Flat6Labs و Tamwilcom تتعاونان لدعم الشركات الناشئة بالمغرب
شراكةٌ استراتيجيّةٌ تطلق برنامجاً لدعم الشّركات المغربيّة في مجالات التّكنولوجيا المتقدّمة، مع التّركيز على التّوجيه لبناء منظومة ابتكارٍ مستدامٍ

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.
في خطوةٍ تهدف إلى تعزيز بيئة ريادة الأعمال في المغرب، أعلنت شركة "فلات 6 لابز" (Flat6Labs)، المتخصّصة في تسريع نموّ الشّركات النّاشئة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن شراكةٍ استراتيجيّةٍ مع مؤسّسة "تمويلكم" (Tamwilcom)، وهي مؤسّسةٌ تمويليّةٌ مغربيّةٌ.
تهدف هذه الشّراكة إلى إطلاق برنامج تطويرٍ متكاملٍ لدعم الشّركات النّاشئة المغربيّة في قطّاعاتٍ ذات إمكاناتٍ عاليةٍ، مثل: التّكنولوجيا الزّراعيّة، والتّكنولوجيا الماليّة، والصّناعة 4.0، والتّكنولوجيا الخضراء، والصّحة الرّقميّة، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضّخمة.
وفي تصريحٍ ليحيى حوري، رئيس البرامج في فلات 6 لابز، أوضح أنّ: "بيئة الشّركات النّاشئة في المغرب تمرّ بمرحلة تحوّلٍ مثيرةٍ؛ فالمغرب يتمتّع بطاقاتٍ شابّةٍ متزايدةٍ، ومواهب تقنيّةٍ، وأسسٍ اقتصاديّةٍ قويّةٍ، ودعمٍ حكوميٍّ متزايدٍ لريادة الأعمال والابتكار. وما يميّز المغرب هو موقعه الاستراتيجيّ، حيث يُعدّ جسراً طبيعيّاً بين أفريقيا وأوروبا والشّرق الأوسط، ممّا يوفر للشّركات النّاشئة إمكانيّة التّوسّع في أسواقٍ متعدّدةٍ".
شاهد أيضاً: شراكة بين G42 و Nvidia لتعزيز تكنولوجيا المناخ
وأضاف: "نحن في فلات 6 لابز نرى تنوّعاً حيويّاً في القطّاعات الّتي تشهد نموّاً، من التّكنولوجيا الماليّة والذكاء الاصطناعي إلى التّكنولوجيا الزّراعيّة والتّكنولوجيا الخضراء، مدفوعةً بالاحتياجات المحليّة والاتّجاهات العالميّة. يجعل هذا المزيج من المزايا الجغرافيّة، والقوّة الدّيموغرافيّة، وتنوّع القطّاعات من المغرب أحد أكثر البيئات الواعدة في المنطقة اليوم".
سيقدّم البرنامج، الّذي سيُنفّذ بالشّراكة مع تمويلكم، تمويلاً أوّليّاً محتملاً، وتوجيهاً مخصّصاً من خبراء الصّناعة، وتدريباً تقنيّاً وتطويراً للأعمال، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى المستثمرين والشّركات والجهات الحكوميّة.
ووفقاً لحوري، فإنّ الهدف من البرنامج ليس فقط تمويل الشّركات النّاشئة، بل تزويدها بالأدوات والشّبكات الّتي تحتاجها للنّموّ المستدام. وعلى المدى الطّويل، وبدعمٍ من رؤية المغرب الرّقميّ 2030، يهدف البرنامج إلى بناء جيلٍ من روّاد الأعمال المغاربة القادرين على توسيع شركاتهم المؤثّرة، وخلق فرص عملٍ، ودفع الابتكار في القطّاعات الحيويّة، وتعزيز مكانة المغرب كمركزٍ رائدٍ للشّركات النّاشئة ليس فقط إقليميّاً، بل عالميّاً.
من جانبه، علّق هشام زناتي سرغيني، المدير العامّ لتمويلكم، على الشّراكة مع فلات 6 لابز قائلاً: "مع تطوّر نظام الابتكار في المغرب وظهور جيلٍ جديدٍ من الشّركات النّاشئة التّكنولوجية ذات الإمكانات العالية، أدركت تمويلكم أن هذه الشّركات تحتاج إلى أكثر من مجرّد رأس مال، بل تحتاج أيضاً إلى توجيهٍ عمليٍّ، واتّصالاتٍ استراتيجيّةٍ، وإرشادٍ تشغيليٍّ. ومن خلال هذه الشّراكة، يمكن لتمويلكم الجمع بين آليات التّمويل الخاصّة بها ونموذج التسريع المثبت لفلات 6 لابز".
كما أشار سرغيني بشكلٍ خاصٍّ إلى النّجاح المبكّر لصندوق إنوف إنفست، وهو مبادرةٌ أطلقتها تمويلكم بالشّراكة مع وزارة الماليّة المغربيّة والبنك الدّوليّ، والّتي تهدف إلى دعم وتمويل الشّركات النّاشئة من مرحلة النّماذج الأوّليّة إلى إطلاق السّوق، وحتّى التّوسّع الدّوليّ.
وأوضح أنّه من خلال صندوق إنوف إنفست، اعتمدت تمويلكم استراتيجيّةً متعدّدة الطّبقات لرعاية الابتكار في مراحله المبكرة وتحويل الأفكار الواعدة إلى مشاريع قابلةٍ للتّوسّع: "من خلال صندوق إنوف إنفست، تنفّذ تمويلكم، من خلال شركائها، برامج حاضنة وتسريع في مرحلة ما قبل التّأسيس، تجمع بين التّدريب الموضوعيّ، والإرشاد الفرديّ لتنظيم ونضج المشاريع، والوصول إلى البنية التّحتيّة التّقنيّة المخصّصة لتطوير المنتجات".
لدعم الشّركات النّاشئة بشكلٍ أكبر أثناء توسّعها، قدّمت تمويلكم أيضاً ما يشير إليه سرغيني بـ "نموذج التّسريع العكسيّ"، والّذي يتم دمجه مباشرةً في صناديق الاستثمار التي تديرها: "هذا النّهج لا يضخّ فقط رأس المال في الشّركات في مراحل التّأسيس وما قبل السّلسلة أ، بل يمنحها أيضاً الوصول إلى الخبرات اللّازمة لإزالة حواجز النّموّ والاستعداد بشكلٍ فعّالٍ لجولات التّمويل اللّاحقة".
وأشار سرغيني إلى أنّ التّعاون الأخير مع فلات 6 لابز يأتي في الوقت المناسب لمساعدة الشّركات النّاشئة الواعدة، وتأمين تمويلٍ متتابعٍ، وتشكيل شراكاتٍ مؤسسيّةٍ عبر المنطقة. كما أكّد أنّ الشّراكة الجديدة مع فلات 6 لابز تمثّل خطوةً مهمّةً في جهود تمويلكم لتوسيع دعمها للشّركات النّاشئة ذات الإمكانات العالية؛ فقد قال: "تتوافق هذه الشّراكة مع المهمّة الأوسع لتمويلكم لتعزيز الابتكار من خلال دعم وتقوية النّظام البيئيّ لريادة الأعمال والتّكنولوجيا في البلاد، وتسهيل الوصول إلى رأس المال التّأسيسيّ".
بالنّسبة لروّاد الأعمال المغاربة الشّباب الّذين يتطلّعون إلى الدّخول في مجالاتٍ، مثل: الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الخضراء، شجّع حوري المؤسّسين الطّموحين على البدء بفهمٍ واضح ٍلسوقهم؛ فقد قال: "ابدأ بتطوير فهمٍ عميقٍ للتّحديّات المحليّة الّتي يمكن لتقنيتك معالجتها، إذ إنّ أنجح الشّركات النّاشئة هي تلك المبنيّة حول احتياجاتٍ سوقيّةٍ حقيقيّةٍ ومثبتةٍ. اجمع الفريق المناسب، واختبر ملاءمة منتجك للسّوق، وخذ الوقت الكافي للتنقّل في البيئة التّنظيميّة والتّشغيليّة لقطاعك".
كما أوصى حوري المؤسّسين بالتّركيز على بناء اتّصالاتٍ استراتيجيّةٍ، فقال: "البحث عن شراكاتٍ في وقتٍ مبكّرٍ، سواءً مع الشّركات، أو الأوساط الأكاديميّة، أو المبادرات الحكوميّة، هو ما سيجعلك تبرز حقّاً".
أخيراً، كن نشطاً ومرئيّاً. لا تتردد في التّفاعل مع نظامك البيئيّ المحليّ والإقليميّ، وشارك رؤيتك، واطلب التّعليقات، وتحدّث إلى أيّ شخصٍ قد يدعم رحلتك. وغالباً ما تأتي الفرصة المناسبة من محادثة لم تكن تتوقّعها.