الرئيسية فعاليات 10 خلاصاتٍ مفصليّةٍ من NextGen AI Summit 2025

10 خلاصاتٍ مفصليّةٍ من NextGen AI Summit 2025

جمعت قمّة "الجيل القادم من الذّكاء الاصطناعيّ 2025"، الّتي نظّمتها "عربية .Inc"، نخبةً تمثّل مختلف دوائر منظومة الذّكاء الاصطناعيّ في المنطقة؛ من صنّاع السّياسات ومهندسي البرامج، إلى المستثمرين والمبتكرين وروّاد الأعمال

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

بدعمٍ من أومبوري شريك التّقنيّة، وبشراكةٍ مع لوسيديا المتخصّصة في تجارب العملاء المعزّزة بالذّكاء الاصطناعيّ، جمعت قمّة "الجيل القادم من الذّكاء الاصطناعيّ 2025"، الّتي نظّمتها "عربية .Inc"، نخبةً تمثّل مختلف دوائر منظومة الذّكاء الاصطناعيّ في المنطقة؛ من صنّاع السّياسات ومهندسي البرامج، إلى المستثمرين والمبتكرين وروّاد الأعمال. 

وعلى امتداد ثلاث جلساتٍ حواريّةٍ، توزّعت بين العصف الذّهنيّ والرّؤية المستقبليّة، شارك المتحدّثون تأمّلاتٍ ناضجةً حول مآلاتالذّكاء الاصطناعيّ، وحجم تحوّله من تقنيةٍ واعدةٍ إلى واقعٍ يعيد تشكيل بنية الأعمال ذاتها. 

 وإليك أكثر ما لامس الأعماق من تلك الرّؤى الّتي نسجت على هامش القمّة: 

1. القيادة بالذّكاء الاصطناعي تعني القيادة بالرّؤية 

في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، لا ينظر إلى الذّكاء الاصطناعيّ بوصفه أداةً للابتكار فحسب، بل كوسيلةٍ لتشكيل صورة الوطن في عيون العالم. هذا ما أكّد عليه محمّد المنصوري، كبير مسؤولي الذّكاء الاصطناعيّ في وزارة الخارجيّة الإماراتيّة، حين تحدّث عن الفلسفة التي توجّه مسار دمج هذه التكنولوجيا في بنية الوزارة وأدائها. 

قال: "في وزارة الخارجيّة، لا نرى في الذكاء الاصطناعيّ بديلاً عن الدبلوماسيّة، لكنّنا نراه عنصراً بالغ الأهمّيّة في تعزيز التفاعل البشريّ؛ تفاعلٍ يتّسم بالذكاء، ويسبق الأحداث بالبصيرة، ويستجيب بالسرعة". 

وتتجلّى هذه الرّؤية في إطلاق الوزارة لأول "بعثة ذكيّة" العام الماضي في العاصمة الكوريّة الجنوبيّة سيول، والتي تهدف إلى تقديم الخدمات القنصليّة على مدار السّاعة، بالاستعانة بأحدث التّقنيّات، وفي مقدّمتها الذّكاء الاصطناعيّ. 

وإن كانت هذه المبادرة تلفت الانتباه لذاتها، فإنّ المنصوري يشير إلى أنّها تعبّر عمّا هو أعمق من الابتكار؛ إنّها تجسّد طموح الإمارات في تموضعها ضمن المشهد العالميّ للذكاء الاصطناعيّ. قال: "بدأت القوّة النّاعمة للذّكاء الاصطناعيّ في الإمارات تتشكّل". 

 ثم أضاف مؤكّداً: "بدأ الناس يدركون أنّ في مقدور الإمارات أن تصبح رائدةً في هذا المجال، وأن تصدّر تلك التّقنيّات كذلك، فنحن لم نعد نكتفي بالاستيراد. بل حان لنا أن نصدّر هذه الابتكارات، وأن نكون في طليعة الدّول الّتي تخرج الذّكاء الاصطناعيّ إلى العالم". 

2.الذّكاء الاصطناعيّ يحرّر الطّاقات... لا يقصيها 

لم تكتف الإمارات بوضع الذّكاء الاصطناعيّ على هوامش سياستها الاصطناعيّة، بل شرعت في غرسه عميقاً في صلب التّحوّل. رسمت محبّة آل صالح، رئيسة قسم تطوير التّكنولوجيا في وزارة الصّناعة والتّكنولوجيا المتقدّمة، ملامح هذا المسار بدقّةٍ: لا يُراد للذّكاء الاصطناعيّ أن يحلّ محلّ الإنسان، بل أن يعزّز قدرته، ويرتقي بأدائه. 

سعت الدّولة، من خلال مشروع "300 مليارٍ"، إلى مضاعفة مساهمة القطاع الاصطناعيّ من 133 مليار درهمٍ إلى 300 مليارٍ درهمٍ (أي من 36 إلى 81.6 مليار دولارٍ) قبل حلول عام 2031. ولم تنحصر الاستراتيجيّة في التّوسّع الكمّيّ فقط، بل انصبّت على استنهاض كفاءة الصّناعة بواسطة أدواتٍ ذكيّةٍ. ففتحت الأبواب أمام المصانع لاحتضان الذّكاء الاصطناعيّ، لا كخصمٍ ينافس العامل، بل كحليفٍ يحسّن الإنتاج، ويقلّل الهدر، ويمهّد السّبيل لتحوّلٍ مستدامٍ. 

شدّدت "آل صالح": "نريد للصّناعات أن ترتقي، وأن تستخدم الذّكاء الاصطناعيّ لتحسين عمليّاتها، وضمان دمجه على نحوٍ مستدامٍ". 

ولٰكنّ التّحوّل، كما أكّدت، لا يبدأ من خطوط الإنتاج، بل من أعلى الهرم. "حين يدرك القادة أهمّيّة هذه التّقنيات، تنتقل القناعة إلى فرق العمل، وتتحوّل الثّقافة من مقاومةٍ إلى مبادرةٍ". 

هكذا، لا يُستبدل الإنسان، بل يمدّ بجناحٍ إضافيٍّ. فتعانق الآلة العقل، ولا تزيحه. "في نهاية المطاف، الهدف ليس استبدال الموظفّين، بل استخدام الذّكاء الاصطناعي كوسيلةٍ لمساعدة الشّركة على تحسينِ كفاءتِها". 

3. يبدأ مستقبل الذّكاء الاصطناعيّ من الإنسان... وينهض بالمنطقة 

نبّه "زياد بن سليمان"، مدير تطوير الأعمال في لوسيديا (وهي منصّةٌ موحّدةٌ لتجربة العملاء، مدعومةٌ بالذّكاء الاصطناعيّ، ومتوافقةٌ تماماً مع التّشريعات، ومخصّصةٌ لدعم قادة التّسويق وتجربة العملاء في الشّركات الكبرى والحكومات وريادة الأعمال في العالم العربيّ)، إلى أنّ الذّكاء الاصطناعيّ في الشّرق الأوسط يجب أن يتشكّل وفقاً للسّياق والهويّة، لا وفقاً لشفرة البرمجة فقط. 

صرّح قائلاً: "يجب على كلّ حلٍّ، وكلّ تطبيقٍ، وكلّ تبنٍّ للذّكاء الاصطناعيّ أن يكون مركّزاً على الإنسان، لا أن يستبدل الإنسان". 

أكّد أنّه في العالم العربيّ، لن يكون الذّكاء الاصطناعيّ حقيقةً في خدمة الإنسان، إلّا إذا تشكّل في رحم المنطقة نفسها، وليس مستورداً من خارجها. فإن لم نقم نحن بصياغته، حذّر، سنجد أنفسنا نستعمل أدواتٍ تعكس واقعاً لا يشبهنا، وتخدم ثقافاتٍ ليست لنا. 

وخلص إلى التّأكيد: "يجب أن نتقدّم لتولّي الدّور الرّياديّ في الذّكاء الاصطناعيّ، وأن نشكّل حلولنا الخاصّة المنبثقة من ثقافتنا واحتياجاتنا، والقادرة على معالجة مشاكلنا نحن". 

4. العربيّة تحتاج إلى ذكاءٍ صُمِّم لها... لا إلى حلولٍ مُرقّعة. 

سلّطت دينا توفيق، نائبة رئيس النّموّ في شركة ترجمة (وهي رائدة تقنيات اللّغة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وفي شركتها الشّقيقة "آرابيك. إي آي" (والّتي تقف خلف أوّل منصّةٍ وكيلةٍ في المنطقة مخصّصةٍ للذّكاء الاصطناعيّ باللّغة العربيّة)، الضّوء على تعقيداتٍ فريدةٍ تكمن في بناء الذّكاء الاصطناعيّ للعربيّة. 

فعلى خلاف اللّغة الإنجليزيّة أو اللّغات المدعومة بوسائل تطويرٍ وإمكاناتٍ واسعةٍ، تطرح اللّغة العربيّة تحدّياتٍ تتجاوز مجرّد التّرجمة أو التّوطين. 

