صناعة الضيافة بعدسة توني ترومان: الرؤية، الصمود، والفريق
بعد 40 عاماً من الخبرة، يكشف توني ترومان، الشّريك المؤسّس لـIMI، عن أسرار النّجاح في عالم الضّيافة وطرق الصّمود في وجه التّحدّيات
هذا المقال متوفر أيضاً باللغة الإنجليزية هنا
إنّ الحديث عن توني ترومان، الشّريك المؤسّس لمجموعة IMI، إنّما هو حديثٌ عن رجلٍ قضى أكثر من أربعين عاماً في مجال الضّيافة، فتراكمت لديه الخبرات حتّى بات يعدّ واحداً من أولٰئك الّذين يعرفون جيّداً ما يمكن أن يسهم في بناء مشروعٍ ناجحٍ أو القضاء عليه في هذا القطاع الحيويّ. ترومان، الّذي تزيّن قائمة إنجازاته منتجع "أو بييتش" (O Beach) الشّهير في إيبيزا، والّذي افتتح فرع الجديد في دبيّ في شهر أكتوبر من هذا العام، يؤكّد أنّ النّجاح في عالم الضّيافة إنّما يقوم على ثلاثة أسسٍ رئيسيّةٍ، هي: الرّؤية، الصّمود، والفريق.
يصرّح ترومان، في هذا السّياق، قائلاً: "في هذه الصّناعة، ليس هناك مكانٌ للجمود. على الإنسان أن يتحدّى نفسه باستمرارٍ، وأن يسعى إلى دفع عمله نحو الأمام، وألّا يسمح لنفسه بالرّكون إلى إنجازاته السّابقة، حتّى في أوقات الازدهار. نحن نحرص، عاماً بعد عامٍ، على أن نخصّص وقتاً لمراجعة ما نقدّمه من تجارب لعملائنا، والتّأمّل في كيفيّة تحسينها، حتّى نظلّ دائماً في الطّليعة. الإيمان بالعلامة التّجاريّة والثّقة فيما تقدّمه من خدماتٍ ومنتجاتٍ هما أساس النّجاح. ولا بدّ أن يعرف الإنسان نقاط التّميّز الّتي تميّز عمله عن غيره من المنافسين، ويحرص على أن يبرزها بوضوحٍ. بناء علاقاتٍ وطيدةٍ مع العملاء الّذين يثقون بعلامتك التّجاريّة هو أمرٌ جوهريٌّ كذلك. إذ يمكن لهذا الولاء أن يحوّل عملاً جيّداً إلى عملٍ استثنائيٍّ. وهذا الولاء لا يتأتّى إلّا من خلال فهم احتياجات الجمهور المستهدف وتلبيتها على الوجه الأكمل. تظهر ثمار هذا الجهد من خلال العملاء المخلصين الّذين يعودون باستمرارٍ، وكذلك من خلال السّمعة الطّيّبة الّتي تكسبك عملاء جدداً".
وكما هو الحال في أيّ مجالٍ آخر، فإنّ صناعة الضّيافة ليست بمنأى عن التّحدّيات الكبرى، ولهذا السّبب يشدّد ترومان على أنّ الصّمود هو حجر الزّاوية في النّجاح. يقول: "قطاع الضّيافة قطاعٌ ديناميكيٌّ وتنافسيٌّ في آنٍ، وعلينا أن نكون مستعدّين للتّكيّف السّريع مع ما يطرأ من تحدّياتٍ، سواءً كانت تغيّراتٍ اقتصاديّةٍ، أو تحوّلاتٍ في توقّعات العملاء، أو تحدّياتٍ عالميّةٍ. هذا الصّمود لا يقتصر على الأفراد وحدهم، بل يشمل الفريق بأسره الّذي يقف وراء العلامة التّجاريّة. ومن هنا، أرى أنّه من الضّروريّ أن يكون صاحب العمل قريباً من فريقه، على جميع المستويات. يجب أن يشعر الفريق بشغفك، وطموحك، ورؤيتك، وفي الوقت ذاته يشعر بأنّك تصغي إليهم وتقدّر جهودهم. فالفريق القويّ والمتحفّز هو أساس الاتّساق، والإبداع، والتّميّز، وهو ما يخلق بيئة عملٍ تزدهر حتّى تحت أشدّ الضّغوط. وعندما تأتي الأوقات السّعيدة، تحتفلون معاً؛ وعندما تحلّ المحن، تجدون قوّتكم في العمل كفريقٍ واحدٍ".
وبالنّظر إلى ما يوليه ترومان لهذه النّقاط من أهمّيّةٍ، فلا عجب أن يحرص على دمجها في هيكل "أو بييتش دبيّ"، الّذي يصفه بأنّه "خطوةٌ ضخمةٌ لعلامتنا التّجاريّة – وربّما تكون أكبر حتّى من افتتاح أوّل موقعٍ لنا في إيبيزا". ولكن كيف ترجم ترومان هذه المبادئ إلى واقعٍ ملموسٍ؟
يجيب قائلاً: "لقد كوّنّا فريقاً جريئاً ومتمكّناً يضمّ أعضاءً أساسيّين من فرعنا في إيبيزا، يحملون معهم سنواتٍ من الخبرة حول كيفيّة بناء علامتنا التّجاريّة النّاجحة هناك. كما أضفنا أعضاءً جدداً مميّزين بخبراتهم الواسعة ومعرفتهم الفريدة في سوق دبيّ، وهو ما منحنا انطلاقةً قويّةً. هذا الدّمج بين الفريقين ساعدنا على افتتاح موقعنا الجديد بكلّ الأدوات الّتي نحتاجها. ولكنّ الأهمّ من ذلك كلّه كان الشّغف المشترك تجاه العلامة التّجاريّة والصّناعة. يجسّد فريقنا روح الالتزام بالتّميّز والطّاقة الإيجابيّة الّتي تصل إلى عملائنا، لضمان أن تبقى لحظاتهم معنا مميّزةً ومليئةً بالذّكريات السّعيدة، تماماً كما كانت في إيبيزا".
ومع ذلك، وبينما يستند "أو بييتش دبيّ" إلى إرثه الغنيّ في إيبيزا، يصرّ ترومان على أنّ هذا الموقع الجديد يجب أن يقف أيضاً على أسس قوّته الذّاتيّة. يقول: "أو بييتش دبيّ لا يتّبع القواعد التّقليديّة. نحن مختلفون بوضوحٍ، وهذا ما نحبّه في علامتنا التّجاريّة – نحن لا نسير مع التّيّار. فلسفتنا هي أن نبرز من خلال احتضان ما يميّزنا، وضمان أن كلّ عنصرٍ، من التّرفيه إلى الضّيافة، يعبّر عن روحنا الرّياديّة. نحن نعرف نقاط القوّة الفريدة لعلامتنا التّجاريّة، ونستغلّها لتقديم تجارب لا تنسى، تجذب جمهوراً مميّزاً نابضاً بالحياة. من خلال فهم احتياجات جمهورنا المحدّد ورغباته، بنينا مجتمعاً يشعر فيه النّاس بالتّقدير والتّرفيه. شراكاتنا ليست عشوائيّةً، بل مدروسةٌ بعنايةٍ، وتركّز على شركاء يشاركوننا رؤيتنا وقيمنا، ممّا يعزّز ما نقدّمه، جنباً إلى جنبٍ مع سمعتنا. الطّموح المستمرّ، والقدرة على التّكيّف، والالتزام بالنّموّ تضمن أن يبقى "أو بييتش" نابضاً بالحياة، ومثيراً، ومتطوّراً على الدّوام".
نُشرت هذه المقالة لأول مرة في عدد نوفمبر من مجلة "عربية .Inc". لقراءة العدد كاملاً عبر الإنترنت، يُرجى النقر هنا.