الرئيسية الذكاء الاصطناعي من البحث إلى الإجابة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل غوغل؟

من البحث إلى الإجابة: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل غوغل؟

مع تميّز تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم إجاباتٍ فوريّةٍ ومخصّصةٍ، يواجه غوغل تحديّاً غير مسبوقٍ قد يُعيد تشكيل مستقبل البحث على الإنترنت كليّاً

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

على مرّ السّنوات، أصبح غوغل الأداة الأساسيّة الّتي لا غنى عنها في حياتنا اليوميّة، حيث اعتدنا أن نلجأ إليه للإجابة على كلّ سؤالٍ، من أبسط الاستفسارات إلى أكثر المواضيع تعقيداً. ولكن مع تقدّم التّقنيّات وظهور تقنيّات الذكاء الاصطناعي، بات السّؤال الّذي يشغل الأذهان: هل حان الوقيت لوداع غوغل كأداة البحث الأولى؟ حيث أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم يتحدّى الهيمنة التّقليديّة لغوغل، من خلال تقديم إجاباتٍ أسرع وأكثر تخصيصاً عبر روبوتات المحادثة الذّكيّة؛ فهل ستتمكّن هذه التّقنيّات من إزاحة غوغل عن عرشه، أم ستظلّ محرّكات البحث التّقليديّة في القمّة؟

هل يهدد الذكاء الاصطناعي هيمنة غوغل؟

وفقاً لدراسةٍ أجرتها "Pew Research Center" في 2025، أشار 35% من المستخدمين الأمريكيّين إلى أنّهم بدأوا في استبدال محرّكات البحث التّقليديّة بالذكاء الاصطناعي للحصول على إجاباتٍ سريعةٍ ودقيقةٍ. وتتوقّع الدّراسة أن تزداد هذه النّسبة بشكلٍ كبيرٍ في السّنوات القادمة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على توفير إجاباتٍ مخصّصةٍ وفوريّةٍ، وهو ما يعجز محرّك البحث التّقليديّ -مثل غوغل- عن تقديمه.

كما أشارت دراسةٌ أعدّتها "McKinsey & Company" عام 2024 إلى أنّ الذكاء الاصطناعي سيشكّل بحلول عام 2027 جزءاً محوريّاً في تجارب البحث عبر الإنترنت، مع تطوّر أنظمةٍ قادرةٍ على محاكاة المحادثات البشريّة وتقديم إجاباتٍ تفاعليّةٍ وسلسةٍ. ومن المتوقّع أن يُمهّد هذا التحوّل الطّريق أمام الذكاء الاصطناعي ليحلّ محلّ محركات البحث التّقليديّة في بعض المجالات، مثل تقديم الاستشارات الفوريّة وتحليل البيانات المتقدّم. [1]

هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على غوغل؟

على الرّغم من التّطورات الكبيرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، يرى البعض أنّ غوغل يحتفظ بموقعه في الصّدارة بفضل القدرة على تقديم معلوماتٍ دقيقةٍ من مصادر موثوقةٍ. وفي محاولةٍ لمواكبة التّطوّر السّريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأت غوغل في دمج هذه التّقنيّات داخل محرّك بحثها لتقديم تجربة بحثٍ أكثر تفاعليّةً وفعّاليّةً. ومن أبرز هذه الميزات "AI Overviews"، وهي ميزةٌ مبتكرةٌ تهدف إلى تقديم إجاباتٍ مخصّصةٍ ودقيقةٍ تعتمد على الذكاء الاصطناعي، جنباً إلى جانب نتائج البحث التّقليديّة. تُقدَّم هذه الإجابات بشكلٍ سريعٍ وواقعيٍّ، حيث يتمكّن المستخدمون من حصولهم على ملخّصاتٍ فوريّةٍ لأسئلتهم، وتظهر المعلومات الأكثر صلةً بالموضوع استناداً إلى تحليل الذكاء الاصطناعي للسّياق العامّ للبحث.

تختلف هذه الميزة عن البحث التّقليديّ في غوغل، الّذي يعتمد بشكلٍ رئيسيٍّ على عرض روابط لمصادر متعدّدةٍ. بدلاً من ذٰلك، توفّر ميّزة "AI Overviews" إجابةً مركّزةً ودقيقةً فوراً، مع إمكانيّة عرض مزيدٍ من التّفاصيل عند الحاجة. على سبيل المثال، إذا بحث المستخدم عن "أفضل الطّرق لتحسين الإنتاجيّة في العمل"، سيحصل على إجابةٍ مخصّصةٍ توضّح الاستراتيجيّات الرّئيسيّة، مع اقتراحاتٍ للموارد المتاحة على الإنترنت. وإذا أراد المستخدم مزيداً من المعلومات، يمكنه بسهولةٍ التّوسّع في االرّوابط الّتي يقدّمها غوغل بعد عرض الإجابة المباشرة من الذكاء الاصطناعي.

لماذا يفضل المستخدمون البحث بالذكاء الاصطناعي؟

يفضّل المستخدمون الذكاء الاصطناعي لعدّة أسبابٍ رئيسيّةٍ تساهم في تحسين تجربتهم في البحث وتفاعلهم مع التّقنيّة، ألا وهي: [2]

  • البحث الأسرع والأكثر ذكاءً: يوفّر الذكاء الاصطناعي إجاباتٍ فوريّةً ودقيقةً بناءً على تحليل البيانات المتاحة، ممّا يقلّل الزّمن الّذي يستغرقه المستخدم في التّنقّل بين عدّة روابط ومصادر متفاوتةٍ. تعني هذه السّرعة أنّ المستخدم يمكنه الحصول على إجابةٍ مخصّصةٍ لمشكلته في لحظاتٍ، دون حاجةٍ للبحث العميق بين صفحات الإنترنت المتعدّدة.
  • الإجابات مخصّصةٌ: بعكس محرّكات البحث التّقليديّة الّتي تعتمد بشكلٍ أساسيٍّ على الكلمات المفتاحيّة لتقديم نتائج عامّةٍ، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على فهم السّياق الكامل للسّؤال أو الاستفسار. ممّا يسمح بتقديم إجاباتٍ دقيقةٍ تتوافق مع احتياجات المستخدم الفعليّة، سواء كانت تتعلّق بمعلوماتٍ علميّةٍ، أو نصائح عمليّةٍ، أو الاستفسارات الشّخصيّة. 
  • التّفاعل الطّبيعيّ: تُعدّ قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة التّفاعل البشريّ من أبرز ميّزاته، إذ باتت روبوتات المحادثة تقدّم تجربة تواصلٍ طبيعيّةً تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ الحديث مع شخصٍّ فعليٍّ. وهذا التّفاعل لا يقتصر على تقديم إجاباتٍ جاهزةٍ، بل يمتدّ ليشمل حواراً حيّاً ومتبادلاً، يُضفي على تجربة البحث طابعاً أكثر سلاسةً ومرونةً. وبهذا، تتحوّل عمليّة البحث من مجرّد استفسارٍ إلى تجربةٍ تفاعليّةٍ متكاملةٍ، تخلق بيئةً أقرب إلى الواقع وأكثر توافقاً مع حاجات المستخدم وسلوكيّاته. 

تحديات تواجه البحث بالذكاء الاصطناعي

رغم المزايا الكبيرة الّتي يقدّمها الذكاء الاصطناعي، إلّا أنّه يواجه بعض التّحدّيات الّتي قد تحافظ على هيمنة محرّكات البحث التّقليديّة لفترةٍ أطول. ومنها نذكر: [3]

  • الدّقّة في الإجابات: لا يزال الذكاء الاصطناعي يواجه صعوبةً في تقديم إجاباتٍ دقيقةٍ بشكلٍ دائمٍ، خاصّةً عند اعتماد النّظام على مصادر غير موثّقةٍ أو لا يملك القدرة على تقييم مصداقيّة المعلومات بشكلٍ كاملٍ. قد تؤثّر هذه المشكلة في مصداقيّة المعلومات الّتي يقدّمها الذكاء الاصطناعي، ممّا يجعل المستخدمين يشكّكون في صحّة المعلومات المعروضة.
  • الاختصاص: بالرّغم من الإجراءات الّتي تتّبعها شركاتٌ -مثل غوغل- لضمان حماية بيانات المستخدمين، لا زال هناك قلقٌ متزايدٌ بشأن الاختصاص. إذ يظلّ بعض المستخدمين متردّدين في الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في تفاعلاتهم اليوميّة، خوفاً من تسريب معلوماتهم الشّخصيّة أو استخدامها بطرقٍ غير شرعيّةٍ.
  • غياب المصادر: يواجه الذكاء الاصطناعي تحدّياً ملحوظاً في مسألة توثيق المعلومات، إذ غالباً ما يقدّم إجاباتٍ من دون الإشارة إلى المصادر الّتي استند إليها، ما يفتح باب الشّكّ أمام دقّة ما يطرحه من معطياتٍ. في المقابل، تتميّز محركات البحث التقليدية بإرفاق نتائجها بروابط واضحةٍ لمراجع ومصادر موثوقةٍ، تُتيح للمستخدم التّحقّق بنفسه من صحّة المعلومات. هذا الفارق الجوهريّ يدفع كثيرين إلى التّمسّك بالبحث التّقليديّ، بوصفه أكثر شفافيّةً واعتماداً، خاصّةً في المسائل الّتي تتطلّب دقّةً ومصداقيّةً عاليةً. 

ختاماً

رغم التّطوّر السّريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يظلّ غوغل في مقدّمة محرّكات البحث بفضل قدرته على تقديم نتائج دقيقةٍ وموثوقةٍ من مصادر معتمدةٍ. ومع دمج الذكاء الاصطناعي في محرّك بحث غوغل، من التّوقّع أن يظلّ غوغل أداةً رئيسيّةً للبحث عبر الإنترنت. وفي المستقبل، ستُحسّن تقنيات الذكاء الاصطناعيّ بشكلٍ مستمرٍّ لتلبية احتياجات المستخدمين بشكلٍ أفضل، ممّا يسهم في تعزيز تجربة البحث عبر الإنترنت مع الحفاظ على صحّة المعلومات.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل غوغل في المستقبل؟
    رغم تطوّر الذكاء الاصطناعي وقدرته على تقديم إجاباتٍ سريعةٍ ودقيقةٍ، لا يزال غوغل يحتفظ بمكانته بفضل تقديم نتائج موثوقةٍ من مصادر متعدّدةٍ، ومن المتوقع أن يظلّ غوغل الأداة الرّئيسيّة للبحث، مع دمج الذكاء الاصطناعي لتحسين التّجربة.
  2. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة البحث؟
    يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة البحث من خلال تقديم إجاباتٍ سريعةٍ ودقيقةٍ، وفهم سياق السّؤال لتقديم إجاباتٍ مخصّصةٍ تتناسب مع احتياجات المستخدم. كما يعّزز تجربة البحث عبر توفير إجاباتٍ فوريّةٍ دون الحاجة إلى التّنقل بين عدّة روابط.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: