الرئيسية المال التداول بالذكاء الاصطناعي: فهم شامل للأسواق الرقمية

التداول بالذكاء الاصطناعي: فهم شامل للأسواق الرقمية

ثورةٌ تكنولوجيّةٌ تعيد تشكيل الأسواق الماليّة عبر أدوات تحليلٍ متقدّمةٍ وخوارزميّاتٍ ذكيّةٍ تسهم في اتّخاذ قراراتٍ استثماريّةٍ دقيقةٍ

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يعتبر الذكاء الاصطناعي (AI)، في عالم التّكنولوجيا اليوم، من الرّكائز الأساسيّة الّتي تحرّك العديد من الصّناعات، ولا سيما أسواق المال والتّداول. فإذا كنت قد تساءلت يوماً عن كيفيّة تأثير هذه التّقنيّة الثّوريّة على طريقة تداول الأموال، فإليك الإجابة! التداول بالذكاء الاصطناعي ليس مجرّد صيحةٍ عابرةٍ، بل هو نقلةٌ نوعيّةٌ في كيفيّة تحليل أسواق المال واتّخاذ القرارات الاستثماريّة. من خلال استخدام الخوارزميّات الذّكيّة والتّقنيّات المتطوّرة، مثل: التّعلّم الآليّ والشّبكات العصبيّة، أصبح بالإمكان اتّخاذ قرارات تداولٍ أسرع وأدقّ، ممّا يعزّز الكفاءة ويقلّل من الأخطاء البشريّة.

تعريف التداول بالذكاء الاصطناعي

التداول بالذكاء الاصطناعي هو استخدام الخوارزميات الذّكيّة المدعمة بالتّعلّم الآليّ (Machine Learning) لتحليل البيانات الماليّة واتّخاذ قرارات تداولٍ بشكلٍ تلقائيٍّ. يهدف هذا النّوع من التّداول إلى تحسين كفاءة الأداء وتقليل الأخطاء البشريّة الّتي قد تحدث في أسواق المال. ومن خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للتّجار والمستثمرين تحليل كمياتٍ ضخمةٍ من البيانات في وقتٍ قياسيٍّ، ممّا يسهم في اتّخاذ قراراتٍ استثماريّةٍ أفضل وأكثر دقّةً.

كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الأنماط والسّمات المعقّدة في البيانات، ممّا يمكّن التّجار من الحصول على رؤىً أعمق حول السّوق واتّجاهاته المحتملة. وبفضل هذه التّقنيّات المتقدّمة، يصبح من الممكن اتّخاذ قراراتٍ تساعد على تحسين العوائد وتقليل المخاطر، دون الاعتماد الكليّ على الفطنة البشريّة أو العوامل النّفسيّة الّتي قد تؤثّر على قرارات التّداول. [1]

الفرق بين أنواع التداول

يمكن أن يتمّ التّداول في الأسواق الماليّة بعدّة طرقٍ، تختلف فيما بينها في الطّريقة الّتي يتمّ بها اتّخاذ القرارات وتنفيذ الصّفقات. وتتنوع هذه الطّرق بين:

  • التّداول اليدويّ: يعتمد فيه المتداول على قدراته الشّخصيّة في تحليل الأسواق واتّخاذ قرارات البيع والشّراء. يتطلّب هذا النّوع من التّداول وقتاً وجهداً كبيرين، كما أنّه معرّضٌ للأخطاء البشريّة الّتي قد تؤثّر على دقّة القرارات المتّخذة. في هذا النّمط من التّداول، يحتاج المتداول إلى التّركيز المستمرّ والقدرة على تفسير البيانات بشكلٍ صحيحٍ، الأمر الذي قد يكون صعباً في بعض الأحيان، خاصّةً مع التّقلبات السّريعة في السّوق.
  • التّداول الخوارزميّ: يعتمد هذا النّوع من التّداول على استخدام خوارزمياتٍ حسابيّةٍ لتحليل البيانات الماليّة وتحديد الفرص في الأسواق. تستخدم هذه الخوارزميّات لتقليل الوقت والجهد المبذول في اتّخاذ القرارات، حيث يمكن لها معالجة كميّاتٍ ضخمةٍ من البيانات بشكلٍ أسرع وأكثر دقّةً من الإنسان، إلّا أنّ التّداول الخوارزميّ لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي القادر على التّعلّم والتّكيف مع التّغيّرات في الأسواق. بمعنى آخر، يمكن للخوارزميّات أن تعمل وفقاً لنمطٍ ثابتٍ أو محدّدٍ دون القدرة على التّكيف مع التّغيّرات غير المتوقّعة.
  • التداول بالذكاء الاصطناعي: يتضمّن هذا النّوع من التّداول استخدام تقنياتٍ متقدّمةٍ من الذكاء الاصطناعي، مثل: التّعلّم العميق (Deep Learning) والشّبكات العصبيّة (Neural Networks)، لتحليل البيانات واتّخاذ قراراتٍ بشكلٍ تلقائيٍّ. تجعل هذه التّقنيات التداول بالذكاء الاصطناعي أكثر تطوّراً، حيث يعتمد على أنظمة يمكنها التّعلّم والتّكيف مع التّغيّرات في الأسواق بشكلٍ مستمرٍّ. وبمعنى أنّ الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحليل البيانات فقط، بل أيضاً على التّنبّؤ واتّخاذ القرارات بناءً على الأنماط الّتي يتعلّم منها، ممّا يجعله أكثر قدرةً على التّفاعل مع تقلّبات السّوق والتّكيف معها بشكلٍ أفضل. 

