الرئيسية الريادة الفريق يفقد الحماس: كيف نعيد شرارة الشغف للعمل؟

الفريق يفقد الحماس: كيف نعيد شرارة الشغف للعمل؟

لا ينطفئ الشّغف إلّا حين يغيب المعنى، ولا يعود إلّا حين تعيد القيادة بناءه برؤيةٍ واضحةٍ وثقةٍ صادقةٍ تعيد للحياة المهنيّة قيمتها ومسارها

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

يصل الفريق أحياناً إلى مرحلةٍ يفقد فيها حماسه تدريجيّاً، ويتراجع معه الشّغف المهنيّ الّذي يشكّل الطّاقة المحرّكة للإبداع. ويحدث هٰذا الانطفاء عادةً عندما يتراكم الرّوتين وتتكرّر المهامّ بطريقةٍ تفقد العمل معناه، فينعكس ذٰلك مباشرةً على تحفيز الموظّفين وقدرتهم على الإنجاز. ومع استمرار هٰذا التّراجع، تظهر أهمّيّة إدارة الفرق الواعية الّتي تدرك بوادر المشكلة مبكّراً وتتحرّك لمعالجة جذورها قبل أن تتفاقم وتنعكس سلباً على جودة الأداء داخل المؤسّسة. 

لماذا يفقد الفريق حماسه؟

يتراجع الحماس داخل الفرق نتيجة تفاعل عدّة عوامل متزامنةٍ، يأتي الرّوتين المستمرّ في مقدّمتها، إذ يحوّل العمل إلى سلسلة مهامٍّ متكرّرةٍ تخلو من القيمة والمعنى. ويضعف الشّغف المهنيّ أيضاً عندما يشعر الموظّفون بأنّ جهودهم تمرّ بلا تقديرٍ أو عندما تفقد العدالة حضورها في توزيع المسؤوليّات. ومع مرور الوقت، يؤدّي ضعف إدارة الفرق أو غياب التّواصل الفعّال إلى تضخيم هٰذا الشّعور، لأنّ الموظّف يفقد قدرته على فهم دوره داخل الصّورة الكبرى للمؤسّسة، ما يجعله يشعر بالتّهميش أو بانقطاع الصّلة بين جهده والنّتيجة النّهائيّة.

ولا تتوقّف المشكلة عند هٰذا الحدّ، بل تزداد تعقيداً عندما تغيب فرص التّطوّر المهنيّ، فيتولّد لدى الموظّف إحساسٌ بأنّ مستقبله مجمّدٌ لا يتقدّم مهما بذل من جهدٍ. ويسهم الضّغط الزّائد بدوره في إطفاء الدّافع الدّاخليّ، إذ يتحوّل الجهد المستمرّ إلى إرهاقٍ يلتهم الحماس حتّى لدى أكثر الأفراد التزاماً. وعند هٰذه النّقطة، يصبح من الضّروريّ أن يعتمد القائد نهجاً واعياً يعالج جذور المشكلة لا مظاهرها السّطحيّة. [1]

الفريق يفقد الحماس: كيف نعيد شرارة الشغف للعمل؟

يفقد الفريق حماسه حين تتآكل طاقته الدّاخليّة الّتي تنعش الشّغف المهنيّ وتمنح العمل قيمته. ومع تراكم الأسباب، يتحوّل العمل إلى عبءٍ يوميٍّ خالٍ من الإلهام، ويبدأ الموظّفون ينفصلون تدريجيّاً عن أهدافهم. وعندما يبلغ الفريق هٰذه المرحلة، يصبح لزاماً على إدارة الفرق أن تتدخّل بوعيٍ لإعادة بناء الدّافع الدّاخليّ وتحفيز الموظّفين بشكلٍ يعيد الحيويّة إلى بيئة العمل. وتنطلق عمليّة الاستعادة من فهمٍ دقيقٍ لأسباب التّراجع، سواءٌ كان مصدرها الرّوتين أو غياب التّقدير أو ضعف التّواصل أو غموض التّوجيهات أو الضّغوط المتراكمة الّتي تحرم الموظّف من الشّعور بالتّوازن.

ومن هنا يعيد القائد إشعال شرارة الشّغف عندما يوضّح الهدف من جديدٍ، ويخلق مساحةً للحوار الصّريح، ويمنح الفريق استقلاليّةً تحفظ هويّتهم المهنيّة وتزيد شعورهم بالمسؤوليّة. كما تسهم إعادة توزيع المهامّ وخلق تجارب جديدةٍ وتنظيم فرصٍ للتّعلّم المستمرّ في بناء الطّاقة العقليّة والعاطفيّة، ما يمكّن الموظّفين من الرّجوع إلى الإيقاع الصّحيح. وكلّما تأسّست هٰذه الخطوات على الثّقة المتبادلة، تعزّز الحماس تدريجيّاً وارتفعت قدرة الفريق على الإبداع والإنتاج، ليجد كلّ فردٍ نفسه جزءاً من مسارٍ يتقدّم باستمرارٍ ويحمل معنى حقيقيّاً يستحقّ الجهد.

ويعيد القائد كذٰلك بناء الشّغف المهنيّ عندما يربط الفريق برؤيةٍ مستقبليّةٍ واضحةٍ، لأنّ وضوح الاتّجاه يعيد ترتيب الأولويّات ويجعل الجهد أكثر معنى. وتساعد المبادرات الجماعيّة مثل جلسات العصف الذّهنيّ والأنشطة المشتركة على تعزيز الرّوابط بين أعضاء الفريق، ما يرفع مستوى الانتماء ويقلّل الشّعور بالعزلة. ويسهم إدخال آليّات تقديرٍ مستمرّةٍ في رفع الرّوح المعنويّة، لأنّ الاعتراف بالإنجاز يعيد للموظّف إحساسه بالقيمة ويشجّعه على العطاء من جديدٍ. ومع مرور الوقت، يخلق هٰذا المسار بيئة عملٍ نابضةً بالطّاقة، يشعر فيها الجميع بأنّ أصواتهم مسموعةٌ وأنّ مساهماتهم جزءٌ أساسيٌّ من نجاح المؤسّسة. [2]

كيف يستعيد الفريق دافعه الداخلي؟

يستعيد الفريق دافعه الدّاخليّ عندما يشعر بأنّ عمله مرتبطٌ بهدفٍ واضحٍ يخلق معنى لأدواره اليوميّة. ولتحقيق هٰذا الشّعور، يعيد القائد ربط الموظّفين بأهداف المؤسّسة عبر توضيح أثر كلّ مهمّةٍ في النّجاح العامّ، ممّا يرفع مستوى الانتماء ويعزّز ارتباط الفرد بنتيجة جهده. ويسهم تمكين الموظّفين في القرارات في تعميق هٰذا الإحساس، لأنّه يمنّحهم ملكيّةً حقيقيّةً لما يقومون به، ويحوّل مشاركتهم من تنفيذٍ إلى مساهمةٍ. ولا يكتمل هٰذا المسار دون خلق بيئةٍ تشجّع على التّعلّم المستمرّ، لأنّ التّطوّر المهنيّ يعيد الحيويّة ويولّد شعوراً دائماً بالنّموّ. وعندما تكتمل هٰذه العناصر مجتمعةً، يستعيد الفريق دافعه وتعود الرّوح الإيجابيّة إلى العمل بطريقةٍ طبيعيّةٍ وفاعلةٍ.

الخاتمة

يفقد الفريق الحماس عندما تتراجع المشاعر الّتي تربطه بالعمل، ويضعف معها الشّغف المهنيّ الّذي يمثّل محرّك الإبداع والتّميّز. وتتحرّك إدارة الفرق الواعية لإعادة بناء هٰذا الشّغف عبر خطواتٍ عمليّةٍ تعزّز تحفيز الموظّفين وتعيد تشكيل الدّافع الدّاخليّ. وعندما يعاد تصميم بيئة العمل بطريقةٍ ترتكز على التّقدير والتّواصل والدّعم والنّموّ المستمرّ، يستعيد الفريق روحه تدريجيّاً وتتحسّن الإنتاجيّة على نحوٍ واضحٍ. وفي نهاية المطاف، لا ينطفئ الشّغف إلّا حين يغيب المعنى، ولا يعود إلّا حين تعيد القيادة بناءه برؤيةٍ واضحةٍ وثقةٍ صادقةٍ تعيد للحياة المهنيّة قيمتها ومسارها.

  • الأسئلة الشائعة

  1. هل يمكن قياس مستوى الشغف المهني داخل الفريق؟
    يمكن قياس الشغف المهني عبر أدوات مثل استبيانات الارتباط الوظيفي، وتحليل المشاركة في الاجتماعات، ومراقبة معدلات التطوع للمشاريع التطويرية، بالإضافة إلى متابعة جودة المخرجات. وتساعد هذه البيانات على تكوين صورة دقيقة عن الحالة النفسية للفريق، مما يمكّن القيادة من اتخاذ خطوات استباقية لتحسين الحماس.
  2. كيف يؤثر ضعف العلاقات بين أعضاء الفريق على مستوى الشغف المهني؟
    يؤدي ضعف العلاقات بين أعضاء الفريق إلى نشوء بيئة عمل باردة تفتقر إلى التعاون، ما يقلل الحافز الداخلي ويخلق شعوراً بالانفصال. وعندما يشعر الموظف بأنه يعمل وحده، يفقد جزءاً كبيراً من طاقته.
تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: