خلل في Cloudflare يوقف ملايين المواقع حول العالم

في حادثةٍ رقميّةٍ غير مسبوقة، شهدت شبكة الإنترنت العالميّة اليوم اضطراباً واسع النّطاق، إثر خللٍ مفاجئ في خدمات شركة Cloudflare، المزوّد الرّائد لحلول الحماية وتسريع أداء المواقع الإلكترونيّة. وقد تسبّب هذا الانقطاع في توقّف ملايين المواقع والمنصّات الرّقميّة، من بينها ChatGPT وX وCanva وGrindr، ما أثار موجةً من القلق والارتباك في أوساط المستخدمين والشّركات على حدٍّ سواء.

بدأت الأزمة عند السّاعة 11:20 صباحاً بتوقيت غرينتش، حين رصدت Cloudflare "ارتفاعاً غير معتاد في حركة المرور إلى إحدى خدماتها"، ما أدّى إلى حدوث أخطاءٍ في توجيه البيانات عبر شبكتها. وفي بيانٍ رسميٍّ، أكّدت الشّركة أنّها "تسخّر جميع مواردها لضمان استعادة الخدمة بشكلٍ كاملٍ ومعالجة الخلل دون تأخيرٍ".

وتُعدّ Cloudflare من أعمدة البنية التّحتيّة للإنترنت، حيث تدير شبكةً ضخمةً تُستخدم لتسريع تحميل المواقع وحمايتها من الهجمات السّيبرانيّة والضّغط المفاجئ في حركة المرور. ويعتمد عليها عدد هائل من الشّركات والمنصّات الرّقميّة، ما يجعل أي خلل في خدماتها ذا تأثيرٍ عالميٍّ فوريٍّ.

وقد سجّلت منصة Downdetector، المختصة بتتبع الأعطال الرّقميّة، ما يقارب 5000 بلاغ خلال ذروة الانقطاع، قبل أن يتراجع العدد إلى نحو 600 بلاغٍ بعد ساعاتٍ قليلةٍ، في مؤشّرٍ على بدء تعافي الشبكة تدريجيّاً. ومع ذلك، لا تزال بعض المنصّات تعاني من صعوبات في الوصول أو بطء في الأداء.

واللّافت أنّ هذا الانقطاع يأتي بعد أسابيع فقط من حادثةٍ مشابهةٍ طالت خدمات Amazon Web Services، ما يسلّط الضّوء على هشاشة البنية التّحتيّة الرّقميّة العالميّة واعتمادها المفرط على عددٍ محدود من مزوّدي الخدمات السّحابيّة.

ورغم أن Cloudflare تقدم العديد من خدماتها مجاناً، إلّا أنّ قوتها تكمن في منظومتها المتكاملة من الحلول المدفوعة الّتي لا تضاهى، ما يجعلها شبه منفردة في السّوق دون منافس حقيقيٍّ.

في ظلّ هذا الواقع، تتزايد الدّعوات إلى تنويع مصادر البنية التّحتيّة الرّقمية وتعزيز قدرات الاستجابة للطّوارئ، تفادياً لتكرار مثل هذه الأزمات الّتي تهدّد استقرار الاقتصاد الرّقميّ العالميّ.