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في الأسواق؟

يعمل الذكاء الاصطناعي في الأسواق الماليّة من خلال تقنياتٍ مثل خوارزميات التّعلّم الآليّ، والشّبكات العصبيّة، وتحليل اللّغة للأخبار:

  • خوارزميات التّعلّم الآليّ (Machine Learning): تساعد على تدريب النّظام على فهم البيانات واتّخاذ القرارات بناءً على أنماطها. مع مرور الوقت، تتكيّف هذه الخوارزميات مع التّغيّرات في السّوق وتحسّن من أدائها. إذ يتعلّم النّظام من البيانات ويعدّل استراتيجياته باستمرارٍ، ممّا يجعله قادراً على التّفاعل مع ظروف السّوق المتغيّرة بسرعةٍ.
  • الشّبكات العصبيّة: هي أنظمةٌ حوسبيّةٌ تحاكي طريقة عمل الدّماغ البشريّ. وتستخدم في التّعرّف على الأنماط المعقّدة في البيانات الماليّة لتوقّع تحرّكات السّوق. إذ تعتمد الشّبكات العصبيّة على تقليد طريقة التّفكير البشريّ في معالجة البيانات، ممّا يتيح لها التّعرّف على الأنماط الّتي قد لا تكون ظاهرةً للعيان في البيانات التّقليدية.
  • تحليل اللّغة للأخبار: تتيح هذه التّقنية للذكاء الاصطناعي تحليل الأخبار والمقالات الماليّة لتحليل تأثير الأحداث على الأسواق، ممّا يساعد على اتّخاذ قرارات تداولٍ أسرع وأكثر دقّةً. ومن خلال فحص النّصوص والأخبار، يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحدّد كيف يمكن أن تؤثّر الأخبار على الأسواق وينفّذ القرارات بناءً على تلك التّحليلات، ممّا يحسّن من فعاليّة التّداول في الأسواق المتقلّبة.

الفرق بين الأسهم والعملات الرقمية

يتمثّل الاختلاف الرّئيسيّ بين الأسهم والعملات الرقمية في عدّة عواملٍ رئيسيّةٍ، والّتي تؤثّر على كيفيّة التّعامل مع كليهما في الأسواق الماليّة:

  • السّيولة: عادةً ما تتمتّع الأسهم بسيولةٍ عاليةٍ في الأسواق التّقليديّة، ممّا يعني أنّه يمكن بيع وشراء الأسهم بسهولةٍ وبسرعةٍ، وذلك بسبب وجود عددٍ كبيرٍ من المستثمرين والمتداولين في هذه الأسواق. أمّا العملات الرقمية، فقد تكون أكثر تقلّباً وأقلّ سيولةً في بعض الحالات، خاصّةً في العملات الّتي تفتقر إلى حجم تداولٍ كبيرٍ أو أسواقٍ نشطةٍ بشكلٍ كافٍ، ممّا يجعل من الصّعب تنفيذ الصّفقات الكبيرة دون التّأثير على السّعر.
  • التّقلّب: تشهد العملات الرقمية تقلّباً أكبر بكثيرٍ مقارنةً بالأسهم، حيث قد تتغيّر قيمة العملات الرقمية بشكلٍ مفاجئٍ وبنسبٍ مرتفعةٍ في فتراتٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ. بينما الأسهم، بالرّغم من أنّها قد تشهد تقلّباتٍ في القيمة، إلا أنّها عادةً ما تظلّ مستقرّةً نسبياً على المدى الطّويل، ممّا يجعل الاستثمار فيها أكثر أماناً نسبياً من الاستثمار في العملات الرقمية.
  • البيانات المتاحة: في الأسواق الماليّة التّقليديّة، تكون البيانات دقيقةً ومنظّمةً ويمكن الوصول إليها بسهولةٍ من خلال تقارير الشّركات والمستندات الماليّة الرّسميّة. بينما في عالم العملات الرّقميّة، قد تكون البيانات أكثر تنوّعاً وصعوبةً في الوصول إليها، نظراً لاختلاف طبيعة الأسواق الرّقميّة الّتي تعتمد على سلاسل الكتل (blockchain) والمصادر المفتوحة الّتي قد لا تكون دائماً واضحةً أو مفهومةً لجميع المستثمرين.

مزايا التداول بالذكاء الاصطناعي

يوفر التداول بالذكاء الاصطناعي العديد من المزايا الّتي لا تتوافر في طرق التّداول التّقليديّة، ألا وهي:

  • سرعة التّنفيذ: يتميّز التداول بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على تنفيذ الصّفقات في ثوانٍ معدودةٍ، ممّا يمنح المتداولين ميزةً في الأسواق الّتي تتحرّك بسرعةٍ. وبفضل الخوارزميات المتقدّمة والتّعلّم الآليّ، يستطيع النّظام اتّخاذ القرارات وتنفيذ الصّفقات بشكلٍ فوريٍّ، دون الحاجة إلى تدخلٍ بشريٍّ، ممّا يحسن الكفاءة ويزيد من سرعة التّفاعل مع التّقلبات السّريعة في السّوق.
  • تحليل البيانات الكبيرة (Big Data): يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كمياتٍ ضخمةٍ من البيانات الّتي يصعب على البشر معالجتها. حيث يساعد هذا التّحليل الدّقيق على اتّخاذ قراراتٍ أكثر صواباً. إذ يتمكّن الذكاء الاصطناعي من دراسة الأنماط والاتّجاهات الخفية في البيانات، ممّا يسهم في تعزيز دقّة القرارات الّتي يتخذها المتداول ويزيد من فرص النّجاح في التّداول.
  • التّداول المستمرّ على مدار السّاعة: يمكن للذكاء الاصطناعي العمل بشكلٍ مستمرٍّ على مدار السّاعة، ممّا يمنح المتداولين فرصةً للاستفادة من الفرص التّجاريّة حتى أثناء النّوم. وتتيح هذه الميّزة للمتداولين متابعة الأسواق على مدار اليوم دون الحاجة إلى البقاء يقظين طوال الوقت، كما أنّه يضمن الاستجابة السّريعة لأيّ فرصةٍ تجاريّةٍ قد تظهر في أيّ لحظةٍ.
  • إدارة المحاطر: كما يمكنه تحديد المخاطر من خلال تحديد مستويات الخسارة والأرباح، وتعديل الصّفقات بناءً على تقلّبات السّوق.

المخاطر والتحديات

على الرّغم من الفوائد العديدة الّتي يقدّمها التداول بالذكاء الاصطناعي، هناك أيضاً بعض المخاطر والتّحديات الّتي يجب أن يأخذها المتداولون والمستثمرون بعين الاعتبار:

  • تقلّب السّوق: قد تؤدّي التّحركات المفاجئة في الأسواق إلى خسائر كبيرةٍ، خاصّةً إذا كانت الخوارزميات غير قادرةٍ على التّكيف بسرعةٍ مع هذه التّغيرات؛ فالتّقلبات المفاجئة في السّوق قد تكون غير متوقّعةٍ، وقد لا تستطيع الخوارزميات التّفاعل معها بالشّكل المناسب، ممّا يسبب خسائر في بعض الأحيان.
  • الأخطاء التّقنيّة: في بعض الأحيان، قد تحدث أخطاءٌ في البرمجيّات أو الخوارزميّات تؤدّي إلى خسائر غير متوقّعةٍ. وقد تكون هذه الأخطاء ناتجةً عن مشكلاتٍ في الكود أو خللٍ في النّظام، ممّا يعرّض المتداولين لخسائر ماليّةً قد تكون صعبة التّعويض.
  • القرصنة: بما أنّ التداول بالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات الرّقميّة، سيكون عرضةً للاختراقات والقرصنة، حيث قد تؤدي الهجمات الإلكترونيّة على الأنظمة أو منصات التّداول إلى تسريب البيانات أو التّلاعب في الصّفقات، ممّا يهدّد أمان الأموال والتّعاملات.
  • انعدام الشّفافيّة: من الصّعب فهم كيفيّة اتّخاذ بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي لقراراتها، ممّا قد يقلّل من ثقة المستثمرين في هذه الأنظمة. قد تكون بعض الخوارزميات معقدةً جداً، ولا يستطيع المستخدمون العاديّون متابعة أو فهم آليّة اتّخاذ القرارات، ممّا يؤدّي إلى قلّة الشّفافيّة وانخفاض مستوى الثّقة في فعاليّة الأنظمة المستخدمة. [2]

