Black Hat MEA يوسّع حضوره ليصبح أكبر ملتقى عالمي للأمن السيبراني

هذا المقال متوفّرٌ باللّغة الإنجليزيّة من هنا.

أضحى إصدار "بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا" (Black Hat MEA) لعام 2025، المنعقد بين 2 و4 ديسمبر 2025، أكبر تجمع عالمي في ميدان الأمن السيبراني، بعد أن سجّل الحدث نموّاً بلغت نسبته 55% مقارنة بالعام الماضي.

ونظّمت شركة "تحالف" (Tahaluf)، العاملة من المملكة العربية السعودية، بالشراكة مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز (Saudi Federation for Cybersecurity, Programming, and Drones – SAFCSP)، فعالية بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025 بين 2 و4 ديسمبر، مستقطبةً رؤساء أمن المعلومات (CISOs) وروّاد الأعمال وصانعي السياسات والباحثين، ومعهم أكثر من 14,000 زائر إلى مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم، على امتداد ثلاثة أيام من الإحاطات التقنية والجلسات المتخصّصة واستعراضات البحوث.

وعقب حفل الافتتاح، توجّه المهندس متعب القني (Muteb Alqany)، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، إلى الحضور قائلاً: “حين يلتقي المشاركون من أكثر من 163 دولة، ومعهم 500 علامة دولية و300 متحدّث، تغدو الرياض ملتقى الصناعة العالمية للأمن السيبراني. ويتّضح هدفنا المشترك: بناء عالم رقمي أكثر أمناً وذكاءً وقوّة. وما وراء هذا الحجم يكمن أثر واقعي– من دفع الشركات الناشئة الإقليمية إلى مصافّ المنافسة العالمية، إلى تقديم تدريب بمعايير رفيعة حاز 92% من الرضا. إنّنا نصوغ معاً مستقبل الفضاء السيبراني”.

وفي بيان آخر، قال فيصل الخميسي (Faisal Al-Khamisi)، رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز والرئيس المشارك لشركة تحالف: “يجسّد بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا التزام المملكة ببناء منظومة أمن سيبراني متقدّمة ترتكز على المعرفة المتخصّصة والخبرة الوطنية. ونواصل عبر شراكاتنا مع المؤسسات المحلية والدولية تمكين الحلول الوطنية كي تنافس وَفق المعايير العالمية”.

وعرض المتحدّثون في مختلف أروقة المكان أبحاثاً جديدة، وناقشوا الثغرات الناشئة، واستعرضوا منطق الاستغلال خلال جلسات Briefings و Deep Dive. واستقطب حرم بلاك هات (Black Hat Campus) المواهب اليافعة، ومنها كلمة رئيسية ألقتها خبيرة الأمن السيبراني ذات السبعة عشر عاماً باندانا كور (Bandana Kaur). ونال الحضور فرصة لاختبار خبراتهم التقنية تحت الضغط في منطقة النشاط (The Activity Zone)، المدعومة بصندوق جوائز قدره 1,000,000 ريال سعودي (270,000 دولار أمريكي)، إضافة إلى مختبرات Arsenal Labs و Terminal و Root Lounge.

وفي إحدى الجلسات الأولى، قدّم ديفون برايان (Devon Bryan)، الرئيس العالمي للأمن في شركة بوكينغ هولدينغز (Booking Holdings)، عرضاً يوضح الخطوات اللازمة لفهم الشبكة فهماً شاملاً وتحديد فجواتها الأمنية قبل أن يبادر المهاجمون إليها. وفي جلسة أخرى جمعت ريكاردو لافوس (Ricardo Lafosse) وغاري هايسليب (Gary Hayslip) والدكتورة تشينكسي وانغ (Dr. Chenxi Wang) ولانس جيمس (Lance James) وجايا بالو (Jaya Baloo)، جرى تفحّص التحوّل الذي أصاب مشهد التهديدات بين 2020 و2025 نتيجة تسارع دورات الهجوم وظهور أدوات الذكاء الاصطناعي وتغيّر متطلبات الدفاع.

وتناولت جلسة نقاشية جمعت جنيفر إويبنك (Jennifer Ewbank) وريتش بايش (Rich Baich) التحوّل الرقمي لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وواقع حماية جهاز استخباراتي يتعرّض باستمرار لمحاولات الخصوم لاختبار متانة دفاعاته. وقدّمت الجلسة رؤية معمّقة حول الصلابة التشغيلية على مستوى الوكالات.

وفي فترة ما بعد الظهر، تناول بيورن فاتنه (Bjørn Watne) من الإنتربول (INTERPOL) وعبدالله القحطاني (Abdullah AlQahtani) من وزارة الاستثمار (Ministry of Investment) الأبعاد الاقتصادية للمخاطر السيبرانية وكيف يُعاد ترتيب الموارد الحكومية وفق الأولويات. وأبرزت الجلسة الحاجة إلى استراتيجيات وطنية تستجيب لتحوّل قدرات المهاجمين.

وعند استعادة مشاهد اليوم الأول، قال ستيف دورنينغ (Steve Durning)، مدير برنامج بلاك هات الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة تحالف: “يفسّر ما حدث اليوم سبب قدوم العالم إلى الرياض؛ فقد شهدنا رؤساء أمن المعلومات وروّاد الأعمال وصانعي السياسات والباحثين يخوضون النقاش ويتعاملون مع المعضلات الشائكة. وهكذا تُبنى الصلابة. وقد رسم اليوم الأول إيقاع أسبوع تتحوّل فيه الأفكار إلى ممارسة، ويتحوّل التعاون فيه إلى قدرة”.

وأضافت أنابيل ماندر (Annabelle Mander)، النائب التنفيذي لرئيس شركة تحالف: “عكَس الزخم الذي اتّسم به اليوم الأول مدى ما بلغته المملكة في بناء صناعة للأمن السيبراني بمعايير عالمية. وغدت الرياض أحد المواقع التي يُكتب فيها مستقبل أمن الحكومات والمؤسسات”.