطف والفهم العاطفيّ لاحتياجات العملاء.

الخاتمة

أصبحت خوارزميات التسويق في الوقت الحاليّ أداةً لا غنى عنها للشّركات الّتي تسعى للاستمرار في دائرة المنافسة، إذ تمكّنها من تحليل سلوك العميل بدقّةٍ وتقديم توصياتٍ شخصيّةٍ تساهم في زيادة المبيعات وتحسين تجربة المستخدم. وعلى الرّغم من أنّ هٰذه التّقنيات قادرةٌ على التّنبّؤ بما قد يسترعي اهتمام العميل قبل أن يتّخذ قرار الشّراء، إلّا أنّ نجاحها يتوقّف على مزجٍ متّزنٍ بين الدّقّة في جمع ومعالجة البيانات، وتطوير النّماذج بشكلٍ مستمرٍّ، ومراعاة الممارسات الأخلاقيّة المسؤولة. 

شاهد أيضاً: كيف تغير الخوارزميات السلوكية تجربة المستخدم تماماً؟

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل تستخدم خوارزميات التسويق في الأعمال الصغيرة؟
    نعم، يمكن للأعمال الصغيرة الاستفادة من خوارزميات التسويق عبر أدواتٍ جاهزةٍ منخفضة التّكلفة لتحليل بيانات العملاء وتحسين الاستهداف.
  2. هل خوارزميات التسويق تحتاج إلى فريق تقني متخصص؟
    ليس دائماً، حيث توفر بعض المنّصات واجهاتٍ سهلة الاستخدام، لكن وجود فريقٍ تقنيٍّ يزيد من كفاءة وفعاليّة التّنفيذ.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: