كيف تجذب الشركات الناشئة اهتمام المستثمرين في 2024؟
رغم تحديّات التّمويل وارتفاع الفائدة، تقريرٌ جديدٌ يكشف استراتيجيّاتٍ ناجحةً تساعد الشركات على تأمين التمويل من خلال عروض تقديمية فعّالة
يُعدُّ الحصول على تمويلٍ للشّركات النّاشئة في الوقت الحالي تحديّاً كبيراً، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة التي جعلت المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال أكثر حذراً وانتقائيّةً في اختيار المشاريع الّتي يرغبون في دعمها. وعلى الرّغم من هذه الصّعوبات، يُمكن لتقريرٍ حديثٍ صادرٍ عن "دروب بوكس" (Dropbox) و"دوكسيند" (DocSend)، الّذي استعرض العروض التّقديميّة لـ 210 شركاتٍ ناشئةٍ في مرحلة ما قبل التّمويل الأوّلي خلال عام 2023 والنّصف الأوّل من عام 2024، أن يُقدّمَ بعض الإرشادات التي قد تساعد هذه الشّركات في جذب اهتمام المستثمرين والحصول على التّمويل.
تسليط الضّوء على المشكلة والحلّ
وفقاً للتّحليلات الّتي أوردها التّقرير، كانت الشركات الناشئة الّتي تمكّنت من جذب المستثمرين هي تلك الّتي بدأت عروضها بتسليط الضّوء على المشكلة الّتي تسعى إلى حلّها والحلول المُقترحة لها، قبل أن تتطرّقَ إلى تفاصيل المنتج، إذ كانت هذه الاستراتيجيّة أكثر نجاحاً من العروض الّتي ركّزت على المنتج في بداية العرض. كما ويُظهر التّقرير أنّ "تحديد أهميّة المنتج مُبكّراً في العرض يُساهم في بناء سياقٍ قويٍّ". ولهذا، يُنصَح بتقديم المشكلة والحلّ قبل الانتقال إلى الحديث عن المنتج والسّوق.
وجود منتجٍ فعليٍّ
من بين أهمّ العوامل الّتي ساعدت الشّركات على تأمين التمويل كان وجود منتجٍ فعليٍّ يُمكن عرضه، فحوالي 47% من المؤسّسين الّذين حصلوا على تمويلٍ كانوا قد أطلقوا بالفعل منتجاتهم، بينما كانت نسبة 38% في مراحل تطويرٍ أوليّةٍ مثل ألفا أو بيتا. بالمقابل، 60% من الشّركات التي لم تحصل على تمويلٍ لم يكن لديها منتجٌ جاهزٌ بعد.
يُعدّ وجود منتجٍ فعليٍّ إشارةً قويّةً للمستثمرين على أنّ الشّركة تمتلك رؤيةً واضحةً وقادرةً على تقديم شيءٍ ملموسٍ، وهو ما يُعزّز ثقتهم في نجاح المشروع.
تسليط الضّوء على الفريق
من المُتوقّع أن يميلَ المستثمرون إلى دعم الشّركات الّتي تعمل في الأسواق النّاشئة والمُتقدّمة، مثل الذكاء الاصطناعيّ، ولكن مع هذه المخاطر العالية، يُفضّل المستثمرون أن يكونَ لدى الشّركة فريق عملٍ مؤهّل يتمتّع بالخبرة والمعرفة اللّازمة لتنفيذ الأفكار وتحقيق النّتائج.
يُلاحظ أن هناك اهتماماً متزايداً بخلفيات فرق المؤسّسين، حيث أظهرت البيانات أنّ الشّركات الّتي تمكّنت من إظهار قدرات فرقها بشكلٍ واضحٍ كانت أكثر نجاحاً في إبرام الصّفقات مع المستثمرين، إذ قضى المستثمرون وقتاً أطول بنسبة 30% في تحليل شريحة الفريق في عام 2024 مقارنةً بالعام السّابق، كما أنّ الفِرق الّتي نجحت في الحصول على تمويلٍ كانت تضع شريحة الفريق في وقتٍ مُبكّرٍ من العرض التّقديميّ.
شاهد أيضاً: استراتيجيات التمويل المثلى للمشروعات الريادية
الحفاظ على العرض مختصراً ومركّزاً
في الوقت الحالي، يجب ألّا يتوقّع رواد الأعمال أنّ المستثمرين سيمنحونهم وقتاً طويلاً لاستعراض أفكارهم، إذ أصبحت العروض التقديمية أقصر حجماً، حيث بلغ متوسّط عدد الشّرائح في العروض النّاجحة 10 شرائح فقط في عام 2024، مقارنةً بـ 14 شريحةً في العام السّابق، كما أنّ الشّرائح الّتي تتعلّق بالبيانات الماليّة والمنافسين كانت الأكثر عُرضةً للإلغاء.
يجب أن تكونَ شرائح نموذج العمل سهلةَ الفهم، حيث تُظهر البيانات أنّ لدى المؤسّسين أقلّ من دقيقتين و15 ثانيةً لترك انطباعٍ جيّدٍ لدى المستثمرين، إذ يُمكن لعرضٍ موجزٍ -يُوضّح جاهزيّة المنتج، ويشرح المشكلة والحلّ بطريقةٍ سهلة الفهم، مع فريقٍ مؤهلٍ وسردٍ قويٍّ- أن يكونَ المفتاح للحصول على التّمويل الّذي تحتاجه شركتكَ النّاشئة.
نقاطٌ مهمّةٌ أخرى
الشركات الناشئة الّتي كانت فرقُ مؤسّسيها من الشّباب في العشرينيات من العمر حصلت على تمويلٍ أعلى مقارنةً بتلك التي كان مؤسّسوها في الثّلاثينيات أو الأربعينيّات، كما أنّ الفِرق الصّغيرة التي تتكوّن من مؤسّسين اثنين حقّقت نجاحاً أكبر، وحصلت على تمويلٍ أعلى من الفِرق الأكبر حجماً.
التّنوّع في الفريق، سواء من حيث الجنس أو الخلفيّة العرقيّة، كان عاملاً مؤثّراً في جذب اهتمام المستثمرين، فالفِرق الّتي ضمّت مؤسّسين من خلفياتٍ متنوّعةٍ وأجناسٍ مختلفةٍ حصلت على تمويلٍ أعلى من تلك التي كانت فرقُها أقلّ تنوّعاً.
وعلى ذلك، لضمان نجاح عرضك التّقديميّ أمام المستثمرين، يجب أن يكونَ العرض واضحاً، ويُركّز على تقديم المشكلة الّتي تحلّها شركتكَ والحلول المُقترحة، ويُفضّل أن يكونَ لديك منتجٌ جاهزٌ يُمكن عرضه، كما أنّ التّركيز على فريق العمل المؤهّل والمختصرات الهامّة يُعزّز فرص النّجاح.