قالت توفيق: "يختلف بناء العربيّة للذّكاء الاصطناعيّ جذريّاً عن بناء اللّغات الأخرى؛ فالعربيّة لغةٌ معقّدةٌ، تتمتّع بتراكيب دقيقةٍ، وتشتمل على تعدّدٍ كبيرٍ في اللّهجات، وثراءٍ في الدّلالات الثّقافيّة، وبذلك فهي تتطلّب نماذج متخصّصةً". 

وعلى رغم ثقل المتطلّبات التّقنيّة، طرحت توفيق القضيّة في إطارٍ أعمق يمسّ صلب المستقبل الرّقميّ للمنطقة. 

شرحت قائلةً: "تقع اللّغة في قلب التحوّل الرّقميّ. وإذا كان الذّكاء الاصطناعيّ لا يفهم اللّغة العربيّة فهماً أصيلاً وثقافيّاً، فلن يحقّق الأثر الّذي نحن بصدده". 

5. لا تخبرني أنّك مدعومٌ بالذّكاء الاصطناعيّ... أثبت ذلك 

رفض أندرياس هاسلّوف، المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ لشركة أومبري (وهي مجموعةٌ تقنيّةٌ عالميّةٌ مختصّةٌ في تطوير حلول التّحوّل الرّقميّ للقطاعات التّجاريّة والضّيافيّة والنّقل والخدمات العامّة)، الاكتفاء بالتّرويج لـ "الدّعم بالذّكاء الاصطناعيّ" كشعارٍ. وشدّد على أنّ هذا التّعبير، في سياق اليوم، يعدّ فارغاً ما لم يقترن بأثرٍ ملموسٍ. 

صرّح قائلاً: "أراه تقنيّةً أساسيّةً، لا خياراً ثانويّاً". 

وأضاف أنّه، كما لا يسأل أحدٌ اليوم إذا كانت الشّركة تستخدم الإنترنت، فاستخدام الذّكاء الاصطناعيّ يجب أن يعدّ بديهيّاً، لا ميزةً تسويقيّةً. 

أوضح هاسلّوف أنّ الفارق الحقيقيّ لا يكمن في ادّعاء التّبنّي، بل في كيفيّة تسخير هذه التّقنيّة الرّائدة لحلّ المشاكل وتطوير العمليّات. 

مع ذلك، نبّه إلى أنّ نجاح الشّركات في هذا المجال لا يعتمد على قوّة العرض فقط، بل على سرعة الحركة أيضاً. 

قال بوضوحٍ: "تجب المبادرة بالسّرعة، وإلّا فستخرج من المضاربة. لكن لا تُقدِم إلّا وقد أحطتَ علماً بما تصنع، فقد رأينا شركاتٍ كثيرةً دفعت بنماذج لا تُحسن فهمها، فكان سقوطها أسرع من إطلاقها". 

٦. يؤتي الذّكاء الاصطناعيّ أُكله... عندما يُزرع في الأعماق، ولا يُنثر على السّطح فقط 

فرّق أندرو كابريت، الشّريك المؤسّس والرّئيس التّنفيذيّ للمنتج في شركة سيز (الرّائدة في تطوير حلول السّيّارات المدعومة بالذّكاء الاصطناعيّ، والمقامة في دبي)، بين شركاتٍ "ترشّ قليلاً من الذّكاء الاصطناعيّ على الحلّ"، وأخرى "تغرسه عميقاً، ليصل إلى الجذور". 

بحسب رؤيته، لا تبني الشّركات الأصيلة في هذا المجال حلولها بوصفاتٍ جاهزةٍ، بل تبدأ من ذهنيّة: الاستكشاف لا التّقليد، والتّجربة لا التّمسّك بـ "كتب القواعد". 

قال كابريت: “ما من ممارسةٍ مثلى بعد في عالم الذّكاء الاصطناعيّ؛ كلّ ما في الأمر أنّ النّاس يجرّبون، ثم يُجرون التّحسينات". 

وبنظره، لا يأتي النّجاح في عصر الذّكاء الاصطناعيّ من اتّباع الوصفات، بل من الخفّة، والتّكييف، والتّعلّم في سياق العمل. 

لذلك، شدّد كابريت على حاجة الشّركات إلى بناء بيئةٍ تشجّع فيها الفرق على الاختبار والاستكشاف: تجربة أدواتٍ جديدةٍ، اختبار نماذج مختلفةٍ، وتعلّم كيف يمكن أن تخدم هذه الأدوات الحياة اليوميّة. 

وخلص إلى التّوصية: "تحتاج الشّركات إلى ثقافةٍ تستعدّ للتّغيير بسرعةٍ، وتستعدّ لتجربة نماذج متنوّعةٍ، لترى كيف يمكنها أن تساهم في تحسين الحياة العمليّة". 

