PayLater القطرية تحصل على تمويل من LuLu AI الإماراتية
استثمارٌ استراتيجيٌّ جديدٌ يُعيد تشكيل مستقبل التّمويل الاستهلاكيّ في قطر ويعزّز انتشار حلول الدّفع المرن والمتوافق مع الشّريعة

هذا المقال متوفّرٌ بالّلغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "باي ليتر" (PayLater)، الّتي تتّخذ من قطر مقرّاً لها وتُعَدّ من أوائل الشّركات الحاصلة على ترخيص "اشتر الآن وادفع لاحقاً" (BNPL) من مصرف قطر المركزي، عن حصولها على استثمارٍ استراتيجيٍّ لم يُفصح عن قيمته من شركة "لولو للاستثمارات البديلة" (LuLu Alternative Investments)، وهي شركةٌ إماراتيّةٌ تركّز على الاستثمارات في مجال التكنولوجيا المالية.
وقد تأسّست باي ليتر في عام 2023 في قطر، على يد كلٍّ من محمد الدليمي وخليفة صالح الحرون، وتقدّم حلول دفعٍ مرنةٍ وخاليةٍ من الفوائد، مصمّمةً خصيصاً لتلبية احتياجات السّوق المحليّ. ويُعتبر هذا الاستثمار أوّل دخولٍ لشركة لولو للاستثمارات البديلة -وهي الذّراع الاستثماريّ لشركة لولو المالية القابضة- في القطّاع الماليّ القطريّ، وذلك في إطار توجّهها الأوسع للتّوسع في الأسواق النّاشئة.
وفي تصريح ٍخاصٍّ لموقع "عربية .Inc" تحدّث الرّئيس التّنفيذيّ لشركة باي ليتر، محمد الدليمي، حول الأثر الاستراتيجيّ لهذا الاستثمار وأبعاده المستقبليّة، إذ قال: "يُشكّل هذا الاستثمار تأكيداً حقيقيّاً على صواب نموذج أعمالنا، ويُعتبر محرّكاً مهمّاً لمساعينا لإعادة تشكيل مفهوم التّمويل الاستهلاكيّ المسؤول في السّوق القطريّة. خلال المرحلة المقبلة، سيبقى تركيزنا منصبّاً على تعميق انتشارنا في السّوق المحليّ وتوسيع عمليّاتنا، خصوصاً في ظلّ تنامي الطّلب على حلولٍ ماليّةٍ مرنةٍ ومتوافقةٍ مع المبادئ الأخلاقيّة".
وأضاف: "لا تقتصر مساهمة شركة لولو على تقديم رأس المال فقط، بل تشمل أيضاً شبكةً واسعةً في البنية التّحتيّة الإقليميّة للتّكنولوجيا الماليّة، وخبراتٍ تشغيليّةً، وعقليّةً استراتيجيّةً تتناغم مع رؤيتنا. تفتح هذه الشّراكة أمامنا آفاقاً جديدةً للتّعاون داخل منظومة لولو، سواء من خلال شراكاتٍ تجاريّةٍ أو تطويرٍ مشتركٍ لحالات استخدام التّمويل المُدمج. كما نلمس توافقاً في سعينا المشترك لتعزيز الأمان والامتثال وتجربة العملاء في مجال المدفوعات الرّقميّة".
شاهد أيضاً: Bazzar Gate تحصل على تمويل بقيمة مليون دولار
ومع تغيّر تطلعات المستهلكين، تُتابع باي ليتر عن كثب سلوك المستخدمين لتطوير عروضها. وقد أوضح الدليمي: "نُلاحظ تفاعلاً كبيراً وتكراراً ملحوظاً في الاستخدام بين المستهلكين من مختلف الفئات في قطر، ما يدلّ على تزايد الاعتماد على خدمات BNPL كوسيلةٍ لإدارة الميزانيّة، وليس مجرّد وسيلةٍ للدّفع. هذا التّوجه ينعكس في خططنا لتقديم خيارات دفعٍ أكثر تخصيصاً، وتطوير أدواتٍ مخصّصةٍ لأصحاب المتاجر، وتعزيز التّكامل في نقاط الدّفع سواء أونلاين أو داخل المتاجر".
وأضاف: "رغم اهتمامنا بسوق دول مجلس التّعاون، إلّا أنّ استراتيجيّتنا الحاليّة ترتكز بالكامل على تلبية احتياجات السّوق القطريّة المتغيّرة بدرجةٍ عاليةٍ من الموثوقيّة والملاءمة".
وفي حديثه حول ما يجب أن يركّز عليه مؤسّسو شركات التكنولوجيا المالية في الأسواق النّاشئة، قال الدليمي: "يجب أن يكون التّركيز على الملاءمة وليس الضّجيج الإعلاميّ. في الأسواق النّاشئة، الثّقة أمرٌ أساسيٌّ، لذلك يجب أن تبني منتجك على الامتثال، والشّفافيّة، والفهم العميق للسّياق المحليّ. وعليك أن تصمّم حلولاً تناسب حياة العميل اليوميّة، وليس مجرّد حالات استخدامٍ عالميّةٍ، ولا تقلّل من أهميّة الشّراكات الاستراتيجيّة. بالنّسبة لنا، الانخراط العميق في النّظام البيئيّ القطريّ والتّعاون مع الجهات التّنظيميّة والمُمكّنين كان عاملاً حاسماً في نجاحنا المبكّر".
أمّا عن المستقبل، فأكّد الدليمي أنّ شركته تستعدّ للتّأقلم مع التّحوّلات السّريعة في النّظام الماليّ. وقال: "هناك ثلاث توجّهاتٍ رئيسيّةٍ نرصدها: تشديد اللّوائح التّنظيميّة، وبروز التّمويل السّياقيّ (حيث تُدمج عمليّات الدّفع بالكامل في تطبيقاتٍ غير ماليّةٍ)، والطّلب المتزايد على حلولٍ ماليّةٍ أخلاقيّةٍ ومتوافقةٍ مع الشّريعة. وفي باي ليتر، نحن نستبق هذه التّوجهات من خلال توافقٍ صارمٍ مع اللّوائح، والاستثمار في بنية واجهات التّطبيقات البرمجيّة (API) لدعم التّمويل المُدمج، وبناء منتجٍ يتمحور حول الامتثال ويُرضي المستخدمين والتجّار على حدٍّ سواء. ونحن لا نكتفي بمواكبة هذه التّغيرات، بل نعتمدها كعناصر محوريّةٍ في استراتيجيّتنا".