المنصات والروبوتات الرائجة في 2025

تزايدت في عام 2025 المنصّات والرّوبوتات الّتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجال التّداول، وأصبحت تستخدم على نطاقٍ واسعٍ في الأسواق الماليّة. تتميّز هذه المنصّات بأنّها توفّر أدواتٍ حديثةٍ تساعد المتداولين على اتّخاذ قراراتٍ أكثر دقّةً وسرعةً، ومن بين أشهر المنصّات الّتي ظهرت هذا العام: [3]

منصة PionexGPT

تتميّز منصّة PionexGPT بتكاليف منخفضةً مقارنةً بالمنصّات الأخرى، وهي تدعم تداول العملات الرقمية بشكلٍ أساسيٍّ، وتقدّم هذه المنصّة مجموعةً من الأدوات الّتي تساعد المستخدمين على إجراء صفقاتٍ ذكيّةٍ بناءً على تحليلات الذكاء الاصطناعي.

منصة 3Commas

تأتي المنصّة بتكاليف متوسّطةٍ، وتدعم تداول الأسهم بالإضافة إلى العملات الرقمية، إذ تقدّم 3Commas للمستخدمين إمكانيّة تخصيص استراتيجيّات التّداول الخاصّة بهم، ممّا يمكّنهم من التّحكّم الكامل في استثماراتهم.

منصة Kryll

تعتبر منصة Kryll من المنصّات ذات التّكلفة العالية، ولكنّها تقدّم خياراتٍ متقدّمةً في تداول العملات الرقمية، وتمكّن هذه المنصّة المتداولين من استخدام استراتيجيّاتٍ معقّدةٍ وتحليلاتٍ متقدّمةٍ لزيادة فرص النّجاح في السّوق.

منصة TradeSanta

تعدّ TradeSanta منصّةً للتّداول الآليّ تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المتداولين على تنفيذ الصّفقات بشكلٍ آليٍّ. ومن خلال هذه المنصّة، يمكن للمتداولين إنشاء استراتيجيّاتٍ للتّداول تتماشى مع تقلّبات السّوق وتحقيق أقصى استفادةٍ من الفرص المتاحة. كما توفّر أدواتٍ متعدّدةً تساعد على تحسين سرعة ودقّة تنفيذ الأمور، ممّا يمكّن المتداولين التّفاعل مع السّوق بشكلٍ أكثر فعّاليّةٍ.

منصة Autonio

تعتبر Autonio منصّةً متطوّرةً تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم روبوتات تداولٍ تتمتّع بقدرةٍ عاليةٍ على التّعلّم وتحليل السّوق. ومن خلال استخدام خوارزميّاتٍ ذكيّةٍ، توفّر المنصّة أدوات تحليلٍ متقدّمةٍ تمكّن المتداولين من تقييم الدّاتا الحيّة ومؤشّرات السّوق بدقّةٍ. كما توفّر تقارير مفصّلةً تساعد المتداولين على اتّخاذ قراراتٍ استراتيجيّةٍ مستنيرةٍ بناءً على تحليل السّوق في الوقت الفعليّ، حيث تجعل هذه الأدوات من السّهل على المتداولين تخصيص استراتيجيّات تداولهم حسب الظّروف السّوقيّة المتغيّرة.

منصة CryptoHopper

تعدّ CryptoHopper واحدةً من أبرز المنصّات الّتي تقدّم روبوتات تداولٍ آليٍّ للعملات الرقمية، وتتميّز المنصّة بقدرتها على تخصيص استراتيجيّات التّداول بناءً على الذكاء الاصطناعي، ممّا يوفّر للمستخدمين مرونةً كبيرةً في تحديد كيفيّة تنفيذ صفقاتهم. كما تتيح للمتداولين استخدام أدواتٍ متقدّمةٍ، مثل: أنظمة التّنبيه والتّحليل التّقنيّ المتطوّر لمراقبة السّوق بشكلٍ مستمرٍّ. كما تدعم المنصّة مجموعةً واسعةً من استراتيجيّات التّداول الّتي يمكن تخصيصها بما يتناسب مع الأهداف الشّخصيّة لكلّ متداولٍ، ممّا يجعلها خياراً مفضّلاً للمستثمرين في أسواق العملات الرقمية.

الاستراتيجيات الشائعة في التداول بالذكاء الاصطناعي

تعتبر الاستراتيجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من الأدوات المهمّة في مجال التّداول، حيث تستخدم تقنياتٍ متقدّمةً لتحقيق نتائج دقيقةٍ وفعّالةٍ. ومن أبرز هذه الاستراتيجيّات:

  • الاستراتيجيّة الأولى هي "السّكالبينج المدعوم بالذكاء الاصطناعي"، والّتي تهدف إلى تحقيق أرباحٍ صغيرةٍ ولكن متكرّرة عبر تنفيذ العديد من الصّفقات القصيرة خلال يوم التّداول. يعتمد هذا النّوع من التّداول على استغلال التّذبذبات الصّغيرة في الأسعار، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل السّوق بسرعةٍ فائقةٍ واتّخاذ قراراتٍ فوريّةٍ.
  • أمّا الاستراتيجيّة الثّانية، فهي "الشّبكات العصبيّة لتوقّع الاتّجاه"، حيث تستخدم هذه الشّبكات لتحليل البيانات التّاريخيّة والتّنبّؤ بالتّحرّكات المستقبليّة للسّوق. تحاكي الشّبكات العصبيّة طريقة تفكير الدّماغ البشريّ، ممّا يسمح لها بمعالجة كميّاٍت ضخمةٍ من البيانات لاكتشاف الأنماط والتّوجّهات المستقبليّة التي قد يصعب على المتداولين التّقليديّين ملاحظتها.
  • وأخيراً، هناك "تداول مشاعر الأخبار"، وهي استراتيجيّة تعتمد على تحليل مشاعر الأخبار والتّغريدات لتوقّع تأثيرها على السّوق. ويتمّ استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم العواطف والمشاعر المرتبطة بالأخبار الاقتصاديّة أو السّياسيّة الّتي قد تؤثّر على القرارات الماليّة للمستثمرين، وبالتّالي على اتّجاهات السّوق. وتعتبر هذه الاستراتيجية فعّالةً في التّنبّؤ بتقلّبات السّوق الّتي قد تحدث نتيجةً لأحداثٍ معيّنةٍ.

شروط تداول الذكاء الاصطناعي

تختلف الشّروط التّنظيميّة والشّرعيّة للتداول باستخدام الذكاء الاصطناعي من دولةٍ إلى أخرى. ولكن في معظم البلدان، يتمّ فرض قوانين صارمةً تهدف إلى ضمان الشّفافيّة وحماية حقوق المستثمرين. في المملكة العربيّة السّعوديّة، على سبيل المثال، يتمّ مراقبة منصّات التّداول الرّقميّة بشكلٍ دقيقٍ من قبل المصرف المركزيّ لضمان التزامها بالمعايير الماليّة والتّنظيميّة المعتمدة. كما أنّ هيئة السّوق الماليّة في المملكة تصدر توجيهاتٍ وإرشاداتٍ متخصّصةً حول كيفية التّعامل مع الذكاء الاصطناعي في الأسواق الماليّة. وتهدف هذه التّوجيهات إلى وضع إطار عملٍ يحكم استخدام التّقنيات الحديثة في التّداول، مع الحرص على تحقيق التّوازن بين الابتكار وحماية المستثمرين من المخاطر المحتملة الّتي تتعلّق بالاستثمارات التّقنيّة.

بدء التداول بالذكاء الاصطناعي خطوة بخطوة

عند البداية في التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي، من الضروريّ اتباع خطواتٍ منظّمةٍ لضمان النّجاح وتقليل المخاطر. أوّلاً، يجب اختيار وسيطٍ يوفّر واجهات برمجة التّطبيقات (API) وبياناتٍ كافيةٍ لدعم التداول بالذكاء الاصطناعي. ومن المهمّ البحث عن وسيطٍ يقدّم الأدوات اللّازمة الّتي تجعلك تتّصل بنظامه بشكلٍ سلسٍ وتساعدك على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ فعّالٍ.

ثانياً، يجب عليك إجراء اختبارٍ رجعيٍّ لاستراتيجيات التّداول الجاهزة أو المبرمجة باستخدام البيانات السّابقة. وسيساعدك هذا الاختبار على تقييم فعاليّة الاستراتيجيّة في الظّروف المختلفة الّتي قد تواجهها في السّوق، ممّا يعطيك فكرةً واضحةً عن أدائها المتوقع.

ثالثاً، من المهمّ تخصيص رأس مالٍ تدريجيٍّ، ويجب أن تبدأ برأس مالٍ صغيرٍ لتقليل المخاطر في البداية، وتأكّد من أنّ لديك آليّةً للتّحكّم في المخاطر في حال حدوث تحرّكاتٍ غير متوقّعةٍ في السّوق.

أخيراً، يجب ضبط حدود وقف الخسارة. وتعتبر هذه الأداة حيويّةً للحفاظ على استثماراتك، حيث تحدّ من الخسائر في حال حدوث تقلّباتٍ غير متوقّعةٍ في السّوق. باستخدام هذه الأداة، يمكنك التأكّد من أنّك لن تخسر أكثر من المبلغ الّذي قرّرت تحمّله، ممّا يساعد على حماية رأس المال بشكلٍ فعّالٍ.

الخلاصة

يحدث الذكاء الاصطناعي ثورةً حقيقيّةً في السّوق الماليّة، حيث يقدّم حلولاً أكثر سرعةً ودقّةً وقادرةً على التّنفيذ الطّوعيّ. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي والتّعلّم الآليّ في استراتيجيّات التّداول، يتمكّن المتداولون من تحسين أدائهم بشكلٍ مستمرٍّ وإدارة المخاطر بشكلٍ أكثر فعّاليّةٍ. ولكن رغم الفوائد المتعدّدة الّتي يقدّمها، يظلّ من الضّروريّ أن يدرك المتداولون حدود هذه التّقنيّات، إذ إنّ مراقبة الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بشكلٍ دوريٍّ -لضمان أدائها كما هو متوقّعٌ- أمرٌ أساسيٌّ للحفاظ على استدامة النّجاح في السّوق الماليّة.

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما هو التداول بالذكاء الاصطناعي؟
    التداول بالذكاء الاصطناعي هو استخدام الخوارزميّات الذّكيّة وتقنيات التّعلّم الآليّ لتحليل البيانات الماليّة واتّخاذ قرارات تداولٍ تلقائيّاً، ممّا يساعد على تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء البشريّة.
  2. كيف يمكنني البدء في التداول باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
    يمكنك البدء باختيار وسيطٍ يوفّر واجهات برمجة التّطبيقات (API) وبياناتٍ كافيّةً، ثم اختبار الاستراتيجيّات باستخدام البيانات السّابقة، وتخصيص رأس مالٍ تدريجيٍّ مع ضبط حدود وقف الخسارة.
  3. ما هي مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول؟
    من أهم مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول: سرعة تنفيذ الصّفقات، وتحليل البيانات الكبيرة بدقة، والتّداول على مدار السّاعة، وتقليل الأخطاء البشريّة، ممّا يتيح للمتداولين اتّخاذ قراراتٍ أكثر دقّةٍ وأسرع.
  4. ما هي أبرز الاستراتيجيات المستخدمة في التداول بالذكاء الاصطناعي؟
    تشمل أبرز الاستراتيجيات المستخدمة في التداول بالذكاء الاصطناعي: السكالبينج المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والشّبكات العصبّية لتوقع الاتّجاهات، والتّداول بناءً على مشاعر الأخبار، حيث تساعد هذه الاستراتيجيات على تحسين دقّة وفعاليّة قرارات التّداول.
  5. هل يمكنني استخدام التداول بالذكاء الاصطناعي في جميع الأسواق المالية؟
    نعم، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من الأسواق المالية مثل الأسهم والعملات الرقمية، حيث يُسهم في اتّخاذ قراراتٍ استثماريّةٍ أكثر دقّةً وسرعةً في التّعامل مع الأسواق المتقلّبة.
  6. ما هي المخاطر التي قد أواجهها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول؟
    من أبرز المخاطر التي قد أواجهها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول: تقلّبات السّوق غير المتوقّعة، والأخطاء التّقنية في البرمجيّات أو الخوارزميّات، والمخاطر الأمنيّة مثل: القرصنة، وانعدام الشّفافيّة في بعض الأنظمة ممّا يقلّل من الثّقة في اتّخاذ القرارات.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: