الرئيسية خطط العمل Takadao: شركة ناشئة مقرّها السعودية تجمع تقنية البلوكتشين بالمجتمع

Takadao: شركة ناشئة مقرّها السعودية تجمع تقنية البلوكتشين بالمجتمع

حوارٌ حصريٌ مع مؤسسي الشركة الناشئة تاكاداو في مجال التكنولوجيا المالية المدعومة بالبلوكتشين، حول نظامهم المالي الذي يسعى لإحداث ثورةٍ في مجال التأمين

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في عالمِ اليوم، الذي يتميّزُ بسيطرةِ عمالقةِ صناعة التأمين المدفوعين بالرّبح، تظهرُ شركةُ التمويل اللامركزي (DeFi) "تاكاداو" (Takadao)، المرتكزة في المملكة العربية السعودية، كقائدةٍ في تأسيسِ نظامٍ بيئيٍ ماليٍّ تُحرّكه روحُ المجتمعِ. نجحت هذه الشّركةُ الماليّةُ التّقنيةُ، الّتي يمتلكها المجتمع، في جمع تمويلٍ بقيمة 1.6 مليون دولار أمريكيٍ في جولتها التّمهيدية للتّأسيس، بقيادةِ المُستثمر تيم دريبر من وادي السيليكون، وبالتّعاون مع كل من BIM، وCore Vision Ventures، وسمو الأمير سلطان بن فهد بن سلمان آل سعود.

تأسست "تاكاداو" في الأصلِ في سنغافورة، ثم استقرّت في المملكة العربية السعودية، وهي من تأسيسِ الزّوجين "مراد إسران" (Morrad Israne) و"شارين لي" (Sharene Lee). حتّى الآن، أطلقت الشّركة ثلاثة منتجاتٍ، من بينها: منصّة إدارة الخزانة "تاكاتورن"، وهي فكرةٌ ذات جذورٍ عميقةٍ، لا سيّما بين النّساء في مناطقِ الشرق الأوسط، الهند، باكستان، وأفريقيا. يتماشى برنامج "تاكاتورن" (Takaturn)، الذي يُتيح للمستخدمين تجميعَ الأموالِ، وكسبَ العوائدِ، والادّخار بشكلٍ جماعيٍّ، مع فلسفةِ المشروعِ المبنيّ على المجتمعِ. يقول لي: "نهدفُ إلى إنشاء نظامٍ بيئيٍّ يركّز حولَ المستخدمِ، حيث تضمن حوكمةُ المجتمعِ تطوّرَ المشروعِ وفقاً لاحتياجاتِ وطموحاتِ المستخدمين".

كما تمتلكُ الشّركة عضويةً مجتمعيّةً ومنصّةَ حوكمةٍ مبنيّة على تقنية NFT تُدعى "تاكالابس" (Takalabs)، بالإضافة إلى بودكاست أسبوعيّ يُعرف باسم "تاكاتوكس" (Takatalks). ومن المتوقّع أن يُطلق صندوق التأمين الخاص بالشّركة، "تاكاشور" (Takasure)، في يونيو 2024، ليقدّم للمستخدمين بوليصة تأمينٍ مملوكةً للمجتمعِ، تُمكّن حاملي وثائق التّأمين من العملِ كمالكين لصندوقِ التّأمين، ممّا يساعد على توافقِ مصالحهم مع مصالحِ الصّندوق. ومن المنتظرِ أن تُعاد توزيعَ الأرباحِ النّاتجة عن عمليّاتِ التّأمين على حاملي الوثائق، الذين يشاركون أيضاً كمساهمين. فالهدفُ النّهائي هو تأسيسُ نظامٍ تأمينيٍّ أكثر عدالةً وشفافيّةً.

قبل تأسيس "تاكاداو" في عام 2022، خاض فريق إسران ولي مسيرةً طويلةً كروّاد أعمالٍ. إذ تمّ استحواذ مشروعهما السّابق -وهو سوقٌ نظيرٌ إلى نظيرٍ للسّلع المُستعملة، يُدعى "ميلتو" (Melltoo)- من قبل منصّة الخدماتِ اللّوجستيّة العكسيّة "كارتلو" (Cartlow) في الإمارات العربية المتحدة العام الماضي.

كان الزّوجان مصدرَ إلهامٍ لاستكشافِ بدائل التّمويل التّقليدي بعد الأزمة الماليّة لعام 2008، والتي أبرزت نقاطَ الضّعف في النّظام الماليّ القائم. ومع إصدار الورقة البيضاء الخاصّة بالبيتكوين في عام 2009م، أصبح الثّنائي جزءاً من حركةٍ أوسع لروّاد الأعمالِ الراغبين في تحويلِ الخدماتِ الماليّة باستخدامِ تقنيّة "البلوكشين" (blockchain).

لكن الدّافع الرّئيس لإنشاء "تاكاداو" كان فقدان أحد الأصدقاء، الذي ألقى الضّوء على الضّغوط الماليّة الّتي تواجه الأسر في مثلِ هذه المواقفِ. كما كشفت الحادثةُ عن قوّة المجتمعِ في دعم الأسر والأفراد خلال أوقاتِ الشّدة. يتذكّرُ لي: "عندما زرنا منزلَ الزّوجة الأرملة، كان ممتلئاً بالأصدقاء والعائلة. هذه الحادثة بقيت عالقةً في ذهني وجعلتني أدركُ قوّة المجتمعات المحليّة".

يقول مراد وإسران إنّ رحلتهما اتّخذت منعطفاً غير متوقّعٍ عندما التقيا بالمستثمرِ تيم دريبر، المؤيّد البارز لتقنيّة البلوكشين في وادي السّيليكون. إذ حثّهم دريبر على السّير قدماً في تحقيقِ رؤيتهم لمنصّة التّأمين المملوكةِ للمجتمعِ، التي تتماشى مع رؤيتهِ لتحويلِ الأنظمةِ التّقليديّة إلى أنظمةٍ لامركزية قائمةٍ على البلوكشين. كما وصف إسران الشّراكة بأنّها مدفوعةٌ بحماسِ دريبر.

شاهد أيضاً: إفلاس WeWork: نهاية عصر العملاق الناشئ

بالإضافةِ إلى الاستفادةِ من الطّلب المتزايدِ على الخدماتِ الماليّةِ المتوافقةِ مع الشّريعة الإسلاميٌة في المنطقةِ، تستفيدُ "تاكاداو" أيضاً من الاهتمامِ المتزايد بخدماتِ التكنولوجيا المالية من قبلِ المستخدمين والمستثمرين. ووفقاً لتقرير ماكينزي آند كومباني في مايو 2023، من المتوقّع أن ترتفعَ إيرادات التكنولوجيا الماليّة في منطقةِ الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وباكستان (MENAP) إلى ثلاثةِ أضعافٍ تقريباً، من 1.5 مليار دولارٍ في عام 2022 إلى ما بين 3.5 و4.5 مليار دولارٍ بحلول عام 2025. ويُعتبر استخدام تقنيّة Blockchain في هذا السّياق "مغيّر قواعد اللّعبة" بالنّسبة للكثيرين.

ومن العواملِ الحاسمةِ لنجاح المشروعِ هو استغلالُ تقنيّة blockchain والعملات المُشفرة، التي تُمكّن، حسبما ذكر لي وإسران، من تحقيقِ إمكاناتٍ لم تكن متاحةً باستخدامِ التّقنيات التقليديّة. يقول لي: "ألهمتنا إمكانيات blockchain في إنشاءِ نظامٍ بيئيٍّ ماليٍّ أكثر عدالةً، فقد كان هدفنا هو إعادةُ تنظيمِ مصالحِ حاملي وثائقِ التأمين وشركات التأمين".

ويضيفُ إسران: "تُعدُّ تقنيةُ البلوكشين مغيراً لقواعدِ اللّعبة، إذ تسمحُ لنا بإنشاء منظّمةٍ مُستقلّةٍ لامركزيةٍ (DAO) تعملُ بنظامٍ قائمٍ على الرّمز المميز. يُسهّل هذا النّظام انضمام حاملي وثائق التّأمين وخروجهم من صندوقِ التأمين بسهولةٍ، مما يُقللّ التّكاليف والأعباء الإداريّة المرتبطة بالأنظمة التقليديّة." كما توفّر جوانب الشّفافية والأمان في البلوكشين فرصةً لبناءِ الثّقة والمصداقيّة، مما يضمنُ عدم سوء إدارةِ الأموالِ، ويُمكّن الشركة الناشئة من إنشاءِ نظام تأميني مجتمعي قائمٍ على نظام نظير إلى نظير.

وعلى الرّغم من أنّ تقنيةَ البلوكشين توفّرُ فرصاً كبيرةً للشفافيّة والأمانِ، إلا أنّ تثقيفَ المستخدمين حول الويب 3.0، ومحافظ البلوكشين، والعملات المشفرة يظلّ تحديّاً. ويشير إسران إلى أنّ التّكنولوجيا لم تصبح بعد في متناولِ الجميعِ بما يكفي لتسهيلِ اعتمادها من قبل جمهورٍ أوسعَ، ويؤكّد أنّ تحسينَ الوصولِ إليها يُعدُ "عملاً مستمرّاً".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: