الرئيسية التنمية كيف تصنع بيئة عمل داعمة عاطفياً؟ إليك 7 نصائح فعالة

كيف تصنع بيئة عمل داعمة عاطفياً؟ إليك 7 نصائح فعالة

لم تعد الكفاءة الإنتاجية وحدها كافيةً، بل يحتاج النّجاح إلى بيئة عملٍ داعمةٍ عاطفيّاً تمنح الموظّفين الأمان النّفسيّ وتعزّز الانتماء والإبداع

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

في العالم المعاصر، لم تعد الكفاءة الإنتاجيّة وحدها كافيةً لضمان نجاح المؤسّسات؛ ففي زمنٍ يتّسم بالتّنافسيّة العالية والتّغييرات السّريعة، برزت الحاجة إلى بناء بيئة عملٍ داعمةٍ عاطفيّاً تضمن للموظّفين الأمن النّفسيّ وتعزّز انتماءهم للمكان الّذي يعملون فيه. حيث أصبح الموظّف الّذي يجد في بيئته الدّعم والتّقدير أكثر إلتزاماً وإبداعاً، وهو ما يساهم في رفع مستوى الإنتاجيّة وتطوير الأعمال. ويكمن السّؤال المحوريّ هنا: كيف يستطيع القادة والمدراء أن يؤسّسوا هٰذه البيئة المهنيّة الصّحّيّة؟

7 نصائح لبناء بيئة عمل داعمة عاطفياً

تبني صناعة بيئة عملٍ داعمةٍ عاطفيّاً أسسها على مجموعةٍ من الممارسات الّتي تحافظ على توازن الأفراد وتعزّز انتماءهم، وفيما يلي 7 نصائح فعّالةٍ تساعد على تطبيق ذٰلك:

أوّلاً: تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل

لن يرسّخ نجاح أيّ فريقٍ ما لم يُبنَ على أساس الاحترام المتبادل؛ إذ يعني ذلك أن يتعامل كلّ فرد مع زملائه بقدرٍ متساوٍ من التّقدير والعدالة؛ فعندما يشعر الموظّف بأنّ صوته مسموعٌ وأنّ رأيه ذو قيمة، يتحوّل هذا الإحساس إلى دافعٍ أصيلٍ للانتماء والمشاركة الفعّالة. ويتجلّى ذلك عبر ثقافةٍ مؤسسيّةٍ واعيةٍ تشجّع على الحوار، وتصون التّنوّع في الآراء والخبرات. وحين يسود الاحترام، يقلّ النّزاع، ويزداد الانسجام، فتصبح بيئة العمل أكثر توازناً وإيجابيّةً، وأكثر قدرةً على الإبداع والإنجاز.

ثانياً: توفير الدعم النفسي والمهني

لم يقتصر الدّعم على توفير الأدوات المادّيّة فقط، بل شمل أيضاً الدّعم النّفسيّ. إذ يحتاج الموظّف إلى معرفة أنّ مؤسّسته ستقف إلى جانبه عند مواجهة التّحدّيات أو الضّغوط. ويمكن أن يترجم هٰذا الدّعم في صورٍ عدّةٍ، مثل برامج الإرشاد النّفسيّ، وجلاسات الدّعم الجماعيّ، أو خدمات الاستشارة الّتي تقدّمها المؤسّسة. وهنا يتجسّد معنى بيئة العمل الداعمة في أبهى صوره، لا يواجه الموظّف ضغوطه بمفرده بل يجد ظهراً مسنداً وإدارةً واعيةً.

ثالثاً: تشجيع المرونة في ساعات العمل

لم يعد العمل لساعاتٍ طويلةٍ بلا انقطاعٍ مقياساً للالتزام أو الإنتاجيّة. حيث يتطلّب بناء بيئة عملٍ آمنةٍ نفسيّاً أن تقدّم المؤسّسة قدراً من المرونة في جدول العمل. وقد تتجسّد هٰذه المرونة في السّماح بالعمل عن بعد، أو بإعطاء فرصٍ لإعادة جدولة المهامّ حسب ظروف الموظّف. تعزّز هٰذه الممارسة الثّقة بين الإدارة والموظّفين، وتساعدهم على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. وكلّما أحسّ الموظّف بأنّه مستقلٌّ ومقدّرٌ، كلّما زاد ولاؤه وعطاؤه.

رابعاً: الاستثمار في تطوير الموظفين

لم يكن الاستثمار في تطوير الموظّفين رفاهيّةً، بل هو ركيزةٌ أساسيّةٌ لبناء بيئة عملٍ داعمةٍ؛ فعندما يدرك العامل أنّ شركته توفّر له برامج تدريبٍ وفرص تعلّمٍ مستمرٍّ، يشعر بأنّ جهوده مقدّرةٌ وأنّ له مستقبلاً واضحاً داخل المؤسّسة، ممّا يؤدّي إلى تعزيز دافعيّته وإلتزامه. وعلى المستوى التّنظيميّ، يعني هٰذا أنّ المؤسّسة تحصل على كوادر أكثر مهارةً وقدرةً على الابتكار ومواجهة التّحدّيات. [2]

خامساً: بناء قنوات تواصل شفافة

لم يقم نظامٌ مهنيٌّ صحّيٌّ بدون التّواصل الصّريح والواضح. إذ يحتاج الموظّفون إلى معرفة ما يجري داخل المؤسّسة، وما هي السّياسات والاتّجاهات الّتي ستؤثّر على أعمالهم. وإذا غابت الشّفافية، انتشرت الشّائعات وضعفت الثّقة. أمّا عندما تتبنّى المؤسّسة شفافيّةً واضحةً، فإنّها ترسخ الثّقة وتبني جسوراً من الولاء بينها وبين فرقها. ويمكن تطبيق ذٰلك بعقد اجتماعاتٍ دوريّةٍ، أو بإنشاء مناطق رقميّةٍ داخليّةٍ تمكّن كلّ عاملٍ من الاطّلاع على أحدث الأخبار والقرارات.

سادساً: تشجيع ثقافة التقدير والاعتراف بالجهود

لم يكن هناك دافعٌ أقوى لرضا الموظّف من التّقدير العلنيّ والمنظّم؛ فالتّعريف بجهود الأفراد والإشادة بإنجازاتهم تجعلهم يشعرون بأنّهم عنصرٌ أساسيٌّ في نجاح المؤسّسة. ويمكن أن يتجسّد التّقدير في مكافآتٍ ماليّةٍ، أو كلمات شكرٍ في اجتماعاتٍ عامّةٍ، أو رسائل تقديرٍ شخصيّةٍ، ممّا يؤدّي إلى تعزيز الدّافعيّة وزيادة نسبة الانتمام، ممّا يساهم في صناعة بيئة عملٍ داعمةٍ مستمرّةٍ.

سابعاً: الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية

لم يكن ممكناً أن تنفصل الصحة الجسدية عن النّفسيّة في مكان العمل؛ فتوفير برامج لياقةٍ بدنيّةٍ، أو أنشطةٍ ترفيهيّةٍ، أو مساحات استراحةٍ مريحةٍ، يساعد على تقليل مستويات التّوتّر والإرهاق. كذٰلك، يمكن أن تقدّم المؤسّسة ورش عملٍ حول إدارة الضّغوط أو استشاراتٍ نفسيّةً للموظّفين. ويجسّد هٰذا الاهتمام رؤيةً متكاملةً تحافظ على التّوازن الدّاخليّ لكلّ فردٍ وتضمن أنّه يظلّ قادراً على الإبداع والإنجاز.

الخلاصة

يمكن أن نختم بالقول إنّ بناء بيئة عملٍ داعمةٍ عاطفيّاً لم يكن رفاهيّةً بل استثماراً عميقاً في استقبال المستقبل؛ فالمؤسّسة الّتي توفّر لفرقها منهاجاً صحّيّاً يضمن الدّعم والاحترام، تحصل على موظّفين أكثر ولاءً وإلتزاماً، وترسّخ سمعةً قويّةً في السّوق. ومع تطبيق النّصائح السّبع، تتحوّل المؤسّسة من مكانٍ عمليٍّ جامدٍ إلى فضاءٍ نابضٍ بالحياة والإبداع. 

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما الفرق بين بيئة العمل الداعمة وبيئة العمل التقليدية؟
    تركّز بيئة العمل الدّاعمة على الجوانب النّفسيّة والعاطفيّة مثل الاحترام، التّقدير، والدّعم النّفسيّ، بينما البيئة التّقليديّة تركّز غالباً على المهامّ والنّتائج دون اعتبارٍ كافٍ للاحتياجات الإنسانيّة للموظّفين.
  2. كيف تؤثر بيئة العمل الداعمة على معدلات دوران الموظفين؟
    تقلّل بيئة العمل الإيجابيّة من الاستقالات لأنّها تمنح الموظّفين شعوراً بالأمان والانتماء، والموظّفون الّذين يجدون الدّعم في مؤسّستهم غالباً يفضّلون البقاء لفتراتٍ أطول.
  3. هل يمكن قياس نجاح بيئة العمل الداعمة؟
    نعم يمكن قياس نجاح بيئة العمل الداعمة، من خلال مؤشّراتٍ مثل رضا الموظّفين في الاستبيانات، وانخفاض معدّلات الغياب، وارتفاع الإنتاجيّة، وزيادة ولاء الموظّفين للمؤسسة.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: