الرئيسية الذكاء الاصطناعي نور الحسن... حين ينبثق الذكاء الاصطناعي من الحرف والحرمان

نور الحسن... حين ينبثق الذكاء الاصطناعي من الحرف والحرمان

من &Tarjama; إلى Arabic.AI، تقود نور الحسن ثورة الذّكاء الاصطناعيّ العربيّ، بحلولٍ منبثقة من لغتنا، ومُتجذّرة في واقعنا

بواسطة فريق عربية.Inc
images header

لم تكن مسيرة نور الحسن في ريادة الأعمال مجرّد صدفةٍ أو اجتهادٍ فرديٍّ، بل كانت قراءةً واعيةً لنواقص منطقتنا، واستجابةً ذكيّةً بتأسيس حلولٍ قابلةٍ للتّوسّع تعالج تلك النّقائص من الجذور. ففي عام 2008، رصدت النّقص الفادح في المحتوى العربيّ ذي الجودة العالية، فقرّرت أن تطلق شركتها الأولى “ترجمة&” (&TARJAMA)، معتمدةً على تمويلٍ ذاتيٍّ خالصٍ، لتتحوّل لاحقاً إلى الكيان الأبرز في المنطقة في مضمار تكنولوجيا اللّغة. 

واليوم، تبحر الحسن صوب أفقٍ جديدٍ، أكثر طموحاً وتأثيراً، من خلال تأسيسها لشركة “عربيك.إيه آي” (Arabic.AI) في أبريل 2025، وهي شركة رائدة تقدّم حلول الذّكاء الصّناعيّ باللّغة العربيّة على مستوى المؤسّسات، مستندةً إلى طرازٍ محلّيٍّ، متجذّرٍ في احتياجات المجتمعات العربيّة وخصوصيّاتها. 

وقد نشأت فكرة Arabic.AI من قلب التّجربة الطّويلة الّتي خاضتها الحسن في قيادة &Tarjama، حيث كانت تعالج التّحدّيات اليوميّة للنّاطقين بالعربيّة، دون أن تغفل النّبض المتغيّر للتّكنولوجيا. وحين تسارعت وتيرة تبنّي الذّكاء الصّناعيّ عالميّاً، تبيّن لها أنّ المحتوى العربيّ، وخدمات العملاء، وسير العمل الحكوميّ، لا تزال تفتقر إلى دعمٍ معرفيٍّ ذكيٍّ يستوعب لغتنا ومنطقتنا. ومن هنا، جاءت Arabic.AI كاستجابةٍ عميقةٍ لتلك الثّغرات، مزوَّدةً بنموذجٍ لغويٍّ كبيرٍ خاصٍّ بها حمل اسمَ “بُرُونُويَا” (Pronoia)، الذي تفوَّق منذُ إطلاقِه على نماذجٍ عالميّةٍ مثل “جِي بِي تِي-4” (GPT-4) و“دِيبْ سِيك” (DeepSeek) و“كُوهِيير” (Cohere)، وتربَّع على عرش منصّة ““هاغِنغ فيس” (Hugging Face) كأفضل نموذجٍ عربيٍّ مفتوح المصدر في ديسمبر الماضي. 

وتؤمن الحسن بأنّ منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست مجرّد مستهلكٍ للتّكنولوجيا، بل فاعلٌ جوهريٌّ في صياغتها. تقول بوضوحٍ: "لن نكون مجرّد مستهلكين للذّكاء الصّناعيّ؛ بل سنشكّله بأنفسنا". ثمّ تردف: "عبر الاستثمار في نماذج نابعةٍ من اللّغة العربيّة وخصوصيّات القطاعات، ترسم المنطقة موقعها كلاعبٍ عالميٍّ في مستقبل الذّكاء الصّناعيّ. وبفضل موقعها الجغرافيّ، وشبابها المتمرّس تقنيّاً، وقياداتها الطّامحة، تتهيّأ المنطقة لقيادة استخدامات الذّكاء الصّناعيّ في اللّغة، والحوكمة، والمدن الذّكيّة، والاستدامة". 

وترى الحسن أنّ مفتاح الرّيادة يكمن في الحلول المحلّيّة الّتي تلامس المشاكل الحقيقيّة. وتصرّح: "مستقبل الذّكاء الصّناعيّ في الخليج سيكون متجذّراً بعمقٍ في المحلّيّ، يعالج تحدّياتٍ واقعيّةً في قطاعات الحكومة، والماليّة، والطّبّ، والتّعليم". وتضيف: "ما يحمّسني أكثر هو الانتقال من استيراد الأدوات، إلى بناء أدواتنا الخاصّة الّتي تنطلق من لغتنا وتخاطبنا نحن. الذّكاء الصّناعيّ سيكون المحرّك لتنوّع الاقتصاد، وتحقيق السّيادة الرّقميّة، وخلق وظائف جديدةٍ، وتصدير تكنولوجيا عربيّةٍ إلى العالم". 

وتبشّر الحسن بمستقبلٍ تقوده أنظمة ذكاءٍ اصطناعيٍّ محلّيّة، تمتلك القدرة على "الاستدلال، واتّخاذ القرار بشكلٍ ذاتيٍّ، والتّكيّف مع القيم الثّقافيّة والمجتمعيّة والقانونيّة في منطقتنا". وتنبّه إلى أنّ "غالبيّة النّماذج العالميّة تنطلق من افتراضاتٍ غربيّةٍ"، وتؤكّد أنّ "بناء ذكاءٍ اصطناعيٍّ يجسّد لغاتنا وقيمنا وتفاصيل مجتمعاتنا، كفيل بأن يطلق موجة تبنٍّ غير مسبوقةٍ، ويمنح منطقتنا مكانةً عالميّةً كمرجعٍ في أنظمة الذّكاء الثّقافيّ المدرك". 

وإذا كان أحدهم يسعى لاتّباع هذا الدّرب، فعليه أن يأخذ بنصيحتها الأولى: "ابدأ قبل أن تتقن. فالإبداع الحقيقيّ لا ينتظر الكمال؛ بل ينبثق من حاجةٍ حيّةٍ في مجتمعك. لا تطارد العناوين، بل اصنع الأثر". 

نُور الحَسَن كانت من بين الأسماء البارزة في مشهد الذّكاء الاصطناعيّ، ممّن خصّهم ملفُّ "صُنّاع التّحوُّل" (Gamechangers) بالتّكريم، وذلك ضمن تحقيقٍ خاصّ نشرته مجلّة "عربية .Inc" في عدد إبريل/مايو 2025.

للاطّلاع على القائمة الكاملة لـ Gamechangers، يُرجى الضغط هنا.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لآخر أخبار الستارت أب والأعمال
آخر تحديث:
تاريخ النشر: