الرئيسية ستارت أب محمد المصري يستعيد شركته Tactful AI برؤية أوضح ومسؤولية أكبر

محمد المصري يستعيد شركته Tactful AI برؤية أوضح ومسؤولية أكبر

إعادة امتلاك الشركة ليست مجرّد إجراءٍ قانونيٍّ، بل رحلة وجدانيّة تعيد فتح فصلٍ من الماضي برؤيةٍ أوضح ومسؤوليّةٍ أعمق، تمهّد لبدايةٍ أكثر نضجاً ووعياً في مسار الرّيادة

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

يعدّ بناء شركةٍ ناشئةٍ في مجال التّكنولوجيا عالية النّموّ تحدّياً جسيماً، وبيعها لشركةٍ دوليّةٍ رائدة يُضاعف صعوبة المهمّة. أمّا استعادتها مرّةً أخرى بعد البيع؟ فهذا تقريباً ما يُعدّ حدثاً نادراً واستثنائيّاً.

غير أنّ محمد المصري، المؤسِّس الشّريك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "تكتفل للذّكاء الاصطناعي" (Tactful AI)، النّاشئة المصريّة المتخصّصة في حلول تجربة العملاء، لم يكتفِ بالمستحيل، بل حقّقه فعليّاً في يوليو من هذا العام، حينما استعاد ملكيّة شركته الّتي كانت قد استحوذت عليها "ديستني" (Dstny)، مجموعة الاتّصالات السّحابيّة الّتي تتّخذ من بروكسل مقرّاً لها، في عام 2022.

وفي الوقت الّذي يرسم فيه المصري مساراً جديداً ومستقلّاً لشركته، صرّح لـ"عربيةInc. ": "إعادة الاستحواذ على شركتك ليست مجرّد عمليّةٍ قانونيّةٍ، بل هي تجربةٌ عاطفيّةٌ غنيّةٌ بالدّروس؛ فأنت تُعيد فتح فصلٍ ظنّنت أنّه قد أُغلق نهائيّاً، لكن هذه المرّة بعيونٍ أكثر اتسّاعاً وبحسٍّ عميقٍ بالمسؤوليّّة.

منذ لحظة تأسيسها، برزت شركة "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ"، الّتي أسّسها المصري بمشاركة محمد حسن عام 2016، كأوّل حلٍّ مصريٍّ قائمٍ على الذّكاء الاصطناعيّ مصمَّمٍ خصيصاً لإدارة تجربة العملاء؛ فقد مكّنت الشّركة المؤسّسات من إدارة كلّ تفاعلٍ مع العملاء في الوقت الفعليّ عبر القنوات الرّقميّة المتعدّدة، ما أسهم في رفع كفاءة فرق الخدمة من خلال الأتمتة الذّكيّة الّتي تعزّز الإنتاجيّة دون تعقيدٍ.

ويشرح المصري فلسفة التّأسيس قائلاً: "ولدت "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" لسدّ فجوةٍ واضحةٍ في السوق؛ فالشّركات في منطقتنا تواجه تحدّياتٍ جرّاء أدوات تجربة العملاء المبعثرة والقديمة. ولأنّنا رأينا الحاجة إلى منصّةٍ موحّدةٍ تجمع الاتّصالات، وتوظّف الأتمتة الذّكيّة، وتمنح الفرق رؤىً لحظيّةً دقيقةً، كان من الضّروريّ أن يتحقّق ذلك من دون أعباء تطويرٍ أو تكاملٍ ضخمةٍ".

شهدت مسيرة "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" في عام 2022 قفزةً نوعيّةً حين استحوذت عليها "ديستني". ويوضّح المصري أنّ تلك المرحلة كانت غنيّةً بالدّروس والقيم؛ فقال شارحاً: "لقد مكّنتنا من التّوسّع، وتمويل أبحاثنا وتطوير منصّتنا، والوصول إلى مواهب وعملاء وشركاء على مستوى العالم. كما أتاحت لنا فرصة صقل حلولنا، ورفع معاييرنا، والتّأكّد من مدى ملاءمتها في أسواقٍ متنوّعةٍ، من الشّرق الأوسط إلى أوروبا والمملكة المتّحدة".

غير أنّه بعد قضائه عامين تحت مظلّة "ديستني"، أدرك المصري أنّ "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" بحاجةٍ لأن تعود قائمةً بذاتها لتتمكّن من التّوسّع بوتيرةٍ أسرع، وخدمة العملاء بشكلٍ مباشرٍ، فكان ذلك الدّافع الّذي حثّه هو وشريكه محمد حسن على استعادة ملكيّة الشّركة مرّةً أخرى، وافتتاح فصل ٍجديدٍ من الاستقلال والنّموّ؛ فيقول: "لقد زوّدتنا رحلتنا مع "ديستني" بالعديد من المكاسب: التّمويل، والهيكلة المؤسّسيّة، والانتشار الدّوليّ. ومع مرور الوقت، أدركنا أنّ القفزة التّالية تتطلّب سرعة التّنفيذ، واستقلاليّة المنتج، والاتّصال المباشر بالعملاء والشّركاء على حدٍّ سواء.

على الصّعيد القانونيّ والتّشغيليّ، استلزمت استعادة ملكية "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" إعادة هيكلةٍ شاملةٍ، والتّفاوض حول حقوق الملكيّة الفكريّة والأصول، وإعادة تنشيط الرّؤية المؤسّسية بقيادة المؤسّسين بطريقةٍ سلسةٍ وسريعةٍ. وما سهّل هذه العمليّة هو الاحترام المتبادل بين الطّرفين -بيننا وبين "ديستني"- والمصلحة المشتركة في رؤية "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" تزدهر وتنتقل إلى مرحلتها الجديدة بكلّ نجاحٍ".

مع تسارع وتيرة تطوّر قطّاعي الذّكاء الاصطناعيّ وتجربة العملاء، تخوض "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" رحلةً جديدةً من مسيرتها، مزوّدةً بميّزةٍ فريدةٍ تمزج بين ريادتها المبكّرة والدّروس المستفادة خلال فترة عملها تحت مظلّة "ديستني". فيقول المصري شارحاً: "لقد جعلتنا تجربتنا مع المجموعة أقوى وأكثر نضجاً؛ فقد بنينا بمنهجيّةٍ منظّمةٍ، وأطلقنا منتجاتٍ بمعايير عالميّةٍ، واكتسبنا رؤيةً أوسع على الصّعيد الاستراتيجيّ. أما استعادة ملكيّة شركتنا مرّةً أخرى، فتعيدنا إلى توافقٍ كاملٍ مع الرّؤية المؤسّسيّة الأصليّة، لكن هذه المرّة بسرعةٍ أكبر، ووضوحٍ أعمق، وتصميمٍ أقوى".

كما يقول المصري أنّ الفرصة الحاليّة لا تقتصر على امتلاك المنتج المناسب، بل تتعلّق أيضاً بالقدرة على تكييفه بما يتناسب مع خصوصيّات الأسواق المختلفة؛ فيقول: "رأينا فرصاً جديدةً تنبثق في أسواقٍ استراتيجيّةٍ، من بينها مصر والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة". ويضيف: "تحتاج هذه الأسواق إلى حلولٍ ليست قويّةً فحسب، بل مرنة، ومتكيّفة مع خصائص كلّ سوقٍ، ومتجاوبة مع التّعقيد التّشغيليّ الفعليّ. وقد منحنا استعادة ملكيّة "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" القدرة على الانطلاق نحو هذه الفرص بتركيزٍ أدقّ وتحكّمٍ كاملٍ".

والآن، مع انفصال المصريّ عن مظلّة "ديستني"، يعترف رائد الأعمال بأنّ الرّحلة كانت تجربةً غنيّةً بالوضوح والدّروس العميقة؛ فيقول: "لقد أدركت أنّ النّموّ لا يكفي بمفرده، بل يجب أن يسير جنباً إلى جنبٍ مع التّركيز؛ فامتلاك الشّركة ليس مجرّد تحكّمٍ، بل مسؤوليّة حقيقيّة. كما أنّ الشّراكات -حتّى النّاجحة منها- تحتاج إلى أن تتطوّر بما يتوافق مع مهمّة المنتج".

ويضيف أنّ العودة إلى قيادة المؤسّسين استلزمت إعادة النّظر في الأولويّات، ومواءمة خارطة الطّريق الخاصّة بالمنتج مع احتياجات العملاء الواقعيّة على الأرض. ويؤكّد المصري: "الرّؤية ليست شيئاً يُعاد كتابته، بل هي رابطٌ يُعاد الاتّصال به. لقد عدنا إلى جوهرنا الأصليّ: البناء بسرعةٍ، والاستماع عن كثبٍ للعملاء، وحلّ المشكلات التّشغيليّة الحقيقيّة من خلال الذّكاء الاصطناعيّ العمليّ وسير العمل الفعّال".

لقد فتحت عمليّة استعادة ملكيّة "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" أيضاً الباب أمام الشّركة للتّحرّك بسرعةٍ أكبر، والاستماع عن كثبٍ للعملاء، وتقديم حلولٍ مصمَّمةٍ خصيصاً لكلّ سوقٍ؛ فيشرح المصري قائلاً: "لقد أعدنا هيكلة خارطة الطّريق الخاصّة بمنتجنا لتلبّي الاحتياجات العاجلة: المزيد من الأتمتة، ومرونة أكبر دون الحاجة للبرمجة، وتحسين إمكانيّة الوصول، ورفع مستوى التّحليلات، وتسريع الوصول إلى القيمة الفعليّة".

ويضيف: "في كلٍّ من السّعودية والإمارات ومصر والمملكة المتّحدة، الشّركات جاهزةٌ لاعتماد الذّكاء الاصطناعيّ المتقدّم، لكنّها لا ترغب في حلولٍ جامدةٍ مخصّصةٍ للمؤسّسات الكبرى فقط. إنّهم يريدون منصّاتٍ قابلةً للتّوسّع، قابلةً للتّكيف، وتحترم خصوصيّة العمليّات التّشغيليّة لديهم. وهذا بالضّبط ما صُممت "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" لتحقيقه".

أمّا بالنّسبة لتركيزها على المدى الطّويل، فقد أكّد المصري أنّ "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ"  تهدف إلى ابتكار حلولٍ تجمع بين الدّيمومة والملاءمة الإقليميّة؛ فيقول: "نحن لا نتبع الصّيحات العابرة، بل نسعى لإيجاد قيمةٍ مستدامةٍ في قطّاعاتٍ حيويّةٍ مثل التّجزئة، والتّجارة الإلكترونيّة، والخدمات العامّة، والاتّصالات، والماليّة. إذ إنّ هدفنا أن يعتمد عملاؤنا في القاهرة والرياض ودبي ولندن على "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" بنفس الثّقة التي يضعونها في أيّ لاعبٍ عالميٍّ، وأن يشعروا بأنّهم يحصلون في المقابل على مرونةٍ أكبر وملاءمةٍ حقيقيّةٍ لاحتياجاتهم".

كما يخطّط المصري لأن تصبح "تاكتفل للذّكاء الاصطناعي" قائدةً إقليميّةً في مجال الذّكاء الاصطناعيّ لتجربة العملاء، لتحلّ محلّ الحلول القديمة والمحدودة والمعقّدة مثل "إنتركوم" (Intercom) و"جينيسيس" (Genesys) و"زينديسك" (Zendesk) و"فريش ديسك" (Freshdesk). مع توسيع حضورها وشراكاتها في الإمارات ومصر والسعودية والمملكة المتّحدة، والاستثمار بشكلٍ أكبر في الابتكار دون البرمجة وأبحاث الذّكاء الاصطناعيّ المتقدّم.

وبالنّهاية، تُصبّ كلّ هذه الجهود في إطار رؤيةٍ أوسعٍ، كما يوضّح المصري: لايقتصر النّجاح هنا على الإنجاز فحسب، بل إنّه دليلٌ على أنّ منصّات الذّكاء الاصطناعيّ -القادرة على المنافسة عالميّاً- يمكن بناؤها وإدارتها من قلب المنطقة العربيّة".

من مؤسّس إلى مؤسّس

يقدّم محمد المصري، المؤسّس الشّريك والرّئيس التّنفيذيّ لشركة "تكتفل للذّكاء الاصطناعيّ" (Tactful AI)، نصائحه لروّاد الأعمال الّذين يسعون إلى الاستحواذات كوسيلةٍ لتوسيع أعمالهم ونموّ شركاتهم. فيقول: " لا تعامل الاستحواذ كمجرّد خروجٍ، فهو مرحلةٌ تتطلّب تخطيطاً دقيقاً لما يأتي بعدها. عليك أن تفهم تماماً ما تتنازل عنه؛ فالأمر لا يقتصر على الأسهم فحسب، بل يشمل الطّاقة، وثقافة الشّركة، والزّخم الّذي بنيته. لذلك، احرص على وجود خياراتٍ واضحةٍ تمكّنك من العودة إذا دعت الحاجة، بحيث تكون العودة هدفاً واعياً ومدروساً. وقبل كلّ شيءٍ، تمسّك بالمهمّة التي انطلقت من أجلها، حتّى لو لم تعد تقود الشّركة مباشرةً. ففي كثيرٍ من الأحيان، تكون أجرأ خطوةٍ هي العودة لإكمال ما بدأت، بعد أن اكتسبت خبرةً أعمق ورؤيةً أوضح".

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
زمن القراءة: 7 دقائق قراءة
آخر تحديث:
تاريخ النشر: