الرئيسية تكنولوجيا تيك توك يتحول إلى محرك بحث: هل سينافس غوغل؟

تيك توك يتحول إلى محرك بحث: هل سينافس غوغل؟

بين تراجع النّصّ وصعود الفيديو، يعيد تيك توك رسم خريطة البحث الرّقميّ، ويطرح أسئلةً جديدةً حول مستقبل غوغل، وموثوقيّة المعرفة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في السّنوات الأخيرة، لم يعد تطبيق تيك توك مجرّد منصّةٍ للفيديوهات القصيرة والمحتوى التّرفيهيّ، بل تحوّل تدريجيّاً إلى مصدرٍ رئيسيٍّ للبحث، وخصوصاً لدى فئة الشّباب. ومع تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وازدياد الاعتماد على الفيديوهات كوسيلةٍ لفهم العالم، بدأت تتشكّل ملامح جديدةٌ لمشهد محرّك البحث؛ فهل يمكن القول إنّ تيك توك أصبح محرّك بحثٍ فعليّاً؟ وهل يهدّد عرش غوغل كمحرّك البحث الأوّل على مستوى العالم؟ وما مصير المحتوى العربيّ في ظلّ هٰذا التّحوّل؟

كيف أصبح تيك توك محرك بحث؟

بدأ التّحوّل في وظيفة تيك توك من منصّةٍ ترفيهيّةٍ إلى محرّك بحثٍ، عندما لاحظ المستخدمون أنّهم يجدون إجاباتٍ سريعةً وعمليّةً لأسئلتهم عبر مقاطع الفيديوهات القصيرة. فعوضاً عن قراءة مقالاتٍ طويلةٍ، يصبح المستخدم يكتب استفساره في خانة البحث، مثل: "أماكن سياحيّةٌ في دبيّ"، أو "طريقة عمل القهوة المثلجة"، فيظهر له فيديو يقدّم له الجواب خلال ثوانٍ معدودةٍ، بأسلوبٍ بصريٍّ جذّابٍ وسهل الفهم.

وقد دعم تيك توك هٰذا التّوجّه عبر تحسين خوارزميّات البحث الدّاخليّة، واعتماده على تقنيات الذكاء الاصطناعي لربط الكلمات المفتاحيّة بمقاطع الفيديوهات، ما جعله يتفوّق في بعض المجالات، مثل: الطّبخ، والسّفر، والجمال، والتّعليم القصير. كما أضاف إمكانيّة تصنيف المحتوى حسب المواضيع والكلمات الدّلاليّة، ممّا عزّز قابليّة استخدامه كمحرّك بحثٍ فعليٍّ. [1]

هل سيحل تيك توك محل غوغل؟

على الرّغم من التّوسّع الكبير في استخدام تيك توك كمحرّك بحثٍ، إلّا أنّه من غير المرجّح أن يحلّ بشكلٍ كاملٍ محلّ غوغل في المستقبل القريب. فغوغل ليس مجرّد محرّك بحثٍ للمحتوى العامّ، بل هو نظامٌ متكاملٌ يشمل خرائط، وبريداً إلكترونيّاً، وأخباراً، وخدماتٍ سحابيّةً، وأدواتٍ للتّحليل والإحصاء. كما أنّه قادرٌ على فهرسة محتوى الإنترنت بكفاءةٍ عاليةٍ، ويملك أدواتٍ متقدّمةً لتصفية المعلومات وترتيبها وفق مقياس الموثوقيّة.

أمّا تيك توك، فيعتمد على المحتوى المرئيّ القصير، ولا يقدّم حتّى الآن إمكانيّة تصفّحٍ موسّعٍ للمعلومات، كما أنّه لا يدعم استعلامات البحث المعقّدة الّتي تتطلّب تحليلاً وربطاً بين المصادرومع ذٰلك، يمكن القول إنّ تيك توك ينافس غوغل في بعض المجالات المحدّدة، مثل: التّوصيات السّياحيّة، ووصفات الطّبخ، ومراجعات المنتجات، أو الإلهام البصريّ، حيث يفضّل المستخدم رؤية التّجربة الفعليّة بدلاً من قراءةٍ نظريّةٍ عنها. [2]

هل يعد تيك توك محرك بحث موثوقاً؟

على الرّغم من الانتشار الكبير لمنصّة تيك توك كمصدرٍ للمعلومة، إلّا أنّ موثوقيّة النّتائج تزال محلّ جدلٍ. حيث تفتقر المنصّة إلى نظام تدقيقٍ فعّالٍ للمحتوى، ممّا يفتح المجال أمام انتشار المعلومات المغلوطة أو غير الدّقيقة، وخصوصاً في المواضيع العلميّة، أو الطّبّيّة، أو الماليّة، حيث تحتاج المعلومة إلى مصادر موثوقةٍ وتحليلٍ دقيقٍ.

وقد حذّر العديد من الخبراء من الاعتماد الكلّيّ على تيك توك كمصدرٍ للمعرفة، ودعوا المستخدمين إلى التّأكّد من المعلومات من خلال منصّاتٍ أخرى، أو من خلال مراجع موثوقةٍ، مثل غوغل أو الموسوعات العلميّةومع ذٰلك، فإنّ المستخدمين لا يبحثون دائماً عن حقائق علميّةٍ معقّدةٍ، بل عن إجاباتٍ عمليّةٍ وسريعةٍ، وهنا تظهر قوّة تيك توك، الّتي تكمن في قدرته على تقديم المعلومة بشكلٍ مبسّطٍ، سهل الهضم، وسريع الوصول.

من الأفضل في البحث: غوغل أم تيك توك؟

يتوقّف الجواب على هٰذا السّؤال على نوع البحث الّذي تريد إجراءه. على سبيل المثال:

  • إذا كنت تبحث عن خبرٍ حديثٍ، أو مقالٍ مفصّلٍ، أو إجابةٍ دقيقةٍ صادرةٍ عن مصدرٍ رسميٍّ، فإنّ غوغل يبقى الخيار الأفضل، نظراً لبنيته القويّة في أرشفة مواقع الإنترنت، وترتيب المعلومات وفق مقاييس الدّقّة والموثوقيّة.
  • أمّا إذا كنت تبحث عن تجربةٍ واقعيّةٍ، أو أفكارٍ بصريّةٍ، أو حلولٍ يوميّةٍ تقدّم بشكلٍ سريعٍ وجذّابٍ، فإنّ تيك توك قد يكون الخيار الأنسب، بحكم طبيعته المعتمدة على الفيديوهات القصيرة والمباشرة.

وعليه، لا يمكن القول إنّ أحدهما أفضل مطلقاً من الآخر، بل الأفضل هو المستخدم الذّكيّ الّذي يجيد استخدام كلا المنصّتين بحسب احتياجه، ويعرف أين يجد أدقّ وأسرع إجابةٍ لكلّ سؤالٍ. [3]

مستقبل المحتوى العربي في محركات البحث المرئية

مع تنامي دور تيك توك في عالم البحث، تبرز أمام صنّاع المحتوى العربيّ فرصةٌ ذهبيّةٌ لإنتاج محتوى عالي الجودة يلبّي احتياجات المستخدمين النّاطقين باللّغة العربيّة. فمع ندرة المحتوى العربيّ في بعض المجالات على تيك توك، يظهر مجالٌ واسعٌ للتّميّز والإبداع من خلال تقديم فيديوهاتٍ تثقيفيّةٍ، وتعليميّةٍ، ومفيدةٍ باللّغة العربيّةكما يمكن للجهات التّعليميّة، والمنصّات الإعلاميّة، والنّاشطين في مجال صناعة المعرفة أن يستغلّوا هٰذه المنصّة في تبسيط المعلومات وتقديمها لجمهورٍ واسعٍ بطريقةٍ جذّابةٍ وعصريّةٍ، تتناسب مع أساليب التّعلّم الجديدة وتوجّهات المشاهد الرّقميّ.

الخلاصة

لم يعد تيك توك مجرّد تطبيقٍ للرّقص والتّرفيه، بل أصبح منافساً حقيقيّاً في مشهد محرّكات البحث، وخصوصاً في مجالاتٍ محدّدةٍ تعتمد على التّجربة البصريّة والمحتوى السّريع. وعلى الرّغم من أنّه لا يهدّد غوغل بشكلٍ مباشرٍ في الوقت الحاليّ، إلّا أنّه يغيّر قواعد اللّعبة، ويدفع الجميع إلى إعادة التّفكير في كيفيّة تقديم المعلومة وتوصيلها.

وبينما تتقاطع التّكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي وتغيّر تفضيلات المستخدمين، يتّضح أنّ مستقبل البحث لن يكون نصّيّاً فقط، بل سيكون بصريّاً، وسريعاً، ومخصّصاً لكلّ مستخدمٍلذٰلك، سواءً كنت باحثاً عن معلومةٍ، أو صانع محتوى، فإنّ فهم هٰذا التّحوّل يعدّ المفتاح للاستفادة القصوى من الفرص القادمة في عالم المعرفة الرّقميّة.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل يستخدم الجيل الجديد تيك توك للبحث بدلاً من غوغل؟
    نعم، نسبةٌ كبيرةٌ من الشّباب باتوا يفضّلون تيك توك للبحث السّريع عن معلوماتٍ أو تجارب واقعيّةٍ.
  2. ما أكثر المواضيع التي يتم البحث عنها في تيك توك؟
    أكثر المواضيع التي يتم البحث عنها في تيك توك، هي: وصفات الطعام، والأماكن السّياحيّة، ومراجعات المنتجات، ونصائح الجمال، والأفكار اليوميّة.
  3. هل تيك توك يعرض نتائج مخصصة لكل مستخدم؟
    نعم، يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لعرض نتائج بحثٍ تتماشى مع تفضيلات المستخدم وسلوكه السّابق.
  4. هل يمكن تحسين ظهور الفيديوهات في نتائج بحث تيك توك؟
    نعم يمكن تحسين ظهور الفيديوهات في نتائج بحث تيك توك، وذلك باستخدام كلماتٍ مفتاحيّةٍ واضحةٍ في النّص والوصف والعنوان، مع محتوىً جذّابٍ ومدّةٍ مناسبةٍ.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 5 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: