كيف تُصمِّم ثقافة عمل عن بعد تكون الأساس لنجاحك؟
عزّز ثقافةً مؤسسيةً قويةً باستخدام هذه النصائح الاستراتيجية المميزة
بقلم مايكل لاي Michael Ly، المدير التنفيذي في Reconciled
في المشهد العمليّ المتطوّر بسرعةٍ في الوقت الحالي، أصبح العمل عن بعد أساساً للعديد من المؤسّسات الناجحة. ومع هذه التّحوّلات، ينشأ هذا السّؤال: كيف يُمكنك بناء ثقافةٍ مؤسسيّةٍ مزدهرةٍ في بيئة العمل عن بعد والحفاظ عليها؟ إليك بعض أفكاري. [1]
ابدأ بما يثير شغفك
في البداية، من الضّروري تحديد نوع البيئة العمليّة التي تتصوّرها كمالِك. كانت هذه خطوتي الأولى، تأمّلت في التعرّف على ما سيشعل شغفي وتفانيَّ كلّ صباحٍ، مما يدفعني لبذل قصارى جهدي. وهذا يعني تحديد القيم، والسّلوكيات، والرّؤية الشاملة التي ستجسّدها الشّركة.
شاهد أيضاً: 3 طرق لشحن وتعزيز العمل عن بعد
الأمر يتعلق بالسلوكيات
تتألّف الثّقافة المؤسسية من مجموعةٍ من السّلوكيات المحدّدة التي تحدّد التوقّعات لكلّ شخصٍ مشاركٍ، سواءً كانوا يعملون من المنزل أو في مكتبٍ تقليديّ. على سبيل المثال، إنّ خلق ثقافةِ نظافةٍ في المنزل لا يتعلّق بالتّرتيب المستمرّ، ولكن بزرع توقّعاتٍ سلوكيّةٍ محدّدةٍ في كلّ فردٍ من الأسرة، مثل: ترتيب السّرير مباشرةً بعد الاستيقاظ، أو عدم مغادرة طاولة العشاء ببساطةٍ، بل وضع طبق العشاء في غسّالة الصّحون؛ إنّها العادات الصغيرة والسّلوكيات التي تتراكم.
ترجم الثقافة إلى بيئة العمل عن بعد
الانتقال إلى ثقافة العمل عن بعد ليس مختلفاً، حتّى إذا كنت تعمل أساساً مع البالغين. ابدأ بوضع قواعد اللّعب، مثل: الانضباط، والمشاركة الفعّالة، قبل التعمّق في "الأسباب". ويمكن أن يكون ذلك بسيطاً مثل وجود خلفيةِ Zoom منظّمةٍ، أو الانضمام إلى مكالمةٍ قبل موعدها بثلاث دقائق؛ فهذه القواعد تشكّل أساسَ ثقافتكَ.
حدد قيمك وسلوكياتك المؤسسية
لجعل ثقافتك المؤسسية مزدهرةً، حدّد السّلوكيّات التي تعكس رؤيتك ومهمّتك وقيمك. إذ تشكّل هذه الأمور قواعد الفريق التي توجِّه كلّ عضوٍّ. تأكّد من أنّ هذه القواعد متاحةٌ ومعزّزةٌ بانتظامٍ؛ قواعد فريقنا متاحةٌ بسهولةٍ على موقع ويب Reconciled . إذ يساعد هذا الوضوح على اختيار المتقدّمين المحتملين بناءً على مدى توافقهم مع هذه القيم.
القيادة تُحدّد الأسلوب
يلعب فريق القيادة، بمن فيهم المدير التّنفيذي والمؤسّسون، دوراً حيوياً في تحديد الثّقافة. إذ يحتاجون إلى تجسيد السّلوكيات والقيم التي يتوقّعونها من فريقهم، مع العلم سيتسرّب نموذج المساءلة والاحترام والانفتاح إلى بقيّة المؤسسة. إذا قمت بوضع نموذجِ عدم التّواجد من أجل التّواصل، والاختصار الشّديد في المكالمات، أو عدم التّرحيب والاستماع، فسيتسرّب ذلك أيضاً إلى باقي المؤسّسة.
شاهد أيضاً: كيف تدير تنوع أساليب القيادة في فريقك؟
رعاية وتقوية الثقافة
الاستمراريّةُ هي العنصر الرّئيسي، لذلك يجب تقوية الثّقافة بانتظامٍ من خلال الثّناء والتقدير والمساءلة. لا يكفي أن تركن وثيقة الثّقافة على رفٍّ رقميٍّ لتجمع الغبار فقط، بل يجب أن تكون مرئيةً وقابلةً للتّنفيذ في العمليّات اليوميّة. نرسل نسخاً مطبوعةً من قواعد الفريق إلى جميع الموظّفين، لكي يُمكنهم عرضها في بيئة عملهم. أقوم بنقطةٍ هامةٍ هي مناقشة جانبٍ معيّنٍ من ثقافة الفريق لدينا في كلّ اجتماعٍ شهريّ للموظّفين، وأفتح الباب أمام فريقي للمشاركة في الحوار.
الحفاظ على المرونة والقدرة على التّكيُّف
تذكّر أنّه مع نموّ منظّمتك، قد تتطوّر ثقافتك. لذا قد تحتاج بعض السّلوكيات التي كانت مقبولةً في فريقٍ صغيرٍ ومتماسكٍ إلى التّعديل لاستيعاب قوّةٍ عاملةٍ أكبر.
في نهاية الأمر، تعتمد الثّقافة المؤسّسية النّاجحة عن بعدٍ على توقّعاتٍ واضحةٍ، وقيادةٍ داعمةٍ، وتعزيزٍ مستمرٍّ. فمن خلال إنشاء ثقافةٍ تتبنى العمل عن بعد وفوائده، يُمكن للمؤسسات أن تحقّق مستوياتٍ غير مسبوقةٍ من التّماسك، بغضّ النّظر عن الموقع الجغرافيّ أو القرب.