Apple تكشف عن كاميرا سيلفي ثورية مع جهاز آيفون الجديد

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

عندما كشفت شركة "آبل" (Apple) عن تشكيلتها الجديدة من هواتف "آيفون" (iPhone) لهذا العام، متضمّنةً نسخة آيفون "إير فائقة النّحافة" (ultra-slim iPhone Air)، لم تقتصر الخطوة على التّحديثات الشّكلية والتّقنية المعتادة فحسب، بل أقدمت على مفاجأةٍ لم يتوقّعها أحدٌ: جميع هواتف آيفون الجديدة تضمّنت نظام كاميرا أماميّة مبتكراً باسم (Center Stage) بدقّة 18 ميغابكسل.

لم يُصمّم هذا النّظام لتقديم تحسيناتٍ عاديةٍ في التّصوير، بل لغرضٍ محدّدٍ ووحيدٍ، ألا وهو: تقديم تجربة سيلفي فائقة الجودة، تجعل الصّور والفيديوهات الشّخصيّة أكثر وضوحاً وثباتاً واحترافيّةً. السيلفي، الّذي طالما استُهين به واعتبره البعض مجرّد موضةٍ عابرةٍ، أصبح اليوم جزءاً أساسيّاً من عصر المؤثّرين وصنّاع المحتوى الرّقميّ، حيث يستخدمون هذه التّقنية للتّرويج لأنفسهم وتمثيل علامات تجارية عالمّيةً، وقد يصل دخل بعضهم إلى 6 أرقامٍ سنويّاً.

ولتأكيد أهميّة هذه الخطوة، أوردت آبل إحصائيّةً مذهلةً: خلال العام الماضي، التقط مستخدمو آيفون حول العالم نصف تريليون صورة سيلفي، وهو رقمٌ يفوق أيّ هاتفٍ ذكيٍّ آخر، ويعادل حوالي 60 صورةً لكلّ شخصٍ على وجه الأرض. هذا الرّقم يعكس مدى الاعتماد الكبير على ميّزة السيلفي في حياة المستخدمين، ويبرز تأثيرها في صناعة المحتوى الرّقميّ العالميّة. بناءً على ذلك، قرّرت آبل إدخال عناصر تقنيّةً متقدّمةً تجعل تجربة السيلفي أكثر سهولةً وذكاءً. يعتمد نظام (Center Stage) على مستشعرٍ مربّعٍ، وهو تصميمٌ غير مألوفٍ في الهواتف الذّكيّة التّقليديّة الّتي تتبّع عادةً نسبة 4:3 الموروثة عن كاميرات الأفلام القديمة. كما ارتفعت دقّة الكاميرا الأماميّة إلى 18 ميغابكسل، أي بفارق 6 ميغابكسل عن الكاميرا الأماميّّة لهواتف آيفون في العام الماضي.

واحدةٌ من أبرز مزايا هذا النّظام أنّه يلغي الحاجة إلى تدوير الهاتف بين الوضع الأفقيّ والعموديّ، إذ تكفي لمسةٌ واحدةٌ على الشّاشة للتّبديل بين صيغتي التّصوير، ما يوفّر تجربةً أكثر سلاسةً. وبفضل البكسلات الإضافيّة وتقنيات معالجة الصّور بالذكاء الاصطناعي، يستطيع الهاتف الحفاظ على ثبات الصّورة أثناء الحركة، سواء عند التقاط صور سيلفي أو تسجيل مقاطع فيديو، من خلال اختيار البكسلات الأنسب لإبراز الوجه بشكلٍ متقنٍ مهما تحرّك المستخدم.

كما يمتاز النّظام بقدرته على التّعرف على الوجوه الجديدة إذا دخل أصدقاء المستخدم إلى المشهد، واستخدام البكسلات الإضافيّة لضمان بقاء الجميع في الإطار. وهناك وضعٌ مبتكرٌ آخر يتيح تصوير فيديو مزدوجٍ من الكاميرا الأماميّة والخلفيّة في وقتٍ واحدٍ، ممّا يمكّن المؤثّرين من الجمع بين تقديم الفيديو الشّخصيّ وعرض الموضوع الّذي يتحدّثون عنه في الوقت نفسه.

قد يبدو هذا كلّه ترفاً تقنيّاً، لكنّ تأثيره يتجاوز ذلك بكثير. حيثما تتّخذ آبل خطواتٍ في مجال التّصوير، غالباً ما يتّبعها المصنّعون الآخرون، ما يعني أنّ السيلفي العادي قد يتحوّل قريباً من صورةٍ منخفضة الجودة إلى عملٍ فنيٍّ احترافيٍّ، في حين ستشهد فيديوهات السيلفي، الّتي تعدّ عنصراً أساسيّاً في محتوى المؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي، ارتقاءً نوعيّاً كبيراً في الجودة.

وأوضحت الشّركة أنّ الكاميرا الجديدة صُمّمت خصيصاً لصنّاع المحتوى الرّقميّ، وهو ما يفسّر التّحسّن المتوقّع في مقاطع العروض التّوضيحيّة، وفيديوهات فتح العلب، والمحتوى الاجتماعيّ الّذي يعتمد على السيلفي. بالإضافة إلى ضمان إقبال المؤثّرين على اقتناء الأجهزة الجديدة، ستؤثّر هذه التّقنية بشكلٍ غير مباشرٍ على عادات التّسويق الرّقميّ عبر منصّات التّواصل الاجتماعيّ على مستوى العالم.

وتُتيح الخصائص الجديدة أيضاً تحسين الفيديوهات الجماعيّة، حيث يمكن تسجيل أكثر من شخصٍ ضمن الإطار بشكلٍ تلقائيٍّ، كما تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في المحافظة على ثبات الصّورة وتقليل التّشويش النّاتج عن حركة اليد أو الحركة في المشهد. كما يقدّم الوضع الجديد تصوير فيديو متعدّد الطّبقات، يمكّن المستخدم من دمج اللّقطات الشّخصيّة مع المشاهد الخلفيّة في نفس الوقت، ما يفتح المجال لصياغة محتوىً أكثر تفاعليّةً وجاذبيّةً.

وتختصر هذه التّحسينات الهدف الكبير لآبل، ألا وهو: تحويل تجربة السيلفي من مجرّد صورةٍ عابرةٍ إلى أداةٍ احترافيّةٍ لصناع المحتوى، تمكّنهم من تقديم موادٍ بصريّةٍ عالية الجودة، وتعزّز مكانة آبل كلاعبٍ مؤثّرٍ في تطوير أساليب التّسويق الرّقميّ والمحتوى على وسائل التّواصل الاجتماعيّ.