Tarmeez Capital تُعلن عن جولة تمويل استراتيجية بقيادة Tali Ventures
الشّركة السّعوديّة النّاشئة المتخصّصة في صكوك التّمويل تنتقل من التّأسيس الذّاتيّ إلى دعمٍ مؤسسيٍّ، مستهدفةً توسيع بصمتها في قطّاع الدّين الرّقميّ المتنامي

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
أعلنت شركة "ترميز كابيتال" (Tarmeez Capital)، النّاشئة والمتخصّصة في صكوك التّمويل والمتّخذة من المملكة العربيّة السّعوديّة مقرّاً لها، عن حصولها على جولة تمويلٍ استراتيجيّةٍ بقيادة شركة "تالي فنتشرز" (Tali Ventures)، الذّراع الاستثماريّ لرأس المال المغامر المؤسّسيّ التّابع لمجموعة الاتّصالات السّعوديّة (stc group).
ويُمثّل هذا الاستثمار نقلةً نوعيّةً لشركة ترميز كابيتال من مشروعٍ مموّلٍ ذاتيّاً إلى كيانٍ يحظى بدعمٍ أحد أكبر المستثمرين الوطنيّين، ما يهيّئها لتوسيع نطاق أعمالها في سوق الدّين الرّقميّ سريع النّموّ داخل المملكة.
تأسّست ترميز كابيتال في السّعودية عام 2022 على يد ناصر السعدون، وتُقدّم حلول تمويلٍ رقميّةً للشّركات في مختلف القطّاعات، مع تركيزٍ خاصٍّ على منتجات الصّكوك المتوافقة مع أحكام الشّريعة الإسلاميّة، المتاحة للمستثمرين المؤسّسيين والأفراد على حدٍّ سواء. وقد نجحت المنصّة في تسهيل برامج تمويلٍ تتجاوز قيمتها 2 مليار ريالٍ سعوديٍّ (533.194 مليون دولارٍ أمريكيٍّ)، وتخدم أكثر من 180,000 مستخدمٍ. وسجّلت الشّركة خلال العام الماضي وحده نموّاً بنسبة 459% في إصدارات الصّكوك.
وفي تصريحٍ خاصٍّ لمجلة "عربية .Inc"، قال ناصر السعدون، الرّئيس التّنفيذيّ لترميز كابيتال: "تكمن ابتكارتنا الأساسيّة في استخدام الصّكوك كوسيلةٍ حديثةٍ وفعّالةٍ للتّمويل. ونحن نصدر صكوكاً لتمويل المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة والشّركات الكبرى، ونوفّر منصّة استثمارٍ رقميّةً تُتيح للمواطنين السّعوديّين والمقيمين والمستثمرين المؤسّسيين المشاركة في هذه الإصدارات".
وقد كان إصدار الصّكوك في المملكة العربيّة السّعوديّة تاريخيّاً مقتصراً على الشّركات الكبرى، مع حدٍّ أدنى للإصدار يبلغ 100 مليون ريالٍ سعوديٍّ (26.66 مليون دولارٍ أمريكيٍّ) للمستثمرين الجدد، ما شكّل عائقاً طويل الأمد أمام الشّركات الصّغيرة والمتوسّطة للوصول إلى تمويلٍ فعّالٍ ومتوافقٍ مع الشّريعة. وأضاف السعدون: "في ترميز كابيتال، نعمل على تغيير هذا الواقع عبر توسيع نطاق الوصول إلى إصدار الصّكوك أمام الشّركات من مختلف الأحجام داخل المملكة".
شاهد أيضاً: Maalexi تحصل على تمويل بقيمة 3 ملايين دولار
ومن خلال تقنيتها الخاصّة المتقدّمة وتحليلات البيانات، تُتيح ترميز كابيتال إصدار الصّكوك بسرعةٍ تفوق القنوات التّقليديّة بسبعة أضعافٍ، ممّا يربط الشّركات الباحثة عن التّمويل بالمستثمرين بشكلٍ مباشرٍ وسلسٍ. وتابع السعدون قائلاً: "نستطيع توفير التّمويل عبر الصكوك خلال فترةٍ لا تتجاوز 10 أيّامٍ، وهو زمنٌ قياسيٌّ مقارنةً بالأساليب التّقليديّة. كما أنّ نموذج عملنا لا يفتح قنواتٍ جديدةً للتّمويل فحسب، بل يمكّن المستثمرين أيضاً من المساهمة مباشرةً في الاقتصاد الحقيقيّ ضمن إطارٍ شفّافٍ ومتوافقٍ مع الشّريعة".
وقد نجحت المنصّة في استقطاب قاعدة مستخدمين نمت بشكلٍ عضويٍّ، ما أسهم في سدّ الفجوة بين الشّركات الطّموحة والمستثمرين الّذين يقودهم الالتزام بالقيم. وأضاف السعدون: "هذا جانب مهمٌّ للغاية، إذ نلحظ تزايداً في عدد المستثمرين السّاعين إلى استثماراتٍ تجمع بين العائد المجزي والأثر الإيجابيّ".
وبفضل التّمويل الجديد، تُخطّط ترميز كابيتال لتوسيع عروضها والمساهمة فيما وصفه السعدون بـ"الجيل المقبل من البنية التّحتيّة الماليّة في المملكة". وأشار إلى أنّ هذا الاستثمار يتماشى مع استراتيجيّة مجموعة الاتّصالات السّعوديّة لدعم المنصّات الرّقميّة عالية النّموّ الّتي تُشكّل مستقبل قطّاع التّمويل، وتعزّز النّظام الماليّ الوطنيّ.
وفيما يخصّ المرحلة المقبلة، تهدف الشّركة إلى توسيع نطاق خدمتها ليشمل طيفاً أوسع من الشّركات، بدءاً من المؤسّسات الصّغيرة والمتوسّطة وصولاً إلى الشّركات المتوسّطة والكبيرة. إذ قال السعدون: "نخطّط للتّقدّم بطلبات للحصول على تراخيص إضافيّةٍ ستُمكننا من توسيع قدراتنا وخدمة المُصدِرين والمستثمرين بشكلٍ أشمل على امتداد دورة حياة التّمويل والاستثمار".
وقد استُخدمت منصّة ترميز كابيتال بالفعل من قِبل شركاتٍ، مثل: "ريد سي إنترناشيونال" (Red Sea International)، والّتي استفادت من التّمويل المتوافق مع الشّريعة لدعم عقودها مع شركة "بيكر هيوز" (Baker Hughes) وشركة "ريد سي غلوبال" (Red Sea Global) لتنفيذ مشاريع بنيةٍ تحتيّةٍ في المنطقة الشّرقية. وفي قطّاع الإسكان والتّطوير الحضريّ، تستخدم شركة التّطوير العقاريّ السّعوديّة "رصف" (RASF) تمويل الصّكوك لمشروع ديم في الخبر، وهو مجمّعٌ سكنيٌّ من الفلل يستهدف الطّبقة المتوسّطة في المملكة.
ومع تزايد الإقبال على الصّكوك، بات للمستثمرين الأفراد دورٌ متنامٍ في هذا المجال. وبيّن السّعدون: "كلا المستثمرين، الأفراد والمؤسّسيين، يشاركون بفعاليّةٍ في منصّات الصكوك الرّقميّة. ومن حيث التّوزيع، يُشكّل المستثمرون الأفراد نسبة 50% من الاستثمارات في الصّكوك، ما يجعلهم محرّكاً رئيسيّاً للسّوق". وأوضح أنّ تنامي شهيّة الأفراد نحو هذا النّوع من الاستثمار يعود إلى تنوّع الإصدارات المتاحة، وتطوّر المنصّات لتواكب احتياجاتهم وتطلّعاتهم.
كما أشار السعدون إلى العوامل الاقتصاديّة الكليّة القويّة الّتي تتمتّع بها المملكة، إضافةً إلى كون غالبيّة السّكان من الشّباب المتمرّسين تقنيّاً، وازدياد الطّلب على الاستثمارات الأخلاقيّة المتوافقة مع الشّريعة، كأسبابٍ طبيعيّةٍ لدفع هذا الزّخم. وقال: "مع التّركيز المتزايد على التّمويل الأخلاقيّ في المنطقة، ووجود جيلٍ شابٍّ يُمثّل 70% من السّكان تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً، يُشكّل السّوق بيئةً مثاليّةً للمنصّات الرّقميّة المتوافقة مع الشّريعة، والّتي تعتمد على تقنيات الهاتف المحمول كوسيطٍ رئيسيٍّ".
وعلى الرّغم من أنّ الشّركة بدأت تستقطب اهتمام المستثمرين من خارج المملكة، يؤكّد فريقها تركيزه الحاليّ على التّوسّع داخل السعودية قبل النّظر في التّوسّع الإقليميّ. وعلّق السّعدون: "نعم، نتلقّى اهتماماً من مستثمرين أفراد، مؤهلّين ومؤسّسيين من جميع أنحاء الخليج، لكنّنا نُركّز حاليّاً على ترسيخ حضورنا في المملكة، ونأمل في المستقبل القريب استكشاف فرص الاستثمار العابر للحدود".
وفي تأمّله لتجربته الرّياديّة، وما يتطلّبه بناء الثّقة في قطّاعاتٍ حسّاسةٍ كقطّاع المال، وجّه السعدون رسالةً للمؤسّسين الآخرين في هذا المجال، قائلاً: "لو كنتُ سأقدّم نصيحةً واحدةً لروّاد الأعمال الّذين يعملون في قطّاعاتٍ تعتمد على الثّقة العالية، مثل القطّاع الماليّ، فستكون: ابنِ الثّقة قبل أن تبني النّموّ. في منطقتنا، وفي قطّاعٍ تمسّ فيه القرارات حياة النّاس وخططهم المستقبليّة، لا تأتي المصداقيّة كأثرٍ جانبيٍّ، بل هي شرطٌ أساسيٌّ. فالتّكنولوجيا والابتكار وحتّى التّمويل ليست كافيةً ما لم تُبنَ على أسسٍ من الشّفافيّة، والتّوافق التّنظيميّ، والمساءلة الحقيقيّة أمام العملاء والشّركاء. ومنذ اليوم الأوّل، جعلنا من الثّقة حجر الأساس في تصميم منتجاتنا، واختيار شراكاتنا، وحتّى في تواصلنا، لأنّ الثّقة تتراكم، ومع تراكمها تُبنى الاستدامة".