7. ابدأ بالحالة العمليّة... لا بالمصطلحات الرّنّانة 

دعا فيجاي فيلايوثام، المسؤول الرّئيسيّ لأمن المعلومات في وزارة الطّاقة والبنية التّحتيّة بدولة الإمارات، قادة الأعمال إلى تجنّب الانجرار وراء ضجّة الذّكاء الاصطناعيّ، ما لم يكن هناك سببٌ تجاريٌّ جوهريٌّ يبرّر الاستخدام. 

نبّه إلى خطورة تطبيق الذّكاء الاصطناعيّ على نطاقٍ واسعٍ دون غرضٍ واضحٍ، وأوصى بالارتكاز على الخدمات الرّئيسيّة، وبناء حالةٍ تجاريّةٍ صلبةٍ تدور حول الألم العمليّ الحقيقيّ. 

قال: "رأيت منظّماتٍ تدخل الذّكاء الاصطناعيّ هنا وهناك، ولكن في النّهاية، لم يتحقّق أيّ أثرٍ حقيقيٍّ على الأعمال". 

أضاف: "دون حالةٍ تجاريّةٍ متينةٍ ومدروسةٍ بعنايةٍ، أرجّح أنّ الطّريق مازال طويلاً". 

حذّر "فيلايوثام" أيضاً من الاعتماد على نظم الذّكاء الاصطناعيّ غير الموثّقة في اتّخاذ القرارات المصيريّة، وأشار إلى مخاطر غالباً ما تغيب عن الأنظار، كالامتثال التّنظيميّ، وتآكل الإشراف على هندسة المنظّمة. 

وأوضح: "تتسارع الوقائع بوتيرةٍ هائلةٍ، ممّا قد يفقدنا الرّؤية الشّاملة لبنيتنا التّحتيّة الرّقميّة، وذلك بنفسه قادرٌ على ضرب المنظّمة في المدى البعيد". 

8. الذّكاء الاصطناعيّ ليس مربط الفرس... بل من يقف وراءه 

أوضح عمر زابط، الشّريك الرّئيسيّ في شروق (إحدى أنشط شركات الاستثمار في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا)، أمام جمهور القمّة، أنّ تدفّق عروض الشّركات الناشئة في الذّكاء الاصطناعيّ لم يكن كافياً بذاته لتسويغ الاستثمار، وخصوصاً في المراحل المبكّرة. 

شدّد على أنّ الفارق الحقيقيّ يكمن في الجواهر العمليّة: "وفي معظم النّماذج النّاجحة، يكون الفريقُ المُؤسِّس هو الفيْصل؛ أي مدى فهمِه للمشكلة، وقدرته على شرح منطق الحلّ، وكيفيّة تسخير الذّكاء الاصطناعيّ فيه". 

قال: "فيما يخصّ الشّركات المبتدئة، ننظر إلى شركات الذّكاء الاصطناعيّ بطريقةٍ تماثل نحو الـ 85٪ ممّا نفعله مع أيّ شركةٍ غير مختصّةٍ في الذّكاء الاصطناعيّ". وأضاف: "في المرحلة المبكّرة، وهذا ينطبق على غالب الشّركات، يعتبر الذّكاء الاصطناعيّ أداةً تساعد على تحقيق الغرض. إنّه أداةٌ رائعةٌ، ولم تكن موجودةً قبل فترةٍ وجيزةٍ، ولكنّ الجوهر يبقى في الفريق المؤسّس: فهمهم للمشكلة، وقدرتهم على إقناعنا بأنّ الحلّ جيّد، وأنّ الذّكاء الاصطناعيّ هو الأداة المناسبة لبنائه". 

وخلص إلى التّوكيد: "في النّهاية، لا تُموّل التّقنيّة... بل الفريق الّذي يجيد استخدامها". 

9. تبدأ ميزة الخليج في الذّكاء الاصطناعيّ... من قابلية التوسّع 

أشارت تيفاني باين، الشّريكة الرّئيسيّة في صندوق دبي للمستقبل، إلى أنّ مؤسّسي شركات الذّكاء الاصطناعيّ في المنطقة، ممّن يبدؤون برؤيةٍ عالميّةٍ، يضعون أنفسهم في موضع قوّةٍ، ولٰكنّ توسّع مشاريعهم مرهونٌ بعوامل جوهريّةٍ. 

بدأت بذكر العامل الأوّل: "أوّلاً، نُقيِّم قابليّة التّكرار: كم عددَ العملاء الذين ينطبق عليهم هذا السيناريو دون الحاجة إلى تخصيص؟" 

ثمّ أضافت: "ننظر بعد ذلك إلى سهولة التّبنّي: ما مدى يسر تفعيل هذا المنتج لدى العملاء دون حاجةٍ لتخصيصٍ كبيرٍ أو دعمٍ طويل المدى؟" 

وأشارت أيضاً إلى الجانب التّقنيّ: "إلى أيّ حدٍّ يمكن للتّقنيّة أن تتحمّل زيادةً بمقدار 10 أضعافٍ في الطّلب أو البيانات، دون أن يتأثّر الأداء؟" 

واختتمت بالجانب الحسابيّ: "نظراً لأنّ الحساب التّقنيّ يمثّل نسبةً كبيرةً من تكلفة الذّكاء الاصطناعيّ، فهل نرى نموذجاً قادراً على تسطيح هذه المنحنيات في المستقبل، بدلاً من ازدياد التّكلفة طراداً مع الطّلب؟" 

وبإتقان هذه الأسس، ترى "بين" أنّ مؤسّسي الشّركات في الخليج يحتلّون موقعاً قياديّاً، وخصوصاً في منطقةٍ تستعدّ لكسر النّماذج التّقليديّة والانطلاق سريعاً نحو الذّكاء الاصطناعيّ. 

"ثمّةَ فُرصةٌ نادرةٌ في الخليج اليوم لِتَجاوز المراحل التكنولوجيّة التي استغرقت دولاً أخرى سنواتٍ طويلةً، كما فعلَت أفريقيا حينَ قفزت مباشرةً إلى الهواتف الذّكيّة دون المرور بشبكات الهاتف الأرضيّ، أو حين تبنّت حلول التكنولوجيا الماليّة (Fintech) بدلاً من تطوير أنظمة مصرفيّة تقليديّة. وهذه القفزة ليست ترفاً، بل خيارٌ استراتيجيّ لتوفير الوقت، والموارد، والانطلاق من الحداثة لا من الوراء". 

"ونرى في ذلك فرصةً حقيقيّةً للخليج ليتخطّى الأنظمة التّقليديّة، ويُسارِع إلى تبنّي الذّكاء الاصطناعيّ، ويُحسِن استثماره لتعظيم النّموّ وتسريع المسار التّطوّريّ". 

10. تأثير المؤسّس... أكثر حسماً من أيّ وقتٍ مضى 

في سياقٍ تقنيٍّ يتغيّر بسرعةٍ هائلةٍ، وخصوصاً في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، لا يكمن الفارق بين الشّركات النّاشئة في فرادة المنتج وحدها، بل في قوّة الشّخص الّذي يبنيه. 

ذلك ما أكّده ربى أولانا، رئيس قطاع البيانات والاستثمارات في شركة فينتشر سوق (صندوق رأس مالٍ مخاطرٍ قائمٌ في الخليج، يركّز على الشّركات التّقنيّة العالميّة في مراحلها المبكّرة)، خلال كلمته في القمّة. 

وبحسب أولانا، مع الوتيرة المتسارعة لتطوّر تقنيات الذّكاء الاصطناعيّ، تصبح قدرة المؤسّس على التّكيّف والاستباق عنصراً حاسماً، وهو ما يركّز عليه بشكلٍ خاصٍّ كمستثمرٍ. 

قال: "أعتقد أنّ سمات المؤسّس تعتبر اليوم أكثر أهمّيّةً من أيّ وقتٍ سابقٍ. فإذا تحدّثتُ مع مؤسّسٍ وأحسست بالإعجاب، أو حتّى بشيءٍ من الرّهبة، من كمّ المعرفة الّتي يملكها عن الواقع المتغيّر، فذلك يقنعني بأنّه سيجد طريقه إلى سوقٍ أوسع وأعمق من الّتي بدأ فيها". 

وبمعنىً آخر، لا تكفي الكفاءة التّقنيّة، ولا الدّراية التّجاريّة، في حدّ ذاتهما، فالمستثمرون يفضّلون المؤسّس الّذي يتمتّع برؤيةٍ ثاقبةٍ، وفضولٍ لا يفتر، وقدرةٍ ذهنيّةٍ تمكّنه من الخوض في قطاعاتٍ لم تولد بعد. 

في مجال الذّكاء الاصطناعيّ، تكمن قوّة النّموّ في القدرة على الالتفات الذّكيّ، واستشراف الخطوة التّالية، وهناك يكون الفرق بين شركةٍ تتّسع... وأخرى تتوقّف.

آخر تحديث:
تاريخ النشر: